خفضت شركة “تسلا” أسعار جميع سياراتها في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا في إطار جهود شركة صناعة السيارات الكهربائية لتنشيط الطلب بعد عدة مواسم من مبيعات مخيبة للآمال.
الشركة نزلت بسعر أرخص طرازاتها “موديل واي” بنسبة 20%، وخصمت ما يصل إلى 21 ألف دولار من أعلى سياراتها سعراً في سوقها المحلية.
وطبقت “تسلا” أيضا تخفيضات كبيرة في بلاد أخرى من بينها ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا بعد أسبوع من جولة التخفيضات الثانية في الصين منذ شهر أكتوبر.
دفعت هذه التعديلات الكبيرة أسهم “تسلا” للهبوط، إذ إنها تعكس الأزمة التي تواجهها الشركة بعد أن أظهرت نتائج أعمالها قصوراً عن تحقيق مستهدف مبيعات السيارات رغم الحوافز والتخفيضات التي أقرتها بنهاية العام.
وحتى تستمر في تحقيق النمو واستغلال المصانع التي فتحتها أو توسعت فيها العام الماضي استغلالاً كاملاً، يبدو أن “تسلا” تتنازل عن هوامش الربحية التي احتفت بها وول ستريت عندما كانت الشركة تواجه عقبات في عملية الإنتاج.
وفقدت أسهم “تسلا” ما يصل إلى 6.4% من قيمتها قبل بداية جلسة التداول. كما انخفضت أسهم شركات السيارات الأخرى، ومنها “فورد موتور” و”ريفيان أوتوموتيف”.
وفي مذكرة للعملاء صدرت يوم الجمعة، كتب كريس ماكنالي، محلل لدى شركة “إيفركور آي إس آي” (Evercore ISI) الذي ينصح بما يعادل الاحتفاظ بسهم “تسلا”: “سوف يتأثر مجمل الربح في شركة (تسلا) بدرجة كبيرة في المدى القصير، وتعتمد قيمة ذلك على مدة الاستمرار في تطبيق الأسعار الجديدة”.
وحتى لو طُبق تخفيض الأسعار لفترة فقط من العام ثم قامت “تسلا” جزئيا بإلغائه، فقد تنتهي ربحية السهم في سنة 2023 على تراجع بنسبة 30% أو 40% مقارنة بإجماع المحللين حالياً، بحسب تقديرات ماكنالي.
تحليل التغيرات التي طرأت على أسعار كل طراز
مزايا ضريبية
تعديلات الأسعار في الولايات المتحدة تنخفض بسعر السيارة “موديل 3” العائلية وبعض طرازات “موديل واي” الرياضية إلى أقل من سقف الأسعار المطلوب عدم تجاوزه حتى تستفيد من نحو 7500 دولار من الائتمان الضريبي المخصص للسيارة الكهربائية.
وأصدرت كل من وزارة الخزانة الأميركية ودائرة الإيرادات الداخلية مجموعة من الإرشادات في نهاية العام الماضي أثارت قلق الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك بسبب أن السيارة من طراز “موديل واي” لم تكن مؤهلة بما يكفي لأن تُعتبر سيارة رياضية.
ذلك يعني أن طراز السيارة الذي يضم خمسة مقاعد تخضع لسقف الأسعار البالغ 55 ألف دولار الذي ينطبق على السيارات السيدان، وليس سقف الأسعار البالغ 80 ألف دولار الخاص بالسيارات الرياضية.
السيارة تسلا “موديل واي”
وتقول شركة “تسلا” على موقعها الإلكتروني حالياً إن الائتمان الضريبي الفيدرالي الذي تبلغ قيمته 7500 دولار، والذي أصبح بعض عملاء الشركة الآن يستحقون الاستفادة منه، سينطبق على السيارات التي تقوم بتسليمها خلال شهر مارس.
في حين أن بعض بنود القانون الأميركي الجديد دخلت حيز التنفيذ في أول يناير الجاري، ما زالت وزارة الخزانة تعمل على صياغة شروط مصادر محتوى البطارية التي قد تؤدي إلى تخفيض مزايا الائتمان الضريبي بمقدار النصف بالنسبة لبعض السيارات الكهربائية المستحقة له.
رأي “بلومبرغ إنتليجنس”
تخفيض أسعار كل واحدة من العلامات التجارية في مجموعة “تسلا” يأتي بعد ركود في حجم المبيعات بالأسواق العالمية تسببت فيه أمور عديدة تشمل أوضاع الاقتصاد الكلي وصعوبات تكنولوجية، علاوة على تحول المستهلكين إلى عدم الاكتراث بسبب اندفاع وفظاظة الرئيس التنفيذي للشركة مع مجلس إدارة راكد وخامل.
الإيرادات الضائعة على الشركة في عام 2023 سوف تتجاوز 11 مليار دولار أو 14% من المبيعات إذا استمر العمل بخفض الأسعار طوال العام، مع افتراض أن إجمالي السيارات التي ستُطرح عالمياً في عام 2023 يُقدر بنحو 1.8 مليون سيارة.
مشكلة هائلة في الطلب
توني ساكوناغي، محلل لدى شركة “برنستاين” الذي أوصى بما يشبه بيع أسهم “تسلا”، كتب خلال الأسبوع الماضي أن شركة صناعة السيارات تواجه “مشكلة هائلة في الطلب” وأن مشكلاتها سوف تستمر جزئياً بسبب أن طرازاتها باهظة الثمن إلى درجة لا تؤهلها للحصول على ائتمان ضريبي.
في تقرير صدر بتاريخ 2 يناير، كتب ساكوناغي: “نعتقد أن (تسلا) سوف تضطر إما إلى تخفيض أهداف النمو الخاصة بها (وتشغيل مصانعها بأقل من طاقتها الإنتاجية) أو الإبقاء على تخفيض الأسعار في أسواقها العالمية وربما زيادة نسبة التخفيض بما يضغط على هوامش الربحية”.
أضاف: “نحن نتوقع أن تستمر مشكلات الطلب على منتجات الشركة حتى تصبح قادرة على تقديم منتج منخفض السعر، الذي لن يتحقق قبل عام 2025”.
المصدر: بلومبيرغ
