اقتصاد

شركة “إمباور نيو إنرجي” النرويجية ستحوله لمركز عالمي في إنتاج الكهرباء.. مشروع عملاق لتطوير الطاقة الشمسية في “المغرب”

تخضع الطاقة الشمسية في المغرب لتطورات مستمرة، بهدف الحفاظ على توجه البلاد نحو زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة، بما يدعم جهودها نحو خفض الانبعاثات وتحول الطاقة.

وتشهد المملكة تطوير مشروع الطاقة الشمسية على الأسطح بقدرة 2.5 ميغاواط، باستثمارات تصل إلى مليوني دولار أميركي.

إذ وقعّت شركة إمباور نيو إنرجي النرويجية أول عقد شراكة لها في المغرب، مع زلار هولدينغز -أكبر مجموعة دواجن في المغرب-، وشركة الطاقة المتجددة المغربية جت إنرجي.

ومن المتوقع أن يوّلد المشروع ما يقدر بـ 3800 ميغاواط/ساعة سنويًا، كما يجب أن يؤدي إلى خفض سنوي لانبعاثات زلار من ثاني أكسيد الكربون بما يعادل نحو 3 آلاف طن سنويًا، حسبما نقلت منصة “إي إس آي أفريكا”.

وستقوم جت إنرجي ببناء منشآت الطاقة الشمسية الكهروضوئية على الأسطح لتشغيل 4 مصانع دواجن تابعة لـ زلار في مختلف أنحاء المغرب، بموجب عقد مدته 16 عامًا.

أهمية الطاقة الشمسية في المغرب

أكد المؤسس والرئيس التنفيذي لـ إمباور، تيرجي أوسموندسن، أن شركته يشرفها التعاون مع زلار وجت إنرجي، لإظهار كيف يُمكن أن يلعب استثمار الطاقة الشمسية في الصناعات دورًا رئيسًا في تحول الطاقة في المغرب.

وقال أوسموندسن: “لن يوّفر المشروع نحو 3 آلاف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا فحسب، بل سيخلق ويحمي نحو 100 وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر”.

وأضاف: “من خلال تقليل الوقت والموارد اللازمة لتمويل مشروعات من هذا النوع، نوضح كيف يتيح صندوق الاستثمار لدينا استيعابًا أسرع لإنتاج الطاقة النظيفة في شمال أفريقيا”.

الطاقة الشمسية.. الحل الأمثل

قال الرئيس التنفيذي لشركة جت إنرجي، إسماعيل التدلاوي: “في هذه المرحلة من عدم اليقين، تُعد الطاقة الشمسية الكهروضوئية الحل الأمثل لمستخدمي الطاقة، الذين يرغبون في تأمين تكلفة تنافسية للكهرباء على المدى الطويل مع تحسين بصمتهم الكربونية”.

قالت الرئيس التنفيذي لشركة زلار هولدينغ، سهام بن حمان، إن الحماية الاجتماعية والبيئية هي أولوية قصوى للشركات التابعة لمجموعة الدواجن: “من خلال هذا المشروع، سنحقق تأثيرًا ملموسًا في توفير طاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار معقولة”.

من جانبه، أعرب السفير النرويجي لدى المغرب، سجور لارسن، عن سعادته برؤية شراكة إمباور مع الصناعات المغربية، مؤكدًا أنها ستوفر “نموذجًا تمويليًا موثوقًا لاستثمارات الطاقة الشمسية في المغرب”.

وشدد لارسن كذلك على أن مثل هذه الشراكة يمكن أن تكون نموذجًا للفرص المستقبلية والنمو بما يتماشى مع خطة تحول الطاقة في المغرب، معربًا عن رغبته في رؤية المزيد من الشركات النرويجية تتعاون مع نظيراتها المغربية.

اقرأ أيضاً: الطاقة الشمسية على الأسطح قد ترتفع لـ95 غيغاواط بحلول 2025 (تقرير)

بدأت الطاقة الشمسية على الأسطح تظهر بقوة على الصعيد العالمي في السنوات الأخيرة، بفضل الدعم الحكومي، لتمثل حاليًا 30% من إجمالي السعة الشمسية المركبة عالميًا.

وتتوقع شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، في تقرير صادر اليوم الإثنين 14 مارس/آذار، تضاعف سعة الطاقة الشمسية المُركبة على الأسطح إلى 94.7 غيغاواط بحلول عام 2025.

وترجع الزيادة في السعة الشمسية على الأسطح إلى الحوافز والسياسات الحكومية التي أدخلتها العديد من البلدان لتشجيع التبني، وسط تعهدات خفض الانبعاثات.

تركيبات الطاقة الشمسية على الأسطح

بعد اعتماد أبطأ نسبيًا بين عامي 2010 و2016، قفزت تركيبات الطاقة الشمسية على الأسطح بنسبة 64% في السنوات الـ5 التالية؛ حيث ارتفعت من 36 غيغاواط عام 2017 إلى 59 غيغاواط عام 2021.

وكان النمو مدفوعًا أساسًا من الصين؛ حيث ارتفعت سعة الطاقة الشمسية على الأسطح إلى 27.3 غيغاواط العام الماضي، مقابل 19.4 غيغاواط عام 2017.

ويأتي ذلك بعدما كانت الطاقة الشمسية على الأسطح شبه معدومة في الصين، وقبل القفزة القوية في السنوات الـ5 الماضية؛ إذ بلغت 4 غيغاواط فقط في عام 2016.

وتتصدر أستراليا العالم من حيث نصيب الفرد من التركيبات الشمسية على الأسطح بنحو 746 واط لكل شخص، تليها ألمانيا بنحو 668 واط، ثم اليابان 353 واط لكل فرد.

الطاقة الشمسية السكنية

تُعَد كل من أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الدول الوحيدة في قائمة أكبر 10 دول من حيث إجمالي السعة المثبتة على الأسطح، التي تُخصص معظم السعة لتوليد الكهرباء في العقارات السكنية.

ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل؛ بما في ذلك الحوافز الحكومية لأصحاب المنازل والمساحات المناسبة فوق الأسطح، فضلًا عن وفرة أشعة الشمس (على الرغم من أن هذا لا ينطبق على المملكة المتحدة).

وعلى النقيض من ذلك، لا تمتلك الدول الكبرى الأخرى موارد شمسية كافية، أو تفتقر إلى الحوافز لتحسين القدرة التنافسية للطاقة الشمسية على الأسطح، أو أن معظم سكانها يعيشون في عقارات أو شقق مستأجرة، ومن ثم تكون التركيبات الشمسية في المباني التجارية والصناعية هى الغالبة.

الحوافز الحكومية في أميركا وأستراليا

بحسب ريستاد إنرجي؛ فإن الولايات المتحدة وأستراليا أسواق متشابهة فيما يتعلق بمساحات الأسطح المناسبة، ومستويات عالية من ملكية المنازل، ومورد جيد للطاقة الشمسية، لكنهما يختلفان في الحوافز الداعمة للطاقة الشمسية.

وتُشكل السعة الشمسية المُركبة سنويًا على الأسطح في الولايات المتحدة ضعف نظيرتها في أستراليا، مع الوضع في الاعتبار أن عدد سكان أميركا (330 مليون نسمة) 10 أمثال أستراليا (26 مليون نسمة) تقريبًا.

وعلاوة على ذلك، تمثل السعة الشمسية السكنية في الولايات المتحدة 56% من إجمالي السعة المركبة، بينما تستحوذ تركيبات المباني التجارية والصناعية على 44%.

وفي أستراليا، تستحوذ الطاقة الشمسية السكنية على 87% من إجمالي السعة، والنسبة المتبقية (13%) للمباني الصناعية والتجارية.

ويرجع هذا التناقض إلى ارتفاع تكلفة الشراء في الولايات المتحدة؛ إذ تبلغ تكلفة 3 كيلو واط من الطاقة الشمسية 4.6 دولارًا لكل فرد، مقارنة بـ0.96 دولارًا في أستراليا، بفعل ضريبة المبيعات والتصاريح وتراجع أسعار الكهرباء بالتجزئة وغيرها.

اقرأ أيضاً: أكبر محطات الطاقة الشمسية على الأسطح في شرق أفريقيا

تتنافس الدول الأفريقية فيما بينها على حصد لقب الدولة الراعية لأكبر محطات الطاقة الشمسية على الأسطح، ضمن محاولات توفير إمدادات الكهرباء بالاعتماد على الموارد المحلية لمواجهة انقطاع الإمدادات.

وبينما تستعد كينيا لضمّ أكبر محطات الطاقة الشمسية على الأسطح في شرق أفريقيا، كان لجنوب أفريقيا السبق في هذا المجال، بضمّها أكبر تلك المحطات في القارة بأكملها.

وتشهد الدول الأفريقية -مؤخرًا- نشاطًا مكثفًا في مشروعات الطاقة الشمسية، ما يعكس اتجاهًا جديدًا على القارّة السمراء يعزز الاستفادة من إمكانات مصادر الطاقة المتجددة الضخمة بها.

تفاصيل المحطة الشمسية

بطاقة تبلغ 1.8 ميغاواط، استضافت كينيا أكبر محطات الطاقة الشمسية على الأسطح بشرق أفريقيا، وهو مشروع تابع لفرع شركة الملابس يونيتد أريان “إي بي زد” التي تتخذ من أفريقيا جنوب الصحراء مقرًا لها.

وتضم المحطة 3 آلاف و334 لوحًا شمسيًا، بطاقة سنوية لتوليد الكهرباء تبلغ 2.3 غيغاواط/ساعة.

وتهدف أكبر محطات الطاقة الشمسية على الأسطح في شرق أفريقيا إلى خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استخدام شركة الملابس المملوكة لعائلة هندية الأصل، بمعدل 33 ألفًا و100 طن، ما يكافئ قدرة 64 ألفًا و500 شجرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

ويعدّ مشروع أكبر محطات الطاقة الشمسية في شرق أفريقيا مشروعا كينيًا طُوِّرَ بالتعاون بين شركة الملابس يونيتد أريان، وشركة سولاريس أفريكا مطوّرة الحلول التجارية لتمويل المشروعات، بينما أُسنِدَت الأعمال الهندسية والمشتريات والبناء لشركة بريمير سولار سوليوشنز الكينية التابعة لمجموعة ستارسايت بريمير إنرجي.

خفض استهلاك الكهرباء

أكد الرئيس التجاري لسولاريس أفريكا، ساكي فان ويك، أنه من شأن إمدادات أكبر محطات الطاقة الشمسية على الأسطح في شرق أفريقيا خفض تكلفة استهلاك الكهرباء لشركة يونايتد أريان بمعدل 72% في الشهر الأول لتشغيلها.

وأضاف أنه طوال عمر عمل المحطة سيمكن لشركة الملابس توفير 5.3 مليون دولار، مقابل استهلاك الكهرباء، حسبما أورد إي إس آي أفريكا.

وأوضح أن أكبر محطات الطاقة الشمسية على الأسطح في شرق أفريقيا تعدّ أولى خطوات شركة يونايتد أريان للتحول تجاه الطاقة المتجددة والنظيفة.

وأشار المدير التنفيذي لشركة يونايتد أريان، أميت بيدي، إلى أن أكبر محطات الطاقة الشمسية على الأسطح في شرق أفريقيا، التي تصل طاقتها إلى 1.8 ميغاواط، تعدّ الخطوة الأولى لتحقيق حزمة أهداف طموحة لحماية البيئة بالتوازي مع خفض تكلفة الكهرباء.

واتفق معه رئيس الشركة، بانكاج بيدي، مشيرًا إلى أن شركته تعتزم تنفيذ أهداف طموحة تدعم الاستدامة البيئية بحلول عام 2028، أبرزها الانتقال للصناعات الخضراء توفير سبل الحماية البيئية.

الطاقة الشمسية في كينيا وأفريقيا

قبل أسبوعين، شهدت القارّة الأفريقية إعلان أكبر محطات الطاقة الشمسية على الأسطح في القارّة بالكامل، على سطح كورنوبيا مول بجنوب أفريقيا.

محطة كورنوبيا مول لم تحجز مكانًا مهمًا في أفريقيا وحدها، بل احتلّت المركز الـ15 لمثل تلك المحطات على مستوى العالم، إذ أسهمت في خفض الضغط على شبكة الكهرباء الوطنية بتوفير إمدادات نظيفة لـ120 متجر بكورنوبيا مول.

وتولي قارّة أفريقيا أهمية كبرى لمشروعات الطاقة الشمسية، نظرًا لضخامة إمكاناتها في هذا المجال، قدَّرها وزير الكهرباء المصري محمد شاكر بما يعادل 40% من إجمالي الطاقة الشمسية في العالم.

وعلى الصعيد المحلي في كينيا، أحرزت الدولة الواقعة شرق أفريقيا خطوات مهمة في هذا المضمار، إذ أعلنت مطلع العام الجاري إنشاء أول مركز لشحن السيارات الكهربائية بالطاقة الشمسية، يدخل حيز التشغيل النصف الثاني من العام الجاري.

وتتوسع كينيا في استخدامات الطاقة الشمسية، وشملت ابتكار تقنيات جديدة لتحلية مياه البحر أُعلنتْ في يوليو/تموز العام الماضي، مع نشر شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة في المناطق الريفية، وغيرها.

المصادر: الطاقة – مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى