استحوذت شركة “سيغنال إدونا” على أكبر محطة للطاقة الشمسية في أوروبا بقدرة تصل إلى 650 ميغاواط.
جاء ذلك بعدما توصلت شركة التطوير الألمانية “موفون إنرجي” إلى اتفاق لبيع المشروع إلى شركة “سيغنال إدونا”، وفرعها المالي “هانسينفيست ريل آسيتس”، حسب موقع إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global Platts).
ومن المتوقع أن يصبح المشروع، الواقع على بحيرة هاينر بالقرب من مدينة لايبزيغ بشمال ألمانيا، أكبر محطة طاقة شمسية في أوروبا فور الانتهاء من بنائه، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
أكبر محطة للطاقة الشمسية في أوروبا
أُقيمت مراسم وضع حجر الأساس لأكبر محطة للطاقة الشمسية في ألمانيا وأوروبا، أمس الأربعاء يونيو/حزيران، في منجم سابق لليغنيت (الفحم البني) بشرق ألمانيا.
ويخطط مطور المشروع “موفن إنرجي” لبدء العمليات التجارية في الربع الثاني من عام 2023.
وقالت الشركة -ومقرها ألمانيا- إنها مسؤولة عن تركيب أكثر من 1.1 مليون وحدة شمسية بسعة إجمالية تبلغ 650 ميغاواط بحلول الربع الثاني من عام 2023.
وكشفت الشركة عن أنها ستوفر الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية لعملاء في قطاع الصناعة والقطاعات الأخرى كثيفة الاستهلاك للطاقة عبر اتفاقيات طويلة الأجل لشراء الكهرباء.
وقال رئيس وزراء ولاية ساكسونيا الألمانية، مايكل كريتشمر، إن تأسيس محطة “ويتزنيتز إنرجي بارك” فوق منجم “ويتزنيتز 2” السابق للفحم سيقدم مساهمة كبيرة في التخلص التدريجي من الفحم البني بحلول عام 2038 على أبعد تقدير.
ويتماشى ذلك مع أهداف وزارة الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي، التي تأمل أن تبلغ السعة السنوية للطاقة الشمسية في العام الجاري 7 غيغاواط، وتوسيعها إلى 9 غيغاواط في عام 2023، و13 غيغاواط في عام 2024، وصولًا إلى إجمالي يبلغ 215 غيغاواط بحلول عام 2030.
دعم المشروعات الخضراء
من المتوقع أن يدعم المشروع الأنشطة الزراعية أسفل وحدات الطاقة الشمسية في مساحة تتراوح بين 5 و10 هكتارات.
وتخطط شركة “سيغنال إدونا” لبناء منشأة لتخزين الهيدروجين لتلبية احتياجاتها من الكهرباء، إلى جانب محطات شحن سريعة للسيارات والدراجات.
ونظرًا إلى قرب المشروع من البنية التحتية الحالية، لن يتطلب إنشاء خطوط كهرباء، وتدرس الشركة ربط الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية بالمحللات الكهربائية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، حسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
التحول إلى الطاقة المتجددة
رغم أن عدد ساعات سطوع الشمس منخفض في ألمانيا، فإنها تعد واحدة من أكبر منتجي الطاقة الشمسية في العالم.
وبفضل القدرات الإنتاجية البالغة 60 غيغاواط في عام 2021، احتلت البلاد المرتبة الرابعة عالميًا، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).
في الوقت نفسه، تسعى ألمانيا لزيادة قدراتها من الطاقة الشمسية لدعم التحول إلى الطاقة المتجددة.
ويعني ذلك بناء المزيد من أنظمة الطاقة الشمسية المثبتة على الأرض، وإضافة ألواح شمسية على أسطح المباني.
وخلال العام الماضي، أنتج مشغلو الطاقة الشمسية قرابة 10% من صافي استهلاك الكهرباء في البلاد، من إجمالي حصة الطاقة المتجددة البالغة 46%، وفقًا لجمعية فراونهوفر للأبحاث.
وخلال شهري مارس/آذار وأغسطس/آب 2021، تجاوز إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية جميع محطات الفحم مجتمعة، وفي يونيو/حزيران 2021، أنتجت الطاقة الشمسية 7.99 تيراواط/ساعة من الكهرباء، ويمثل ذلك 25.6% من صافي توليد الكهرباء.
وتستعد وزارة الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي الألمانية لتسريع التوسع في الطاقة المتجددة، لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي بحزمة جديدة من الإجراءات.
ووفقًا لما أعلنته، ستشكل الطاقة الخضراء نسبة 80% من مزيج الطاقة بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 40% في الوقت الراهن.
ومن المتوقع إجراء المزيد من التغييرات التشريعية خلال العام الجاري، بداية من تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في قطاع النقل، إلى تعزيز مستويات كفاءة الطاقة في المباني.
اقرأ أيضًا: تطوير الطاقة المتجددة والرياح.. خطة ألمانيا للاستغناء عن الإمدادات الروسية
في أول الحلول المطروحة للاستغناء عن واردات الطاقة الروسية، طوّرت ألمانيا خطط الطاقة المتجددة والرياح، ورفعت سقف أهداف مساهمتها في مزيج الكهرباء بالبلاد.
وأعلنت برلين خطة مقترحات تحمل أهدافًا أكثر طموحًا من خطط الطاقة المتجددة المطروحة قبل أشهر؛ بما يتناسب مع المستجدات الحالية؛ إذ تأتي تلك الخطوة عقب تصاعد الخلاف الأوروبي-الروسي على خلفية غزو موسكو لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
وقبيل الغزو مباشرة، جمّدت ألمانيا مشروع الغاز الروسي لخط نورد ستريم2، وتطور الأمر سريعًا بين موسكو وأوروبا من جهة، وبينها وبين ألمانيا من جهة أخرى، كان أحدثها إعلان عملاق الغاز الروسي غازبروم تخارجها من برلين قبل أسبوع.
وداعًا لإمدادات روسيا
عوّلت ألمانيا على التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والرياح لمواجهة السيطرة الروسية على إمدادات الغاز لأوروبا، بعدما أدركت دول القارة العجوز أهمية الاستناد لمصادر موثوقة والاكتفاء الذاتي -والمحلي بصورة خاصة- لضمان أمن الطاقة واستقلالها.
وطرحت وزارة الاقتصاد والمناخ حزمة مقترحات جديدة، الأربعاء 6 أبريل/نيسان؛ من شأنها رفع طموح ألمانيا فيما يتعلق بأهداف مساهمة الطاقة المتجددة والرياح في خفض الاعتماد على النفط والغاز الروسيين.
ولاقت الخطط الألمانية الجديدة تأييدًا من مجلس الوزراء، بينما دعت بعض الأحزاب لطرحها على البرلمان، ويرجح خبراء دخول المقترحات التشريعية الجديدة الداعمة لخطط الطاقة المتجددة والرياح حيز التنفيذ مطلع يوليو/تموز المقبل.
ورغم الاهتمام الألماني بتطوير الطاقة المتجددة، وفق الخطط المعلنة من قِبل حكومة المستشار أولاف شولتس -قبل أشهر-؛ فإن الغزو الروسي لأوكرانيا جاء ليؤكد أهمية تلك الخطط ويرفع تقديرات مستهدفاتها.
وأكد وزير الاقتصاد، روبرت هابيك، أن حزمة المقترحات الجديدة التي تهدف لتطوير خطط الطاقة المتجددة والرياح في ألمانيا تكتسب أهميتها في الوقت الحالي؛ نظرًا لتماشيها مع الأهداف المناخية العالمية، بجانب كشف غزو موسكو لكييف عن ضرورة التوسع في الطاقة النظيفة والتخلص من الوقود الأحفوري.
مستهدفات طموحة
استحدثت حزمة المقترحات التشريعية التي طرحتها وزارة الاقتصاد والمناخ الألمانية مادة جديدة تقر بأن استخدام الطاقة المتجددة يأتي لصالح الأمن العام.
وارتفعت مستهدفات مساهمة الطاقة النظيفة ضمن مزيج الكهرباء الألماني بحلول عام 2030 إلى 80%، بعدما كانت توقعات حصتها تدور حول نسب 40% و65% في خطط سابقة.
وحظيت طاقة الرياح البحرية وحدها بأهداف طموحة تتمثل في بلوغها مستوى 30 غيغاواط بحد أدنى بحلول 2030، و70 غيغاواط بحلول 2045، وفق تأكيد مصادر لـ”رويترز”.
وتُشير التوقعات إلى عزم ألمانيا إجراء تغييرات تشريعية واسعة بصورة تدريجية على مدار العام، لتطبيق التوجه الداعم لمشروعات الطاقة المتجددة والرياح، والطاقة النظيفة بصورة عامة، على خفض انبعاثات قطاع النقل وسبل ضمان كفاءة الطاقة في عمليات البناء.
وقبل طرح ألمانيا -التي تُعَد أكبر الاقتصادات الأوروبية- حزمة مقترحاتها، أعلنت جارتها الأوروبية بريطانيا الاستغناء عن واردات الطاقة الروسية تمامًا بحلول نهاية العام الجاري، وبدأت دراسة خطط بديلة؛ من ضمنها تطوير مشروعات الطاقة النووية.
خطط الطاقة المتجددة والرياح
حظيت خطط الطاقة المتجددة والرياح باهتمام وزارة الاقتصاد والمناخ في برلين، وتشمل توسعات برية وبحرية في مشروعات نظيفة تُسهم بـ80% من الكهرباء الألمانية النظيفة.
واهتمت خطة المقترحات بدعم طاقة الرياح البحرية، عبر تلقي عطاءات مناقصات المواقع التي خضعت للفحص المُسبق، بجانب طرح مواقع جديدة، وفق صحيفة رينيوز بيز.
أما المواقع ذات الرياح الضعيفة والملائمة لتطوير الطاقة المتجددة؛ فسيجري التركيز على مشروعات الطاقة الشمسية فيها، وتهيئتها لتركيب وتطوير الأنظمة الشمسية على الأسطح.
وتتوسع برلين في فتح المجال بالمناطق الجديدة للخلايا الكهروضوئية، ودمج الجهود الحكومية مع جهود المجالس المحلية لدعم مشروعات الطاقة المتجددة والرياح والطاقة الشمسية.
ووفق المقترحات المطروحة، سيشهد نهاية العقد الجاري مضاعفة حصص الطاقة المتجددة من إجمالي مزيج استهلاك الكهرباء، عبر 3 مسارات بريًا وبحريًا وعلى الأسطح.
المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية