اقتصاد

لديها أكثر من 200 سفينة عملاقة لنقل النفط وغيره… أسطول الإمارات الأكبر في العالم

تُعدّ شركة أدنوك للإمداد والخدمات الذراع الرئيس لنقل النفط والغاز من دولة الإمارات إلى السوق العالمية، مع امتلاكها أسطولًا ضخمًا مكونًا من سفن نقل الغاز والنفط، وكذلك المشتقات النفطية.

ومنذ عام 2020، تشهد الشركة عمليات استحواذ ودعم لأسطولها عبر شراء ناقلات عملاقة جديدة، لتساعد في زيادة إيرادات البلاد من بيع الوقود الأحفوري من خلال نقله إلى السوق العالمية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتصف أدنوك للإمداد والخدمات التابعة بشكل كامل -بنسبة 100%- إلى شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، بأنها أكبر شركة لوجستيات بحرية متكاملة في منطقة الشرق الأوسط، مع تخصصها في 3 قطاعات أعمال رئيسة، وهي: الشحن واللوجستيات المتكاملة، والخدمات البحرية.

نقل النفط والغاز

 

 

تملك أدنوك للإمداد أكثر من 200 سفينة تتولى مهمة نقل النفط الخام والغاز الطبيعي المسال وغاز النفط المسال، بالإضافة إلى المنتجات المكررة والصب الجاف والبضائع المعبأة في حاويات إلى الأسواق العالمية.

كما تمتلك الشركة قاعدة لوجستيات متكاملة تمتد على مساحة 1.5 مليون متر مربع.

وتشير بيانات أدنوك للإمداد إلى أنها تتولى مسؤولية نقل منتجات شركات مجموعة أدنوك، سواء من النفط والغاز والمنتجات المكررة والبضائع السائبة الجافة -وهي البضائع المختلفة غير المعبأة، وتُعرف أيضًا باسم الصب الجاف- لِما يزيد عن 100 عميل بالأسواق العالمية.

وشهد عام 2020 إطلاق أدنوك للإمداد والخدمات برنامج النمو الإستراتيجي، والذي يستهدف زيادة عدد سفنها وتنويع أسطول الشحن البحري الذي تمتلكه، في إطار دعم وتمكين نمو الطاقة الإنتاجية لمجموعة أدنوك، وتوسيع عملياتها في مجال التكرير والبتروكيماويات.

وهو ما يأتي مع استهداف دولة الإمارات رفع إنتاجها النفطي إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، مع استحواذ خام مربان على نسبة 50% من الإنتاج المستهدف لشركة أدنوك.

وبحسب بيانات أدنوك للإمداد -التي تابعتها وحدة أبحاث الطاقة- تمتلك الشركة أكبر أسطول من سفن الشحن والقوارب في منطقة الشرق الأوسط، وتقوم بنقل النفط الخام والمنتجات المكررة والبضائع السائبة الجافة والحاويات وغاز النفط المسال والغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق العالمية.

تحديث الأسطول ورفع سعة الشحن

نجحت الشركة على مدار الـ24 شهرًا الماضية في رفع سعة الشحن لأسطولها، بعد استحواذها على 16 سفينة للمياه العميقة، و8 ناقلات غاز عملاقة في العام الماضي (2021).

وأسهمت هذه الخطوة في إضافة سعة شحن تبلغ 16 مليون برميل للشركة، مع 5 ناقلات غاز عملاقة لشركة إيه دبليو للملاحة -التابعة لها بالشراكة مع مجموعة “وانهوا” الصينية-.

كما اشترت 6 ناقلات للمنتجات، أسهمت في رفع سعة الشحن لأسطول الشركة إلى أكثر من مليون طن متري.

ومن أبرز الاستحواذات التي نفّذتها أدنوك للإمداد، قيامها عام 2020 بشراء 4 ناقلات عملاقة لنقل البضائع الجافة السائبة، وهي “الظفرة، والوثبة، والكرامة، وغنتوت”.

وناقلة الكرامة مخصصة لنقل البضائع الجافة السائبة، بطاقة حمولة تصل إلى نحو 64 ألف طن متري، وتستخدمها أدنوك في نقل الكبريت من ميناء الرويس الواقع بإمارة أبو ظبي إلى السوق العالمية، في حين تصل حمولة سفن الظفرة والوثبة إلى 63.5 ألف طن متري.

وتوضح بيانات أدنوك -التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- أن هذه الناقلات العملاقة تتميز بمحركات فعالة من حيث استهلاك الوقود والتكنولوجيا الذكية لإدارة السرعة بما يسمح لمحرك الناقلة بالعمل على البخار عند السرعات المنخفضة جدًا، وهو الذي يؤدي بدوره إلى تقليل استهلاك وخفض الانبعاثات الضارة.

ومن بين أسطول أدنوك كذلك السفينة البخارية “غنتوت”، وهي ناقلة بضائع سائبة أصغر بطاقة حمولة تصل إلى 23 ألف طن متري، وتستخدمها أدنوك في نقل فحم الكوك المكلس -فحم الكوك بعد معالجته من الرطوبة والمواد المتطايرة- من محطة الرويس التابعة لشركة أدنوك إلى ميناء جبل علي وميناء خليفة.

استحواذات جديدة لزيادة أسطول الغاز

سعت أدنوك للإمداد مؤخرًا إلى زيادة سعة نقل الغاز الطبيعي المسال إلى السوق العالمية لديها، عبر تنفيذ صفقة شراء سفن جديدة، مما يسهم في دعم قدرة الإمارات على تلبية الطلب المتزايد عالميًا على الغاز المسال.

وشهد العام الجاري (2022) استحواذ أدنوك للإمداد على 5 سفن جديدة لنقل الغاز الطبيعي المسال بسعة حمولة تصل إلى 157 ألف متر مكعب لكل منهما، لدعم نمو أعمال الشركة الحالية بمجال الغاز الطبيعي المسال.

وفي أبريل/نيسان 2022، وقّعت أدنوك للإمداد عقد بناء سفينتين جديدتين للغاز الطبيعي المسال، على أن تنضمّا إلى أسطول الشركة في عام 2025.

كما قررت أدنوك للإمداد في يونيو/حزيران 2022 شراء 3 سفن جديدة للغاز الطبيعي المسال، تبلغ سعة كل منها 175 ألف متر مكعب.

ووفقًا لبيانات أدنوك، تعدّ سعة تلك السفن الـ5 أكبر بكثير من سفن الغاز الطبيعي المسال الـ8 التي تعمل ضمن أسطول الشركة حاليًا، والبالغة سعة كل منها 137 ألف متر مكعب.

ومن المقرر أن تحمل كل سفينة منها ما يكفي من الغاز الطبيعي المسال لتشغيل 45 ألف منزل لمدة عام، وفق ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المقرر بناء تلك السفن في حوض “جيانغ نان” بالصين، وتتميز بمحركات تعمل بتقنية حديثة تحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وأكسيد الكبريت، بالإضافة إلى وجود نظام تزييت الهواء المبتكر بتلك السفن، مما يقلل من استهلاك الوقود بنسبة 10% بحدّ أدنى.

وفي إطار سعي الإمارات إلى شحن كميات أكبر من غاز النفط المسال للصين، أسست أدنوك للإمداد والخدمات في عام 2020 شركة “إيه دبليو للملاحة”، بالتعاون مع مجموعة “وانهوا” الصينية للصناعات الكيميائية.

وتتولى “إيه دبليو للملاحة” إدارة وتشغيل أسطول من ناقلات الغاز العملاقة “VLGCs”، ونقل منتجات أدنوك إلى قواعد التصنيع التابعة لمجموعة “وانهوا” في الصين -أكبر منتج لمادة الميثيلين ديفينيل ديسوسيانات “إم دي آي” عالميًا- بحسب بيانات أدنوك.

وتعدّ مادة الميثيلين ديفينيل ديسوسيانات بمثابة عنصر رئيس في تصنيع المواد اللاصقة والألياف الاصطناعية.

ماذا عن تحديث أسطول النفط؟

بالنسبة إلى ناقلات النفط، نجحت أدنوك خلال فبراير/شباط 2021، في الاستحواذ على 6 ناقلات نفط خام عملاقة جديدة، تعدّ الأولى من نوعها في أسطول الشركة.

ومن شأن الاستحواذ على تلك الناقلات تقليل تكلفة نقل النفط الإماراتي، إذ ستسهم في رفع سعة الشحن، مقارنة باللجوء إلى خيار تأجير السفن ذي التكلفة الأكبر.

وبحسب أدنوك، تصل حمولة تلك الناقلات الست إلى 300 ألف طن، في حين تبلغ الطاقة الاستيعابية لكل منها نحو مليوني برميل من النفط الخام.

كما استحوذت أدنوك للإمداد خلال العام الماضي على ناقلتي نفط خام عملاقتين، يبلغ طولهما 336 مترًا، ووزن كل منهما 300 ألف طن، مع وجود جهاز تنقية الوقود في كل منهما، وهو عبارة عن نظام لتنقية غاز العادم لإزالة أكاسيد الكبريت من محرك السفينة.

وشهد العام الماضي أيضًا تنفيذ شركة أدنوك للإمداد والخدمات صفقةَ استحواذ على أصول شركة سبيدي هاير “سبيدي” في الإمارات، والتي تعمل في تأجير المعدّات الخاصة بقطاعات النفط والغاز والإنشاءات والصناعة في المملكة المتحدة.

ومن المقرر أن تضيف صفقة الاستحواذ أكثر من 2000 آلية إلى أصول أدنوك للإمداد، وفق بيانات أدنوك التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

إيرادات من تأجير السفن

تستفيد أدنوك كذلك من السفن التي تمتلكها في تحقيق عائدات، عبر تأجير تلك الأصول إلى شركات أخرى.

وكانت أدنوك قد وقّعت اتفاقيتين مع الشركة السنغافورية “أتلانتيك جلف آند باسيفيك” بشأن تأجير سفن إلى الشركة الأخيرة.

وشهد فبراير/شباط 2020 توقيع أدنوك للإمداد أول اتفاقية مع الشركة السنغافورية تضمنت تأجير سفينة نقل الغاز الطبيعي المسال “الخزنة” التابعة لها إلى “أتلانتيك جلف آند باسيفيك”، وذلك لمدة 15 عامًا مع خيار التمديد لمدة 5 أعوام أخرى.

وتضمنت الاتفاقية استخدام “أتلانتيك جلف آند باسيفيك” سفينة نقل الغاز الطبيعي المسال “الخزنة” بداية من عام 2021، بصفتها مرفقًا عائمًا لتخزين الغاز الطبيعي المسال في محطة كاريكال لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، التي تقع على بعد 320 كيلومترًا جنوبي تشيناي في الهند.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية لسفينة “الخزنة” 137.54 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، وموزّعة على 5 صهاريج، ويرجع بناؤها إلى عام 1994 في اليابان، وكانت توصَف في ذلك الوقت بأنها أكبر سفينة لنقل الغاز الطبيعي المسال في العالم.

وفي فبراير/شباط 2022، وقّعت أدنوك للإمداد مع الشركة السنغافورية اتفاقية ثانية، تقوم بموجبها “أتلانتيك جلف آند باسيفيك” باستئجار ناقلة الغاز الطبيعي المسال “عش” التابعة لأدنوك للإمداد بصفتها وحدة تخزين عائمة في الفلبين، بطاقة أولية تبلغ 5 ملايين طن سنويًا.

وجاء في الاتفاقية البالغة مدتها 11 عامًا، خيار التمديد لـ4 سنوات، استخدام الشركة السنغافورية الناقلة “عش” بدءًا من الربع الثالث من العام الجاري (2022) بصفة وحدة تخزين عائمة للغاز الطبيعي المسال في أول محطة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال الواقعة في إليجان بخليج باتانجاس الواقع في دولة الفلبين.

ونقلًا عن أدنوك للإمداد، ستصبح وحدة التخزين العائمة بمحطة استيراد الغاز الطبيعي في الفلبين خامس محطة من نوعها لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في العالم، بعد المحطات العائمة الموجودة في الهند ومالطا وماليزيا والبحرين.

المصدر: الطاقة

Nasser Khatip

محرر مقالات_سوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى