قصص مثيرة للاهتمام وراء أغراض عادية نستخدمها كل يوم “صور”
هناك الكثير من الأغراض والأشياء التي نستخدمها يومياً بدون أن نفكر حتى من أين جاءت أو لماذا اختُرعت، لدرجة أن بعض تلك الأشياء صُمم لغرض مختلف تماماً عما نستخدمه لأجله اليوم. فقميص الـ تي شيرت الذي تلبسه لم يكن مجرد موضة جديدة، وكذلك باب الثلاجة المغناطيسي.
تابعوا معنا هذه المقالة لنتعرف على القصص المثيرة وراء تلك الأشياء والأسباب التي دفعت إلى تصميمها:
1. قميص الـ«تي شيرت»
في الحقيقة، تطورت هذه القمصان من الملابس الداخلية للرجال، وبدأ هذا الأمر منذ القرن التاسع عشر. صُممت الـ تي شيرتات ليرتديها عمال المناجم والحمالون لأنها كانت ملائمة لبيئات العمل الحارة. بين عامي 1898 و1913، أصدرت البحرية الأمريكية هذه القمصان القطنية ذات قصة العنق الدائرية والأكمام القصيرة ليرتديها جنود البحرية تحت زيّهم الرسمي.
في عام 1904، بدأت شركة كوبر للملابس الداخلية إصدار إعلانات عن منتجها الجديد المخصص للرجال، تحديداً أولئك العزاب الذين لم يتزوجوا أو لا يملكون مهارات الخياطة والحياكة، وكان شعار تلك القمصان “بلا دبابيس المشبك، بلا أزرار، بلا إبرة، بلا خيط”.
في خمسينيات القرن الماضي، أصبحت تلك القمصان رائجة جداً، تحديداً بعدما ارتداها الممثل (مارلون براندو) في فيلم «عربةٌ اسمها الرغبة»، ما أخرج ذلك القميص من فئة الملابس الداخلية وجعله زياً خارجياً بات يرتديه الرجال والنساء.
2. الأفلام الزرقاء، هو الاسم الذي كان يُطلق على الأفلام الإباحية
في عصر ما قبل الإنترنت، كانت شركات الأفلام الإباحية موجودة وتصوّر أفلامها بشكل طبيعي، حتى لو كان المجتمع أكثر تحفظاً حينها. فكانت المسارح ودور العرض المحلية التي تعرض أفلاماً إباحية تستخدم ملصقات ترويجية باللونين الأزرق والأبيض بدلاً من الأسود والأبيض حتى لا يدخل الدار أشخاص عن طريق الخطأ.
يُعتقد أيضاً أن منتجي الأفلام الإباحية لجؤوا إلى طريقة رخيصة لتلوين الأفلام بالأبيض والأسود، ما يعطيها صبغة زرقاء. هناك نظرية أخرى تقول أن تلك الأفلام نفسها قد تلاشت مع الزمن، وهذا ما يفسر اكتسابها لوناً أزرقاً.
3. البراد (الثلاجة) ذات الباب المغناطيسي
إن جميع أبواب الثلاجات اليوم ممغنطة، لكن الحال لم يكن كذلك في السابق، تحديداً قبل عام 1956. من ناحية التصميم، من الأساسي أن تكون أبواب الثلاجة محكمة الإغلاق وتمنع تسرب الهواء، فكانت البرادات القديمة تحوي مزلاجاً (سقّاطة) لإحكام الإغلاق بعد فتحه، وبالتالي كان الباب يُغلق من الخارج فقط وليس من الداخل.
على مر التاريخ، ظهرت عدة حوادث راح ضحيتها أطفال كانوا يلعبون في تلك الآلات (كذلك الغسالات أيضاً) وعلقوا داخلها بدون أن يتمكنوا من الخروج لأن الأبواب لا تفتح إلا من الخارج، وهكذا توفي العديد من الأطفال اختناقاً جراء نقص الأكسجين داخل تلك الآلات.
بالطبع، كان على الآباء ألا يتركوا براداتهم في أماكن مهجورة أو فصل الباب عن الثلاجة على الأقل عند التخلّص من البراد، وفي خمسينيات القرن الماضي، كان الناس في الغرب يبحثون عن البرادات المهجورة ويخلعون بابها ويأخذوه، لكن ذلك لم يمنع وفاة أطفال في برادات مهجورة تخلّص منها أصحابها ورموها في أماكن لا يمكن لأحد العثور عليها.
لذا في عام 1956، أقرت الولايات المتحدة الأمريكية قانون أمان الثلاجة، والذي فُرض على جميع مصنعي البرادات في البلد، وهذا القرار كان سبباً مباشراً في تبني الميكانيكية المغناطيسية لأبواب البرادات لاحقًا.
4. الممحاة
قبل استخدام الممحاة لإزالة الكتابة بأقلام الرصاص، كان الناس يستخدمون الخبز بعد نزع الأطراف القاسية لإزالة أثر الرصاص أو الفحم من على الورق. لكن في عام 1770، توصل المهندس الإنجليزي (إدوارد نيرن) إلى اكتشاف مهم، حيث كان الرجل يرغب بمحي بعض الكتابات، فأمسك عن طريق الخطأ قطعة من المطاط بدلاً من الخبز، واكتشف قدرته على إزالة الكتابات، فبدأ ببيع المطاط لهذا الغرض وحقق أرباحاً كبيرة.
لكن في تلك الفترة، كان المطاط الطبيعي قابلاً للتلف بسهولة، لذا في عام 1839، استطاع الكيميائي والمهندس (تشارلز غوديير) تحسين المطاط ومعالجته عن طريق عملية الفلكنة، فأصبح أكثر مقاومة، وشبيهاً بالمطاط الذي نستخدمه اليوم في الممحاة.
5. اختُرع جهاز المشي في الأساس لمعاقبة السجناء، عن طريق السير على عجلة عملاقة تطحن الحبوب
اختُرع هذا الجهاز الرياضي من طرف المهندس الإنجليزي السير (وليام كوبت)، وهو ابن طحّان بالمناسبة. لاحظ المهندس أن السجناء في بوري سانت إدموندسغول لا يفعلون شيء مفيداً، لذا اقترح تشغيلهم واستغلال قوتهم الجسدية.
كان للجهاز الذي اخترعه شرائح أفقية مثبتة على محور أفقي دوّار. طُلب من السجناء الدوس على تلك الشرائح وكأنهم يسيرون على درجٍ غير منتهي. خلال يوم واحد، عمل فيه السجناء لمدة 6 ساعات أو أكثر، أي أنهم تسلقوا ما يعادل 1.5 إلى 4 كيلومترات. استُخدمت تلك الآلات لضخ الماء أو تهوية المناجم، وظُلت قيد الاستخدام حتى القرن التاسع عشر. في ستينيات القرن الماضي، طوّر المهندس الميكانيكي (وليام ستاوب) أول جهاز مشي منزلي مقبول السعر لاستخدامه في تمارين الآيروبيك.
6. لماذا توجد أزرار قمصان الرجال على اليمين بينما النساء على اليسار؟
هناك عدة نظريات حول اختلاف موضع الأزرار في قمصان الرجال والنساء.
إحدى تلك النظريات تقول أن السبب هو ملابس الرجال الأثرياء التي احتوت على أماكن لوضع الأسلحة قديماً، فوضع الزر على اليمين والطرف المتدلي على اليسار يمكنهم من الوصول بسرعة إلى أسلحتهم وإبرازها على عجل إذا كانوا في موقفٍ يستدعي ذلك.
أما بالنسبة للنساء، فتقول إحدى النظريات أن السبب ينتج من كون أغلب البشر يستخدمون اليد اليمنى، بالتالي كانت النساء تحمل أطفالهن باليد اليسرى ويتركن اليد اليمنى لأداء الأمور الأخرى، بالتالي من السهل عليهن فكّ أزرار القميص لإرضاع أطفالهن.
في أوقات سابقة من التاريخ، كانت النساء اللواتي يركبن الأحصنة يضعن السرج على اليسار، وبالتالي عندما تكون أزرار الثوب على اليسار، يخفف هذا الأمر مقدار الرياح التي تدخل ملابسهن.
هناك نظرية غريبة أخرى تقول أن (نابليون) طلب جعل أزرار النساء معاكسة لأزرار الرجال لأنه خشي أن تقلّد النساء حركته الشهيرة التي يضع فيها يده داخل معطفه.
7. إن تواريخ انتهاء الصلاحية الموجودة على زجاجات الماء البلاستيكية تشير إلى صلاحية الزجاجة وليس الماء بداخلها
في عام 1987، ظهر في الولايات المتحدة قانون يجبر الشركات المصنعة للمنتجات الغذائية على وضع تاريخ انتهاء الصلاحية بحيث لا يزيد عن سنتين من تاريخ تصنيع المنتجات. ولأن الماء لا تنتهي صلاحيته من الناحية النظرية، بدأت الشركات المصنعة لزجاجات الماء وضع تاريخ انتهاء الصلاحية بحيث تصلح لعامين فقط بعد إنتاجها.
ولأن الآلات المستخدمة في تلك الشركات هي نفسها الآلات المستخدمة لصنع زجاجات المياه الغازية أو المشروبات الأخرى، فكان من الأسهل للمصنعين أن يضعوا تاريخ انتهاء الصلاحية نفسه على زجاجات المياه بدلاً من ابتكار آلات أخرى لتصنيع زجاجات المياه. فعندما تكون تلك الزجاجات مغلقة بإحكام ومحفوظة في شروط مناسبة، لن يفسد الماء بداخلها.
8. هل تعلم أن ورق الفقاعة الهوائية كان مصمماً لهدف آخر؟
يُعتبر ورق الفقاعة الهوائية من أشهر المواد المستخدمة لحماية المنتجات الهشة والقابلة للكسر، لكن هل تعلم أنه صُمم في البداية ليعمل كورق حائط؟ في الحقيقة، هذا الأمر صحيح، إذ اخترعه المهندسان (ألفريد فيلدنغ) و(مارك شافان) عام 1957 عن طريق إلصاق ستارتي حمام مع بعضهما، وكان الغرض من هذا الاختراع تسويقه كورق جدران.
لكن فكرتهما فشلت في البداية، وفي عام 1960، عثر (فريدريك دبليو. بورز) على تطبيق مثالي لهذا الاختراع. أظهر الرجل أن هذا الورق بإمكانه حماية الأغراض الهشة أو القابلة للكسر عن طريق تغليف حاسوب آي بي إم 1401 خلال نقله –وهو حاسوب ضخم صُنع في عام 1959. ومنذ تلك الفترة، أصبحت تلك الفقاعات الهوائية فعالة جداً في حماية جميع الأغراض القابلة للكسر أو التحطم جراء وجود تلك الفقاعات الممتلئة بالهواء والتي تعمل مثل الوسادة، كما باتت تُصنع بأحجام مختلفة وفقاً للمواد والمنتجات المراد حمايتها.
9. الصراف الآلي والرقم الخاص بالعملاء
نُصب أول صراف آلي في العالم في العام 1967، وكان هذا الصراف لصالح بنك باركليز في إينفلد بلندن. كان (جون شيفرد بارون) هو أول من اخترع هذه الآلة بشكل عملي –هناك محاولات سابقة لكنها باءت بالفشل– حيث شعر الرجل بالحاجة إلى سحب الأموال في أوقات عطلة البنك وأوقات أخرى لا يكون فيها هذا الأمر متاحاً. على أي حال، عندما عرض الرجل فكرته على البنك الذي يعمل به، وهو بنك باركليز، أحب أصحاب البنك الفكرة وتبنوها على الفور.
أما رقم التعريف الشخصي، ففكر الرجل في البداية باستخدام رقم مكون من 6 خانات، لكن يبدو أن زوجته (كارولين) لم يعجبها الأمر، إذ قالت له أنها لا تستطيع تذكر رقم طويل كهذا واقترحت جعله مكوناً من 4 خانات، وهذا ما نستعمله اليوم حقيقة، حيث بات هذا الاختراع يمكننا من سحب أموالنا أو دفعها أو تحويلها حتى في بلدان أخرى من العالم خلال بضع دقائق فقط، ويقال أن العالم اليوم يحوي أكثر من 3.5 مليون صراف آلي.
10. هل تعلم أن المنتجات التي يُكتب عليها «جلد طبيعي» لا تحتوي جلداً طبيعياً على الإطلاق؟
إذا شاهدت إحدى تلك الأغراض والمنتجات، قد تعتقد أنها مصنوعة من أفضل أنواع الجلد الطبيعي، لكن هذا الاعتقاد خاطئ، ففي الحقيقة، عبارة «جلد طبيعي» تعني أن الجلد المستخدم هو من أدنى وأسوأ نوعيات الجلد.
لتصنيع أغراض من هذا الجلد الطبيعي، يستخدم الصناعيون عدة طبقات من جلد ذي نوعية رديئة وألياف تُربط ببعضها عن طريق لاصق، ثم تُطلى كي تبدو مثل الجلد ذي النوعية الممتازة، لكن من الواضح عند استخدامها أن الجلد ليس ممتاز، بل يتدهور بسرعة كبيرة.
يُصنع هذا الجلد عن طريق تمزيق وتقطيع بقايا الجلد العضوي وإلصاقها كالطريقة السابقة، أو الجلد المقسم المضاف إليه طبقة من البولي يوريثان أو كلوريد متعدد الفينيل. نحصل على هذه الأنواع الرديئة من الجلد من البقايا الناتجة عن إزالة الطبقات الأفضل من الجلد، ثم تُغطى بتلك المواد الكيميائية لتعطيها بريقاً ومظهراً يجعلها تبدو كالجديدة، وهذا ما يُفسر امتلاك الجلد الرخيص رائحة كيميائية تزول بعد فترة من استخدامه وتعرضه للهواء.
11. هل تعلم أن حلوى M&Ms إم آند إمز صُنعت خصيصاً لجنود الحرب العالمية الثانية؟
إن قطع الحلوى هذه التي تأتي على شكل أزرار صغيرة قد صُنعت منذ زمن طويل، لكنها كانت مخصصة في البداية لجنود الحرب العالمية الثاني كي يتمكنوا من تناول الشوكولاته بدون الحاجة إلى إذابتها في جو دافئ.
تمكن السيد (فوريست مارس سينيور)، ابن مؤسس شركة «مارس» الشهيرة، من اختراع هذه الحلوى مستوحياً فكرتها من شركة «سمارتيز» التي استخدمت كريات الشوكولاته وغطتها بطبقة ملونة كي تمنع ذوبان الحلوى.
بدأت شركة «إم آند إمز» إنتاج قطع الحلوى تلك عام 1941، ولوحظ أن الطلب عليها ازداد بشكل كبير في الحرب العالمية الثانية، فبدأت الشركة ببيع منتجاتها خصيصاً للجيش في تلك الفترة.
أما اليوم، فيُقال أن أكثر من 400 مليون علبة تُباع من هذه العالمية يومياً في الولايات المتحدة الأمريكية! كما تتنوع الحشوة الداخلية لتلك الحلوى حسب القطعة ولونها، فمنها محشي بشوكولاته الحليب وأخرى محشية بالشوكولاته الغامقة أو اللوز أو جوز الهند أو التوت وغيرها.
12. كيف اختُرع الكاتشب أو صلصة الطماطم؟
في الحقيقة، تعود كلمة كاتشب إلى كلمة صينية هي «كيتسياب» والتي كانت تُطلق على نوع خاص من الصلصات مصنوع من السمك المخمر. يُعتقد أيضاً أن التجار هم من أوصلوا هذه الصلصة إلى الصين من فيتنام، ثم جاء البريطانيون واكتشفوا الصلصة في جنوب شرق آسيا.
عندما عاد البريطانيون إلى أوروبا وجلبوا معهم هذا الاكتشاف الغريب في القرن الثامن عشر، لم يكن الأوروبيون يعلمون أن بإمكانهم صنع الصلصات، حيث كانوا يخشون فواكه وخضار العالم الجديد ويعتقدون أن فيها شيء من الشر، لكن حتى تلك الصلصة لم تكن مشابهة أبداً للكاتشب الذي نعرفه اليوم، حيث كانت تحوي الفطر والجوز وسمك البلمية سعياً للحصول على ذلك المذاق الذي اشتُهرت به صلصة آسيا. بالفعل، كانت الكاتبة الإنجليزية (جاين أوستن) تحب كاتشب الفطر ذاك، ويبدو أنه كان ذا لونٍ أغمق وقوام أقل سماكة، وكان غالباً ما يُضاف إلى الحساء أو اللحم والسمك، لكن في تلك الفترة، كان الكاتشب يفتقد إلى العنصر الأهم، وهو الطماطم.
نُشرت أول وصفة لتحضير كاتشب الطماطم في عام 1812، وبات هذا المنتج يتمتع بشهرة كبيرة لعدة أسباب، منها قابلية حفظه لمدة طويلة تصل حتى سنة، ومع بروز الكاتشب التجاري المصنع في المعامل، بدأ عصر الكاتشب المنزلي ينتهي وينقرض من وصفات وكتب الطبخ.
دخلك بتعرف