تقارير

باستخدام أحدث تقنيات توربينات الرياح في العالم.. هذا أكبر مشروع طاقة رياح بالشرق الأوسط دفعت تكاليف إنشائه السعودية

وقّعت شركة أكوا باور السعودية، اليوم الثلاثاء 21 يونيو/حزيران، اتفاقيات تطوير وبناء أكبر مشروع طاقة رياح في الشرق الأوسط، الذي سيُقام في مصر بسعة إنتاجية تبلغ 1.1 غيغاواط، وباستثمارات تصل إلى 1.5 مليار دولار أميركي.

وأعلنت الشركة السعودية تفاصيل المشروع، الذي وُقّع الاتفاق الخاص به على هامش زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة.

وسيعمل تحالف بقيادة “أكوا باور” -ويضم مجموعة حسن علام القابضة- خلال مرحلة تطوير المشروع على استكمال دراسات الموقع، وتأمين تمويل المشروع الذي سيقع بمنطقتي خليج السويس وجبل الزيت.

ومن المقرر أن يكون المشروع الجديد، أكبر مشروع طاقة رياح بالشرق الأوسط، ومن أكبر مشروعات طاقة الرياح البرية في العالم، إذ سيكون مصممًا لاستخدام أحدث تقنيات توربينات الرياح، التي يصل ارتفاع ريشاتها إلى نحو 220 مترًا، لتكون الأعلى ارتفاعًا في منطقة خليج السويس.

وأوضح بيان شركة أكوا باور السعودية، أن هذا الارتفاع سيساعد على استخدام الأراضي المخصصة للمشروع على أعلى مستوى من الكفاءة، لافتة إلى أنه عند اكتماله سيخفض 2.4 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، كما سيوفر الكهرباء لنحو مليون و80 ألف وحدة سكنية.

أكبر مشروع طاقة رياح بالشرق الأوسط

قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، محمد شاكر، إن هذا المشروع العملاق لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح يأتي ضمن إستراتيجية بلاده لتنويع مصادر إنتاج الكهرباء، والاستفادة من الثروات الطبيعية، وبخاصة مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.


وتعمل وزارة الكهرباء على اتخاذ خطوات جادة لتحديث إستراتيجية الطاقة، في ضوء المتغيرات التي يشهدها العالم، وتهدف إلى زيادة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج القدرات الكهربائية، لتصل إلى أكثر من 42% بحلول عام 2035.

“في ضوء استعداد مصر لاستضافة قمة المناخ كوب 27، يؤكد أكبر مشروع طاقة رياح بالشرق الأوسط حرص مصر على الاستمرار في التوسع بمصادر الطاقة المتجددة، وتقليل الانبعاثات الناتجة عن توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري”، حسب تصريحات الوزير محمد شاكر.

وأوضح أن المشروع يأتي ضمن سياسة الدولة المصرية لتوسيع مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات وضخ الاستثمارات، من خلال تشجيع الشركات العالمية والعربية والمحلية على الدخول في مجال الاستثمارات الخاصة بمشروعات الطاقة الخضراء.

العلاقات بين مصر والسعودية

قال رئيس مجلس إدارة شركة أكوا باور السعودية، محمد أبو نيان، إن أكبر مشروع طاقة رياح بالشرق الأوسط، الذي تقيمه شركته في مصر، دلالة على العلاقات القوية بين البلدين، لافتًا إلى امتنانه لقادة البلدين لثقتهما في أكوا باور وقدرتها على تحقيق تطلعات الحكومة المصرية الطموحة في قطاع الطاقة المتجددة.

وأوضح أن المشروع يؤكد التزام أكوا باور بالمساهمة في تحقيق مستقبل أكثر حفاظًا على البيئة، ومواصلة دعم جهود الدول والحكومات في قضية تغير المناخ، رغم التقلبات والتحديات الاقتصادية العالمية، إذ تتطلع الشركة إلى العمل مع شركائها لمستقبل أفضل للأجيال الحاضرة والمستقبلية.

من جانبه، قالت نائبة الرئيس التنفيذي، والرئيسة التنفيذية للاستثمار بشركة حسن علام للمرافق، داليا وهبة، إن أكبر مشروع طاقة رياح بالشرق الأوسط يمثل علامة فارقة ومهمة في خطط مصر للتخلص من البصمة الكربونية بقطاع الطاقة.

وأضافت أن مصر أطلقت برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل، الذي يرسل دعوة مباشرة إلى القطاع الخاص ليدعم بناء مستقبل أكثر إشراقًا وصداقة للبيئة، لذا تلتزم مجموعة حسن علام القابضة بأن تكون مساهمًا إيجابيًا نحو البيئة، وتتبنى مبادئ الاستدامة كما تتوسع استثماراتها في كبرى مشروعات الطاقة النظيفة.

ويُعد هذا المشروع الثالث لشركة أكوا باور في قطاع الطاقة المتجددة في مصر، بعد مشروعي بنبان للطاقة الشمسية في أسوان بسعة 120 ميغاواط، ومحطة كوم أمبو للطاقة الشمسية بسعة 200 ميغاواط، ولكنه الأول في قطاع طاقة الرياح.

اقرأ أيضًا: اتفاقيات شراكة جديدة بين مصر والسعودية في الطاقة المتجددة والهيدروجين


وقّعت مصر والسعودية عددًا من مذكرات التفاهم، بعدد من المجالات، في مقدّمتها الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، على هامش زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى القاهرة.

واستحوذ قطاع الطاقة على عدد كبير من مذكرات التفاهم التي وُقِّعَت بين الجانبين، ووصل عددها إلى 14 مذكرة تفاهم، باستثمارات تصل إلى 8 مليارات دولار.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد وصل إلى القاهرة مساء أمس الإثنين، في زيارة تستغرق يومين.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن الزيارة تتضمن عقد مباحثات ثنائية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، حول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، والتباحث حول القضايا السياسية الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.


تفاصيل مذكرات التعاون

تضمنت مذكرات التعاون التي وُقِّعَت اليوم الثلاثاء، 21 يونيو/حزيران 2021، اتفاقًا بين شركات مصرية وسعودية لتوليد كهرباء من طاقة الرياح وإنتاج الهيدروجين الأخضر والتعاون في مجال الطاقة المتجددة والنفط.

ووقعت شركة أكوا باور السعودية اتفاقية لتوليد ونقل الكهرباء من طاقة الرياح مع شركة الكهرباء القابضة لكهرباء مصر لإنتاج وتوليد طاقة نظيفة من تكنولوجيا طاقة الرياح بقدرة مركبة 1100 ميغاواط.

كما وقعت شركة الفنار العالمية للتطوير اتفاقيتين أولهما مع الهيئة العربية للتصنيع لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح وإنتاج الهيدروجين الأخضر، والاتفاقية الثانية مع مجموعة بنية في مجال تقنية المعلومات والحلول الرقمية.


الطاقة المتجددة والنفط

تضمنت اتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وُقِّعَت خلال اجتماع منتدى الأعمال المصري السعودي المنعقد على هامش زيارة ولي العهد السعودي لمصر، توقيع مجموعة عجلان وإخوانه القابضة عدة اتفاقيات استثمارية مع الجانب المصري، في مجالات المنتجات النفطية والبنية التحتية والطاقة المتجددة واللوجستيات والصناعات الغذائية والأمن الغذائي وصناعة الأدوية وصناعة السيارات وصناعة الترفيه.

بلغت قيمة الاتفاقيات التي جرى التوقيع عليها في مصر الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة نحو ٧.٧ مليار دولار في قطاعات البنية التحتية والخدمات اللوجستية وإدارة المواني والصناعات الغذائية وصناعة الأدوية والطاقة التقليدية والطاقة المُتجددة ومنظومة الدفع الإلكتروني والحلول التقنية المالية والمعلوماتية.


الاستثمارات السعودية في مصر

من جانبه، كشف وزير التجارة السعودي، ماجد القصبي، أن استثمارات المملكة في مصر تتجاوز الـ30 مليار دولار في العديد من القطاعات الاقتصادية.

وأضاف أن الاتفاقيات الاستثمارية والصفقات الجديدة بين مصر السعودية التي وُقِّعَت اليوم باستثمارات تتجاوز قيمتها 145 مليار جنيه مصري (7.7 مليار دولار)، في عدد من القطاعات، أبرزها مجالات الطاقة المتجددة والنفط والأدوية وتكنولوجيا المعلومات.


نقلة نوعية

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار، محمد عبدالوهاب إن الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم تُمثل نقل نوعية في العلاقات الاستثمارية بين البلدين ليس فقط من ناحية القيمة المادية، ولكن من حيث القيمة المُضافة لاقتصاد البلدين، لدعم قطاعات البنية التحتية والخدمات اللوجستية والتكنولوجية، مما يعمل على تطوير قدرات الاقتصاد المصري.

وأكد أن تنظيم هذا الحدث الهام يأتي انعكاسًا لقوة العلاقات التاريخية والاقتصادية التي تربط البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى أن وثيقة “سياسة ملكية الدولة” التي أعلن عنها رئيس مجلس الوزراء، التي أكدت حرص الدولة على خلق فرص متكافئة وتعزيز آليات المنافسة وتمكين القطاع الخاص، وهو ما نجني ثماره الأن.

وأوضح عبدالوهاب أن الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ستقوم بدورها لدعم المشروعات الاستثمارية السعودية، وإزالة كافة التحديات أمام تنفيذها، إذ سيتم منح الرخصة الذهبية للشركات التي تؤسس لإقامة مشروعات إستراتيجية، أو قومية، بالإضافة إلى تقديم مختلف التيسيرات فيما يتعلق بإجراءات حصول المستثمرين على الأراضي.

المصدر: مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى