إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الجزائري إلى جارتها على ضفاف الأطلسي.. تصدير الغاز الجزائري إلى موريتانيا عبر أطول خط أنابيب في أفريقيا
تعمل الجزائر وموريتانيا حاليًا على دراسة مبدئية لمشروع إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الجزائري إلى جارتها، ضمن مجموعة من المشروعات، التي اتفق عليها الطرفان في مذكرة تفاهم، خلال زيارة أخيرة إلى نواكشوط.
واتفق البلَدان، ضمن 3 مذكرات تفاهم، على دراسة فرص إنشاء وبناء خطوط أنابيب لنقل الغاز من الجزائر إلى موريتانيا، لتزويد السوق الموريتانية بالمحروقات والمواد النفطية والغاز المنزلي، وفق ما نشرت وكالة الأنباء الموريتانية.
ويهدف الاتفاق أيضًا إلى زيادة التعاون بين البلدين من جهة، وتقليص تكاليف نقل الغاز الجزائري إلى نواكشوط عن طريق البحر من جهة أخرى، حسب معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
التعاون بين البلدين
قالت وزارة الطاقة الجزائرية، إن دراسة مشروعات نقل الغاز الجزائري إلى موريتانيا من أهم الملفات التي اتفق عليها الطرفان، خلال زيارة الوزير محمد عرقاب إلى نواكشوط خلال الأسبوع الجاري.
ومن المنتظر أن تتوّج هذه الاتفاقات بوضع أرضية للتفاهم والاتفاق بين الطرفين، في سياق تعزيز تصدير المحروقات، وبشكل خاص الغاز الجزائري، بدلًا من إرسال شحنات الغاز عبر الناقلات العملاقة عن طريق البحر.
وتأتي هذه الخطوة تأكيدًا لمساعي الجزائر لرفع حجم صادراتها من الغاز إلى البلدان المجاورة من خلال خطوط الأنابيب، إذ تركّز على الاتفاقيات الطويلة الأجل لتوريد الغاز لعملائها، بدلًا من الاعتماد على الشحنات الدورية.
يشار إلى أن القرارات الأخيرة لتحالف أوبك+ فتحت الباب أمام الجزائر لرفع حجم الإنتاج إلى مليون و39 ألف برميل يوميًا، بزيادة 17 ألف برميل يوميًا، بداية من شهر يوليو/تموز المقبل.
دور الجزائر في المغرب العربي
تسعى الجزائر إلى تفعيل دورها المهم بمجال الطاقة في منطقة المغرب العربي ومنطقة الساحل الأفريقي، بجانب المكانة التي تحظى بها بصفتها أحد أهم مورّدي الغاز الطبيعي للسوق الأوروبية، من خلال تكثيف زيارات المسؤولين إلى البلدان الجارة.
وكان وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، والرئيس المدير العامّ لمجمع سوناطراك توفيق حكار، وعدد آخر من المسؤولين قد أجروا زيارة مؤخرًا إلى نواكشوط، للاتفاق على عدد من المشروعات المتعلقة بالنفط والغاز للبلدين.
اقرأ أيضًا: سوناطراك الجزائرية تستعد لصفقات ضخمة مع موريتانيا (خاص)
تستعد شركة النفط والغاز سوناطراك الجزائرية لتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع موريتانيا، بهدف التنقيب واستكشاف الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى تزويدها بالمشتقات النفطية، وفق معلومات خاصة لمنصة الطاقة.
ووصل وفد جزائري، صباح اليوم الإثنين 6 يونيو/حزيران، إلى موريتانيا، يترأسه وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، ويضم عددًا من المسؤولين رفيعي المستوى، وفق ما نشر بيان وزارة وزارة البترول والمعادن والطاقة الموريتانية.
واستقبل وزير البترول والمعادن والطاقة الموريتاني، عبدالسلام محمد صالح، الوفد الجزائري الذي ضم الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك الجزائرية توفيق حكار، والرئيس المدير العام لشركة نفطال مراد منوار، والرئيس المدير العام لشركة مانال، محمد صخر حرامي، وعددًا آخر من المسؤولين.
التعاون بين الجزائر وموريتانيا
بحسب معلومات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن الطرفين الموريتاني والجزائري سيوقعان عددًا من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، التي تهدف إلى التنقيب عن الغاز في موريتانيا من جانب شركة سوناطراك الجزائرية.
كما سيتفق الجانبان على صفقة تستورد موريتانيا بموجبها المشتقات النفطية من الجزائر، وذلك بالتزامن مع أزمة حادة تشهدها نواكشوط جراء نقص المحروقات والوقود، ولا سيما مع الأزمة العالمية الحالية التي تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية.
من جانبه، قال مستشار وزير الطاقة والمعادن الموريتاني لشؤون التواصل، أحمد فال، إنه من المقرر توقيع 3 مذكرات تفاهم غدًا الثلاثاء، مشيرًا إلى استقبال الوفد صباح اليوم من قبل رئيس الجمهورية.
وأوضح في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن المذكرات الـ 3 ستكون كالتالي:
- مذكرة تفاهم بين وزارتي الطاقة في البلدين، حول التعاون في مجالات الطاقة والمعادن.
- مذكرة تفاهم بين سوناطراك والشركة الموريتانية للمحروقات SMH.
- بروتوكول اتفاق بين الديوان الجزائري للبحوث الجيولوجية ORGM الجزائري، والوكالة الوطنية للبحوث الجيولوجية والأملاك المعدنية ANARPAM الموريتانية، يتعلق بمجال المعادن وخاصة البحوث الجيولوجية وتطوير التعدين المشترك.
زيارة مؤجلة
في مارس/آذار الماضي، أعلنت الجزائر إلغاء زيارة الوفد الجزائري الذي يزور موريتانيا حاليًا، لأسباب لم تُعلَن في حينها، حيث كانت الزيارة مقررة يومي 30 و31 من الشهر نفسه.
وأبلغت وزارة الخارجية الجزائرية نواكشوط، من خلال سفارتها هناك، بزيارة وفد برئاسة وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، يضم عددًا من كبار مديري قطاع الطاقة، بالإضافة إلى قادة الوزارة والشركات النفطية الجزائرية، قبل أن تعلن إلغاء الزيارة لأسباب مجهولة.
وكان من المقرر أن يبحث الوفد الجزائري مع المسؤولين الموريتانيين سبل تزويد بلادهم بالمحروقات، خاصة مع الأزمة القوية التي شهدتها نواكشوط بعد انتهاء الصفقة التي كانت بينها وبين شركة “أداكس إنرجي”.
اقرأ أيضًا: سوناطراك الجزائرية توقع عقدًا جديدًا باستثمارات 490 مليون دولار
وقّعت شركة سوناطراك الجزائرية، اليوم السبت 28 مايو/أيار، عقد شراكة بصيغة “تقاسم الإنتاج” مع المجمع الصيني “سينوبك/سوغل” في محيط زارزايتين، وذلك بحضور وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب.
ووفق بيان وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية؛ فإن المشروع سيُنجَز وفق برنامج أعمال التطوير والاستغلال المعتمد من الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات، والذي يركز على تعظيم قيمة المحروقات واستردادها من رواسب محيط زارزايتين.
ويشمل المشروع الجديد بين سوناطراك الجزائرية والمجمع الصيني، على وجه الخصوص، أشغال تجديد وحدة “إف جي إل”، وحفر 12 بئرًا تطويرية “ديفونين إف4″، بجانب أشغال “وورك أوفر”، على مستوى 6 آبار حالية “ديفونين إف2″، كما يشمل آبارًا تطويرية جديدة وصيانة للمنشآت القائمة، بجانب استرجاع الغاز المحترق.
عقد الاستثمار الجديد
يبلغ حجم الاستثمارات المنصوص عليها في خطة التنمية، نحو 490 مليون دولار أميركي، وهو ما يسمح باستخراج ما يقرب من 95 مليون برميل من النفط الخام؛ الأمر الذي سيعزز قدرات الجزائر الإنتاجية في المستقبل.
وقال وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، في مداخلة، إن هذا العقد أدرجته شركة سوناطراك الجزائرية ضمن برنامجها الاستثماري، لتطوير نشاط المنبع، بهدف توسيع قاعدة احتياطيات البلاد من المحروقات وزيادة الإنتاج الأولي من النفط والغاز، من خلال الاستثمار والشراكة الدولية، لضمان الأمن الطاقوي للبلاد على المدى المتوسط والبعيد.
وأشار الوزير إلى أن تجديد الاحتياطيات من المحروقات يتطلب تكثيفًا متزايدًا لجهود البحث والاستكشاف، باللجوء إلى الشراكة الدولية؛ من بينها الصينية، والتي من خلالها ستستفيد الجزائر من التكنولوجيا والتقنيات الحديثة المطبقة في هذا الميدان من جهة، ومن جهة أخرى تقاسم المخاطر والتكاليف.
الشراكات العالمية
تحدث وزير الطاقة والمناجم الجزائري عن بناء علاقات شراكة مع الشركات العالمية، قائلًا إن هذا الأمر يُعَد محورًا أساسيًا في سياسات الوزارة الطاقوية، وذلك بهدف دعم التمويل اللازم، والانتقاء ونقل التكنولوجيا وكذا تقاسم المخاطر.
وشدد الوزير على حرص قطاع الطاقة في الجزائر على استكمال جميع النصوص التطبيقية لقانون المحروقات الجديد، الذي جاء بعدة إجراءات، لتشجيع الاستثمار في نشاطات الاستكشاف والإنتاج في الجزائر.
ولفت إلى أن القانون الجديد يوفر إطارًا تعاقديًا أكثر مرونة وجاذبية وفقًا لنظم ضريبية جديدة محفزة تسمح بتوزيع أكثر إنصافًا للأرباح مع الشركاء الأجانب؛ ما يضمن استرجاع الأموال المستثمرة والتكاليف.
ولفت عرقاب إلى أن وزارة الطاقة تنسق بين شركة سوناطراك الجزائرية والوكالة الوطنية لتثمين المحروقات “النفط”، بحملات ترويجية لفرص الاستكشاف والتطوير، على المحيطات التعاقدية بغرض تسريع بدء الاستغلال وإنتاج المكامن المكتشفة.
المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية