منوعات

الأضخم على الاطلاق.. محطة طاقة شمسية عملاقة في الصين تعادل مساحتها 462 ملعب كرة قدم (صور)

تمتلك الصين محطة طاقة شمسية عملاقة في صحراء غوبي، شمال غربي البلاد، قادرة على توفير الكهرباء لنحو مليون منزل.

وتُعد محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في دلينغها من أكبر مشروعات الطاقة المتجددة على مستوى البلاد، وفقًا لما ذكرته قناة سي جي تي إن الصينية.

وتقع المحطة -التي تستخدم أحدث التقنيات التكنولوجية- في صحراء غوبي مترامية الأطراف وتغطي الألواح الشمسية 3.3 كيلومترًا مربعًا، وتعادل هذه المساحة 462 ملعب كرة قدم.

وتنتج محطة الطاقة الشمسية العملاقة سنويًا 146 مليون كيلوواط/ساعة من الطاقة الكهربائية، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.


إنتاج المحطة

أظهرت بيانات حديثة أن إجمالي إنتاج محطة الطاقة الشمسية من الكهرباء خلال المدة من 6 أغسطس/آب 2021، حتى 5 أغسطس/آب 2022، بلغ 158 غيغاواط/ساعة، بنسبة إنجاز تجاوزت 108% من توليد الكهرباء المستهدف سنويًا، والمقدر بـ146 غيغاواط/ساعة.

وسجّلت المحطة أعلى سجل تشغيلي للنوع نفسه من محطات الطاقة الشمسية الحرارية في العالم، على الرغم من أن الطقس لم يكن جيدًا خلال الشهر الماضي، إذ إنه شهد أيامًا ممطرة وعواصف رملية متواصلة.

وأصبحت أول محطة للطاقة الحرارية الشمسية لتخزين الملح المصهور في العالم، التي تجاوز توليدها السنوي الفعلي للكهرباء توليد الطاقة السنوي للتصميم.


آليات عمل المحطة

تعتمد المحطة على نظام حراري شمسي، إذ يعمل ضوء الشمس على تسخين السوائل التي يمكن تخزينها بسهولة لتشغيل محركات توليد الكهرباء لاحقًا، وهو ما يمكّن المحطة من توليد الكهرباء على مدار 24 ساعة.

وتستخدم تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية -مرايا يُتحكم فيها بواسطة الكمبيوتر- لتركيز الطاقة الشمسية في الأبراج المركزية، إذ يمكن تخزين الكهرباء على شكل ملح مصهور، وبالتالي، فإن الطاقة الشمسية الحرارية قادرة على توفير مصدر طاقة أكثر سلاسة من الألواح الشمسية.

ويُعد النظام أكثر عملية من مجرد استخدام تقنية الألواح الشمسية التي تحول ضوء الشمس مباشرة إلى كهرباء، والتي لا يمكن تخزينها لاستخدامها لاحقًا بسهولة مثل سوائل النظام الحراري التي تُسخّن.

وتبلغ مدة تخزين الحرارة المصممة 15 ساعة، وبالتالي، يمكن أن يضمن توليد كهرباء مستقرًا ومستمرًا على مدار اليوم.


بداية تشغيل المحطة

بدأت الصين تشغيل المحطة العملاقة التي تُعد أول محطة طاقة شمسية حرارية تجارية كبيرة الحجم، في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وتوفر أول محطة طاقة شمسية عملاقة في الصين استهلاك نحو 60 ألف طن من الفحم سنويًا، ما يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 100 ألف طن سنويًا.

وتُعد المحطة أول محطة طاقة شمسية حرارية تعمل من بين 20 مشروعًا للطاقة الشمسية الحرارية في الصين، فضلًا عن أنها كانت أول محطة طاقة شمسية تتلقى قروضًا منخفضة الفائدة من مصرف التنمية الآسيوي.


الطاقة الشمسية في الصين

تتصدّر الصين قائمة أكبر منتجي الطاقة الشمسية في العالم، وتعتزم زيادة إنتاجها من الطاقة المتجددة خلال السنوات المقبلة من خلال تنفيذ مجموعة من المشروعات الضخمة في صحاري البلاد.

وتمتلك الصين 306 غيغاواط من الطاقة الشمسية و328 غيغاواط من طاقة الرياح -أعلى دول العالم إنتاجًا- الأمر الذي يضعها في منتصف الطريق للوفاء بتعهدها بالوصول إلى إنتاج 1200 غيغاواط من الطاقة المتجددة بنهاية العقد الجاري.

وأنتجت الصين 54.88 غيغاواط من الطاقة الشمسية خلال العام الماضي، مع خطط لزيادة القدرات ما بين 75 و90 غيغاواط من الطاقة الشمسية في 2022.


اقرأ أيضًا: صادرات الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح الصينية تنتشر عالميًا (تقرير)


من المتوقع أن تبلغ قيمة صادرات الصين من تكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية وتوربينات الرياح ومعدات تخزين الطاقة 100 مليار دولار هذا العام.

وأظهرت بيانات شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي أن الصين تواصل توسعها السريع في أسواق الطاقة العالمية الجديدة، حسبما نشرت منصة “إنرجي فويس” (energyvoice) في 27 يوليو/تموز الجاري.

ويوجد في الصين نحو 90% من بطاريات الليثيوم-أيون وثلثي قدرة تصنيع ألواح الطاقة الشمسية، إلى جانب النظم البيئية الواسعة المتاحة للأشخاص، والمجمعات الصناعية ومورّدي المواد والخدمات اللوجستية.

وأشار المندوبون في مؤتمر للكهرباء والطاقة المتجددة (إيه بي إيه سي) بإشراف شركة وود ماكنزي، إلى مستقبل مشرق ينتظر صادرات الطاقة المتجددة من الصين بالنظر إلى حجم السوق المحليية الضخمة للبلاد، إلى جانب تحسين التكنولوجيا، وتكاليف الكهرباء والعمالة التنافسية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

صانعو السياسات في أميركا والغرب قلقون


لا يزال صانعو السياسات في الولايات المتحدة والغرب قلقين بشأن اعتماد بلدانهم على سلسلة التوريد الصينية لتكنولوجيا الطاقة الجديدة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتبلغ حصة الصين من القدرة التصنيعية العالمية 50% لتوربينات الرياح، و66% للألواح الشمسية، و88% لتخزين البطاريات، وفقًا لبيانات شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي.

وعلاوة على ذلك، تلبي معظم السعة الإنتاجية لتوربينات الرياح الطلب المحلي، إذ إن التكنولوجيا الصينية تتخلف عن نظيراتها الغربية، لكن الطلبات الخارجية بدأت في الارتفاع مع تراكم 11 غيغاواط بدءًا من يونيو/حزيران، حسبما قال محللون في الشركة.

وتُصدر الكثير من إنتاج وحدات الطاقة الشمسية وتُخزن البطاريات في الصين.

وقال رئيس أبحاث الطاقة والطاقة المتجددة في آسيا والمحيط الهادئ لدى شركة وود ماكنزي، أليكس ويتوورث: إن “الدول الأجنبية تواجه خيارًا صعبًا بين الصادرات ذات التكلفة المنخفضة من الصين ومحاولة تصنيع الطاقة المتجددة داخليًا في أسواقها”.

وبدوره، يضغط ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإعادة النظر في التعرفات الإضافية على الواردات الصينية، ومن المحتمل أن تستفيد الصين من ذلك، حسبما أشارت وود ماكنزي.

وقد منحت الولايات المتحدة إعفاءً من الرسوم الجمركية على الطاقة الشمسية على الواردات من فيتنام، إذ استثمر العديد من المستثمرين الصينيين في تصنيع الألواح الشمسية النمطية.

ولذلك، فإن هذا سيفيد، إلى حد ما، صانعي الطاقة الشمسية في الصين، كما قال الخبير الاقتصادي في مؤتمر للكهرباء والطاقة المتجددة (إيه بي إيه سي) بإشراف شركة وود ماكنزي، يانتينغ تشو.

تُجدر الإشارة إلى أن تكاليف معدات الرياح والطاقة الشمسية والتخزين في الصين ظلت من بين أدنى المعدلات في العالم، إذ تتزايد مزايا التكنولوجيا والحجم اعتمادًا على السوق المحلية الكبيرة.

زيادة الطلب على الكهرباء في الصين

يستمر طلب الصين على الكهرباء في تصدُّر الطلب في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.


وقد أسهمت الصين بنسبة 56% من نمو الطلب العالمي منذ عام 2000، وتشكل الآن 30% من السوق العالمية، ولا تزال أكبر سوق في العالم للطاقة المتجددة.

وعلى الرغم من عمليات تدابير الإغلاق الشديدة في الربع الثاني، تعافى نمو الطلب على الكهرباء ليصل إلى 2.9% في النصف الأول، إذ عوّضت التكنولوجيا الفائقة والطاقة الجديدة احتياجات القطاعات التقليدية، مثل الصلب والأسمنت ومواد البناء، ما يعكس التباطؤ في أسواق العقارات.

ومن المتوقع أن يرتفع نمو الطلب على الكهرباء في الصين بمعدل 5% هذا العام على خلفية ازدهار الصادرات وارتفاع درجات الحرارة، حسبما أفادت وود ماكينزي.

وأشار محللون في الشركة إلى أن سوق الطاقة المتجددة حقق أداءً متميزًا على مدار الأشهر الـ6 الماضية، على الرغم من تدابير الإغلاق لمكافحة تفشي وباء كوفيد-19 منذ أبريل/نيسان، حسبما نشرت منصة “إنرجي فويس” (energyvoice) في 27 يوليو/تموز الجاري.

ويتوقع المحللون أن تصل إضافات طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى 127 غيغاواط في عام 2022، بزيادة نحو 25% على أساس سنوي.

وفي المقابل، تواجه سلسلة توريد الطاقة الشمسية بعض التحديات، لا سيما ارتفاع تكلفة المواد الخام، مثل السيليكون.

وحذّرت شركة وود ماكينزي من أن الطلبات الجديدة المتراكمة على الطاقة الشمسية تراجعت في يونيو/حزيران مع زيادة سعر الألواح الشمسية، وقد يؤثر ذلك في الطلب.

وتظل سلسلة توريد الطاقة الشمسية في الصين مركزية، وهذا يمنح موردي المواد الخام قدرة تفاوضية قوية.

من جانبها، تحقق الحكومة المركزية في ارتفاع أسعار السيليكون، التي ارتفعت 3 مرات منذ أوائل عام 2021، ويمكن أن تتدخل الحكومة لمعالجة الوضع.

ولا يزال سعر توربينات الرياح مستقرًا نسبيًا، إذ إن سلسلة التوريد قادرة على المنافسة، ما يوفر المزيد من القدرة التفاوضية لمصنعي المعدات الأصلية.

أمن الطاقة يقود الطاقة المتجددة في الصين

توجه اعتبارات أمن الطاقة استيعاب الطاقة المتجددة في الصين، لتقليل اعتمادها على الوقود المستورد.

وأشار رئيس أبحاث الطاقة والطاقة المتجددة في آسيا والمحيط الهادئ لدى شركة وود ماكنزي، أليكس ويتوورث، إلى أن نحو 30% من إمدادات الكهرباء يأتي من الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الكهرومائية، و5% أخرى تأتي من الطاقة النووية.

وأوضح أن استخدام السيارات الكهربائية آخذ في الارتفاع مع 20% من السيارات الجديدة تعمل بالكهرباء؛ نتيجة لذلك، تراجعت واردات النفط الخام بنسبة 11%.

وتشهد الصين زيادة هائلة في إنتاج الفحم، بزيادة 11% على أساس سنوي في النصف الأول من عام 2022.

وقال ويتوورث: إن “الصين هي الدولة الوحيدة في العالم التي ذكرت الصحف فيها أنه سُمح بـ1.4 غيغاواط من الطاقة المتجددة، وجرت الموافقة على 2 غيغاواط من كهرباء الفحم، بالإضافة إلى منجم فحم 50 مليون طن”.

وأضاف أن الحكومة تبذل قصارى جهدها لإبقاء تكاليف الكهرباء منخفضة بالإضافة إلى تنافسية صناعتها، وتهدف -في الوقت ذاته- إلى الوصول لذروة الانبعاثات بحلول عام 2030 والحياد الكربوني بحلول عام 2050″.

المصدر: مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى