تقارير

سحر الأرض وكنوزها حوته “العيون”.. عندما تطفئ مياه الأطلسي الفيروزية لهيب الرمال الذهبية.. ما حكاية المدينة العجيبة؟

تجمع مدينة العيون المغربية بين جمال المياه الفيروزية وسحر الرمال الذهبية، حيث تلتقي هنا رمال شاطئ المحيط الأطلسي برمال الصحراء، ليطفئ لطف مياه الأول، لهيب وحرارة الرمال، التي تكون لوحة طبيعية ساحرة تخلب الأنظار، الأمر الذي جعل منها مدينة حيوية تدب فيها الحياة على مدار 24 ساعة.

وتعتبر العيون أكبر مدينة في الصحراء المغربية، بمساحة تقدر بـ21 كيلومتراً مربعاً. وخضعت للاستعمار الإسباني، مثلها مثل باقي مناطق الصحراء المغربية، ما بين 1884 و1975.

وتتبع العيون إدارياً إلى جهة العيون الساقية الحمراء، إحدى الجهات الثلاث المكوِّنة للصحراء المغربية، إلى جانب جهتي كَلميم واد نون وجهة الداخلة وادي الذهب. وتطل المدينة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 218 ألف نسمة، على المحيط الأطلسي.

الثقافة الحسانية

لسكان مدينة العيون، والصحراء المغربية بشكل عام، لهجة وطقوس وعادات وتقاليد وأشكال فنية وطبيعة علاقات اجتماعية خاصة، تميزهم عن باقي المناطق المغربية. ويستمدون ذلك من الثقافة الحسانية أو ما يعرف بـ«ثقافة البيضان».

وسميت كذلك نسبة إلى قبيلة بني حسان، التي قَدِمت من المعقل في العراق، وسيطرت على تلك المنطقة ما بين القرنين الـ15 والـ17 الميلادي.

الشاي الصحراوي

من بين أهم مظاهر تلك الثقافة، نجد الشاي الصحراوي، فسواء تعلق الأمر بجلسة عائلية أو مع الأصدقاء أو بسمر ليلي أو ضيافة زائر في منطقة الصحراء المغربية، فإن ذلك لا يحلو بدون حضور الشاي الصحراوي الفريد من نوعه، الذي يقدم في برَّاد وصينية وكؤوس، وبطريقة استعراضية تختلف عن طرق تقديم الشاي السائدة في باقي المناطق المغربية، ولا سيما إذا قُدِّم الشاي الصحراوي في خيمة صحراوية بدوية.

ولا يعود زوار الصحراء المغربية المغاربة إلى مدنهم في وسط وشمال المغرب من دون أن يقتنوا علب الشاي الصحراوي، التي لا تباع إلا هناك.

ساحة المِشْوَر

تقع ساحة المشور، التي تعتبر واحدة من 11 ساحة موجودة في مدينة العيون وأشهرها، في حي السلام. وتعد متنفساً لسكان المدينة وأطفالهم. وتمتد على مساحة قدرها 6 هكتارات، تحيط بها 4 أبراج كبيرة.

وتطلب إنشاؤها ميزانية مالية قدرها 30.24 مليون درهم مغربي (3 ملايين دولار)، بحسب معطيات حصلت عليها «الرؤية» من المجلس الجماعي للمدينة.

وقال مهندس الدولة للمناطق الخضراء بجماعة العيون، حمد جدود، «افتتحت الساحة، التي تعد أهم مَعلم في العيون، سنة 1985، بمناسبة زيارة الملك المغربي الراحل، الحسن الثاني، إلى المدينة. وهي تراعي خصوصية المنطقة، إذ صُمِّمت على شكل خيمة، والأبراج الأربعة هي أوتادها.«

وأضاف جدود، «أن الملك محمد السادس عندما زار المدينة سنة 2015، استقبل في خيمة كبيرة في الساحة، أعيان العيون وسلمهم أوسمة»، مردفاً «أن الساحة تم ترميمها سنة 2017.

متنزه تل الطيور

المكان عبارة عن متنزه تسر مرافقه عين الزائر، وهو مُشكَّل من شلالات اصطناعية، وفضاءات خضراء، وأقفاص لطيور جلبت من المغرب ومن خارجه.

ويمتد المتنزه، الواقع في حي السلام، على مساحة هكتار واحد. وتطلب إنشاؤه 22.80 مليون درهم مغربي (2 مليون دولار).

وقال المسؤول عن المناطق الخضراء بجماعة العيون، بن الزين عبدالجليل، «إن الملك الراحل، الحسن الثاني، هو من أسس الفضاء في ثمانينيات القرن الماضي.«

وأوضح المتحدث نفسه، في تصريح لـ«الرؤية»، «أن الإقبال على الفضاء يكون كبيراً جداً، وأحياناً يمكن ألا يجد الزائر مكاناً له هنا»، مبيناً «أن المتنزه، الذي رُمم قبل سنتين، مغلق حالياً بسبب جائحة كورونا.

شاطئ فم الواد

تُعرَف مدينة العيون، ومنطقة الصحراء المغربية عموماً، بخصوصيتها المناخية المتسمة بالجو الحار والجاف. ولا يجد سكان المدينة مفراً غير شاطئ فم الواد عندما يشتد عليهم الحر.

ويعد الشاطئ من أهم المعالم السياحية في مدينة العيون. ويمتد برماله الذهبية على نحو 25 كم. وكان المتنفس الوحيد لساكني المدينة خلال فترة الحجر الصحي بسبب وباء كورونا، بعدما ألغوا برامج سفرهم بسبب الوباء.

الموقع

تشكل العيون إداريا مركز جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء إحدى الجهات المعتمدة في المغرب، وتحدها شمالا جهة كلميم السمارة، وجنوبا جهة وادي الذهب الكويرة، وشرقا موريتانيا، وغربا المحيط الأطلسي.

السكان

سكان مدينة العيون من أبناء القبائل الصحراوية التي تشكل ما يطلق عليه مجتمع البيضان أو المجتمع الحساني.

وهي حاضنة لأهم فروع القبائل الصحراوية مثل “الرقيبات” و”العروسيين” وآل الشيخ ماء العينين وغيرهم، ويبلغ عدد سكانها نحو 170 ألف نسمة.

التاريخ

ترجع المصادر التاريخية ظهور النواة الأولى لمدينة العيون إلى مرحلة الاستعمار الإسباني للصحراء، فقد تأسست عام 1928 قاعدة عسكرية نمت حولها بعض مقومات التمدن. وخلال الخمسينيات بدأ ظهور بعض المرافق والخدمات الأساسية لتلبية حاجيات السلطة الاستعمارية وخاصة أسر العسكريين الإسبان الذين يعملون بالمنطقة.

ازدادت أهمية المنطقة نهاية الأربعينيات مع اكتشاف الجيولوجي الإسباني “مانويل اليامدنيا” وجود مناجم الفوسفات في منطقة بوكراع القريبة عام 1947.

وقد زار الجنرال فرانكو مدينة العيون عام 1950. وفي يناير/كانون الثاني 1958 أصدرت الحكومة الإسبانية مرسوما صنّف الصحراء الغربية مقاطعة إسبانية عاصمتها الإدارية العيون.

المصادر : مواقع الكترونية عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى