ظل اسم ماكولي كولكين أيقونة لا تنسى ضمن ذكريات الطفولة لدى كثيرين، وذلك بعد أن حقق فيلم “وحيد في المنزل” (Home alone) بجزأيه الأول والثاني نجاحا مذهلا طوال 30 عاما، لكن كولكين لم يكن محظوظا بما يكفي حتى يستمر في تألقه الذي حققه حين كان ممثلا صغيرا، لا سيما أنه وقع على مدى سنوات في فخ إدمان المخدرات، الذي أعلن تعافيه منه في 2017.
وقد تبدو كلمة “عودة” ماكولي كولكين غريبة بعض الشيء، فهو لم يختف أو يترك التمثيل، وعلى مدار السنوات الماضية كان يشارك في بعض الأعمال، ومنها الناجح إلى حد ما، وبعضها الآخر لم يحالفه الحظ فيها، وربما لم يسلط الضوء عليه بالشكل الصحيح، أو يوضع في مكانته المناسبة.
وفي حلقة من سلسلة “نو سمول بارتس” (No small parts) من إنتاج أهم قاعدة بيانات عبر الإنترنت للمعلومات المتعلقة بالأفلام “آي إم دي بي” (IMDb)، جاءت الفرصة لمحبي فيلم “وحيد في المنزل” لإلقاء نظرة سريعة على مراحل حياة كولكين والأفلام التي شارك بها في السنوات الماضية.
الحلقة القصيرة التي عرضتها منصة “IMDb” هي واحدة من سلسلة وثائقية من صنع المعجبين بشخصيات الممثلين. تركز معظم الحلقات على شخصية ممثل، وتؤرخ لحياته ومسيرته المهنية، وفي هذه الحلقة ستتمكن من مشاهدة حياة كوكلين منذ ظهوره الأول، وأفضل ما في الحلقة أنك ستتعرف على شخصيته الكوميدية اللطيفة.
ما قبل فيلم وحيد في المنزل
عندما كان يبلغ كولكين من العمر 4 سنوات فقط كان يظهر بالفعل في المسرحيات والأفلام التلفزيونية، لكنه بدأ نجاحه في فيلم “العم باك” (Uncle Buck) الذي أدى فيه دور البطولة إلى جانب الراحل الرائع جون كاندي. وفي العام التالي، حصل كولكين على الدور الذي حدد حياته المهنية اللاحقة؛ كيفن ماكاليستر في “وحدي بالمنزل”.
أين اختفى كولكين؟
الدور الأيقوني في فيلم “وحيد في المنزل” جعل كولكين من أشهر الممثلين الأطفال في التسعينيات، لكن نجاحه لم يتوقف عند هذا الحد، فبعد العمل في أول فيلمين من أفلام “وحيد بالمنزل” شارك في أفلام مثل “الابن الجيد” (The Good Son)، و”حزب الوحش” (Party Monster).
وأدى كولكين أيضًا دور البطولة في عدد من البرامج التلفزيونية، مثل “فريزر” (Frasier) و”ويل وغريس” (Will & Grace) و”الملوك” (Kings). وظهر في الأيام الأخيرة على الشاشة في سلسلة “ميكي في قصة الرعب الأميركية: ميزة مزدوجة” (Mickey in American Horror Story: Double Feature).
فريق “بيتزا أندرغراوند”
أسس كولكين فريق “بيتزا أندرغراوند” في بروكلين في عام 2012. وهي فرقة كوميدية تعزف نسخًا ساخرة من أغاني فرقه “فلفت أندرغراوند” (Velvet Underground)، لتحل محل كلمات أغانيهم الأصلية بأخرى مستوحاة من البيتزا، وكان معه 4 أعضاء آخرين في الفرقة، يعزفون ويغنّون مستخدمين علب البيتزا، والغيتار، وعلى الرغم من صعوبة الاستماع لأغانيهم دقيقه واحدة بسبب النشاز والإزعاج، فإنهم مضحكون حقًّا.
موقع آذان الأرنب
وبعيدًا عن التمثيل، أطلق علامة تجارية كوميدية باسم “آذان الأرنب” (Bunny Ears) في عام 2017. وهي علامة تجارية كوميدية عالمية أنشأها عندما استيقظ من سباته الطويل، أو كما يطلق هو على هذه الفترة “سبات كوكلين”، وألقى نظرة فاحصة على عالم الإنترنت، فأدرك أنه عالم يعجّ بالمظاهر المصطنعة؛ يركز على إظهار الفنانين بمظهر مثالي غير طبيعي، مما يجعل الآخرين يشعرون بأنهم ليسوا مثاليين كفاية.
وحسب كولكين، فقد سافر في أنحاء العالم وجمع أطرف وأغرب وأهم كُتّاب الكوميديا للرد على ما يحدث في العالم الجديد بطريقة مختلفة. يقدم الموقع مجموعة من مقاطع الفيديو والبودكاست والمقالات الساخرة من أسلوب حياة الفنانين والناس بعدما أصبح الإنترنت شيئا أساسيا في عالمنا.
أما عن حياتة الخاصة، فكولكين البالغ من العمر 41 عامًا يعيش حياة سعيدة مع زوجته الممثلة الأميركية من أصل تايلاندي، بريندا سونغ، التي قدمت أدوارا في أعمال ديزني الأصلية، ولديهما طفل هو داكوتا سونغ كولكين، عمره 8 أشهر.
أيقونة احتفالات العام الجديد
تحول فيلم “وحيد في المنزل” من مجرد فيلم كوميدي عادي إلى عنصر أساسي في ليالي الكريسماس واحتفالات العام الجديد، ومن قصة صبي صغير تركته عائلته وحيدا في المنزل إلى ضربة هائلة في صناعة الكوميديا العائلية، فقد حصد 476.7 مليون دولار. كان ذلك كافيًا لجعله فيلم رأس السنة على مدى 30 عامًا، وهذا يعني أنه لم يتغير في الذاكرة الثقافية منذ الوقت الذي رأيناه فيه أول مرة، ومهما مرت السنوات سيظل عالقا في ذاكرتنا.
المصدر : الجزيرة