“طائر المحيط”.. أضخم سفينة شحن في العالم تعمل بطاقة الرياح تبحر من اليابان إلى أستراليا
كان هناك الكثير من الإثارة في ميناء نيوكاسل في أستراليا الثلاثاء، حيث كان مسؤولو الميناء المحليون ينتظرون بفارغ الصبر وصول سفينة Shofu Maru من اليابان.
أما السبب حول كل تلك الإثارة والحماس في انتظار السفينة هو أن هذه ليست ناقلة فحم عادية، ولكنها الأولى من نوعها التي تستخدم نظام دفع حديثاً يعمل بالرياح من أجل تقليل الانبعاثات السامة، وكانت هذه رحلتها الأولى التي تنطلق من اليابان لتصل إلى وجهتها النهائية في أستراليا.
الدفع الهجين والغاز الطبيعي المسال والهيدروجين وحتى الأمونيا – هذه بعض البدائل التي يمكن أن تقلل من تأثير الشحن على البيئة، تعمل الصناعة في طريقها إلى تقليل الانبعاثات السامة من خلال اتخاذ خطوات صغيرة ومنها التحريك باستخدام الرياح.
من ناحية أخرى، تم بالفعل تنفيذ الأنظمة الحديثة القائمة على ما يعتبره الكثيرون أنقى مصدر للطاقة – طاقة الرياح – كحل لأنواع مختلفة من السفن التجارية ومراكب النزهة، ولكن هل يمكن استخدام هذا لسفن الشحن الضخمة أيضاً كان هذا هو التحدي الذي تخوضه سفينة Shofu Maru اليابانية.
وتراهن شركة الشحن العملاقة Mitsui OSK Lines على ذلك، من خلال أحدث ابتكاراتها سفينة Shofu Maru، هي شركة رائدة في نقل الفحم مجهزة بنظام دفع بقوة الرياح بقوة الرياح، السفينة ذات حجم كبير بما يكفي لنقل أكثر من 80 ألف طن من الفحم، وتستخدم الوقود وطاقة الرياح من أجل التحرك.
ويستغل نظام Wind Challenger المبتكر قوة الرياح بمساعدة شراع من الألياف الزجاجية يمكن أن يمتد حتى 55 متراً (180 قدماً).
وفي رحلتها من اليابان إلى أستراليا، كان من المتوقع أن تخفض سفينة شحن Shofu Maru من استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 5%، وفقاً لوكالة أي بي سي نيوز في أستراليا، قد لا يبدو هذا كثيراً، لكنه يعادل 25000 لتراً (6605 جالوناً) من الوقود، بالنظر إلى أن سفن الشحن الكبيرة مثل هذه تحرق مئات الآلاف من اللترات على هذه الطرق، فإن هذا يمثل انخفاضاً كبيراً على الرغم من أن النسبة قليلة.
وفي الواقع، يمكن أن تساعد Wind Challenger في تقليل استهلاك الوقود حتى بنسبة 8%على طريق من اليابان إلى الولايات المتحدة، وذلك بفضل ظروف الرياح الأكثر ملاءمة في نصف الكرة الشمالي.
ووقع المسؤولون اليابانيون والأستراليون مؤخراً اتفاقية تعاون تتضمن إجراءات للوصول إلى هدف 2050 net-zero، كما أن سفينة شحن Shofu Maru التي تعمل بالرياح جاهزة من أجل مساعدتهم على الوصول إلى تحقيق الاستدامة واستخدام الطاقة النظيفة.
ما قصّة أكبر سفينة شحن في العالم تعمل بطاقة الرياح
“بدأنا بقطعة ورق فارغة.. وكان علينا أن نجمع بين تأثيرات المياه والرياح.. كان الأمر معقّدًا للغاية”.. هكذا تحدّث المهندس البحري كارل يوهان سودر، عن بدايات التفكير في “أوشن بيرد” أو “طائر المحيط”، التي ستكون أكبر وأطول سفينة شحن شراعية في العالم تعمل بطاقة الرياح، عندما تبدأ الإبحار عام 2024.
في سبتمبر/أيلول الماضي، كشفت شركة والينيوس مارين، أن مصمّميها -بالتعاون مع كونسورتيوم سويدي- أكملوا بنجاح التجارب البحريّة لنموذج “أوشن بيرد”، الذي يبلغ طوله 6 أمتار، استعدادًا لبناء السفينة الحقيقية بطول 200 متر وعرض 40 مترًا.
وفي وقت لاحق، قال رئيس العمليات بشركة والينيوس مارين بير تونيل: “الآن، أنا على يقين تامّ من أن سفينة الدحرجة أوشن بيرد، التي تعمل بطاقة الرياح ستصبح حقيقة واقعة”، وفقًا لموقع بروجكت كارجو جورنال.
وسفن الدحرجة، هي سفن نقل البضائع ذات العجلات، كالقطارات والسيّارات بمختلف أنواعها، وتُعرف باسم (Roll-on/roll-off) أو اختصارًا (RoRo).
وعادة ما يجري تحميلها من مؤخّرة السفينة، حيث يُفتح باب خلفي تدخل منه السيّارات أو البضائع ذات العجلات، وأُنشئ هذا النوع من السفن في القرن 19 الميلادي.
وتابع تونيل: لو كنت سألتني قبل 5 سنوات، لكنتُ قلت، إنّنا نأمل أن تتحوّل هذه السفينة إلى حقيقة.. لكن الآن أنا متأكّد 100% أنّها حقيقة واقعة.
ومضى قائلًا، السوق الآن جاهزة أو ستكون كذلك قريبًا.. نرى طلبًا متزايدًا على الحلول المستدامة، والأطراف الفاعلة أو أصحاب المصالح يتماشون مع هذا الاتّجاه.
تصميم غريب
أوضح تونيل، التحدّي الرئيس هو أنّ تصميم السفينة ثوري، ويتحدّى التقاليد، وسيكون بالتأكد غريبًا، وقد لا يتناسب مع أنظمة النقل الحاليّة، لا تزال هذه التحدّيات قائمة، ولكن على نحو أقلّ ممّا كانت عليه في بداية المشروع.
ويقول، إن تصميم السفينة مناسب لأيّ عملية في أعالي البحار، ولكن الشركة ستركّز، في الوقت الحالي، على نقل السيّارات عبر معابر شمال الأطلنطي.
وأضاف رئيس العمليات بشركة والينيوس مارين، ستُزَوَّد السفينة بأشرعة ذات أجنحة يبلغ ارتفاعها 80 مترًا للإبحار باستخدام طاقة الرياح، من أجل تقليل الانبعاثات بنسبة 90%، وسيكون لها القدرة على حمل 7 آلاف سيّارة.
وعقّب سودر، المهندس البحري في الشركة، إن أوشن بيرد، عبارة عن سفينة دحرجة ومناسبة بضائع المناولة والبضائع السائبة وأيّ شيء على عجلات أو على مقطورة.
وبجانب والينيوس مارين يضمّ كونسورتيوم أوشن بيرد، المعهد الملكي السويدي للتكنولوجيا، وشركة الاستشارات البحريّة “إس إس بي إيه”، ويُموَّل المشروع من قبل إدارة النقل السويدية،
الرياح والمياه
فيما يتعلّق ببداية المشروع، والتحدّيات التي واجهت فريق العمل، قال سودر، بدأنا بقطعة ورق فارغة، وتناولنا فكرة المشروع من منظور شامل.
وأضاف، كان علينا الجمع بين تأثيرات المياه والرياح، وهو أمر معقّد للغاية، كما كنّا بحاجة لأن تعمل الأشرعة المجنّحة وهيكل السفينة معًا. وكان ذلك هو التحدّي ومفتاح النجاح في الوقت نفسه.. كان ذلك يتطلّب توليد طاقة كافية بطريقة أمنة وقويّة.
وأشار سودر إلى أن هناك الكثير من الأمور تجري فوق الماء مع هذه السفينة، كما هو الحال تحت الماء.
سنغافورة تعلّق ترخيص ثالث أكبر مورد لوقود السفن
وعقّب قائلًا، عادةً عندما تقوم بتحسين هيكل السفينة، فإن أولويّتك تكون السعي لتقليل مقاومة الاحتكاك، والتي تسبّب انخفاضًا واضحًا في السرعة.
ويشرح سودر أن الأشرعة المجنّحة تشبه أجنحة الطائرات، ومع ذلك، فإن أجنحة الطائرة غير متماثلة لكي تحصل على قوّة الرفع، بينما أجنحة السفينة متماثلة، ويمكن أن تدور 360 درجة لالتقاط الرياح.
التكلفة والسرعة والوقود
ليس لدي تونيل صورة كاملة، حتّى الآن، عن تكلفة السفينة أوشن بيرد، لكنّه يقول، إنّه من المحتمل أن تكون أغلى قليلًا من السفن التقليدية.
وتوقّع أن تكون سرعة السفينة 10 عُقَد، وهذا متوسّط السرعة على حدّ قوله، مشيرًا إلى أنّه عندما تزداد الرياح، ستكون السفينة بالطبع قادرة على الإبحار بشكل أسرع.
ولن تكون سرعة أوشن بيرد مثل سرعة نظيراتها التي تعمل بالوقود الأحفوري، إذ صُمِّمَت لكي تعبر شمال المحيط الأطلسي في غضون 12 يومًا، بينما تعبره حاملات السيّارات التقليدية في 8 أيّام.
ووفق تونيل، ستكون السفينة مزوّدة بمحرّكات احتياطية، لتمكينها من المناورة داخل الميناء، وعند خفض الأشرعة.
وستعمل السفينة بشكل أو بأخر في الموانئ مثل السفن التقليدية. ولم يتقرّر بعد نوعية الوقود الذي سيُستَخدَم في السفينة.
وليست “والينيوس مارين” هي الشركة الوحيدة التي تتطلّع إلى تسخير طاقة الرياح لتقليل الانبعاثات.
ففي العام الماضي، وقّع مالك سفينة الشحن العامّة الهولندية، جان فان دام شيبينغ (Jan van Dam Shipping) عقدًا مع شركة إيكوويند (Econowind) لتركيب شراعين مجنّحين على سفينة الرحلات القصيرة آنكي (Ankie)، وتقلّل تلك الخطوة استهلاك الوقود بنسبة 8 إلى 10%، كما قامت شركات شحن أخري بتجربة أنظمة أخري.
انبعاثات الشحن
يتماشى تصميم أوشن بيرد مع المعايير التي حدّدتها المنظّمة البحريّة الدولية التابعة للأمم المتّحدة (أي إم أو)، والتي تهدف إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الشحن الدولي، بنسبة 40%، بحلول عام 2030.
توقّعات بتراجع الطلب على وقود السفن 17% خلال 2020
في بداية العام الجاري، أصدرت المنظّمة قواعد جديدة تهدف إلى خفض كمّية الكبريت المنبعثة من سفن الشحن، من أجل تحسين صحّة الإنسان، عن طريق الحدّ من تلوّث الهواء.
وتضمّنت القواعد استخدام سفن الشحن لوقود يحتوي على نسبة كبريت تبلغ 0.5%، انخفاضًا من 3.5%، أو تركيب أجهزة تنزع الملوّثات السامّة، المعروفة باسم أجهزة التنظيف.
وبموجب هذه القواعد، فإنّه من المتوقّع أن تنفق شركات التكرير والشحن مليارات الدولارات، في السنوات المقبلة، لاتّخاذ تدابير من شأنها ضمان امتثال الوقود والمحرّكات للمعايير الدولية الجديدة.
ستكون جاهزة بحلول 2024.. شركة يابانية تعمل على غسالة مبتكرة لغسل البشر
كشفت شركة Science وهي شركة تقنية يابانية متخصصة في ابتكار الحمامات والمطابخ، مؤخرًا عن خطط لإنتاج غسالات للإنسان.
صدق أو لا تصدق، مفهوم الغسالة البشرية ليس جديدًا. في معرض أوساكا عام 1970، عرضت شركة الإلكترونيات اليابانية العملاقة سانيو إلكتريك “حمام الموجات فوق الصوتية” وهو غسالة بشرية تقوم بتنظيف وتدليك وتجفيف الراكب في دورة مؤتمتة بالكامل مدتها 15 دقيقة. لم ينطلق هذا المفهوم أبدًا كمنتج تجاري ولكن الآن تريد شركة تقنية يابانية أخرى أن تجربه، واعدة بتقديم نظرة حديثة على الغسالة البشرية بحلول عام 2025.
وأفصحت شركة العلوم ومقرها أوساكا، المعروفة بابتكاراتها العديدة في تكنولوجيا الحمامات والمطابخ، عن خططها لإنشاء نسختها الخاصة من الغسالة البشرية كجزء من خط إنتاجها Mirable. أطلق عليه اسم “Project Usoyaro”، وهو أحدث “تقنية الفقاعات الدقيقة”، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من مستشعرات المراقبة ونظام الذكاء الاصطناعي لإنتاج تجربة استحمام معقدة.
وذكرت الشركة أن الهدف من Project Usoyaro ليس فقط تنظيف جسم المستخدم تمامًا ولكن أيضًا لتوفير مساحة علاجية حيث يمكنك الاسترخاء على صوت الموسيقى الهادئة وعرض الصور المعروضة على الماء عن طريق شاشة مقاومة للماء داخل الجهاز.
وستقيس المستشعرات الموجودة داخل الغسالة حالة الأعصاب السمبثاوية والباراسمبثاوية وسيستخدم الذكاء الاصطناعي المدمج البيانات المجمعة لخلق جو أكثر راحة ممكنًا.
وكان رئيس مجلس الإدارة ياسواكي أوياما، الذي كان يبلغ من العمر 10 سنوات فقط عندما تم الكشف عن غسالة سانيو الأصلية البشرية في أوساكا مفتونًا جدًا بالاختراع لدرجة أنه قرر تحسينه إذا سنحت له الفرصة.
وتتوقع الشركة أن يؤدي مشروع Usoyaro إلى غسالة بشرية وظيفية بحلول عام 2024 والتي تأمل الشركة في عرضها في معرض أوساكا 2025.
مواقع عربية