علوم وتكنولوجيا

أول رخصة في الصين لتسيير سيارات أجرة ذاتية القيادة.. لمن يسدد الراكب أجرة السيارة؟

أعلنت شركة بوني.آي، المدعومة من تويوتا موتور اليابانية، حصولها على أول رخصة في الصين، لتسيير سيارات أجرة ذاتية القيادة.

وتعدّ بوني.آي واحدة من الشركات الناشئة، التي تعمل في تقنيات السيارات ذاتية القيادة، ولها فروع في بكين بالصين وفي وادي السيليكون بأميركا.

ودخلت شركة تويوتا سوق السيارات الكهربائية متأخرة، مقارنة بنسبة كبيرة من شركات السيارات الأخرى.

بوني.آي

100 سيارة

أعلنت شركة بوني.آي حصولها على أول رخصة لتسيير نحو 100 سيارة أجرة ذاتية القيادة في الصين، وتحديدًا في مقاطعة غوانغزو.

وكانت الشركة قد حصلت على موافقة السلطات في الصين، العام الماضي، لإطلاق سيارات أجرة ذاتية القيادة.

ومنذ ذلك الوقت، تعمل الشركة للحصول على الرخصة، حسبما ذكرت وكالة رويترز، اليوم الأحد 24 أبريل/نيسان.

وقال المتحدث الرسمي لشركة بوني.آي، إن الصين سمحت بتقديم الخدمة على مسافات قصيرة في المنطقة الصناعية، وذلك للتجربة.

وأضاف أن السيارات ذاتية القيادة تبدأ التحرك في مساحة تبلغ 800 كيلومتر مربع في مقاطعة غوانغزو.

سداد الأجرة

يسدّد ركّاب السيارات الأجرة ذاتية القيادة -التي ستسيّرها بوني.آي في المقاطعة الصينية- من خلال تطبيق خاص بالشركة، وفق المتحدث الرسمي في بيان.

وقال بيان بوني.آي، إن الشركة ستستعين بسائقي سيارات متخصصين ليكونوا داخل السيارات ذاتية القيادة، في المدة الأولى لانطلاق التجربة، لتحقيق قيادة آمنة، وقد تستمر في العمل بهذا المنطق على المدى المتوسط.

ويأتي إعلان بوني.آي في وقت تضخّ فيه الشركات الناشئة مليارات الدولارات في استثمارات تقنيات التنقل لتحقيق خطوات تسبق بها غيرها في القطاع.

(سيارات كهربائية-ذاتية-القيادة)

وقد جرّبت بوني.آي -وهي الشركة التي تنشط في أميركا والصين- تقنيات السيارات ذاتية القيادة بشوارع عامة في واشنطن وبكين.

زخم في الصين

تشهد الصين في الوقت الحالي زخمًا يتعلق بتقنيات السيارات ذاتية القيادة، إذ حصلت شركة “سايك” على موافقة السلطات مؤخرًا لإجراء تجربة على سيارتها في شنغهاي، وهي الخطوة التي تلت موافقة مماثلة لشركة “وي ريد” المدعومة من نيسان.

وفي تشينغن، التي يطلق عليها الصينيون “وادي السليكون الصيني”، اختبرت شركة “أتوكس” المدعومة من عملاق التجارة الإلكترونية “علي بابا” التقنيةَ ذاتها.

وكانت شركة جنرال موتورز الأميركية قد قررت، الشهر الماضي، شراء حصة صندوق “فيجن” التابع لمجموعة سوفت بانك اليابانية في وحدة “كروز” لتصنيع السيارات ذاتية القيادة التابعة للشركة الأميركية، بمبلغ 3.5 مليار دولار.

وطلبت جنرال موتورز، في شهر فبراير/شباط الماضي، من سلطات بلادها السماح لها بإنتاج سيارة ذاتية القيادة بالكامل، دون أيّ تدخّل بشري، وإلغاء عجلة القيادة والمكابح.

اقرأ أيضاً: السيارات الكهربائية ذاتية القيادة.. 6 أسباب لزيادة انتشارها عالميًا

السيارات الكهربائية ذاتية القيادة

أصبحت السيارات الكهربائية ذاتية القيادة واقعًا محسومًا، وما هي إلّا مسألة وقت حتى تتغلب على كل العوائق التي تواجهها ونراها تجتاح الطرقات.

فقد سمحت تقنيات تكامل الذكاء الصناعي لشركات السيارات بإضفاء طابع ذكي على مركباتها، وبدأت تراهن على السيارات الكهربائية ذاتية القيادة في ظل الارتفاع المستمر بأسعار النفط ونقص الموارد والضغوطات البيئية، وفقًا لتقرير نشره موقع “أوتو سيرفس ورلد”.

وتحت عنوان “مستقبل السيارات الكهربائية ذاتية القيادة”، أشار الكاتب سواميني كولكارني، إلى أن هناك عدّة عوامل ستُسهم في نمو سوق هذا النوع من السيارات، من بينها التطور التكنولوجي في أداة ليدار (أداة استشعار عن بُعد لتحديد المدى عن طريق الضوء أو الليزر) وزيادة المخاوف الناجمة عن البصمة الكربونية، فضلًا عن القواعد واللوائح الحكومية المواتية.

ووفقًا لشركة “أليد ماركت رسيرش”، ستشهد السوق العالمية للسيارات الكهربائية ذاتية القيادة نموًا كبيرًا خلال هذا العقد.

لكن يرى بعض المحللين أن زيادة اعتماد هذه المركبات على الكهرباء ستقلل من سرعة انتشارها أو استبعادها من السباق.

ومن ثم، تركّز بعض الشركات على تطوير سيارات هجينة ذاتية القيادة تعمل بالغاز والكهرباء.

سباق الشركات الكبرى

على النقيض من ذلك، استثمرت شركات السيارات الكبرى، مثل تيسلا وجنرال موتورز وفورد، في السيارات الكهربائية ذاتية القيادة.

سيارات كهربائية ذاتية القيادة

فشركة “كروز” التابعة لجنرال موتورز تلعب دورًا رئيسًا في تحسين تقنيات المركبات ذاتية القيادة ودمجها في سياراتها الكهربائية، واستطاعت جمع استثمارات بمليارات الدولارات لتطوير أنظمة القيادة الآلية (إيه دي إس)، بحسب ما نشره الكاتب.

أمّا شركة تيسلا، فقد أعلنت منذ مدة طويلة أنها ستوسع برنامجها التجريبي “القيادة الذاتية بالكامل” ليشمل كندا والنرويج.

ويمكّن هذا النظام السيارة ذاتية القيادة من الانعطاف عند مفترق الطرق وتغيير المسارات في شوارع المدينة، فما على السائق سوى تحديد الوجهة والسماح للسيارة بالتجول باستقلالية، إلّا أن النظام يتطلب مراقبته وتولّي القيادة عند الحاجة.

أهمية السوق الكندية

يرى الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك، أن كندا تمثّل سوقًا واعدة لتحديث هذا النظام.

كما إن العديد من مصنّعي السيارات، بخلاف تيسلا، مثل غوغل وأودي، يتسابقون لإطلاق سياراتهم ذاتية القيادة في السوق الكندية.

وساعد في ذلك دعم هيئة النقل الكندية لتكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة، مما يضمن لها نموًا سريعًا في السنوات المقبلة.

ومع أن الانتقال إلى السيارات الكهربائية ذاتية القيادة في كندا سيستغرق وقتًا، فإن الاستثمارات الضخمة للاعبين الرئيسين في السوق ستجعل مستقبل هذه المركبات أكثر ازدهارًا.

ما أسباب نمو هذه المركبات؟

أحد الأسباب التي تدفع العملاء للانتقال إلى السيارات الكهربائية هي أنها تعدّ صفقة طويلة الأجل ميسورة التكلفة مقارنة بالمركبات التقليدية العاملة بالوقود الأحفوري.

سيارة ذاتية القيادة من الداخل

فوفقًا للخبراء، ستمتلك أغلب العائلات سيارة كهربائية واحدة على الأقلّ لتلبية احتياجاتها قصيرة الأجل بحلول عام 2025.

ورغم تزايد شعبية نظام مشاركة المركبات (رايد شيرنج) -وهو نظام سفر يتشارك فيه أكثر من شخص في سيارة واحدة- ستعزز السيارات ذاتية القيادة نمو شركات النقل الجماعي، مثل أوبر ولايفت.

سبب آخر سيقف وراء نمو هذه المركبات، وهو قدرتها على الحدّ من مشكلة التلوث والقضاء على الانبعاثات الخطيرة مقارنة بالسيارات التقليدية -السبب الرئيس للتلوث في العديد من بلدان العالم- أو السيارات الهجينة التي تنتج انبعاثات أقلّ.

كما إن السيارات الكهربائية تشجع على إعادة تدوير قطع غيار السيارات، ويعني ذلك أنها ستحدّ من مشكلة النفايات الإلكترونية.

ولا تتوقف فوائد السيارات الكهربائية ذاتية القيادة عند هذا الحدّ، بل تمتد إلى قدرتها على توفير أماكن وقوف السيارات.

فاعتماد شركات التأجير وشركات الـ”رايد شيرنج” على المركبات الكهربائية ذاتية القيادة سيؤدي إلى توفير الآلاف من المساحات، ويعدّ ذلك بمثابة بداية لتطور المشهد الحضري.

بالإضافة إلى قدرتها على تقليل الازدحام المروري، وتخفيف الحمل الزائد على الطرقات يوميًا.

أمّا السبب الأخير، فهو أن هذه السيارات ستوفر راحة تامة للسائق، وستسمح له بتحديد مسار رحلته والاسترخاء طول الطريق قبل العمل أو بعده، دون القلق بشأن حوادث الطرق أو الأثر البيئي.

المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى