تحول من موظف صغير إلى ثاني أغنى رجل في العالم العربي.. ماذا تعرف عن “يسعد ربراب” الذي صار مليونيراً بطريقة عجيبة؟

نشرت مجلة “فوربس” الأمريكية، تصنيفا سنويا جديدا لأغنى أغنياء العالم عام 2021، حيث زاد عدد الأثرياء بشكل ملحوظ على مدار 2020، وحافظ يسعد ربراب على مرتبته كثاني أغنى رجل أعمال في العالم العربي

وذكرت المجلة أنه على الرغم من كون العام الماضي من أصعب الأعوام، إلا أنها لم تكن بتلك الصعوبة على أثرياء العالم، فعلى غير المتوقع، ارتفع فيه عدد الأثرياء في قائمة العام الحالي بواقع 660 ملياردير منهم 493 دخلوا القائمة للمرة الأولى، وهو ما يعادل مليارديراً جديداً كل 17 ساعة على مدار 2020

وارتفع إجمالي عدد أصحاب المليارات حول العالم إلى 2755 ملياردير، تبلغ قيمة ثرواتهم 13 تريليون دولار.

ويمتلك أغنى 10 مليارديرات أكثر من 1.15 تريليون دولار، بعدما كانت 686 مليار دولار في قائمة 2020

وضمت قائمة العام الحالي 22 مليارديراً عربياً مقارنة مع 21 مليارديراً العام الماضي، كما أنه على الرغم من خروج الكويتي قتيبة الغانم من قائمة العام الحالي، إلا أنها شهدت عودة الملياردير القطري حمد بن جاسم آل ثاني بصافي ثروة بلغت 1.3 مليار دولار، وعثمان بن جلون من المغرب بـ 1.3 مليار دولار

وجاءت قائمة “فوربس” لأغنى الأغنياء العرب، على النحو التالي، أولاً رجل الأعمال المصري، ناصيف ساويرس، احتل المرتبة 297 عالميا بثروة تقدر بـ8.3 مليار دولار، بزيادة 3.3 مليار دولار عن العام الماضي

وثانياً، رجل أعمال الجزائري، يسعد ربراب مالك مجمع سيفيتال، احتل المرتبة 589 في التصنيف العالمي، بعد أن بلغت ثروته 4.8 مليار دولار سنة 2021 بارتفاع قدره 600 مليون دولار مقارنة بالسنة الماضية 2020

وثالثاً، رجل الأعمال الإماراتي، ماجد الفطيم، بثروة تقدر 3.6 مليار دولار، بزيادة قدر بـ 300 مليون دولار، وجاء في المرتبة 831 في التصنيف العالمي

ورابعاً، رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، بلغت ثروته 3.2 مليار دولار، بارتفاع قدره 200 مليون دولار عن السنة الماضية، أما الخامس، فهو الإماراتي، عبد الله بن أحمد الغرير والعائلة

كان بإمكانه مواصلة عمله كمحاسب بإحدى الشركات، لكنه سلك طريق العمل الحر؛ فخاض مغامرات تلو أخرى؛ حتى بات مالكًا لمجموعة “سيفيتال” الصناعية الخاصة التي يندرج تحت مظلتها العديد من الشركات والمصانع في قطاعات: صناعة الصلب، والأغذية، والزراعة، والإلكترونيات

كيف وصل يسعد ربراب إلى تلك المكانة وكيف حقق هذا النجاح؟، بالرغم مما تعرض له من أزمة طاحنة أثناء صعوده للقمة، كادت أن تفقده الأمل في كل شئ، إلا أنه اجتازها بفضل حكمته وصبره، فبدأ من الصفر مرة أخرى؛ ليصل إلى ذروة النجاح

البداية

ولد ربراب عام 1944 بإحدى قرى ولاية تيزي وزو بالجزائر، في أسرة بسيطة، ثم التحق بكلية التجارة، قسم المحاسبة والقانون التجاري، ثم عمل بعدة الشركات، إلا أنه أدرك مبكرًا حاجته إلى التخلي عن الوظيفة، وتدشين مشروعه الخاص

مشروع خاص

في عام 1968 ، استأجر ربراب مكتبًا للمحاسبة بمبلغ 130 دينارًا في الشهر، ولم يكن يملك سوى 1200 دينار كدخل مالي شهري، إلا أنه استمر في مزاولة عمله في مشروعه الجديد؛ حتى تمكن من تحصيل 10 آلاف دينار شهريًا بحلول عام 1969

طموح يتصاعد

لم يكتف ربراب بمكتب المحاسبة الخاص به، فوسع نشاطه في عام 1971 بالدخول كشريك بنسبة 20% من أسهم مؤسسة صغيرة في مجال تحويل الحديد، مقابل 27 ألف دينار، فكان يحصل منها على أجر شهري 400 دينار

وفي عام 1974 قرر شركاء ربراب الانسحاب من الشركة؛ ليؤسس هو شركته الخاصة عام 1975 باسم ” بروفيلور”، والتي سرعان ما تزايد عدد الموظفين بها ليصل إلى 200 موظف في غضون 4 سنوات فقط

استثمار الأرباح

دفعت العوائد المالية- التي جنيت من النجاح الكبير لشركة “بروفيلور”- ربراب إلى التفكير في شراء عدة شركات أخرى في مجال تحويل الحديد؛ لينشيء في عام 1988، شركة “ميتال سيدار” التي بدأت الإنتاج عام 1992؛ لتحقق صافي أرباح 33 مليون دولار، خلال فترة وجيزة

محطة صعبة

“من نجاح إلى نجاح”، كان شعار ربراب في التعامل مع استثماراته المتتالية التي كان يديرها بحرفية محسوبة ، لكن الرياح لا تأتي دائمًا بما تشتهي السفن؛ إذ تعرض ربراب عام 1995 لحادث أليم أفقده السيطرة الكلية على مشاريعه؛ بحدوث حريق استهدف مصنعه “ميتال سيدار” الذي بذل فيه الغالي والنفيس؛ فبُددت المليارات التي جمعها طيلة سنوات مضت

البداية من الصفر

بعد خسارته الفادحة، سافر ربراب إلى فرنسا ليبدأ من الصفر؛ فلم يكن يدخر من الأموال ما يمكنه من تدشين مشاريع جديدة في الجزائر؛ لأنه اعتاد استثمار أرباحه أولًا بأول

وبنفس العقلية الاستثمارية المذهلة- التي تبدأ بالشراكة، ثم استثمار الأرباح، ثم التملك والتوسع- دخل “ربراب” كشريك بنسبة 30% مع أحد أصدقائه في متجر لحوم “حلال”. ولم يمضِ عام واحد، حتى كان ربراب قد استثمر كل ما جنى من أرباح في شراء حصة شريكه؛ ليصبح المالك الوحيد للمتجر، ثم تمكن من شراء فرع آخر للمتجر مقاطعة أخرى بفرنسا

صعود جديد

في وقت لاحق، وضع جزءًا من استثماراته في قطاع السكر، ثم العلف، فلم ينجح في قطاع التجارة؛ فعاد مجددًا لمجال الصناعة في الجزائر؛ حيث دخل في مجال صناعة زيت المائدة، نظرًا لما كانت تعانيه تلك الصناعة من ركود في تلك الفترة، فرحب مدير ميناء بجاية في الجزائر بفكرته؛ ليتم تم بناء المصنع وبدء العمل فيه عام 1998

حقق المصنع نجاحًا منقطع النظير؛ حتى أصبح ينتج نحو 60 طن يوميًا، وبفضله تحولت الجزائر من بلد مستورد لزيت المائدة إلى مصدر له.

في خطوة لاحقة، أنشأ ربراب وحدة إنتاج زبدة المارجرين، وكذلك أكبر مصنع لتكرير السكر في العالم بطاقة إنتاج 1.8 مليون طن

مجموعة سيفيتال

بعد سنوات من السقوط والصعود والتجربة والفشل والنجاح، تمكن ربراب من أن يتملك أحد أكبر مجموعة صناعية خاصة في الجزائر، وهي مجموعة “سيفيتال” التي يندرج تحت مظلتها العديد من الشركات والمصانع في قطاعات: صناعة الصلب، والأغذية، والزراعة، والإلكترونيات، ويعمل بها آلاف الموظفين والعمال في مختلف فروعها

دروس مستفادة

عدم الاغترار للنجاح: لا ينبغي على رائد الأعمال الاغترار بما وصل إليه من نجاحات، بل إلى اليقظة الدائمة والتنبه المستمر للتعامل مع أي ظرف طارئ؛ حتى ولو كان كل شئ يسير على ما يرام

ومثلما حدث مع “يسعد ربراب” الذي قطع شوطًا كبيرًا من النجاح، ثم حدث ما لم يكن في الحسبان وهو حريق مصنعه.

البداية من الصفر جائزة: قد تفجعك الظروف وأنت تهرول نحو القمة لتهوي بك، دون هوادة إلى القاع، وفي تلك اللحظة يمكنك البداية من الصفر ؛ لأن ما اكتسبته من خبرة طيلة سنوات ، وما تعرضت له من أزمات طاحنة، من المرجح أن يقودك نحو صعود أسرع

استثمار الأرباح

يتميز رائد الأعمال بعزيمة قوية، وعقلية تتطلع نحو التوسع المستمر، فمن الصعب أن يصل إلى نقطة يسميها “النهاية”، بل كلما حقق نجاحًا مرموقًا، تطلع للمزيد، وسعى للخطوة التالية

ويعلمنا يسعد ربراب أن “إعادة استثمار الأرباح”، قد تكون آلية موفقة لتحقيق أهداف التوسع والقفز من مرحلة إلى أخرى بسهولة ويسر، بينما لا ينبغي إغفال أهمية ادخار جزء من الأرباح للتصدي لأي ظرف طاريء

رائد الأعمال قد يغير مصير دولة: قد يجهل رائد الأعمال المبتديء أنه سيكون صاحب شأن كبير في المستقبل البعيد أو ربما القريب، إلا أن ربراب آمن بقدرته على تحقيق ذلك؛ فقدم حلولًا ناجزة لأزمة ندرة زيوت الطعام، محدثًا تغيرات جوهرية في اقتصاد الجزائر، حولت بلاده من دولة مستوردة إلى دولة مصدرة لتلك المنتجات

المصادر : مواقع الكترونية عربية

Exit mobile version