“ناسا” تحتفي بمصري شارك في تصميم تلسكوب
قبل سنوات، كان الشاب المصري المغرم بالفلك والفضاء، محمد علي، يتواصل مع عدد من الجهات لصقل موهبته وشغفه، كان من بينها وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، التي راسلها مرات عدة، إلا أن اقتنعت ورأت فيه شخصا متميزا.
وظهر ذلك جليا عندما أعلنت “ناسا” عبر موقعها الرسمي أن الشاب المصري، قد شارك بشكل أساسي ومتميز في وضع تصور لتلسكوب فضائي سينطلق إلى الفضاء في الـ 24 من ديسمبر الجاري يدعى “جيمس ويب الفضائي”، مهمته البحث عن الضوء المنبعث من النجوم والمجرات الأولى بعد الإنفجار العظيم الذي حدث قبل حوالي 13.8 مليار سنة.
البدايات
يحكي محمد علي عن البدايات لموقع “سكاي نيوز عربية” قائلا: “شغفي كان كبيرا بتعلم علوم الفلك والفضاء، قمت بترجمة الأبحاث والمعلومات الخاصة بالمواقع الكبرى ومنهم وكالة “ناسا”، هدفي الأساسي في تلك الفترة كان السعي للمعرفة وفهم طبيعة التغير المناخي الذي يحدث على مدار سنوات”.
وتابع الشاب المصري ابن محافطة الإسكندرية: “كنت أكتب تقريرا يوميا لسنوات، وأقارن فيه بين طقس كل يوم، حتى استطعت تكوين فكرة عن طبيعة التغير الذي يحدث في المناخ. وكانت وكالة “ناسا” من وقت لآخر تنشر عن مسابقات للمهتمين بالفضاء، حتى طلبوا من المهتمين إرسال تصوراتهم الخاصة بمجسم جيمس ويب وعمل نموذج محاكاة له، حيث يعتبر طفرة ونقلة كبيرة في عالم الفضاء”.
وأضاف علي: “آلاف الأشخاص المهتمين حول العالم أرسلوا تصوراتهم، ولكن بفضل الله كان تصوري يدخل دائما المراحل المتتالية في الاختيارات، حتى وصلنا في النهاية لـ١١ مجسما فقط تم اختيارهم من قبل الوكالة”.
ومن بين المهام التي سيعمل عليها التلسكوب دراسة وبحث ونشأة وتكوين المجرات وسلسلة تطورها، ودراسة نشأة النجوم والكواكب، بجانب دراسة الكواكب وأصل الحياة، عن طريق استخدام الأشعة تحت الحمراء في الرصد عوضا عن الضوء في الجرء المرئي من الطيف.
لحظات الفرح
وعن لحظة إعلان “ناسا” اختيار مجسمه أكد الشاب السكندري أن: “فرحت للغاية، ولكن فرحتي كانت حد السماء عندما رأيت أن المجسمات الآخرى التي تم اختيارها معي خاصة بطلاب في مدارس متقدمة في علوم الفلك والفضاء في أميركا وعدد من الدول المتقدمة ويحصلون على دعم كبيرة ومدرسين مؤهلين يساعدونهم”.
وأكد علي: “قدمت المقترح بالطريقة التي من خلالها يحدث تداخل بين التلسكوب جيمس ويب والصاروخ “آريان 5″ خلال رحلته التي يتفيها في الفضاء والتي تستغرق 30 يوما بمسافة قدرت بمليون ميل حتى يصل وجهته”.
تكلفة ضخمة
ويعتبر التلسكوب تعاونا دوليا تقوده وكالة “ناسا” بالشراكة مع وكالات الفضاء الأوروبية والكندية، وتم تطوير المشروع بتكلفة 8.8 مليار دولار، غير أن هناك توقعات تشير إلى أنه مع إضافة المصروفات التشغيلية ستصل التكلفة الإجمالية حوالي 9.66 مليار دولار.
ويشير المصري الذي شارك في وضع التصور للتلسكوب الذي سينطلق للفضاء بعد أيام إلى أن: “الأشعة تحت الحمراء تستطيع العبور بسهولة عبر الغبار الكوني والغازات على عكس الطيف المرئي الذي يحجب بسبب هذا الغبار”.
صعوبات
وأردف علي: “عدد كبير من المقربين منّي عندما كانوا يرون ما أقدم عليه من خطوات ليس لها أي فائدة، وأن وكالة “ناسا” من المستحيل التواصل معي، ولكن الحمد لله كل ذلك تغير والقادم سيكون أفضل بكثير”.
وأكد الشاب المصري: “من سنوات عدة كانت “ناسا “تقوم بتجميع العديد من الأفكار المتميزة حتى ولو كانت غريبة، ليقدّم طالب من الإسكندرية أيضًا فكرة تجربة عنكبوت يسافر للفضاء لمعرفة إمكانية بناء بيت له، بجانب تفاصيل خاصة بطبيعة تفكيره. كل الأفكار التي يتم إرسالها يطلبون التوقيع على ورقة وأسئلة أن لهم مطلق الحق في استعمالها أو أي مقترح يتم إرساله لهم”.
المصدر: سكاي نيوز عربية