من الصعب وصف لعبة الغولف بأنها إحدى الرياضات المتطرّفة، فهي لعبة منخفضة المخاطر وتُمارس على مهل، وسط مناظر خلابة غالبًا. لكن في بعض بقاع العالم، تذهب هذه الرياضة إلى الحد الأقصى.
في هذه الأماكن، يتم تجاهل القواعد المألوفة لتصميم الملاعب، فتتمثّل قواعد اللباس بإحدى هذه الملاعب بالعري، بينما تتطلّب ملاعب أخرى، رحلة على متن طائرة هليكوبتر، أو اللعب بالقرب من فوهات بركانيّة نشطة. وإليك بعض هذه الملاعب الغريبة:
“ملعب كانتارات للغولف”، تايلاند
يحب لاعبو الغولف التزام الهدوء عند اللعب عمومًا.
لذلك، ليس مستغربًا عدم استضافة “ملعب كانتارات للغولف” ببانكوك البطولات، حيث يجب على اللاعبين التعامل مع هدير طائرات الركاب الذي يصم الآذان لحظة هبوطها وإقلاعها.
ويقع الملعب بين مدرجين في مطار “دون موينغ” الدولي، أقدم مطار نشط في آسيا. وبُني الملعب الذي يحتضن 18 حفرة بواسطة سلاح الجو الملكي التايلاندي، عام 1952.
“ملعب كامب بونيفاس للغولف”، كوريا الجنوبية
عام 1988، وصفت مجلّة “Sports Illustrated” هذا الملعب بأنه “أخطر ملعب غولف في العالم”، فهو يقع على بُعد 200 ياردة جنوب المنطقة منزوعة السلاح (DMZ) التي تفصل بين كوريا الشمالية والجنوبية. لكنه ليس ملعبًا على الإطلاق، فهو يتكوّن من حفرة واحدة، 192 ياردة، وثلاثة ثقوب ضربات.
وفي معظم ملاعب الغولف، تُظهر اللافتات المتعلّقة بالحُفَر عادةً رقمها، وبُعدها بالياردات. ويتّبع “ملعب كامب بونيفاس” الصيغة ذاتها، لكنه يُضيف التحذير التالي: “خطر! لا تسترجع الكرات من المنطقة العشبيّة. حقول ألغام نشطة”.
لكن أهذا مزاح؟ الإجابة هي”لا”، وفقًا لمقال نشرته “واشنطن بوست” عام 1998، التي أشارت فيه إلى تفجير كرة واحدة على الأقل لغمًا أرضيًا.
منتجع “ليجيند” للغولف والسفاري، جنوب أفريقيا
يستمتع اللاعبون بتجربة مذهلة بصريًا في هذا الملعب الذي يتكوّن من 18 حفرة، ثم تنتظرهم طائرة هليكوبتر لنقلهم إلى ما يزعم الملعب بأنها أطول حفرة بمعدّل 3 ضربات في العالم.
وتقع الحفرة الـ19 (The Extreme 19th) على ارتفاع 4،500 قدم فوق مستوى سطح البحر على حافة منحدر صخري على جبل “هانغليب”، وعلى ارتفاع 400 متر، وتبعد 361 مترًا عن منطقة خضراء على شكل قارة أفريقيا.
بحيرة “بايكال”، روسيا
قد يبدو تنظيم بطولة غولف سنوية في أعمق بحيرة في العالم الطريقة الأسرع لتضييع الكرات، لكن يلجأ المنظمون في سيبيريا إلى الجليد لمنع ذلك.
وفي شهر مارس/ آذار من كل عام، تُنظّم بحيرة “بايكال” مسابقة “Baikal Prize Open”، ويرتدي المتسابقون فيها المعاطف والقفازات للعب الغولف فوق المياه المتجمّدة.
وتتميّز الكرات بألوان زاهية من الأحمر، والبرتقالي، إلى الأصفر، لضمان إمكانيّة رؤيتها وسط المساحات اللانهائية من الثلج، والجليد، وتكون الحُفَر أكبر. وفي عام 2020، استضافت البحيرة بطولة العالم للغولف على الجليد، وهي بطولة لطالما أُقيمت في غرينلاند.
تشكيل “فرا ماورو”، القمر
لا يوجد ملعب غولف رسمي على سطح القمر بالتأكيد، لكن عندما يتعلق الأمر بممارسة الغولف المتطرّف، تُعتبر مآثر رائد الفضاء، آلان شيبرد، الأسطورية في فبراير/ شباط من عام 1971، خارج هذا العالم.
وبعد إخفاءه مضربٍا تم تعديله في بدلته، قام رائد الفضاء من مهمة “أبولو 14” بأشهر ضربتين في تاريخ الرياضة، وهما الضربتان الوحيدتان على سطح القمر أيضًا. وتظل الكرات مجمّدة عبر الزمن، ومن دون حراك بعد نصف قرن نتيجة عدم تأثير الرياح، أو عوامل التعرية بها.
ملعب البركان للغولف، هاواي
وفقًا لتقرير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، “يُصنَّف كيلاويا بين أكثر البراكين نشاطًا في العالم، ويمكنه حتّى تصدّر القائمة”. ويجلب ملعب البركان للغولف معنى جديدًا لعبارة “اللعب بالنار”.
ويوفّر الملعب، الواقع على ارتفاع 4 آلاف قدم فوق مستوى سطح البحر، للاعبي الغولف مناظر خلابة لبركان “ماونا لوا” الذي يُعد أكبر بركان نشط في العالم.
منتجع جزيرة “كياوا” للغولف، أمريكا
يجب على اللاعبين في “ملعب أوشن” بجزيرة “كياوا” مشاركة الملعب مع مجموعة من السكان ذوي الأسنان الحادةّ. ويحتضن الملعب مجموعة من الكائنات البريّة، ضمنًا السلاحف، والدلافين، وقطط الـ”بوبكات”، لكن عادةً ما تسرق التماسيح الأضواء.
ولكن تتطلّب هذه الزواحف القليل من الإشراف سواءً عند سباحتها في المياه، أو الاستلقاء تحت أشعة الشمس في ولاية كارولينا الجنوبية، فهي خجولة بطبيعتها، بحسب ما ذكره المسؤول بالمنتجع، برايان هنتر، لـCNN.
“لا جيني”، فرنسا
تبنّت إحدى ملاعب الغولف في فرنسا، نهجًا فريدًا للتعامل مع المشكلة سيئة السمعة المتمثّلة بقواعد ملابس الغولف، وذلك عبر عدم ارتداء الملابس على الإطلاق.
ويقع منتجع عطلات “لا جيني” الخاص بالعراة على مقربة من بوردو، جنوب غرب البلاد، ويزعم أنه ملعب الغولف الوحيد للعراة في العالم. والعري إلزامي في الملعب المكوّن من 6 حفر إذا سمحت الأحوال الجوية بذلك.
المصدر: CNN
