من يتحكم في سعر الذهب عربياً وعالمياً وما علاقة هوامير المال؟
من يتحكم في سعر الذهب عربياً وعالمياً وما علاقة هوامير المال؟
يعتبر الذهب من أهم وأقدم الثروات المالية للدول منذ الأزل، واستمر على مرّ العصور وتطور الحضارات وحاجاتها الأساسية لتكوين المدخولات والأسس الجديدة في المبايعات والشراء.
أمسـ.ـى إثبات قدرات البلدان باحتفاظها بكميات أكبر من الذهب حاجة ملحّـ.ـة، فما هي العوامل التي تحدد سعر الذهب؟
لماذا يعتبر الذهب المدخر الأهم؟
لقد تحول الذهب إلى وسيلة للوفاء في الالتزامات والعقود المالية بين الدول وأقطاب التجارة الداخلية والدولية مما أكسبه أهمية خاصة.
حيث أصبح نتيجة لذلك يلعب دوراً هاماً في توازن السياسات المالية والاقتصادية لدول العالم كونه أداة الوفاء الأولى بعد العملات النقدية من أجل تسوية الالتزامات المالية بين الدول.
كما أصبح الأداة ألأساسية لتقويم الالتزامات وتقديرها ومن ثم الوفاء بها.
وبعد ذلك أصبحت الموجودات من الذهب واحدة من أهم مدخرات الدول في موجودات بنوكها المركزية ويحتل المرتبة الثانية بعد العملة المحلية والنقد الأجنبي.
لذلك لجأت غالبية دول العالم إلى ادخار الذهب وتصنيفه كمعيار للضمانات التي يجب أن تتوفر لدعم اقتصادها في حال تعرضها لأي اهتزازات وتغييرات طارئة.
بورصة الذهب
يمتلك الذهب بورصة (سوق) ذات أسعار عالمية تتصاعد وتهبط متأثرة بالأوضاع المالية والاقتصادية والأمنية والسياسية في العالم.
وبحركة العرض والطلب أيضاً كونه سلعة مضمونة قابلة للتداول من جهة وأداة وفاء وضمان من جهة أخرى.
أغلب الدول التي تكتنز الذهب تفتخر بذلك ويمكن قياس قوة اقتصادها ورصانته حسب حجم موجوداتها من الذهب ويأتي ذلك بعد حجم إيراداتها ومواردها المالية الأساسية الأخرى.
بدءاً من الموارد الصناعية والزراعية التجارية التي يُحوّل قسماً منها الى سبائك ذهبية ايضاً، من أجل ضمان الاحتفاظ بها في البنوك المركزية.
فـ للذهب استعمالات متعددة تتراوح بين كونه جزءاً من رأسمال الدولة وأداة فعالة لوفاء التزاماتها من جهة، وضماناً لقوة واستقرار اقتصادها من جهة أخرى.
كما يمثل الغطاء المالي والقانوني لإصدار عملة البلد النقدية كما يمنحها الغطاء الشرعي والاقتصادي داخل البلد وخارجه.
العوامل المؤثرة في سعر الذهب
التضخم
ترتفع قيمة الذهب عند زيادة معدلات التضخم، لذلك يلجأ المستثمرون إلى وضع استثماراتهم في الذهب من أجل الحفاظ عليها وقد كان ذلك التصرف منتشر جداً في السبعينات من القرن الماضي.
العرض والطلب
يتأثر الذهب بعوامل العرض والطلب كأي سلعة أخرى، إذ يرتفع سعره مع زيادة الطلب عليه، كما يرتفع سعره في حال تعرضه لمشكلة في العرض أو الإمداد من منجم رئيسي أو تقليص إنتاجه.
الدولار الأمريكي
يعامل الذهب كسلعة عالمية وليس معدن وحسب، كذلك صغار المستهلكين والبنوك المركزية والمؤسسات الاستثمارية، لذلك يتأثر بسعر الدولار في بعض البورصات العالمية، إذ يضعف سعره بزيادة قوة الدولار.
سعر الفائدة
نتيجة ارتباط الذهب بالدولار، فإن سعره يتأثر بشكل مباشر بمعدل الفائدة في الولايات المتحدة
كما يزداد سعره في حال قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي “البنك المركزي الأمريكي” تخفيض أسعار الفائدة، فذلك يعني تقليص قيمة الدولار.
أداء البورصات
تحول الذهب في الآونة الأخيرة إلى أداة استثمارية، يتم التداول عليها في الأسواق المالية العالمية مثل الأسهم
ولكن تعتبر الأسهم استثمار ذو مخاطرة عالية على عكس الذهب، فإذا انتعشت أسواق الأسهم تراجعت أسعار الذهب.
الاضطرابات الجيوسياسية
عدم اليقين بما سيحدث في المستقبل، وأيضاً الأحداث السياسية والاقتصادية والأزمات الطبيعية والأوبئة التي قد تحدث وغيرها من الحالات غير الطبيعية
كل ذلك يزيد من مخاوف المستثمرين، فيقومون بالتحول إلى الذهب بهدف الحماية من التضخم والتأمين ضد الهيئات المختلفة وحتى الأشخاص مما يزيد من سعره.
سياسات البنوك المركزية
ترتبط سياسات البنوك المركزية بقانون العرض والطلب فكلما زاد شراء البنوك المركزية للذهب يرتفع سعره بشكل مباشر.
وأيضاً التصرف في احتياطي الذهب لديها يؤدي إلى ارتفاع الأسعار خاصة في الدول الصناعية.
وكذلك السياسات النقدية الخاصة للبنوك المركزية في حالات التضخم تؤثر في سعر الذهب إذ تنخفض أسعار الفائدة لدى البنوك مما يجعل المستثمرون يتجهون إلى الاستثمار في الذهب بدلا الأوراق النقدية.
حجم إنتاج الذهب عالمياً وتكاليفه
يؤدي ارتفاع الإنتاج في مناجم الذهب إلى ارتفاع أسعار الذهب بشكل مباشر ويتضح ذلك مع حدوث اضطرابات عمال المناجم والاضطرابات السياسية للدول التي تقوم بإنتاج الذهب؛ لترتفع أسعار الذهب.
وبالتالي تؤثر في سعر الذهب وزيادته وقد ظهر هذا واضحاً في الأسواق العالمية خاصة في الفترة الأخيرة.
أسعار النفط العالمية
إن العلاقة بين سعر الذهب والنفط علاقة تناسب طردي، حيث يزداد سعر الذهب بزيادة أسعار النفط عالمياً، ويقل سعره كلما قلت أسعار النفط عالمياً.
إن تدهور أسعار النفط يؤدي إلى تدهور السوق المالي للعالم ففي هذه الحالة يتجه المستثمرون إلى المعدن الأصفر لأنه آمن اقتصادياً، وهذا يرفع أسعاره.
حركة أسواق المال
إن ثبات الأسواق المالية خاصة الاقتصادية تدفع المستثمرين إلى الخوض فيها إذ تعود بالأرباح الهائلة.
وفي حالة الركود التجاري يتجه المستثمرون إلى الذهب باعتباره الربح الآمن دون الوقوع في مخاطر الخسارة المالية حول العالم.
فكلما كانت الأسواق المالية في حالة عدم الاستقرار زاد الإقبال على الاستثمار في الذهب والعكس.
المصدر: مواقع إلكترونية