الشركة العملاقة “لونغبوت إنرجي” تحقق اكتشافًا ضخمًا في بحر الشمال النرويجي.. أوروبا تفتش في باطن الأرض عن المزيد من الثروات
أعلنت شركة لونغبوت إنرجي النرويجية “اكتشافًا مهمًا” للنفط والغاز في بئر الاستكشاف “كفيك”، التي تديرها شركة إكوينور العملاقة، في بحر الشمال النرويجي.
وأوضحت أن هذه هي البئر الخامسة والاكتشاف الثالث في حملة لحفر 7 آبار، حسبما جاء في بيان صحفي نشرته اليوم الثلاثاء.
ويشمل شركاء ترخيص كفيك، المشغّل إكوينور بنسبة 51%، ودي إن أو بنسبة 29%، وإنبكس إدميتسو بنسبة 10%، ولونغبوت إنرجي بنسبة 10%.
حُفِرَت البئر بوساطة منصة الحفر ديبسي ستافنجر، في 8 مارس/آذار الماضي، ضمن الترخيص بي إل 293 بي، ووصلت إلى عمق رأسي إجمالي قدره 2078 مترًا تحت مستوى سطح البحر.
إكوينور
موارد اكتشاف إكوينور
التقدير الأولي للموارد القابلة للاستخراج في بئر كفيك مين -الهدف الرئيس لبئر الاستكشاف- يتراوح ما بين 28-48 مليون برميل من النفط المكافئ، أعلى من توقعات ما قبل الحفر.
ويقع الاكتشاف في منطقة غنية بالبنية التحتية وفرص تصدير النفط والغاز، إذ حُفرت البئر على بعد 40 كيلومترًا من حقل ترول بي و32 كيلومترًا من ترول سي، وهي منشآت مضيفة محتملة.
ومع “جودة الخزان الممتازة”، فإن الاكتشاف قريب -أيضًا- من البنية التحتية الحالية؛ ما يسمح بتطور بسيط من خلال خيارات تصدير متعددة، حسبما نقلت منصة “إنرجي فويس”.
وفي الوقت نفسه، واجهت الأهداف الثانوية، روكي وإنرول، مؤشرات على الرمال مع الهيدروكربونات، بالإضافة إلى مزيد من التحليل المطلوب لتحديد الإمكانات.
وقالت لونغبوت -سابقًا-، إن كليهما يحتوي على 127 مليون برميل إضافي من النفط المكافئ، من إجمالي متوسط الموارد المحتملة بمعدل نجاح في حدود 14%-34%، بناءً على تقديرات المشغل.
أكبر اكتشافات الغاز في النرويج
قال الرئيس التنفيذي لشركة لونغبوت، هيلج هامر: “إن لونغبوت مسرورة للغاية؛ لأنها حققت اكتشافًا تجاريًا مهمًا في بئر كفيك”.
وأضاف: “جودة الخزّان الممتازة، والقرب من البنية التحتية، وخيارات التطوير المتعددة، تجعل هذا المورد مهمًا وقيّمًا.. نحن نتطلع إلى العمل مع المشغّل لإنضاج الخطة المستقبلية. نعتقد أن هذا يُعدّ أحد الأصول التي يمكن تسويقها، إمّا عن طريق التطوير، أو المعاملة التجارية، بالنظر إلى البراميل عالية القيمة التي اكتشفناها”.
وأوضح هامر أن “الحفارة ستنتقل الآن إلى بئر كامبوزولا القريبة التي نمتلك فيها مصلحة عمل بنسبة 25%”.
وشدد على أن “كامبوزولا هي واحدة من أكبر احتمالات الغاز التي ستُحفَر في النرويج عام 2022.. وفي منتصف العام، نتوقع أن نحفر كوبرنيكوس، وهو احتمال كبير آخر للغاز”.
كيف دعمت إكوينور النرويجية خطط السعودية بشأن مستقبل النفط والغاز
وقعت إكوينور النرويجية في حيرة بين هدفها بتصدُّر الإمدادات العالمية في قطاع النفط والغاز، وبين محاولة الالتزام بالمخططات الدولية لتحقيق للحياد الكربوني.
في النهاية، تعتزم الشركة حفر 25 بئرًا استكشافية العام المقبل؛ إذ تهدف إلى أن تكون ضمن آخر الشركات المنتجة للنفط والغاز، حال تحقيق الحياد الكربوني على الصعيد العالمي.
إكوينور والسعودية
تتفق رؤية إكوينور حول مواصلة عمليات الاستكشاف والإنتاج حتى آخر برميل نفطي مع رؤية السعودية المتصدّرة لمنظمة أوبك التي سبق أن أعلنت أنها تسعى لضخّ آخر برميل نفطي بالعالم.
ورصدت شركة ريستاد إنرجي لاستشارات الطاقة، أن كثافة الكربون التي تُنتجها شركة إكوينور تُعادل الكثافة الكربونية لإنتاج السعودية المُقدّرة بـ9 كيلوغرامات/برميل.
وترى إكوينور أن هناك إمكانات ضخمة في بعض المناطق الراسخة بالمياه النرويجية، رغم وقف السماح بتراخيص الاستكشاف العام المقبل، بينما تصل نسبة الآبار المستهدف العمل بها العام المقبل في مناطق قريبة من المنشآت القائمة إلى 80%.
وبينما تتبع إكوينور نهجًا يدعم خفض الانبعاثات ووقف تراخيص الاستكشاف بالمناطق الجديدة العام المقبل، ما زال هدفها الأساس حول الصدارة العالمية في قطاع النفط والغاز يلقي بظلاله على خططها.
خطط استخدتم النفط والغاز
أوضح نائب رئيس الشركة الأول للاستكشاف تحت السطحي والإنتاج، جيز أفيرتي، أن السيناريوهات العالمية كافة تتضمن خططًا تسمح باستخدام النفط والغاز لمدة عقود من الآن، لكن بكميات منخفضة عن المعدلات الحالية، بما في ذلك رؤية وكالة الطاقة الدولية للحياد الكربوني.
وكشف أفيرتي أن خطة الشركة تكمن في التأكد من الاستفادة بكامل الموارد الموجودة بالجرف القارّي النرويجي لآخر قطرة وبرميل نفطي، لضمان الاستمرار في المنافسة العالمية.
وأوضح أن إكوينور تهدف أيضًا لتعزيز قيمة البنية التحتية القائمة لمنشآت النفط والغاز، وفقما نقلت صحيفة نيوز برايمر عن بلومبرغ.
وأضاف أن الشركة النرويجية تعمل على تجربة أطروحات جديدة، مثل استخدام نموذج إكوينور الجيولوجي للتأكد من إمكان الاستكشاف في بعض أجزاء التكوينات الصخرية التي لم تُختَبَر من قبل.
انبعاثات إكوينور
تواجه إكوينور ضغوطًا رغم تأكيدها بأن ما تقوم باستخراجه من نفط وغاز يُنتج انبعاثات منخفضة بالمقارنة بمناطق العالم الأخرى؛ ما يمنح الشركة ميزة تنافسية في ظل عالم محدود الكربون.
ورغم دعم الحكومة الحالية لصناعة النفط والغاز، فإن النرويج قررت وقف تراخيص الاستكشاف الجديدة بالمناطق الحدودية العام المقبل، بصورة مؤقتة.
وتُخطط النرويج لمدّ منشآت النفط والغاز بالكهرباء اللازمة للتشغيل عبر مصادر الطاقة الكهرومائية المولّدة بريًّا للحصول على موارد نظيفة مستقبلًا، ما يسمح بوقف أكبر مصادر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالنرويج، المتمثلة في تشغيل تلك المنشآت عبر توربينات الغاز.
ونموذجًا على ذلك، تمّ توصيل الكهرباء بالكامل إلى حقل يوهان سيفردروب، إذ بدأ الإنتاج في الحقل منذ عامين، ويخطط لاستمرار عمليات الإنتاج منه إلى ما يزيد عن 50 عامًا.
يُشار إلى أن عملية استخراج النفط الخام تُنتج انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون قدرها 0.67 كيلوغرامًا/برميل، ويبلغ متوسط انبعاثات شركة إكوينور 9 كيلوغرامات، بينما يُسجّل متوسط الانبعاثات العالمي 19 كيلوغرامًا.
انحياز حكومي
كان رئيس الوزراء النرويجي، جوناس غار ستور، قد أكد تشكيل حكومة جديدة تمثّل الأقلية عكفت على دعم صناعة النفط والغاز والسعي لتطويرها، في حسمٍ لما أثير قبيل الانتخابات حول أهمية انحياز النرويج لأن تصبح في صدارة الدول المنتجة للنفط والغاز التي تتجه لوضع حدّ لاستخراج الوقود الأحفوري.
وتواجه صناعة النفط والغاز في النرويج، التي تهدف لاستمرارها مورّدًا رئيسًا للوقود ذي الانبعاثات الكربونية، مصيرًا مجهولًا رغم محاولاتها خفض الانبعاثات وتصدّر قطاع السيارات الكهربائية.
وجاء التخوف من الصدارة العالمية للنرويج في توريد النفط والغاز بعدما اضطرت المملكة المتحدة -الدولة الجارة للنرويج- لتعليق العمل في حقل كامبو مؤخرًا إثر مواجهة قطاع النفط والغاز معارضات بيئية ذات صلة بالتغير المناخي.
المصادر : مواقع الكترونية