تقارير

بنظام الدفع الكهربائي.. أول طائرة تعمل بالهيدروجين تحلق في سماء استراليا

كشفت شركتان أستراليتان عن خطتهما لاستخدام الطائرات العاملة بالهيدروجين في الرحلات الإقليمية، الأمر الذي سيسهم بصفة فاعلة في إزالة الكربون من قطاع الطيران.

وستعمل شركة “ستراليس” لهندسة الطائرات وشركة طيران “سكاي ترانس” التابعة لولاية كوينزلاند، على تطوير أول طائرة دفع كهربائية تعمل بالهيدروجين وتجربتها، خالية من الانبعاثات.

وتأمل الشركتان في إجراء اختبارات طيران بحلول أوائل عام 2025، ويُمكن أن تدخل الطائرة الخدمة في وقت مبكر من عام 2026، حسبما نقلت مجلة “بي في ماغازين” (PV Magazine).

خطة الطائرات العاملة بالهيدروجين

قالت شركة سكاي ترانس -وهي شركة طيران إقليمية في ولاية كوينزلاند- إنها تخطط للعمل مع ستراليس لتعديل طراز “بيتش 1900 دي” الخاص بها، للعمل على نظام كهربائي يعمل بالهيدروجين.

كما سيقوم خبراء من جامعة غريفيث في كوينزلاند بدعم الطائرات العاملة بالهيدروجين، الذي يهدف إلى الاستفادة من الطفرة الهائلة في إعلانات مشروعات الهيدروجين الأخضر في الولاية.

وستصمم ستراليس الطائرة المعدلة وتبنيها وتختبرها، التي من المتوقع أن يبلغ مداها 800 كيلومتر وتتسع لـ15 شخصًا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وسيشمل التعديل إحلال “نظام الدفع الكهربائي الجديد العامل بالهيدروجين وخزان تخزين الهيدروجين السائل” من ستراليس محل المحرك التوربيني التقليدي للطائرة ونظام وقود الكيروسين.

إزالة الكربون من قطاع الطيران

يُعتقد أن شركة سكاي ترانس طلبت 3 طائرات كهربائية عاملة بالهيدروجين، مع إمكان إضافة طائرتين.

وتستهدف شركة الطيران الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وهو إنجاز صعب في صناعة يُعرف على نطاق واسع بأنها واحدة من أكثر القطاعات صعوبة في إزالة الكربون.

يُذكر أن ستراليس أُسست في عام 2021 لإزالة الكربون من السفر الجوي، وتحسين تجربة الركاب وإنشاء شركة تصنيع طائرات عالمية المستوى في أستراليا.

وفي وقت سابق من شهر يونيو/حزيران، أطلقت المفوضية الأوروبية “تحالفًا للطيران عديم الانبعاثات”، لمساعدة شركات الطيران على التوحيد والعمل معًا للتخلص من الانبعاثات بحلول عام 2050.

قيادة تطوير الهيدروجين في أستراليا

علّق الرئيس التنفيذي لشركة سكاي ترانس، آلان ميلن، على خطة الطائرات العاملة بالهيدروجين، قائلًا: “نحن فخورون بقيادة الدولة في تطوير صناعة الهيدروجين، ونريد أن نؤدي دورًا رائدًا في إظهار أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تعمل في مجال الطيران”.

ومن جانبه، أكد كبير مسؤولي التكنولوجيا في ستراليس، ستيوارت جونستون، أن تطوير هذه التكنولوجيا المبتكرة سيسمح لشركة ستراليس بالوصول إلى سوق المحركات التوربينية المتوسطة الحجم البالغة 3.4 مليار دولار سنويًا.

وقال جونستون: “مع انخفاض سعر الهيدروجين الأخضر، سيصبح سعره منافسًا للوقود الأحفوري خلال السنوات الـ5 المقبلة، ونريد أن نكون في وضع جيد للاستفادة من الفرص من هذه التكنولوجيا”، بحسب ما نقلته منصة “إيه يو مانفكتورينغ” (AuManufacturing).

وأضاف: “عندما تدخل (بي 1900 دي-إتش إي) الخدمة في عام 2026، ستكون لها تكاليف تشغيل مماثلة للطائرات المروحية التقليدية ذات 19 مقعدًا، وتكاليف تشغيل أقل بنسبة 25% بحلول عام 2035”.

وتهدف ستراليس إلى مساعدة شركات الطيران على إزالة الكربون، وقال جونستون إن الهيدروجين هو “الحل الأكثر جدوى من الناحية التجارية، والحل المستدام حقًا” في السوق.


مستقبل الطائرات العاملة بالهيدروجين

تدّعي ستراليس وسكاي ترانس أن إنجاز الطائرات العاملة بالهيدروجين سيكون الأول من نوعه في أستراليا، لكن الجدير بالذكر أن شركة الطيران “إتش 2” تدعي أنه يمكن أن يكون لها طائرة هيدروجين في السماء بحلول عام 2023.

وقال جونستون: “تعمل كوينزلاند على تكثيف قدرتها على إنتاج الهيدروجين الأخضر.. ستستفيد ستراليس من هذا لمساعدة شركات مثل سكاي ترانس على الاستمرار في توفير السفر الجوي بأسعار معقولة مع انتقال العالم إلى الحياد الكربوني”.

وحول صناعة الطائرات العاملة بالهيدروجين عالميًا، أعلنت شركة إيرباص لتصنيع الطائرات العام الماضي خططها لطائرات تجارية عديمة الانبعاثات تعمل بالهيدروجين، ويمكن أن تحلق في السماء بحلول عام 2035، حسبما نقلت صحيفة الغارديان.

وأصدرت الشركة 3 مفاهيم مختلفة للطائرات، بما في ذلك طائرة نفاثة تسع 200 راكب قادرة على الطيران أكثر من 2000 ميل بحري، وتصميم توربيني يحمل ما يصل إلى 100 راكب لمسافة 1000 ميل بحري في رحلات قصيرة المدى، وتصميم جناح مختلط.

اقرأ أيضاً: إنتاج وقود الطائرات النظيف والهيدروجين بمطار بيتسبرغ من الغاز الطبيعي


عُقدت شراكة جديدة لإنتاج وقود الطائرات النظيف والهيدروجين في أميركا؛ اعتمادًا على الغاز الطبيعي بمرحلة انتقالية لحين تحوّل قطاع النقل للكهرباء بالكامل، وذلك بابتكار يُسهم في خفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 30 و50%.

ويتعاون مطار بيتسبرغ الدولي بولاية بنسلفانيا الأميركية مع شركة “سي إن إكس ريسورسيز” الواقعة بمحيط المطار لخفض الانبعاثات الكربونية من قطاع الطيران عبر إنتاج وقود الطائرات النظيف، بالاعتماد على الغاز المُنتَج من الآبار التابعة للشركة.

ولم يخلُ مشروع الشراكة الطموح بين المطار وشركة “سي إن إكس ريسورسيز” من خطط تتعلق بإنتاج الهيدروجين بوساطة الغاز الطبيعي ضمن إطار دعم مبادرات الولاية حول الهيدروجين والتقاط الكربون وتخزينه، وفق ما أوردته مجلة فوربس (Forbes) واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

إنتاج وقود الطائرات النظيف

أوضحت الرئيسة التنفيذية لمطار بيتسبرغ الدولي، كريستينا كاسوتيس، أن قطاع النقل الجوي يواجه ضغوطًا لخفض الانبعاثات الكربونية، مشيرةً إلى أن الالتزامات الدولية تجاه إجراء تخفيضات بالقطاع بحلول 2030 لم تقترن بإجراءات تسمح بتنفيذ التعهدات.


وقالت كاسوتيس، إنها تأمل بإحداث الشراكة بين المطار وشركة “سي إن إكس ريسورسيز” لإنتاج وقود الطائرات النظيف والهيدروجين تأثيرًا عالميًا، عبر مشروع مُبتكر يعتمد على الغاز الطبيعي المُنتج من آبار الشركة التي تقع في محيط المطار.

وتطرّقت إلى أن الالتزام بالتعهدات المناخية بمطار بيتسبرغ ومساعي إنتاج وقود الطائرات النظيف والهيدروجين لخفض لانبعاثات لم تقتصر على شركات الطيران فقط، بل امتدّت للمعدّات كافة.

وبالإضافة لذلك، رأى كبير مسؤولي الإبداع بشركة “سي إن إكس ريسورسيز”، يمي آكينكوغبي، أن الواقع يعزز استخدام الغاز الطبيعي لخفض الانبعاثات بالطيران الجوي للمطار بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50%، بدلًا من انتظار إنتاج وقود مستدام أو كهربة قطاع الطيران بالكامل.

وأضاف آكينكوغبي أن الشراكة طويلة الأمد بين شركة “سي إن إكس ريسورسيز” ومطار بيتسبرغ الدولي -التي بدأت منذ عام 2013- تُسهم في تطوير الحلول الملائمة للمتغيرات العالمية، لا سيما أن شركته بدأت حفر آبارها لإنتاج الغاز الطبيعي عام 2014.

إستراتيجية الشراكة

تعاونت الشركة وإدارة المطار في السابق على تطوير شبكة صغيرة تعمل بالغاز الطبيعي -أيضًا- وتتضمن 5 مولدات بطاقة 20 ميغاواط، بجانب تطوير مصفوفة شمسية سعة 3 ميغاواط تزوّد المطار بالكهرباء بنسبة 100%.

وتهتم الشراكة الجديدة بإجراء انتقال تدريجي للطاقة اعتمادًا على الغاز الطبيعي لإنتاج وقود الطائرات النظيف، غير أن إستراتيجية التعاون بالمشروع الجديد مختلفة نسبيًا.

تناولت إستراتيجية الشراكة بين المطار والشركة المُنتجة للغاز جانبين، يُركّز أولهما على إنتاج الغاز الطبيعي المضغوط والغاز المسال واستخدامهما وقودًا خلال عملية الإستخراج من الآبار، عبر تقنية عكفت شركة “سي إن إكس ريسورسيز” على تطويرها.

أمّا الجانب الآخر، فيهدف لتوليد الكهرباء من خلال الاعتماد على الغاز الطبيعي المُنتَج من آبار الشركة، والاستفادة منه في تصنيع الهيدروجين وتحليله كهربائيًا، لا سيما أن ولاية بنسلفانيا تتمتع بوفرة في موارد الغاز.

وتعوّل إدارة مطار بيتسبرغ وشركة “سي إن إكس ريسورسيز” على الشراكة التي تسمح لهما بإنتاج وقود الطائرات النظيف والهيدروجين لتعزيز المبادرات المحلية على مستوى ولاية بنسلفانيا لإنشاء مركز إقليمي للهيدروجين واحتجاز الكربون وتخزينه ودعم طموحات تشكيل نظام بيئي نظيف.


خفض انبعاثات الطيران بالهيدروجين

يُستخدم الغاز الطبيعي المُنتج من آبار الشركة بمحيط المطار لصناعة وقود بديل أكثر نظافة من الوقود المستخدم حاليًا بقطاع النقل الجوي، إذ يُسهم الهيدروجين المُنتج عبر التحليل الكهربائي للغاز الطبيعي في خفض الانبعاثات الكربونية.

ولم يقتصر استخدام مطار بيتسبرغ وشركة “سي إن إكس ريسورسيز” للهيدروجين المُنتج من الغاز على تحقيق الأهداف المناخية وخفض الانبعاثات بتوفير وقود الطائرات النظيف فقط، لكنه يعمل أيضًا على خفض تكلفة قطاع الطيران، وفق نشرة الهيدروجين “إتش 2 فيو”.

بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة “سي إن إكس ريسورسيز”، نيك ديلوليس، أن خطة العمل تقوم في خطوتها الأولى على معالجة الغاز الطبيعي المُنتج من آبار الشركة بمحيط المطار، وهي خطوة من شأنها تعزيز اقتصادات الهيدروجين وتوفير وظائف مستدامة.

ومن المقرر أن تبدأ آبار شركة “سي إن إكس ريسورسيز” إنتاج الغاز الطبيعي المضغوط والغاز المسال خلال عام 2023 المقبل، لإنتاج وقود الطائرات النظيف بالاعتماد على مصدر انتقالي “الغاز” قد يُسهم في خفض الانبعاثات لحين كهربة القطاع.

المصدر: مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى