من سوريا إلى مصر مروراً بإيطاليا قصة نجاح سوري في ألمانيا
قصة نجاح سوري في ألمانيا: حين اختار عبداللطيف الحلبي الرحيل إلى ألمانيا ولم يتصور أنه سيقطع البحر مع عائلته في مركبٍ متهالك في رحلة موت استمرت تسعة أيامٍ من مصر إلى إيطاليا.
وصل مع عائلته إلى ألمانيا في شهر آب من العام 2014 حيث انتهى بهم المطاف في مدينة Singen، وأقام لفترة في نزل اللاجئين. حصل خلالها على مساعدة الدولة لأشهر قليلة. فقد كان لدى عبد اللطيف فور وصوله إلى ألمانيا رغبة قوية بأن يعمل ويعتمد على نفسه في تأمين مصروف معيشته هو وعائلته. وقبل حصوله على حق الإقامة في عام 2015 لم تثنه أعوامه التي تجاوزت الخامسة والستين عن العمل.
تعرفت عليه حينها امرأة ألمانية كانت تساعده مع عائلته. وسألته عن مهنته في سوريا. بغرض مساعدته في الحصول على فرصة عمل. على الرغم من عمره، فأخبرها بأنه عمل منذ شبابه في الكهرباء في دمشق. وأتقن هذه المهنة من خلال عمله الحر. قامت بمراسلة شركة كهرباء اسمها “Rbr in Rielasingen Wienlingen” لأخذ موعد لمقابلة عمل. وقد ذهب إلى هذا الموعد وحصل على عملٍ في مجال تمديد وصيانة الكهرباء المنزلية، وذلك في الشهر التاسع من عامٍ 2015.
قصة نجاح سوري في ألمانيا. البداية والتأسيس
في البداية حصل على عقد عمل بدوام مؤقت ومن ثم حصل على عقد عمل ثابت بدوام كامل. وبقي في العمل حتى هذه اللحظة على الرغم من تجاوزه سن التقاعد، حيث بلغ الآن الواحدة والسبعين من العمر، يقول عبد اللطيف الحلبي إنه استطاع الحصول على خبرة أكبر في مجال تمديد الكهرباء المنزلية. وهو يعمل منذ خمسين عاماً في هذه المهنة.
ولم يتوقف الحلبي عند هذا الحد، فقد قام في بداية عام 2020 بتأسيس شركة تنظيف خاصة في مدينة Singen اسمها “A . M . R Gebäudereinigung”، وقد بدأت شركته باستلام مشاريع كبيرة في المدينة وأصبح لديه عددٌ من العمال. هذا بالتوازي مع عمله في شركة الكهرباء الألمانية.
وللأسف ولم يحصل على الإقامة الدائمة ولا الجنسية بعد. على الرغم من رغبته القوية في ذلك. والسبب هو عدم تمكنه من تحصيل شهادة باللغة الألمانية، فهو لم يتعلم إلا لغة الشارع. يقول عن تجربته مع تعلم اللغة: هي لغة صعبة للغاية وخاصة لرجل مثلي بعمر التقاعد. لكنني تمكنت من النجاح في العمل من خلال حفظ المفردات التي تتعلق بمجال عملي.
بالنسبة للاندماج يقول: “لقد حققت الاندماج في سوق العمل وفي المجتمع الألماني، وهذا بالتأكيد كان صعباً ولاسيما في الأشهر الأولى، حيث لم أكن حينها قد بنيت أي علاقات مع المجتمع الألماني، ولكن بعد أن بدأت العمل استطعت تكوين علاقة صداقة مع زملائي، وأحسست بالاستقرار المادي والمعنوي من خلال العمل. كما أنني تمكنت من كسر الحاجز مع الألمان من حولي بروح الدعابة التي أملكها”.
العمل أساس الصحة الجسدية والنفسية
يعتبر عبداللطيف الحلبي أن حصوله على فرصة عمل جيدة جداً هو ما يجعله يشعر بالنجاح على الصعيد الشخصي، أما صحياً وجسدياً فيفتخر بأنه يمارس الرياضة: “فأنا أستطيع مع عمري هذا قيادة الدراجة الهوائية لمسافة تتجاوز 33 كم”.
يقول للألمان أننا نريد العيش معكم بسلام وحب وأن نكون يدًا واحدة لبناء ألمانيا التي اعتبرها وطني الثاني، وأقول للشباب أن عليهم البدء بالعمل ليس فقط لكي نرد الجميل لهذه البلد التي ساعدتنا بل أيضاً أنصحهم بالعمل من أجل بناء شخصياتهم ومستقبلهم.