مشروع تعدين ضخم.. أكبر مشروع تعدين في العالم يحصل على مهلة “عسكرية”

يواجه أكبر مشروع تعدين في العالم -وهو منجم حديد سيماندو في غينيا الاستوائية- تحديات كبيرة تقف عائقًا أمام تطويره.

فقد وجّه رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا الاستوائية، الكولونيل مامادي دومبويا، إنذارًا أخيرًا لتحالف الشركات المسؤولة عن تطوير منجم سيماندو، بتدبير التمويل اللازم، وتأسيس شركة مشتركة، والبدء في المشروع.

ومنح الحاكم العسكري التحالف، الذي تقوده عملاق التعدين شركة ريو تينتو الأسترالية، مهلة 14 يومًا، لتأسيس شركة مشتركة مع حكومة غينيا الاستوائية، لتطوير المنجم، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ، اليوم الأحد الموافق 19 يونيو/حزيران.

وكان رئيس المجلس العسكري قد أمر في شهر مارس/آذار الماضي، بوقف جميع الأنشطة في منجم سيماندو، الذي يُعدّ أحد أكبر مناجم الحديد في العالم، وفق موقع “روسيا اليوم”، نقلًا عن الوكالة الفرنسية، حسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

مشروع تعدين ضخم

قال رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا الاستوائية، الكولونيل مامادي دومبويا، خلال لقاء مع عمّال منجم حديد سيماندو، أمس السبت، إن الفجوة كبيرة بين توقعات حكومة البلاد لتطوير المنجم -الذي يُعدّ أكبر مشروع تعدين في العالم- وإجراءات التحالف المسؤول عن التطوير، وفق اتفاقية العمل الإطارية.

وطلب دومبويا من التحالف الذي يضم شركتي ريو تنتو الأسترالية، وشينالكو الصينية، تأسيس شركة مشتركة مع حكومة بلاده.

وتعطَّل العمل في منجم سيماندو سنوات طويلة بسبب الخلافات حول حقوق التعدين، وشبهات الفساد وحجم الاستثمارات التي يجب توظيفها، وفق ما ذكرته روسيا اليوم.

التكلفة الاستثمارية

تبلغ التكلفة الاستثمارية لتطوير مشروع منجم سيماندو أكبر مشروع تعدين في العالم، 15 مليار دولار، وفق تصريحات رئيس المجلس العسكري الحاكم، الذي قال: “إن تلك التكلفة فعالة”.

وكان رئيس الحكومة، محمد بيافوجي، قد أشار في تصريحات خلال مارس/آذار الماضي -عقب وقف رئيس المجلس العسكري الحاكم النشاط في المنجم- إلى سعي بلاده للتحكم في قرار تطوير منجم سيماندو الضخم في جنوب غينيا.

وأضاف رئيس الحكومة التي نصبها الجيش، أن “وقف الأنشطة لا يعني أنه من الوارد إعادة التفاوض بشأن الاتفاقات الخاصة به.. إننا نريد إعادة تنظيم لطريقة العمل”.

وقال: “إن منجم حديد سيماندو سيكون أكبر مشروع للتعدين في العالم خلال السنوات الـ30 المقبلة، ولا يمكن إنجاز هذا المشروع من دون غينيا”.

مناطق العمل

تعمل شركتا ريو تينتو الأسترالية وشينالكو الصينية في المربعين 3 و4 من مشروع منجم حديد سيماندو في غينيا الاستوائية.

ومُنح امتياز استغلال المربعين 1 و 2 في 2019 لشركة بوكيه للتعدين، والشركة الصينية المنتجة للألمنيوم “شاندونغ ويتشياو”، ومجموعة “يانتاي بورت”، والشركة الغينية للنقل “يونايتد ماينينغ سابلاي”.

يُذكر أن رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا الاستوائية كان قد استولى على السلطة في 5 سبتمبر/أيلول الماضي، وأطاح بالرئيس ألفا كوندي، الذي كان يتولى السلطة منذ أواخر 2010، وتميزت السنوات الأخيرة من ولايته بقمع المعارضة بقسوة، وفق صحيفة “فرنسا 24”.

وتعهَّد دومبويا بإعادة السلطة إلى مدنيين منتخبين دون أن يحدد موعدًا، ورفض السماح للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أو أيّ طرف آخر بتحديد موعد نهائي لذلك، ما تسبَّب في تعليق عضوية بلاده بالمجموعة، وفرض عقوبات اقتصادية على المجموعة العسكرية.

اقرأ أيضًا: غينيا الاستوائية.. بوابة عبور الغاز النيجيري إلى الأسواق العالمية


في خُطوة تهدف إلى تدفق الغاز النيجيري في الأسواق العالمية، وقّعت نيجيريا -العائمة على بحر من النفط والغاز- اتفاقية تعاون مع غينيا الاستوائية لإمداد الأخيرة بالغاز النيجيري.

وتُعدّ نيجيريا واحدة من أكبر 9 دول امتلاكًا لاحتياطيات الغاز في العالم، وعلى الرغم من ارتفاع احتياطيات البلاد من الغاز بنسبة 1.4% خلال العام الماضي، فإن سوق الغاز في نيجيريا ما تزال غير مستغلة إلى حد كبير، في ظل فشل المحاولات السابقة للحكومة النيجيرية لإبرام صفقات غاز.

ووقّع البلدان اتفاقية توريد الغاز النيجيري إلى محطة معالجة الغاز الغينية “بونتا يوروبا”، في أثناء انعقاد قمة نيجيريا الدولية للطاقة في أبوجا.

وتُعدّ الاتفاقية التي وقّعها وزير النفط النيجيري تيمبري سيلفا، ونظيره الغيني غابرييل ليما، شهادة على سوق الغاز غير المستغلة في أفريقيا.

ويحثّ خبراء الطاقة في القارة السمراء، الدولتين على سرعة تنفيذ الاتفاقية في ظل ارتفاع الطلب ونقص إمدادات الغاز، الناجم عن الهجوم الروسي على أوكرانيا، وفقًا لموقع إذاعة صوت أميركا.

ودخلت الحرب الروسية على أوكرانيا أسبوعها الثاني، وقفزت أسعار النفط بالقرب من مستويات 120 دولارًا للبرميل، كما تواصل أسعار الغاز ارتفاعها خوفًا من تراجع الإمدادات الروسية، أكبر مورد للغاز الطبيعي في القارة السمراء.

تدفق الغاز النيجيري إلى السوق العالمية

قال وزير النفط النيجيري تيمبري سيلفا، إن تصدير الغاز إلى غينيا سيسمح بتدفق الكثير من الغاز النيجيري غير المستغل إلى السوق العالمية في غضون عامين، وهو تطور في الوقت المناسب، وفقًا لخبراء الطاقة.

وتُمكّن تلك الاتفاقية نيجيريا من استثمار 200 تريليون قدم مكعبة من موارد الغاز الطبيعي في البلاد، كما تدعم الاتفاقية إستراتيجية غينيا الاستوائية في التحول إلى مركز إقليمي للغاز.

ويرى قطاع النفط النيجيري أن تخطي أسعار النفط حاجز 100 دولار للمرة الأولى منذ 2014، نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا، يمثّل فرصة هائلة لنيجيريا لتحقيق أقصى استفادة من أصول النفط والغاز في البلاد.

وتحتاج الدول الأفريقية إلى زيادة عمليات التنقيب عن النفط والغاز، والاعتماد على التكنولوجيا المتطورة لتعظيم العائد الإنتاجي وزيادة احتياطياتها من النفط والغاز، وفقًا لخبراء الطاقة في القارة.

وأعلنت السلطات النيجيرية، الأسبوع الماضي، استعدادها لزيادة استثمارات التنقيب عن الغاز الطبيعي.

الغاز الطبيعي في أفريقيا

دفعت الحرب الروسية الأوكرانية أنظار الدول الأوروبية نحو القارة السمراء لاستيراد الغاز الطبيعي خاصة من الجزائر ونيجيريا ومصر وأنغولا، للتحرر من سيطرة الغاز الروسي على أوروبا.

وتُعدّ الجزائر من أكبر 10 دول منتجة للغاز في العالم، فضلًا عن كونها واحدة من أكبر 5 دول مُصدرة للغاز المسال إلى أوروبا.

وصدّرت مصر 1.4 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في الربع الثاني من عام 2021.

وفي 2019، استوردت أوروبا نحو 108 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، منها أكثر من 12 مليار متر مكعب من نيجيريا، وفقًا لموقع فرونت لاين.

اقرأ أيضاً: شيفرون تتطلع لبيع أصول 3 حقول نفط وغاز في غينيا الاستوائية


تعتزم عملاق الطاقة الأميركي شيفرون التركيز في المرحلة المقبلة على تعزيز استثماراتها وأصولها عالية القيمة؛ لذا بدأت بالتخطيط لبيع أصول النفط والغاز في غينيا الاستوائية.

وتتطلع شيفرون إلى بيع حصصها في 3 حقول للنفط والغاز، وتأمل أن يسهم الارتفاع الأخير في أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 7 سنوات مدعومًا بالطلب القوي المرتقب في جذب المشترين.

وقالت مصادر مطّلعة، إن شيفرون كلّفت بنك الاستثمار الأميركي جيفريز بإدارة عملية البيع، وتتوقع جمع قرابة مليار دولار، حسب وكالة رويترز، اليوم الإثنين.

جذب المستثمرين

استحوذت شيفرون على الأصول في الدولة الواقعة غرب أفريقيا ضمن صفقة استحواذ على شركة نوبل إنرجي بقيمة 13 مليار دولار عام 2020.

وقالت المصادر، إن قرار بيع الأصول في غينيا الاستوائية يأتي في وقت تهتم فيه الشركة بالمراكز الإنتاجية الأكثر ربحًا، من بينها حوض برميان الأميركي وقازاخستان.

ومع ارتفاع الأسعار الأخير، تتطلع عملاق النفط والغاز إلى جذب صغار المشترين من المنتجين المدعومين من الأسهم الخاصة و الأصول المتقادمة وغير الأساسية.

وتمتلك شركة شيفرون حصة 38% في حقل أسينغ النفطي وحقل يولاندا للغاز الطبيعي بمربع 1، بالإضافة إلى 45% في حقل “ألن” للغاز والمكثفات بمربع “أو”.

تعزيز الاستثمارات

منذ وجودها في غينيا الاستوائية، حرصت شيفرون على تعزيز استثماراتها في البلاد، وتعمل عن كثب مع الحكومة لتطوير القطاع،

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقّعت الشركة الأميركية اتفاقية تقاسم الإنتاج مع الحكومة في منطقة بحرية بحوض دوالا على حدود الكاميرون.

ووفقًا لتقريرها السنوي، أضافت أصول غينيا الاستوائية قرابة 441 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي إلى احتياطيات الشركة الأميركية في عام 2020.

ورغم أن غينيا الاستوائية تعدّ بلدًا صغيرًا، فهي تمتلك واحدًا من أكبر احتياطيات النفط والغاز في أفريقيا، ويُقدَّر احتياطي الغاز بـ1.5 تريليون قدم مكعبة، بينما يُقدَّر احتياطي النفط بـ1.1 مليار برميل.

وتعوّل البلاد على قطاع الهيدروكربونات في تسريع النمو الاقتصادي، ونفّذت مؤخرًا سلسلة من السياسات لتحفيز الاستثمار ودفع التنمية.

المصدر: مواقع إلكترونية

Exit mobile version