كشف باحثون أميركيون عن وجود رابط بين انقراض الحيوانات الكبيرة من آكلات الأعشاب التي اختفت قبل آلاف السنين وحدوث تغير في خارطة حرائق الغابات في مختلف مناطق العالم.
ويربط علماء المناخ بين تفشي حرائق الغابات خلال السنوات الأخيرة وظاهرة التغيرات المناخية، لكن هؤلاء العلماء يسعون إلى إيجاد تفسير جديد وإضافي لهذه الحرائق بالعودة إلى الماضي السحيق.
الأعشاب وقود حرائق الغابات
وأوضحت الدراسة -التي نشرت في مجلة ساينس (Science) الأميركية يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- أن الأعشاب تشكل وقود حرائق الغابات، وأن آكلات العشب الضخمة كانت تلتهم كميات كبيرة منها، وهذا يقلص فرص اشتعال الحرائق ويحد أيضا من سرعة انتشارها.
شهد العالم في الفترة الممتدة ما بين 6 آلاف سنة و50 ألف سنة الماضية انقراض عدد كبير من أنواع الحيوانات الضخمة التي تتغذى على الأعشاب، وهي الفترة التي شهدت بعدها زيادة كبيرة في حرائق الغابات.
وقالت الباحثة المشاركة في هذه الدراسة أليسون كارب من معهد الإيكولوجيا والبيولوجيا التطورية في جامعة ييل بأميركا (Yale University) في البيان الصحفي الصادر عن الجامعة إنهم وجدوا أن حرائق الغابات انتشرت بكثرة في الأماكن التي شهدت أكبر عدد من موجات الانقراض.
أجرى الباحثون دراستهم بالتعاون مع متحف التاريخ الطبيعي في يوتا بأميركا (Utah Museum of Natural History)، والذي زودهم بقائمة الثدييات الضخمة التي عاشت في الماضي في مختلف مناطق العالم وانقرضت، وقارنوا فترة انقراضها بظهور حرائق الغابات، وذلك في حوالي 410 مناطق.
ووجد الباحثون أن أميركا الجنوبية فقدت أكبر عدد من آكلات الأعشاب وذلك بنسبة 83%، تلتها أميركا الشمالية بنسبة 68%، ولذلك فإن حرائق الغابات شهدت انتشارا كبيرا خلافا لأفريقيا وأستراليا التي لم تشهد انتشارا كبيرا لحرائق الغابات لأن الانقراض لم يكن واسعا فيها.
الرعي ومكافحة حرائق الغابات
ومن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة هي أهمية الرعي في مكافحة حرائق الغابات والحد من انتشارها السريع، حيث خلصت إلى أن قيام الحيوانات البرية والرعوية باستهلاك الأعشاب اليابسة التي تشكل وقود الحرائق هو في حد ذاته يضع حدا لانتشار حرائق الغابات وتقليص سرعتها.
وقالت الباحثة المشرفة على الدراسة كارلا ستيفر -من معهد الإيكولوجيا والبيولوجيا التطورية بجامعة ييل- في البيان الصحفي “هذا العمل يبرز بوضوح مدى أهمية وجود الحيوانات الآكلة للأعشاب في الحد من انتشار حرائق الغابات أو التخفيف منها، وأيضا للتأقلم مع التغيرات المناخية، باعتبار أن هذه الظاهرة هي السبب الرئيسي حاليا في انتشار حرائق الغابات”.
وأضافت الباحثة أنه بات من الأفضل مراعاة هذا الموضوع في كل عمليات مكافحة حرائق الغابات “يجب علينا الاهتمام بالدور الذي يمكن أن تلعبه الحيوانات الآكلة للأعشاب في كل عمليات التنبؤ بحرائق الغابات ومكافحتها”.
المصدر : الجزيرة