انطلق القمر “إن. آر. أو. إل. 87” من قاعدة القوة الفضائية في فاندنبرغ بولاية كاليفورنيا.. ما قصة القمر الصناعي “السري” للمخابرات الأميركية في الفضاء؟
تم إطلاق قمر اصطناعي سري تابع لمكتب الاستطلاع الوطني الأميركي، أمس الأحد، من قاعدة جوية في كاليفورنيا.
وانطلق القمر الاصطناعي “إن. آر. أو. إل. 87” في تمام الساعة 6:13 صباحاً بالتوقيت المحلي من قاعدة القوة الفضائية في فاندنبرغ بولاية كاليفورنيا، على متن صاروخ مكوّن من جزأين من طراز “سبيس إكس فالكون 9”.
وتلك كانت أول مهمة يعيد فيها مكتب الاستطلاع الوطني الأميركي “إن. آر. أو”
استخدام أحد صواريخ “سبيس إكس” المعززة، بحسب بيان صدر عن قاعدة فاندنبرغ.
وانفصل الجزء الأول المعزز من الصاروخ “فالكون 9” وهبط بنجاح في منطقة الهبوط رقم 4 بقاعدة كاليفورنيا.
من جانبه اكتفى مكتب الاستطلاع الأميركي بوصف القمر “إن. آر. أو. إل. 85” بأنه “شحنة أمن قومي سرية حيوية”.
ومهمة إطلاق القمر هذا كانت واحدة من ثلاث مهام أوكلتها القوات الجوية الأميركية لشركة “سبيس إكس” عام 2019 بلغت كلفتها مجتمعة 297 مليون دولار.
ومكتب الاستطلاع الأميركي هو الوكالة الحكومية المسؤولة عن تطوير وبناء وإطلاق وصيانة الأقمار الاصطناعية الأميركية، وهي توفر بيانات استخباراتية لكبار صانعي السياسة ومجتمع الاستخبارات ووزارة الدفاع في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: علماء يحذرون من تواصل “ناسا” الكوني مع كائنات قد تغزو الأرض
تنوي “ناسا” بث بيانات إلى جزء من مجرة “درب التبانة” تعتقد أنه الأكثر احتمالا لوجود حضارات أخرى فيها، لتدلها على موقع النظام الشمسي بالمجرة، والأرض تحديدا، عبر إطلاعها على ما في البيانات من صور رقمية للنظام الشمسي وسطح الكرة الأرضية وسكانها، من ذكور وإناث، إضافة إلى التركيب الكيميائي الحيوي للحياة فيها، كما وحسابات رياضية وفيزيائية أساسية لإنشاء وسيلة “تواصل كوني” مستقبلا.
إلا أن هذه الخطوة “قد تؤدي من غير قصد إلى غزو أجنبي للأرض” بحسب ما حذر علماء من جامعة “أوكسفورد” البريطانية، في رسالة سموها Beacon In The Galaxy أو “منارة بالمجرة” هي بحسب ما ألمت به “العربية.نت” من صحيفة “التغراف” البريطانية، نسخة محدثة من رسالة معروفة باسم Arecibo Message وتضمنت معلومات مماثلة، بثتها في 1974 موجات راديو من تلسكوب لاسلكي في بويرتوريكو.
تلك الرسالة المعتبرة أول محاولة جدية للتواصل مع كائنات فضائية، وأدناه فيديو عنها، حملت بسرعة الضوء البالغة 300 ألف كيلومتر بالثانية، معلومات بسيطة عن البشرية والأرض، مقرر وصولها بعد 25 ألف عام الى جزء في “درب التبانة” معروف باسم Messier 13 مكتظ بملايين النجوم، لعل وعسى يكون أحدها أو أكثر، عنوان نظام تدور حوله كواكب، تعيش في أحدها كائنات كما على الأرض.
لكن NASA التي لا تخطط بث الرسالة نفسها، تقترح إرسال واحدة جديدة من أكبر تلسكوب بالعالم، وهو راديوي كروي، قطر فتحته 500 متر في الصين، كما عبر مجموعة تلسكوبات Allen التابعة لمعهد SETI بشمال ولاية كاليفورنيا الأميركية، وتحتاج أيضا الى 25 ألف عام للوصول، وإذا التقطتها حضارة ما، فستنتظر الأرض الوقت نفسه لتتسلم منها الرد، إما سلما أو عدوانا، بحسب ما يمكن استنتاجه مما حذر منه المحذرون.
حضارات مسالمة وأخرى معادية
أحد المحذرين في الرسالة، باحث سويدي، اسمه Anders Sandberg الناشط في معهد تابع لجامعة أوكسفورد، معروف دوليا باسم Future of Humanity Institute المتخصص بالاستشرافات المستقبلية، وذكر للصحيفة أن “مشاركة مثل هذه المعلومات تمثل خطرا، برغم أن فرصة وصولها إلى حضارة غريبة ضئيلة جدا، لكن لأن لإرسالها تأثيرا كبيرا، فهي تحتاج في الواقع للتعامل معها بجدية نوعا ما” كما قال.
كما من المحذرين، زميل له في المعهد نفسه، دكتور مثله، هو الأسترالي Toby Ord الباحث أيضا بشؤون الاستشرافات والمستقبليات، والذي قدم حججا مماثلة في كتاب ألفه قبل عامين بعنوان The Precipice وحلل فيه المخاطر الوجودية ومستقبل البشرية، شارحا “أن السؤال الرئيسي هو حول نسبة الحضارات المسالمة مقارنة بالحضارات المعادية” فيما لو وجدت في الفضاء.
المصدر: العربية – مواقع إلكترونية