العلماء يكتشفون أقرب ثقب أسود للأرض.. ماذا نعرف عنه؟
الثقوب السوداء هي إحدى أكثر الظواهر رعباً وتشويقا في الكون، لأنها المكان الذي لا ينفذ منه الضوء، فضلا عن الغموض حول نشأتها.
تتشكل الثقوب السوداء عادةً عندما ينفجر مركز أحد النجوم إلى الداخل، مما يؤدي إلى تراكم الكثير من المادة الركامية في مساحة صغيرة جدًا.
هذا الشهر اكتشف العلماء أقرب ثقب أسود للأرض، في كوكبة Ophiuchus التي تبعد حوالي 1600 سنة ضوئية عن الأرض، وقد سماه العلماء Gaia BH1.
GAIA BH1
وفقًا لوكالة ناسا، هناك ثلاثة أنواع متميزة من الثقوب السوداء: هناك ثقوب سوداء صغيرة يمكن أن تكون صغيرة مثل الذرة، والثقوب السوداء النجمية التي تتكون من النجوم المنفجرة، والثقوب السوداء الهائلة التي تقع في مركز كل مجرة وتبلغ كتلتها مليون ضعف كتلة الشمس.
Gaia BH1 هو ثقب أسود نجمي خامل تبلغ كتلته حوالي 10 أضعاف كتلة شمسنا، وفقًا لـ Live Science.
عندما ينهار نجم تبلغ كتلته من خمسة إلى عشرة أضعاف كتلة شمسنا إلى الداخل، فإن قوة الجاذبية تمتص كل شيء داخل حدود معينة تسمى أفق الحدث.
عندما يتغذى الثقب الأسود بشكل نشط، فإنه يزيل المادة من الأجرام السماوية مثل الكواكب والنجوم الأخرى، مما ينتج عنه هالة من الضوء حول الثقب الأسود، مما يجعلها مرئية.
الثقوب السوداء الخاملة هي ثقوب سوداء لا تتغذى بشكل نشط، مما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة
كيف وجد الباحثون Gaia BH1؟
قام العلماء بمسح مجموعة من البيانات المأخوذة من مركبة الفضاء جايا التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية حول مواقع وحركات ما يقرب من ملياري نجم في مجرتنا: “درب التبانة”.
كان أحد هذه النجوم يتحرك بشكل غريب وبطريقة توحي بأنه قد يتم سحبه عن مساره الطبيعي بواسطة ثقب أسود.
لتأكيد فرضيتهم، درس العلماء بعد ذلك مدار النجم عن كثب من خلال تلسكوب Gemini North في هاواي، فلم يتمكنوا من التوصل إلى تفسير للمدار الذي لاحظوه والذي لا يتضمن ثقبًا أسودا.
وقال الباحث في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية في ماساتشوستس ومعهد ماكس بلانك لعلم الفيزياء الفلكية كريم البدري: “أكدت ملاحظاتنا لمتابعة الجوزاء بما لا يدع مجالاً للشك أن الثنائي يحتوي على نجم عادي وثقب أسود خامد واحد على الأقل”.
وأضاف البدري أنه من المتوقع أن يكون هناك حوالي 100 مليون ثقب أسود نجمي في مجرة درب التبانة، ويقدم هذا البحث الأمل في إمكانية تحديد موقع المزيد منها.
كتب مؤلفو الدراسة في الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية: “يشير الاكتشاف إلى وجود عدد كبير من الثقوب السوداء الخاملة في الثنائيات. ومن المرجح أن تسهل إصدارات Gaia المستقبلية اكتشاف العشرات” .
النظام الثنائي
Gaia BH1 ليس فريدًا فقط لأنه أقرب ثقب أسود معروف للأرض، بل هو فريد أيضًا بالنسبة لنوع النظام الذي يشكل جزءًا منه: نظام ثنائي يدور فيه النجم حول ثقب أسود.
وقال عالم الفيزياء الفلكية كريم البدري لـ NOIRLab : “خذ النظام الشمسي، ضع ثقبًا أسود حيث توجد الشمس، والشمس حيث توجد الأرض، وستحصل على هذا النظام”. إنه أول نظام من نوعه يتم اكتشافه في مجرتنا درب التبانة.
لكن العلماء يستكملون أبحاثهم لمعرفة لماذا لم يبتلع الثقب الأسود النجم أو يؤثر بشكل كبير على مداره، بجانب دراسة كيفية تشكل الثقوب السوداء في الأنظمة الثنائية.
العين الإخبارية