مغربي عبقري يخترع أسرع شاحن عرفه البشر… تقنية ستغير عالم السيارات والهواتف
نجح العالم والمهندس المغربي الفذ “رشيد اليزمي”، في الوصول إلى اختراع ثوري آخر، سينقل مجال بطاريات الكهرباء إلى مستوى آخر، وهو شاحن يمكنه شحن البطارية في أقل مدة ممكنة، لا تتعدى الخمس دقائق
هذا الاختراع من شأنه أن يحدث ثورةً في مجال السيارات الكهربائية التي ما زالت تواجه مشكلة البطاريات والشحن، بالإضافة إلى الهواتف المحمولة التي تعمل على بطاية الليثيوم.
يذكر أيضًا أن للعالم ذاته الفضل في اختراع بطاريات الليثيوم التي غيَّرت حياة البشرية إلى الأبد، وبات الجميع يعتمد عليها في كل الأجهزة القابلة للشحن، من الهواتف النقالة والحواسيب وصولًا إلى السيارات.
واستمر العالم المغربي طوال السنوات الأخيرة، مركزًا على تقنيات شحن بطريات الليثيوم، إذ كان رهانه أن يتوصل إلى تكنولوجيا تمكّن من شحن تلك البطاريات في أسرع مدة وبشكل آمن. وفي هذا توصل سابقًا إلى اختراع تقنية شحن كامل لبطارية السيارات الكهربائية في أقل من 20 دقيقة، وهي المعتمدة حاليّاً في معظم السيارات في العالم… لكن اختراعه الأخير هو الأكثير إذهالًا.
شحن في خمس دقائق… أسرع مدة شحن وصل لها البشر:
مطلع شهر سبتمبر/أيلول الجاري، أعلن العالم “رشيد اليزمي”، أنه يعتزم وضع براءة اختراع لشاحن قادر على شحن أي بطارية ليثيوم في خمس دقائق. وهي أسرع مدة شحن مسجلة في العالم، وأقل بنسبة 17% من التوقيت السابق الذي سجله العالم ذاته، قبل عام تقريبا، عندما وصل إلى مدة 6 دقائق.
وفي هذا الصدد، أوضح “اليزمي”، في حديثه إلى موقع “SNRTnews” المغربي، أن التقنية الجديدة تعتمد على “تدبيرٍ لتيار الكهرباء في البطارية بدلاً من التركيز على ضغطها الكهربائي”، وهي التقنية المسماة “الفولت غير الخطي”.
وأضاف أن الطريقة التقليدية في شحن البطاريات تتطلب زمنًا لا يقل عن نصف ساعة للشحن من 20 إلى 80%. في حين تمكّن التقنية الجديدة شحن بطارية بنسبة 100% في توقيت لا يتعدى 15 دقيقة.
وأردف أن الأبحاث الأخيرة، حطمت الرقم القياسي في الشحن، بعد أن نجحت التجارب في شحن بطارية ليثيوم في خمس دقائق. مؤكداً أنها تعمل على كل بطاريات الليثيوم “من هواتف الذكية إلى سيارات تسلا”.
الأب الروحي لبطاريات الليثيوم:
يعد المغربي “رشيد اليزمي”، من مواليد مدينة فاس عام 1953، أحد العقول العلمية النابغة في وقتنا الحالي، إذ يعود إليه الفضل في عدد من الاختراعات التقنية الثورية، أبرزها بطارية الليثيوم الموجودة في جُل الأجهزة الكهربائية القابلة للشحن.
وبسبب محاولات الانقلاب والاضطرابات السياسية، اضطر “اليزمي” مكرهاً إلى أن يغادر تراب بلده عام 1972، نحو فرنسا، حيث بدء رحلة عملية جديدة كانت مقدمة لسطوع نجم المخترع المغربي في العالم.
وفي فرنسا تابع دراسته أولاً بالأقسام التحضيرية للمدرسة العليا للهندسة بمدينة روان، بعدها التحق بالمعهد الوطني للبوليتيكنيك بغرونوبل والذي يعد أرقى معهد للهندسة بالبلاد.
في عام 1979، وضمن بحثه لنيل الدكتوراه، وبدأ “اليزمي” أولى أبحاثه عن معدن الغرافيت الذي يعد أحد أهم المكونات في بطاريات الليثيوم، إذ اكتشف التقنية الثورية التي تجعل تلك البطارية قابلة للشحن.
يقول عن تلك المرحلة: “خلال ستة أشهر قبل انتهاء السنة، اكتشفت أن الغرافيت يندمج مع الليثيوم، ليعطي القطب السالب المستعمل في بطاريات الليثيوم، كي تصبح قابلة للشحن. وبين 1979 و1980 حدث ذلك الاكتشاف، الذي كنت سعيداً به لأنه كان الأول من نوعه في التاريخ، بحيث اكتشفنا ان الغرافيت يمكنه الاندماج في قلب البطارية ويمكن استعماله قطباً”.
هذا الاكتشاف الذي يضاهي في قيمته اكتشاف النار، أهّل “اليزمي” للقب “أبّ بطاريات الليثيوم”، كما فتح أمامه أبواب مسيرة حافلة من الاكتشافات والاختراعات القيمة الأخرى.
وبذلك مثّل اليزمي واحداً من أبرز الباحثين في “المعهد الوطني للبحث العلمي” في باريس، الذي عمل مديراً للبحوث فيه بين عامي 1998 و2007.
كما عمل العالم المغربي في جامعات دولية مرموقة في عدد من دول العالم، كجامعة “كيوتو” اليابانية ومعهد “كاليفورنيا للتقنية” الأمريكي. وتعاون في مجال البحث مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، في برنامج يهدف إلى إرسال مركبات فضائية تعمل بالبطاريات القابلة للشحن إلى كوكب المريخ.
وتُوّجت أبحاث العالم عام 2005، بإرسال مركبة إلى المريخ تستعمل بطاريات ليثيوم تشحن بالطاقة الشمسية، لأول مرة.
المصدر: الليرة اليوم