صدّقت نيجيريا رسميا على دخول شركة البترول الوطنية النيجيرية في اتفاقية مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “سيدياو”، لبناء خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب.
والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس أو سيدياو)، تأسست عام 1975، وهي منظمة اقتصادية دولية تهتم بتطوير الاقتصاد في منطقة الغرب الإفريقي ويقع مقرها في العاصمة النيجيرية “أبوجا”، وتضم المجموعة في عضويتها 15 من دول غرب إفريقيا، وهي: بنين، بوركينا فاسو، الرأس الأخضر، ساحل العاج، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، ليبيريا، مالي، النيجر، نيجيريا، السنغال، سيراليون، توغو.
وجاءت المصادقة في تصريح لوزير الدولة للموارد النفطية النيجيري تيميبري سيلفا، في تصريح للصحافة عقب اجتماع للمجلس التنفيذي الفدرالي النيجيري (مجلس الوزراء)، أمس الأربعاء، وفق ما ذكرت وكالتا الأنباء الرسمية بكل من المغرب ونيجيريا.
وقال سيلفا إن المشروع وصل مرحلة التصميم الهندسي الأولي، مضيفا أن “خط الأنابيب سينقل الغاز عبر عدة دول في غرب إفريقيا، إلى المغرب، ومن خلاله إلى إسبانيا وأوروبا”.
وسيربط خط أنابيب الغاز النيجيري مختلف الدول الساحلية في غرب إفريقيا، ليصل إلى طنجة، ومنها إلى قاديش بإسبانيا.
وسيمتد أنبوب الغاز على طول 5660 كلم، وسيتم تشييده على عدة مراحل ليستجيب للحاجة المتزايدة للبلدان التي سيعبر منها وأوروبا، خلال 25 عاما القادمة.
وسيمر الأنبوب بكل من بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.
نيجيريا: روسيا مهتمة بالاستثمار في خط أنابيب غاز إلى المغرب
وزير الدولة النيجيري للموارد البترولية يكشف أنّ روسيا “أبدت اهتمامها بالاستثمار في مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي”، ويؤكد رغبة الحكومة بدء المشروع قبل 2023.
قال وزير الدولة النيجيري للموارد البترولية تيميبر سيلفا ، اليوم الإثنين، إنّ روسيا أبدت اهتمامها بالاستثمار في مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي المطروح منذ 2016.
ووقعت نيجيريا والمغرب لأول مرّة اتفاقية بشأن المشروع في كانون الأول/ديسمبر 2016. وإلى جانب ربط البلدين، من المتوقع أيضاً أن يربط خطّ الأنابيب البالغ طوله 5660 كيلومتراً بعض البلدان الأفريقية الأخرى بأوروبا.
وقال الوزير تيميبر سيلفا للصحافيين في أبوجا: “كان الروس معي في المكتب الأسبوع الماضي. إنّهم يرغبون بشدة في الاستثمار في هذا المشروع وهناك الكثير من الأشخاص الآخرين الذين يرغبون أيضاً في الاستثمار في المشروع”.
وأوضح: “هذا خط أنابيب سينقل غازنا عبر العديد من البلدان في أفريقيا، وأيضاً على طول الطريق إلى حافة القارة الأفريقية، حيث يمكننا الوصول إلى السوق الأوروبية كذلك”.
وكشف سيلفا أنّ “حكومة الرئيس محمد بخاري تأمل في بدء المشروع على الأقل قبل مغادرته منصبه في أيار/مايو 2023″، فيما لم يذكر أية تفاصيل حول تكلفة المشروع والميزانيات المرصودة له.
وكانت شركة “وورلي بارسونز” الأسترالية أعلنت، الأسبوع الفائت، أنّها ستتولى مهمّة إدارة المرحلة الثانية من الدراسات الهندسية لمشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، موضحةً أنّ “الشركة الفرعية Intecsea” في هولندا ستتكلّف بتنسيق مرحلة التصميم والهندسة في الأشهر المقبلة، ما سيُسرّع وتيرة تشييد المشروع الضخم”.
وكانت المملكة المغربية ونيجيريا أطلقتا رسمياً دراسة جدوى مشروع عملاق لخط أنابيب الغاز، الذي يُفترض أن يعبر 12 دولة تضم 300 مليون نسمة، قبل وصوله إلى الأسواق الأوروبية.
وحسب تفاصيل المشروع، فإنّ “الدول التي تتوافر لديها حقول الغاز سيتم ضخ إنتاجها في خط الأنابيب هذا، بينما ستستفيد منه الدول الأخرى غير المنتجة للغاز لأغراض تنموية”.
وتعتبر نيجيريا غنية بالهيدروكربونات، لكنها تنتج القليل من الكهرباء، ممّا يجعل صناعاتها غير قادرة على المنافسة.
اقرأ أيضاً: الغاز النيجيري باب جديد للصراع بين الجزائر والمغرب
قال موقع “موند أفريك” الفرنسي إن التقارب بين أبوجا والرباط في مشروع خط أنابيب ضخم لنقل الغاز النيجيري إلى شمال أفريقيا وأوروبا، فتح بابا جديدا للصراع بين المغرب والجزائر.
وهناك انسداد في العلاقات بين الجزائر والمغرب على خلفية ملفي الحدود البرية المغلقة منذ عام 1994، وقضية إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة “البوليساريو”، المدعومة من الجزائر، إضافة إلى ملف تطبيع المغرب مع إسرائيل مؤخرا.
وذكر الموقع أن الرباط تضع ثقلها بالكامل خلف المشروع ونجحت بالفعل، عبر حملة دبلوماسية مكثفة في إقناع نيجيريا بأن المغرب هو الشريك الأكثر موثوقية للتعاون معه في مشروع خط الأنابيب المذكور.
ولفت الموقع إلى أن نجاح المساعي المغربية في استمالة نيجيريا للتعاون معها في المشروع سوف يأتي حساب المصالح الجزائرية، لاسيما في مشروع مشترك تسعى الأخيرة لإقامته مع نيجيريا التي تمتلك احتياطيًا ضخمًا من الغاز، فهي الأولى في أفريقيا والسابعة في العالم.
ووفق التقرير، فإن نيجيريا والمغرب يبحثان حتى الآن عن مصادر لتمويل مشروع الغاز، بحسب تصريحات أدلى بها وزير النفط النيجيري “تيميبري سيلفا” قبل يومين، حيث أكد أن خط الأنابيب سيكون امتدادا لخط أنابيب ينقل الغاز من جنوب نيجيريا إلى بنين وغانا وتوجو منذ 2010.
وأضاف “نريد أن نوصل خط الأنابيب نفسه هذا إلى المغرب على طول الساحل. اليوم ، ما زال (المشروع) قيد الدراسة”.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، حظيت احتياطات النفط في أفريقيا باهتمام متزايد حيث يبحث الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص عن بدائل لإمدادات الغاز من روسيا.
ووفق الموقع الفرنسي، فقد أثارت تصريحات الوزير النيجيري قلقًا شديدًا للجزائر؛ لأنها تعني أن المغرب يبني تحالفًا متينًا مع نيجيريا لتنفيذ مشروع استراتيجي ضخم لمستقبل الغاز الطبيعي في العالم.
وذكر الموقع أنه من المرجح أن يتحقق هذا التحالف على حساب مصالح الجزائر، التي تقود المناقشات منذ عام 2002 لمشروع خط أنابيب مماثل يعبر منطقة الساحل من أجل إعادة تصديره بعد ذلك إلى أوروبا باستخدام البنى التحتية القائمة التي تسمح بتسليم الغاز الجزائري إلى إسبانيا أو إيطاليا
واعتبر أن هذه تصريحات الوزير تظهر أن المشروع “المغربي” يخطو خطوات كبيرة، ومن ناحية أخرى توقف مشروع خط أنابيب الغاز الذي يبلغ طوله 4000 كيلومتر، والذي يسمى خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، والذي يمتد من نيجيريا إلى الجزائر عبر النيجر.
وتابع أن نيجيريا لا تخفي عدم ثقتها في خط الأنابيب مع الجزائر ؛ بسبب صعوبات التمويل التي تؤثر على الجزء الأول من خط الأنابيب القائم على امتداد مدن أجاكوتا ، كادونا، كانو النيجيرية.
وأكد أنه “في مواجهة هذه الصعوبات المحلية يتطلع العديد من القادة النيجيريين إلى المزايا التي وعد بها خط أنابيب الغاز النيجيري-المغربي، والذي يربط عملاق غرب أفريقيا بالمغرب، على الساحل، ويربط ما مجموعه 11 دولة في المنطقة.
المصدر | الخليج الجديد – القناة – مواقع إلكترونية