منوعات

توفر يومياً نصف مليون ليرة “ثمن مازوت”.. من هو الفلاح السوري الذي ابتكر “ناعورة” لسقاية أرضه بقوة ضغط المياه؟.. ما سر اختراعه؟

توفر يومياً نصف مليون ليرة “ثمن مازوت”.. من هو الفلاح السوري الذي ابتكر “ناعورة” لسقاية أرضه بقوة ضغط المياه؟.. ما سر اختراعه؟

أثرت الظروف الاقتصادية التي تمر بها سوريا، على مختلف مجالات الحياة، بما في ذلك القطاعات الاقتصادية الرئيسة كالقطاع الزراعي الذي يشكّل عمود الاقتصاد السوري في ظل العقوبات، حيث ارتفعت تكاليف الزراعة (الأسمدة، أجور الفلاحة، المحروقات، البذور والري)، فبات أي فلاح اليوم بحاجة إلى ملايين لتقوم أرضه.

حيث لجأ عدد من الفلاحين إلى استخدام وسائل بديلة في تسيير مستلزمات الزراعة كالري باستخدام ألواح الطاقة الشميسة التي شاعت خلال السنوات السبعة الماضية لاستخراج المياه.

لكن الفلاح عبد المجيد البحوري (أبو أيمن، 59 عاماً) من قرية جنات السلامة جنوب شرقي منطقة منبج (ريف حلب الشرقي 50 كم شرق المحافظة)، توجه بشكل مختلف لابتكار “ناعورة” محلية الصنع لضخ المياه من نهر قريب من أرضه لسقايتها والاستغناء الكامل عن كل موارد الطاقة التقليدية وحتى الشمسية.

قال الفلاح أبو أيمن في حديث لـ “أثر”: “أنا كفلاح حاولت ابتكار وسيلة لتأمين مياه لسقاية الأرض كون تكاليف الري اليومية باتت مرهقة باستخدام المحروقات، اختراع الناعورة بشكلها الحالي من بناة أفكاري، ولكنها بالأساس هي فكرة مطورة ومستوحاة من نواعير حماة”.

وأردف أبو أيمن: “ذهبت إلى حماة أكثر من مرة، ورأيت الطريقة التقليدية التي تعمل بها النواعير، وتبادر في ذهني فكرة تطويرها والاعتماد على الدورات بدلاً من النشل، تم رسمها بداية على (كرتونة)، وبعدها تم وبمساعدة عدد من العمال تنفيذها على أرض الواقع”.

وأضاف أبو أيمن: “قمنا ببناء صبّة أسمنتية بقلب مجرى النهر لرفع منسوب المياه 1 متر للحصول على قوة ضغط لتحريك أقراص الحركة الخاصة بالناعورة، وتم ربط هذه الأقراص بمضخة مياه (طرمبة)، وتم تشغيلها بعد تحصيل السرعة اللازمة للناعورة من خلال حركتين دوران تم تنفيذهما بعد تجارب عدّة استمرت لفترة زمنية جيدة، رغم أنّ فترت التركيب لم تستغرق نحو 20 يوماً”.

وبيّن أبو أيمن: “كميات المياه التي تم سحبها من خلال الناعورة تقدر بـ(5 إنش)، ويتم ضغطها على مسافة تصل إلى 800 متر وهي كافية لسقاية 15 دونماً يومياً أي (هكتار ونصف) والتي تحتاج بالحالة العادية إلى 150 ليتر مازوت لريها تقريباً”.

وحول الدوافع وراء الفكرة، أجاب الفلاح أبو أيمن: “ارتفاع أسعار المحروقات، وإصرار الفلاح على زراعة الأرض مهما كان الثمن، هو الدافع الأساسي وراء هذا الاختراع”.

قال أبو أيمن: “هناك فكرة لتطويرها وهذا ممكن حيث سيتم استبدال المضخة العادية بمولدة كهرباء ليصار من خلالها إنتاج الطاقة الكهربائية والتي ستتم الاستفادة منها في تشغيل مضخات كهرباء ثانوية يتم عبرها سحب المياه من النهر بكميات أكبر”.

وحول التكلفة والوفورات المحققة، بيّن أبو أيمن، أن تكلفة الإنشاء والتركيب بلغت قرابة 40 مليون ليرة سورية، وأضاف، “أنا يومياً أقوم بحساب الوفر المحقق وهي توفر لي نصف مليون ليرة سورية كنت أصرفها مقابل تأمين مازوت للسقاية، وهذا الوفر مجدٍ اقتصادياً بشكل كبير مع الأيام رغم أنّ التكلفة المباشرة كانت مرتفعة”.

من جهته، بيّن رئيس اتحاد فلاحي محافظة حلب إبراهيم النايف بتصريح لـ”أثر” أنّ المشروع يوفّر مياه الري لقرابة 150 دونم (15 هكتاراً) حالياً، دون الرجوع إلى أي مصدر من مصادر الطاقة الأخرى البديلة أو التقليدية، مشيراً إلى أنّ عملية نقل المياه تتم من خلال ناعورة تمت صناعتها محلياً من قبل أحد الفلاحين عبر مواد أولية بسيطة وتم تركيبها على مجرى مياه (مصرف) في قرية جنات السلامة”.

وأفاد رئيس الاتحاد بأنّ الاتحاد سيعمل على توسيع انتشار هذه الفكرة على أطراف نهر (قويق) الذي يمتد على طول 75 كم وعلى المصارف الشعبية لري المساحات المزروعة. مؤكداً أنّ “تكلفة صناعة الناعورة تمت على نفقة الفلاح الشخصية، ولم يستعن بأي مهندس وكان دور الاتحاد متابعاً له منذ طرح الفكرة أي منذ قرابة 6 أشهر، وتم تقديم الدعم اللوجستي اللازم كتأمين جرافات أثناء عملية التركيب عندما تم تغيير مجرى النهر لصب الكتل الأسمنتية اللازمة.

تابع القراءة : 5000 ل.س متوسط سعر كيلو الملوخية في دمشق.. بائعون: بتنا نلجأ لتيبيسها وبيعها بسعر أعلى في الشتاء


لم ينتهِ موسم المونة عند السوريين حتى اليوم مع توالي جني محاصيل الغذاء، فبعد الفول والبازلاء يتجه السوريون اليوم لتخزين الملوخية التي تعد من أشهر الأكلات الشتوية السورية.

لكن اللافت هذا العام هو إحجام عدد من السوريين عن شرائها مع بداية الموسم بانتظار انخفاض سعرها الذي كان لاذعاً بعض الشيء على جيوبهم، وخلال جولة لمراسلة “أثر برس” على بعض الأسواق لوحظ أن سعر الملوخية هذا العام يتراوح بين 4000 – 6000 ليرة سورية.

إحدى المتسوقات أوضحت لـ “أثر” أن ارتفاع الأسعار بشكل كبير حرمها وعائلتها الكثير من المواد التي تمونها للشتاء و”على ما يبدو أن الملوخية ستنضم إلى لائحة المواد الممنوعة”.

ورأت أم تيسير، أن المونة أصبحت من الكماليات بظل هذه الظروف المعيشية مضيفة: “سأشتري كمية قليلة فقط من الملوخية حتى لا أحرم أولادي من أكلتهم المفضلة”، لافتة إلى أنها لم تمون أياً من الخضراوات لأنها في العام الفائت اضطرت لرمي جميع المونة في القمامة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى ذلك أن قدرتها الشرائية لا تتناسب مع الأسعار.

بينما يوضح أحد البائعين بحديثه مع “أثر” أنهم باتوا يلجؤون إلى تيبيس الملوخية وحفظها لبيعها في الشتاء للأسر التي لم تستطع التموين، وبذلك تكون قادرة على شراء حاجتها اليومية بدلاً من شرائها دفعة واحدة، منوّهاً إلى أن أسعارها خلال الشتاء تكون مرتفعة أكثر من الآن كون موسمها قد انتهى.

بدوره، بيّن عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق أسامة قزيز في تصريح لـ “أثر” أن موسم الملوخية هذا العام جيد، وهي مثل أي مادة أخرى يوجد عرض وطلب عليها في بداية الموسم، معتبراً أن سعرها غير مرتفع بالنسبة لبقية المواد.

وتابع أن “هذه المادة غير معدة للتصدير لأنها لا تحتمل بعد قطفها أكثر من 4 ساعات وتذبل بعد ذلك، فالبعض من التجار يأخذونها ويعملون على تنظيفها وتيبيسها وتخزينها للشتاء”.

كما أشار إلى أن ارتفاع سعرها هذا العام يعود لارتفاع تكاليف الزراعة من أسمدة ومياه ومعقمات وغيرها، إضافة إلى الظروف الجوية التي تتحكم بالمواسم فدرجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة تتلف الموسم ما يجعل المزارع مضطراً لإعادة الزراعة مرة أخرى.

المصدر: مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى