اقتصاد

للهيمنة على الأسواق العالمية.. الصين تبني مصنعاً عملاقاً لخام الحديد

أنشأت الصين شركة لخام الحديد مدعومة من الدولة لتشرف على كافة الأنشطة بهذا القطاع، بدءاً من استثمارات المناجم الضخمة في غرب أفريقيا إلى شراء مواد صناعة الصلب من الموردين العالميين.

وتأسست شركة باسم مجموعة “تشاينا مينرال ريسورسز” (China Mineral Resources Group)، اليوم الثلاثاء، برأسمال مسجل قدره 20 مليار يوان (3 مليارات دولار)، وفقاً لبيانات من خدمة تسجيل الشركات الصينية “تيانيانشا” (Tianyancha). وأظهرت البيانات أن نطاق عمل الشركة يغطي أنشطة بما في ذلك التعدين ومعالجة الخام ولعب دور وكيلٍ تجاري.

يؤيد كبار المسؤولين في بكين إنشاء شركة جديدة لتولي مسؤولية واسعة بشأن إمدادات المواد الخام لصناعة الصلب مترامية الأطراف في البلاد، وهي الأكبر في العالم إلى حد بعيد، حسبما صرح أشخاص مطلعون لـ”بلومبرغ” في وقت سابق، طالبين عدم الكشف عن هويتهم لسرية المعلومات.

بحسب الأشخاص، كان من المقرر أن يتولى كل من ياو لين، الرئيس السابق لمؤسسة “ألمنيوم الصين” (Aluminum Corp. of China)، وغو بين، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة “تشاينا باوو ستيل” (China Baowu Steel Group) قيادة المجموعة الجديدة. ويفصح التسجيل في “تيانيانشا” عن تعيين ياو لين كرئيس لمجلس الإدارة، وغو بين كمدير عام، دون تقديم أية بيانات إضافية حول سيرهما الذاتية.

أكبر جهد

يُعدّ إنشاء الشركة الجديدة أبرز جهد تبذله الصين حتى الآن لمعالجة ما جادل به مسؤولون منذ فترة طويلة باعتباره قوة التسعير المفرطة التي تمارسها شركات التعدين، بما في ذلك “بي إتش بي غروب” (BHP Group) و”ريو تينتو” (Rio Tinto). وكانت الصين أنفقت حوالي 180 مليار دولار على واردات خام الحديد العام الماضي.

الأشخاص المطلعون كشفوا أن الكيان الجديد سيضم استثمارات خارجية، مثل مشروع “سيماندو” (Simandou) لخام الحديد في غينيا، الذي يعتبره قادة الصين أفضل سبيل لتقليص اعتماد صناعة الصلب على الخام الأسترالي. كما يتطلّع المسؤولون لأن يصبح الكيان الجديد أيضاً القناة الوحيدة لشراء خام الحديد المستورد من أطراف ثالثة، والذي يأتي معظمه إمّا من أستراليا أو البرازيل.

كانت “بلومبرغ” ذكرت في فبراير الماضي أن الصين تخطط لتوفير منصة شراء مركزية لواردات خام الحديد. وقال الأشخاص إن الخطة كانت قيد الدراسة لسنوات بدعم من كبار القادة.

وستكون على أقل تقدير وسيلة لتوحيد العديد من استثمارات خام الحديد في الخارج، بما في ذلك “سيماندو”، بالإضافة إلى شراء المواد الخام لمجموعة من أكبر شركات صناعة الصلب المملوكة للدولة في الصين.

لم ترد لجنة الإشراف على الأصول المملوكة للدولة وإدارتها، ولجنة التنمية الوطنية والإصلاح، بشكلٍ فوري على طلبات مرسلة عبر الفاكس للتعليق على الأمر.

وتأخر تطوير “سيماندو” في غينيا مراراً وتكراراً بسبب النزاعات القانونية والتغييرات الحكومية في الدولة الأفريقية. ويُعتبر احتياطي المشروع أحد أكبر الاحتياطيات غير المستغلة لخام الحديد على مستوى العالم، وينقسم إلى أربع كتل، حيث يسيطر على الكتلتين 1 و2 تحالف مدعوم من الشركات الصينية والسنغافورية، في حين يمتلك كل من “ريو تينتو” ومشروع مشترك بين “شينكالكو” (Chinalco) و”باوو” (Baowu) الكتلتين 3 و4.

اقرأ أيضاً: معادن نادرة تكفي العالم لألف عام.. اكتشاف جديد يمنح تركيا فرصة لمنافسة الصين


دخلت تركيا المنافسة مع الصين بعد اكتشاف جديد لاحتياطي عناصر أرضية نادرة.

وقالت صحيفة The Times البريطانية الأربعاء 13 يوليو/تموز 2022، إن انقرة ستنهي احتكار بكين لهذه الموارد المهمة، التي تعتمد عليها الصناعات النظيفة، خصوصاً السيارات الكهربائية.

وبحسب الصحيفة، فإن هذا الاحتياطي المُكتشف حديثاً من العناصر الأرضية النادرة يشمل مجموعة من المعادن الحيوية لتخزين الطاقة البديلة، وقد اكتُشف بالقرب من مدينة إسكيشهير في سهل الأناضول الأوسط بتركيا.

تتوقع وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية أن 694 مليون طن من هذه الرواسب تحتوي على عناصر أرضية نادرة تكفي العالم لألف عام، وهو ثاني أكبر احتياطي في العالم بعد احتياطي الصين، التي تهيمن على إنتاجه عالمياً.

من جانبه، قال الرئيس أردوغان: “هدفنا معالجة 570 ألف طن من هذه المواد الخام سنوياً حين تصل هذه المنشأة إلى طاقتها الكاملة”.

من جانبها، ذكرت صحيفة Global Times التابعة للحكومة الصينية، نقلاً عن مصادر مطلعة في المجال: “الصين ستظل محتفظة بتفوقها التكنولوجي في صناعة العناصر الأرضية النادرة العالمية في المستقبل. واكتشاف احتياطي عناصر نادرة في تركيا لن يكون له تأثير يُذكر على مكانة الصين العالمية”.

كما قال بعض المشككين إن التفاصيل لا تزال غامضة، والمبالغ المذكورة تشير إلى كمية الخام فقط، إلا أن كمية العناصر الأرضية النادرة التي تُنتج فعلياً ستعتمد، كما هو الحال في جميع عمليات التعدين، على نقاء الخام.

ورغم تعهد كل من بريطانيا وأمريكا بحظر مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2045، فإن صناعة البطاريات التي تعمل عليها السيارات الكهربائية، يتطلب مجموعة من المعادن، بما في ذلك، ما يسمى بالعناصر الأرضية النادرة، والتي تقود الصين إنتاجها، وتوفر من 80-90% من الإمدادات العالمية.

كذلك قال كاستيلو إن التقديرات تشير إلى أن نقاء الأرض النادرة في تركيا يمثل 2%، وهو ما سيوفر ما يكفي من الخامات المعالجة لإرضاء السوق العالمية لمدة من 40 إلى 50 عاماً، ولكن فقط عند مستويات الطلب الحالية.

لكن الاكتشاف التركي سيقدم بصيص أمل للغرب على الأقل. يقول ريان كاستيلو، المدير الإداري لشركة Adamas Intelligence الاستشارية: “لن أقول إن هذا هو المنقذ للسوق الأوروبية، لكنه نبأ سار. فالمشكلة كبيرة جداً، والطلب ينمو بسرعة كبيرة لدرجة أننا نحتاج إلى أكثر من تركيا واحدة، وأن نرى اكتشافات كهذه كثيراً”.

المصدر: مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى