“أبهر الأميركيين” وكلف بناؤه مليار دولار ويتسع لأكثر من 36000 مصلي.. ماذا تعرف عن “مسجد الجزائر الأعظم”؟
أُختير مسجد الجزائر الأعظم كواحد من أفضل التصاميم المعمارية الدولية لعام 2021.
وتوج مسجد الجزائر الأعظم، بالجائزة السنوية من قبل متحف شيكاغو أثينيوم للهندسة المعمارية والتصميم والمركز الأوروبي لتصميم الفنون المعمارية.
وتقدمت السفارة الأمريكية لدى الجزائر بتهانيها للجزائر، على هذا التتويج المشرف للمسجد الأعظم الذي أبهر العالم بتصميمه المعماري.
جاء في منشور لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجزائر على صفحتها الرسمية على “فيسبوك”: “تهانينا الخالصة للجزائر لاختيار مسجد الجزائر الأعظم كواحد من أفضل التصاميم المعمارية الدولية لعام 2021 الذي توج بالجائزة السنوية من قبل متحف شيكاغو أثينيوم للهندسة المعمارية والتصميم والمركز الأوروبي لتصميم الفنون المعمارية”.
وأضاف ” وقد أنجز تصميم المسجد الأعظم من طرف شركة الهندسة المعمارية يورغن إينجل أرشيتيكتن المتواجدة بألمانيا
هذا وقد أنجز المسجد الأعظم من طرف شركة الهندسة المعمارية يورغن إينجل أرشيتيكتن المتواجدة بألمانيا.
ويعد مسجد الجزائر الأعظم، ثالث أكبر مسجد في العالم بعد مسجد الحرمين.
وتم تدشين “المسجد الأعظم”، يوم 28 أكتوبر 2020، تزامنا مع ليلة المولد النبوي الشريف، وتمت عملية التدشين بفتح قاعة الصلاة.
كما تزامن افتتاح قاعة الصلاة مع الاحتفالات بذكرى الفاتح نوفمبر 1954، تاريخ اندلاع الث..ورة.
وهو ما يعبر عن الروابط القوية للشعب الجزائري مع هذه اللحظة التاريخية التي حرّرته من الاست..عمار.
بناء المسجد الأعظم، مضاد للزلازل وملحقة به مواقف تستوعب 4 آلاف سيارة ومساحة قاعة الصلاة فيه تزيد على هكتارين.
وتتسع قاعة الصلاة، لأكثر من 36.000 مصلي ومن الممكن مع استعمال المساحات الخارجية أن يتسع لحوالي 120.000 مصل.
يمتد جامع الجزائر على مساحة 27,75 هكتارا. أما مئذنته التي يمكن رؤيتها من كل أنحاء العاصمة.
المئذنة هي الأعلى في العالم، إذ تبلغ 267 مترا، أي 43 طابقا، ويمكن الوصول إليها بمصاعد توفر مشاهد بانورامية على العاصمة الجزائرية.
وتم تزيين الجزء الداخلي للجامع بالطابع الأندلسي بما لا يقل عن ستة كيلومترات من لوحات الخط العربي على الرخام والمرمر والخشب.
أما السجاد فهو باللون الأزرق الفيروزي مع رسوم زهرية، وفق طابع تقليدي جزائري.
ويضم جامع الجزائر بالإضافة إلى قاعة الصلاة، 12 بناية منها مكتبة تتضمن مليون كتاب.
وفيه أيضاَ قاعة محاضرات ومتحف للفن والتاريخ الإسلامي ومركز للبحث في تاريخ الجزائر.
ويشرف على أداء الصلوات خمسة أئمة وخمسة مؤذنين، كما أوضح عضو جمعية العلماء المسلمين كمال شكاط، الذي اعتبر أن مهمة هذا الصرح ستكون “تنظيم وتنسيق الفتاوى مع الواقع الجزائري المعاش”.
وقال شكاط، أستاذ الشريعة: “الفكرة هي أن يصبح جامع الجزائر مكانا تتم فيه محاربة كل أشكال التطرف، الديني أو العلماني”.
وتابع: “هناك أناس جادون حقا يدركون المشاكل الحالية: التطرف والرؤية البالية للدين التي تُطرح في بلادنا كما في الغرب”.
وتسبب هذا المشروع الضخم الذي أراده الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة المستقيل بجدل كبير في السنوات الأخيرة في الجزائر.
وبدأ الجدل حول المشروع الذي استغرق بناؤه أكثر من سبع سنوات، من اختيار الشركة المسؤولة عن البناء، العملاق الصيني “تشاينا ستايت كونستركشن إنجنيرينغ”
الشركة استعانت بعمال من الصين، إلى تكلفته التي بلغت رسميا أكثر من 750 مليون يورو، أكثر بكثير مما كان متوقعا، ممولة من الخزينة العمومية.
وأثير جدل أيضا حول حجم الجامع وموقعه في المحيط الحضري للجزائر العاصمة، ويمكن للمصلين الوصول للمسجد بعدة طرق، سواء بالسيارات أو الترام أو حتى بالقوارب لقربه من البحر، ويتسع المسجد لحوالي 120 ألف مصل، وسيتصل بمرسى على ساحل البحر المتوسط من خلال ممرين.
وكانت مئذنة جامع حسن الثاني في الدار البيضاء في المغرب هي الأعلى في العالم (210 أمتار) لكن مئذنة جامع الجزائر الأعظم باتت الأعلى في العالم الآن.
وسبق أن رفضت السلطات الجزائرية انتقادات أوساط علمانية محلية لحجم الإنفاق على بناء المسجد، وشددت على أن المشروع الذي تبلغ تكلفته المبدئية 200 مليون دولار من شأنه المساهمة في مكافحة البطالة.
أتى ذلك في أعقاب انتقاد تيارات علمانية لإنفاق هذه المبالغ المالية الضخمة على بناء مسجد يفترض أنه سينتزع لقب أعلى مئذنة في العالم من مسجد الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء المغربية، معتبرين أنه كان الأجدى توجيه هذه المبالغ لبناء مدارس أو مصانع لتعليم النشء ومواجهة البطالة.
وقال حينها، بو عبد الله طمين المستشار الإعلامي بوزارة الشئون الدينية: “إن من يعارض هذا الصرح الديني لا يفعل ذلك بدافع تقديم خدمة اجتماعية، بل يرفضون أي مشروع يشتمون فيه رائحة دينية“.
وأضاف طمين: “مباشرة بعد بدء تشغيل هذا المجمع الديني ستتوفر 2800 فرصة عمل دائم، بجانب الآلاف من فرص العمل المؤقتة (خلال فترة تشييده)، هذا فضلا عن كونه معلما للسياحة الدينية، إضافة إلى استخدامات رسمية“.
ورفضت بعض الرموز العلمانية بالجزائر التعليق على ما نسب إليها من معارضة المشروع، واكتفت بالقول: “اعتبريها تهربا، فهل بمقدوري معارضة بناء مسجد في بلد إسلامي كالجزائر؟!”.
المنافسة ليست هدفا
نفى المسئول الحكومي صحة التقارير الإعلامية التي ذهبت إلى أن بناء المسجد يدخل في إطار المنافسة مع المغرب الذي شيد قبل نحو عقد مسجد الحسن الثاني، وهو واحد من أضخم المساجد في العالم.
وقال طمين: “إن فكرة إنجاز مسجد الجزائر أو ما يُعرف بالمسجد الأعظم هي في الحقيقة فكرة قديمة تعود لسبعينيات القرن الماضي″.
وأوضح المستشار الإعلامي بوزارة الشئون الدينية أن الهدف من بناء المسجد هو التأريخ لحقبة في تاريخ الجزائر، هي مرحلة ما بعد الاستقلال عن فرنسا.
الجزائر تريد أن تبني صرحا دينيا يؤرخ لحقبة ما بعد الاستقلال، لأن في الجزائر مساجد لها تاريخ، فالجامع الكبير يؤرخ لحقبة دولة المرابطين، ويعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر، ومسجد كتشاوة يؤرخ لحقبة الدولة العثمانية، ويعود تاريخه إلى القرن السابع عشر“، بحسب طمين.
فوائد بناء المسجد
وفضلا عن توفير فرص عمل للشباب العاطل، رأى طمين فائدة أخرى من مجمع المسجد الأعظم، الذي سيضم فندقا من فئة الخمس نجوم، تتمثل في توفير مكان لاستضافة الفعاليات الضخمة كالاجتماعات الدولية نظرا لافتقار الجزائر للمرافق الضخمة التي تتسع لمثل تلك الفعاليات.
عندما استضافت الجزائر القمة العربية عام 2005 وجدت صعوبة في استقبال الضيوف، لكن مع وجود فندق خمس نجوم بالمشروع مع كل المرافق الأخرى، سيكون بمقدورنا استضافة أكبر الاجتماعات الدولية، بحسب المستشار الإعلامي لوزارة الشئون الدينية.
وأشاد طمين كذلك بالموقع المقرر لبناء المجمع في الربوة الحمراء (الخروبة) بالجزائر العاصمة، على واجهة البحر وبالقرب من المطار الدولي، وبعيدا إلى حد نسبي عن الأحياء السكنية “مما يجعله مثاليا ليكون تحت حماية أمنية دون عقبات تذكر“.
ويرجع البدء في مشروع المسجد الأعظم إلى 2003 عندما أدرجت مادة في قانون المالية لبناء المسجد، قبل أن تبدأ الفكرة في التجسد عام 2004 عندما تم إنشاء الوكالة الوطنية لإنجاز وتسيير مسجد الجزائر.