حقلاً نفطياً عملاقاً “يحوي ثروة بالمليارات” يقع بالقرب من مدينة البصرة جنوبي العراق.. تعرف على تاسع أكبر حقول النفط في العالم
حقول الرميلة مجموعة من آبار النفط المُكتشفة و التي يتم فعلياً استثمار نفطها، و تمتد من منتصف غرب البصرة بالعراق حتى شمال دولة الكويت و تسمى في الكويت بـ حقل الرتقة، و تنقسم حقول الرميلة إلى قسمين ” الرميلة الشمالي ” و ” الرميلة الجنوبي ” المُحاذي للكويت، و هو تاسع أعظم حقل نفطي عالمي و يوجد بطبقاته أجود أنواع النفط و يعود تاريخ استغلاله إلى شهر نوفمبر 1970، و في سبعينيات القرن الماضي كانت آباره أقل من عشرين و قد بلغت الآن أكثر من 663 بئراً منتجة ، و يتم استخراج النفط من تلك الحقول تحت إشراف شركة نفط الجنوب في البصرة.
موقع الحقل و سطحه
يقع الحقل على بعد 50 كم غرب مدينة البصرة جنوب العراق. و البصرة هي موطن الموانئ العراقية الستة، بما في ذلك الميناء العميق في أم قصر.
و يشمل حقل الرميلة منطقة واسعة تبلغ 1,600 كيلومتراً مربعاً، تمتد حوالي 80 كم من الشمال إلى الجنوب وحوالي 20 كم من الغرب إلى الشرق حيث وجود طيتين محدبتين تكونان قبتين في الرميلة الشمالية والجنوبية.
و يُعَد حقل الرميلة حقلاً نفطياً عملاقاً يقع بالقرب من مدينة البصرة جنوبي العراق ، و هو حالياً واحداً من أكبر الحقول النفطية المنتجة للنفط في العالم حيث يبلغ معدل إنتاجه 1.3 مليون برميل يومياً ، أو ما يقارب 40% من إجمالي إنتاج النفط في العراق.
جيولوجيا الحقل
يعود تكوين طبقة الحجر الرملي لحقل الرميلة (المسامي) واحتياطيات النفط المتراكمة فيه إلى العصر الطباشيري وتقع على أعماق تصل إلى أربعة كيلومترات.
بدأت مكامن الرميلة إنتاج النفط منذ فترةٍ طويلةٍ، حيث مضى على المكمن الرئيس أكثر من خمسين عاماً في إنتاج النفط، لكن الضغوط المكمنية في شمال الحقل بدأت بالإنحسار مما يتطلب حقن الماء ونشاطات أخرى في إستخراج النفط المعزز لتحسين الإنتاج، أما في جنوب الحقل فإن النفط المستخرج منه يكون ذي محتوى مائي أكبر وذلك بسبب نشاط طبقة المياه الجوفية في المكمن.
كما يعاني مكمن المشرف في شمال الرميلة من الضغط المكمني المنخفض حيث تم غلق معظم آباره وتوقفها عن الإنتاج منذ العديد من السنوات.
إن معالجة هذه التحديات الجيولوجية أمرٌ أساسيٌ للحفاظ على معدل إنتاج الرميلة الحالي وعلى المدى البعيد.
تطوير حقول الرميلة حديثاً
يعود تاريخ الرميلة العريق في إنتاج النفط المتواصل لأكثر من 50 عاماً، إلا أنه قد تم توقيع عقد الخدمات الفنية الجديد في عام 2009 بين شركة نفط الجنوب المملوكة للحكومة العراقية ( SOC ) ، و شركة BP و شركة النفط الوطنية الصينية ( CNPC ) و شركة تسويق النفط العراقية ( SOMO ) ، الأمر الذي نتج عنه تأسيس هيئة تشغيل الرميلة ، و تتمثل مهمتها في تحقيق التطوير اللازم في حقل نفطي معاصر و مستدام و من الطراز العالمي بغية دعم رفاهية العراق على المدى البعيد .
و تعمل الرميلة في خدمة الموازنة العامة للعراق ، بمعنى أن أكثر من 98 % من الواردات المتحققة تذهب مباشرةً إلى الحكومة العراقية، و قد تم مد عقد الخدمات الفنية هذا في عام 2014 لخمس سنوات إضافية حتى عام 2034 و بما يدعم زيادة الإنتاج إلى 2.1 مليون برميل يومياً.
و تشهد حقول الرميلة في الوقت الحاضر تحوُّلاً كبيراً ، حيث يسهم كل من عمليات تحديث البنى التحتية الخاصة بها و إدخال الممارسات التشغيلية الجديدة و معايير السلامة الحديثة و التدريبات ذات الطراز العالمي في إحداث التحسين على المدى البعيد.
و نتيجة لذلك ، بلغت مستويات إنتاج النفط اليوم و على نحو منتظم أكثر من 40 % مقارنة بالأرقام الخاصة بمستويات الإنتاج في عام 2009 و خلال الأربع سنين و نصف الأولى من إدارة فريق القيادة الجديد أنتج أكثر من ملياري برميل من النفط.
جدير بالذكر أن الرميلة تُوظِّف بشكل مباشر أكثر من 7000 موظفاً حيث تُشكل الأغلبية الساحقة منهم من أهالي البصرة ، بالإضافة إلى توظيف ما يقرب من 23,000 موظفاً من قبل المقاولين .