“جافلين” الذي قضى على العربدة الروسية.. تعرف على الصاروخ الأميركي الذي أنهك الروس في أوكرانيا و دمر معداتهم العسكرية الخردة
إنها ضرورية للغاية، حتى أن بعض الآباء الأوكرانيين سموا أطفالهم تيمنا بها، لا أمزح، هناك أطفال رضع بأسماء مثل جافلين أو جافلينا”.
قد لا يكون هذا التصريح للرئيس الأميركي، جو بايدن، خارجا عن المألوف، إلا إذا علمت أن ما يشير إليه في الحقيقة هو صاروخ من صنع شركة “لوكهيد مارتن” الأميركية، ساعد في التصدي للهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية، أنهك جيش بوتين.
وقد أرسلت الولايات المتحدة 5000 صاروخ من طراز “جافلين” (FGM-148 Javelin) إلى أوكرانيا من أصل 5500 تعهد البيت الأبيض بإرسالها لدعم حكومة كييف، وفقا لما نقلته وكالة “بلومبيرغ”.
أتت تصريحات الرئيس الأميركي خلال زيارته معملا لشركة “لوكهيد مارتن” في ولاية ألاباما الأميركية، الثلاثاء.
ويعتبر هذا واحدا من بين ثلاثة مصانع مخصصة لتصنيع أنظمة “جافلين” الصاروخية في الولايات المتحدة، وذكرت بلومبيرغ أن 265 موظفا من أصل 600 في هذا الفرع تقع على عاتقهم مسؤولية إنتاح الأنظمة المضادة للدبابات.
وذكر البيت الأبيض أن المعمل في ألاباما يمكنه إنتاج 1200 صاروخ موجه سنويا، وتتعاون الشركة مع “بايثون تيكنولوجيز” في تصنيع “جافلين”.
وشدد بايدن في الزيارة على ضرورة موافقة الكونغرس على حزمة مساعدة اقتصادية لأوكرانيا بقيمة 33 مليار دولار، في حين ويحذر المشرعون الأميركيون أن مؤونة الجيش الأميركي وقوات مشاة البحرية من السلاح قد تستفد بسبب الحرب الأوكرانية.
وأشاد مسؤولون في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو” بأنظمة جافلين من بين أسلحة أخرى مضادة للدروع، والتي وصفت بأنها كانت أساسية لتفادي نصر روسي سريع في الأيام الأولى للحرب، وأنها منحت الوقت لحكومة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، للتصدي لهجمات موسكو.
وبالفعل، أدى النجاح غير المتوقع لأوكرانيا في ساحة المعركة في الدفاع عن عاصمتها، كييف، إلى إجبار موسكو على تحويل مسار القوات إلى الشرق والجنوب وتضييق أهدافها الحربية، وفقا لـ “بلومبيرغ”.
قدرات الصاروخ
تقول شركة “لوكهيد مارتن” عبر موقعها إن النظام الصاروخي “الرائد عالميا” والمحمول على الكتف، “يجلب المعركة إلى الأعداء”، وتشير إلى أن بإمكان “جافلين” أن يقود نفسه نحو الهدف بعد الإطلاق، “ما يتيح لمطلق الصاروخ الهرب والاحتماء من إطلاق النار”.
وأشار موقع “إي بي سي نيوز” إلى أن النظام يرفق دوما بوصف “أطلِق وانسَ”.
ويستعين الصاروخ بنظام توجيه علوي، حيث يتقوس لدى بلوغه الهدف ويستهدف النقطة الأضعف من الهدف من الأعلى.
ولإطلاق الصاروخ يتوجب على مطلِق الصاروخ تحديد الهدف من خلال المؤشر، ليرسل إشارة للنظام الكلي بالهدف المراد قبل إطلاقه.
وذكرت الشركة أن “تصميم الإطلاق الناعم، يتيح استخدام جافلين بأمان من داخل المباني أو المخابئ”.
ويزن نظام الصواريخ المحمول، أي منصة الإطلاق مع الصاروخ 22 كلغم، في حين يبلغ وزن الصاروخ وحده 14.9 كلغم.
,يهزم جافلين جميع الدروع المعروفة والمتوقعة في ساحة المعركة ، لتشمل دبابات القتال الرئيسية والأهداف الأكثر ليونة ، ويمكن إطلاقها في أوضاع الهجوم العلوية أو المباشرة.
وذكرت “بلومبيرغ” أن “جافلين” تحول إلى سلاح فعال في أيدي المقاومة الأوكرانية، وأنها تمكنت من خلاله من تدمير المركبات العسكرية الروسية من مسافة تبلغ 4 كلم.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد طالب نظيره الأميركي السابق، دونالد ترامب، في مكالمة بينهما عام 2019، بشراء أنظمة “جافلين” لأغراض “دفاعية”، وفقا لما نقلته حينها شبكة “إي بي سي نيوز”.
وكان ترامب قد وافق في 8 مارس من عام 2018، على بيع 210 صواريخ “جافلين” و37 منصة قذف صاروخي إلى أوكرانيا بمبلغ 47 مليون دولار. وكانت هذه الصواريخ أول مساعدة عسكرية فتاكة تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا في حربها ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا منذ بدء القتال في عام 2014، وفقا للشبكة الأميركية.
وأشارت الشبكة في تقريرها عام 2019، إلى أن مشاة البحرية والجيش الأميركي يستخدمان هذه الأنظمة، وأن الولايات المتحدة باعت “جافلين” لأكثر من 18 دولة شريكة، من ضمنها أوكرانيا وفرنسا وقطر وتركيا والإمارات.
مخاوف بشأن نفاد الكمية
حذر المشرعون وخبراء السياسة الخارجية من أن التراكم قد يمنع الولايات المتحدة من توفير أنظمة أسلحة مهمة لحلفاء آخرين يواجهون خطر الغزو الخارجي، مثل تايوان، وفقا لـ “بلومبيرغ”.
يتضمن طلب بايدن الطارئ لأوكرانيا 16.4 مليار دولار للبنتاغون ، بالإضافة إلى أكثر من 3.4 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة منذ بداية الغزو.
ورغم أن غالبية الطلب مصمم لوضع أسلحة في أيدي القوات الأوكرانية، فقد تم تخصيص أكثر من 5 مليارات دولار لتجديد المخزونات الأميركية.
لكن المسؤولين عن القطاع لا يرون أن ذلك قد يفي بسد ثغرة المخزون وأن استعادة المخزون بسعته الكاملة قد يتسغرق سنوات،، إذ نقلت “بلومبيرغ” عن مسؤول في بايثون قوله إن المشكلة لا تكمن في رفع الإنتاج فحسب، بل نقص بعض المواد الأساسية في تصنيع الصواريخ.
قال مسؤول دفاعي كبير إن الولايات المتحدة أعطت الأولوية لنقل الأسلحة التي اقتربت من انتهاء صلاحيتها عند اختيار ما سترسله إلى أوكرانيا، وقلل مسؤولون آخرون في الإدارة من شأن المخاوف بشأن تجديد الإمدادات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي ، إن الرئيس الأميركي غير قلق بشأن وتيرة عقود البنتاغون لإعادة تخزين إمداداته، وأضافت أن وزارة الدفاع تعمل عن كثب مع مسؤولي الصناعة لمعالجة الاختناقات المحتملة.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة البنتاغون، جون كيربي، يوم الإثنين: “لم نر أي تأثير سلبي على قدرتنا على الدفاع عن هذه الأمة عبر مجموعة من القدرات العسكرية”.
المصدر: الحرة – مواقع إلكترونية