كشف وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، عن أوجه صرف إيرادات النفط السعودي “غير المتوقعة” الناتجة عن ارتفاع أسعار الخام، والتى قاربت من حاجز الـ140 دولارًا للبرميل في مارس/آذار الماضي.
ومن المقرر أن تُستغل إيرادات صادرات النفط السعودي “غير المتوقعة” في دعم صندوق الثروة السيادي وتعزيز الاحتياطيات الأجنبية في المملكة؛ إذ حققت السعودية مكاسب ضخمة من أسعار الطاقة التي ارتفعت على نحو ملحوظ منذ العام الماضي؛ ما سيمكنها من تحقيق أول فائض في الميزانية منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
وأوضح محمد الجدعان أن المملكة ستحتفظ بإيرادات النفط غير المتوقعة في حساب جارٍ حكومي حتى نهاية عام 2022، ثم تقرر العام المقبل كيفية توزيع هذه الأموال.
توظيف إيرادات النفط السعودي
في الماضي، كان ارتفاع أسعار النفط والإنتاج يُترجَم سريعًا إلى ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية والودائع في البنوك المحلية، وغالبًا ما يؤدي إلى زيادة سريعة في إنفاق الحكومة.
إلا أن الحكومة السعودية ستنتظر هذه المرة حتى “بعد تحقيق الفائض؛ أي بعد إقفال السنة المالية” في ديسمبر/كانون الأول المقبل، بحسب تصريحات الجدعان؛ إذ أكد الوزير -في تصريح لوكالة بلومبرغ اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن الحكومة لن تنفق الأموال إلا بعد إعادة بناء احتياطياتها التي استُنفدت خلال 8 سنوات من أسعار النفط المنخفضة.
وأضاف أنه يمكنها بعد ذلك استخدام بعض الأموال لسداد الديون، أو ضخها في أدوات الاستثمار الحكومية، بما في ذلك صندوق الاستثمارات العامة القوي وصندوق التنمية الوطني، المعني بالبنية التحتية المحلية.
وقال: “الفائض المحقق في الربع الأول من العام يظهر في الحساب الجاري للحكومة، ولم يودع بعد في الاحتياطيات الحكومية، ولم يُحوَّل إلى مجموعات أخرى”.
ارتفاع إيرادات النفط السعودي
ارتفع الحساب الجاري للحكومة لدى البنك المركزي بمقدار 70 مليار ريال (19 مليار دولار) في الربع الأول من العام، عندما سجلت المملكة فائضًا في الميزانية قدره 15 مليار دولار؛ إذ شهدت السعودية ارتفاعًا في الإيرادات على خلفية ارتفاع أسعار النفط بمقدار 100 دولار، وزيادة الإنتاج.
وقال الجدعان -على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس- إنه من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للنفط بنسبة 19% هذا العام.
وإذا ظلت أسعار النفط الخام عند هذا الارتفاع؛ فقد يصل إجمالي صادرات النفط السعودي إلى ما يُقدَّر بنحو 287 مليار دولار هذا العام، وفقًا لكبير اقتصاديي الأسواق الناشئة في بلومبرغ إيكونوميكس، زياد داود.
وقال وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم، لـ”بلومبرغ” في مقابلة في دافوس: “المكاسب غير المتوقعة من الإيرادات الإضافية التي سنحصل عليها من ارتفاع أسعار النفط ستُستثمر بشكل أساسي في المرونة”.
وأضاف: “سواء كان تجديد الاحتياطيات، أو سداد الديون، أو الاستثمار في مشروعات تحويلية فريدة من خلال صندوق الثروة الخاص بنا؛ فهذا يساعدنا حقًا في تسريع خطط التنويع”.
مواجهة تقلب أسعار النفط
في إطار برنامج فصل الاقتصاد عن تقلب أسعار النفط؛ قال الجدعان إن الحكومة حددت حدًا أدنى وسقفًا لمستوى احتياطياتها باعتبارها نسبة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال إن هذه المستويات تهدف إلى ضمان أن يكون لدى الحكومة ما يكفي “للتعامل مع الصدمات الاقتصادية الخارجية، ولكن في الوقت نفسه الاستفادة من الإيرادات الفائضة لتوليد عوائد أفضل من خلال التخصيص لصندوق الاستثمارات العامة وصندوق التنمية الوطني”، حسبما نقلت صحيفة “فايننشال تايمز”.
وتابع: “نحن بحاجة للتأكد من أن لدينا نفقات مستدامة يمكن التنبؤ بها لا تتقلب مع أسعار النفط.. وإلا فسنعود إلى الممارسات السابقة عندما يكون لديك المزيد من الإيرادات؛ فإنك تنفق أكثر، وعندما لا تكون لديك إيرادات؛ فإنك تنفق أقل، وهو أمر صعب للغاية بالنسبة للاقتصاد”.
كما قال: “من الخطأ بناء احتياطيات غير ضرورية داخل الحكومة.. سيكون النقاش هو: هل هناك فرصة متاحة لك دون زيادة سخونة الاقتصاد؟ هل يمكنك تسريع برامجك، وتخصيص المزيد لصندوق التنمية الوطني لتمويل مشروعات القطاع الخاص وصندوق الاستثمارات العامة؟”.
تنويع الاقتصاد السعودي
على مدى السنوات الـ7 الماضية، رفعت السعودية مستويات ديونها، واستفادت من احتياطياتها، وخفضت دعم الطاقة والوقود، وضاعفت ضريبة القيمة المضافة 3 مرات، مع المضي قدمًا في برنامج إنفاق ضخم يقوده صندوق الاستثمارات العامة.
إلا أنها كانت أحد المستفيدين الرئيسين من ارتفاع أسعار النفط الخام هذا العام؛ إذ ارتفعت إيرادات صادرات النفط السعودي في الربع الأول من العام إلى 49 مليار دولار، بزيادة 58% مقارنةً بالمدّة نفسها من عام 2021.
وكان مسؤولون قد قالوا -في السابق- إن الكثير من الأموال الإضافية ستُستخدم لتسريع الجهود لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، المصدر الرئيس حاليًا للدخل في المملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضاً: كيف تحدد أرامكو سعر برميل النفط السعودي 2022؟ (تقرير)
تحدد شركة أرامكو، سعر برميل النفط السعودي 2022 شهريًا، للأسواق الآسيوية والأوروبية والأميركية، وهو التوجه الذي تخالف به دولًا خليجية أخرى مثل عمان والكويت، اللتين تصدران نشرات الأسعار يوميًا.
وتحدد أرامكو الأسعار الرسمية لبيع النفط الخام إلى آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، بناءً على عدّة عوامل، أبرزها تحرّك أسعار النفط العالمية، بالإضافة إلى حركة البيع والعرض والطلب، بجانب عوامل أخرى تتعلق بحجم الإنتاج والاحتياطي والاستهلاك.
خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، تنوّعت عروض أرامكو على سعر برميل النفط السعودي 2022، إذ ارتفع السعر في بعض النشرات، وقدّمت الشركة تخفيضات في نشرات أخرى، استجابة للحركة العالمية للنفط والطلب عليه.
أسعار النفط المباشرة
بشكل شهري، تعلن أرامكو سعر برميل النفط السعودي 2022 للأسواق الخارجية، في نشرة مستقلة تصدر يوم 5 من كل شهر.
في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت أرامكو أسعار البيع الرسمية للخام العربي الخفيف لشحنات يناير/كانون الثاني 2022، لعملائها في آسيا وأوروبا وأميركا، إذ رفعت سعر البيع إلى آسيا بواقع 3.30 دولارًا للبرميل فوق متوسط عمان/دبي، بزيادة تُقدَّر بنحو 0.60 دولارًا عن ديسمبر/كانون الأول.
وباعت الشركة نفطها إلى شمال غرب أوروبا، بعدما حددت أسعار البيع عند 1.30 دولارًا للبرميل عن خام برنت في بورصة إنتركونتننتال، وللولايات المتحدة عند 2.15 دولارًا فوق مؤشر آرغوس.
وفي الشهر التالي، أعلنت أرامكو سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف لشحنات فبراير/شباط، إذ حددته إلى آسيا عند 2.20 دولارًا فوق متوسط عمان/دبي لشهر فبراير/شباط، أي أقلّ بنحو 1.10 دولارًا للبرميل عن علاوة شهر يناير/كانون الثاني.
وجاء قرار الأسعار الجديد لشهر فبراير/شباط بعد قرار تحالف أوبك+ بالاستمرار في زيادة الإنتاج بنحو 400 ألف برميل شهريًا، خلال الشهر نفسه.
الغزو الروسي لأوكرانيا
أربكت التحركات العسكرية الروسية في أوكرانيا -في 24 فبراير/شباط- أسعار النفط العالمية، وأثّرت في سعر برميل النفط السعودي 2022، إذ رفعت أرامكو السعودية أسعار الخام لأسواق آسيا لشهر مارس/آذار، بنحو 0.6 دولارًا، مقارنة بشهر فبراير/شباط، إذ وصل إلى 2.8 دولارًا، وهو أعلى سعر منذ مارس/آذار 2020.
واستمرت هذه الهزة في شهر أبريل/نيسان التالي، إذ حددت الشركة السعودية أسعار البيع الرسمية للخام العربي الخفيف لشحنات هذا الشهر لعملائها في آسيا بنحو 4.95 دولارًا للبرميل فوق متوسط عمان/دبي لشهر أبريل/نيسان، بارتفاع 2.15 دولارًا عن مارس/آذار.
كما رفعت أرامكو سعر بيع الخام لشمال غرب أوروبا عند 1.60 دولارًا للبرميل دون سعر خام برنت في بورصة إنتركونتننتال، بارتفاع قدره 1.70 دولارًا، وارتفع سعر البيع للولايات المتحدة عند 3.45 دولارًا فوق مؤشر آرغوس، بزيادة دولار واحد عن شحنات مارس/آذار.
سعر برميل النفط السعودي 2022 اليوم مباشر
شهد سعر برميل النفط السعودي 2022، المبيع من أرامكو لعملائها في آسيا وأوروبا وأميركا لشهر مايو/أيار، ارتفاعًا قياسيًا، إذ باعت الشركة خامها العربي الخفيف إلى آسيا بارتفاع 9.35 دولارًا للبرميل فوق متوسط عمان/دبي لشهر مايو/أيار، بارتفاع 4.4 دولارًا عن أبريل/نيسان.
ويعدّ هذا الارتفاع هو الأعلى بعد ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها خلال 14 عامًا، كما حددت سعر بيع شحنات الخام العربي الخفيف لشهر مايو/أيار إلى أوروبا بارتفاع 3 دولارات، عند 4.60 دولارًا للبرميل فوق خام برنت.
ورفعت أرامكو سعر البيع الرسمي إلى الولايات المتحدة بنحو 2.20 دولارًا، عند علاوة قدرها 5.56 دولارًا للبرميل فوق مؤشر أرغوس.
أسعار أرامكو
بعد أشهر من الارتفاع المتواصل في سعر برميل النفط السعودي 2022 إلى آسيا وأوروبا، قررت شركة أرامكو خفض أسعار البيع الرسمية لخاماتها القياسية إلى آسيا وأوروبا وأميركا، في يونيو/حزيران، بنسبة 50% مقارنة بالشهر الماضي.
وجاء القرار السعودي متزامنًا مع موجة انتشار جديدة وأكثر شراسة لفيروس كورونا في عدد من دول قارّة آسيا، وخاصة الصين، أدت إلى تراجع الطلب على النفط خلال المدة الأخيرة.
وخفضت أرامكو سعر البيع الرسمي لشحنات الخام العربي الخفيف إلى آسيا، عند 4.40 دولارًا للبرميل فوق متوسط عمان/دبي، مقارنة مع 9.35 دولارًا للبرميل فوق متوسط عمان/دبي في مايو/أيار، و4.4 دولارًا في أبريل/نيسان.
كما تراجعت أسعار البيع الرسمية لشحنات الخام العربي الخفيف لشمال غرب أوروبا، عند 2.10 دولارًا للبرميل فوق خام برنت في بورصة إنتركونتننتال، مقارنة بـ4.60 دولارًا في مايو/أيار الجاري، في حين أبقت الشركة السعودية على سعر البيع للولايات المتحدة، عند 5.65 دولارًا للبرميل فوق مؤشر أرغوس.
سعر برميل النفط اليوم مباشر
في إطار الحديث عن سعر برميل النفط السعودي 2022، فقد شهدت أسعار الخام تقلبًا اليوم الإثنين 16 مايو/أيار، فبعد انخفاضها في التعاملات الصباحية بأكثر من 1%، عاودت الارتفاع مرة أخرى في منتصف اليوم.
فبحلول الساعة 04:30 مساءً بتوقيت غرينتش (07:30 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو/حزيران بنحو 1.40% إلى 112.95 دولارًا للبرميل.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر يونيو/حزيران بنحو 2.5% إلى 112.80 دولارًا للبرميل.
المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية