تقارير

تهدد بتدمير وإخفاء عواصم عالمية عن وجه الأرض.. ما حقيقة صاروخ الشيطان 2 الروسي؟

وفقًا لمحاكاة حاسوبية ببرنامج بث في الأيام الأخيرة من أبريل/نيسان الماضي على القناة الأولى الروسية الحكومية، فإن لدى روسيا صاروخا لا يحتاج سوى 200 ثانية لتدمير العاصمة الفرنسية باريس من خلال قصفها بآخر جيل من الرؤوس النووية، فما حقيقة ذلك؟

هذا ما حاولت صحيفة ليبراسيون Liberation الفرنسية الإجابة عنه كاشفة في البداية أن ضيوف هذا البرنامج من نواب في البرلمان الروسي وكتاب افتتاحيات وأعمدة صحفية تبجحوا بقدرات موسكو الضاربة ضد أعداء محتملين لروسيا وأنصار لأوكرانيا.

وقالت إن الضيوف كانوا يعلقون على رسم بياني ظهر في شاشة أمامهم، ويمكن رؤية مسارات برتقالية على خلفية لخريطة أوروبية تبرز بها عواصم الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الناتو كمواقع يمكن أن تسقط بها هذه الصواريخ.

وذكرت الصحيفة في تقرير لكاتبها ألكسندر هورن في صفحة “تشيك نيوز” CheckNews أن النائب بالبرلمان الروسي (الدوما) أليكسي غورافليف بدا شديد التحمس وهو يروج لاستخدام أحدث جيل من هذه الصواريخ المعروفة بسارمات “Sarmat” التي يطلق عليها كذلك صواريخ “شيطان 2” “Satan 2”.

وعن الوقت الذي من المفترض أن يستغرقه هذا الصاروخ الباليستي للوصول إلى العواصم الأوروبية إذا أطلق من جيب كالينينغراد الروسي الموجود شمال بولندا، أظهرت الخريطة المعروضة أنه لا يحتاج لقصف برلين لأكثر من 106 ثوان، أما باريس فتحتاج فقط 200 ثانية، وبالنسبة للندن فالمدة هي 202 ثانية.

وتعليقا على ذلك، تقول الصحيفة، إن هذه المعلومات التي عرضها تلفزيون موسكو الحكومي ليست معزولة، بل هي جزء من خطاب الكرملين الحربي بشأن المخاطر النووية، إذ روجت في قناة أخرى الإعلامية مارغريتا سيمونيان، المقربة من الكرملين والتي تترأس العديد من وسائل الإعلام الروسية بما في ذلك روسيا اليوم وسبوتنيك، أنه في مواجهة الهزيمة من المحتمل في نهاية المطاف أن تضع ضربة نووية حدا لكل ما يحدث، و”حتى لو بدا لي ذلك مروعًا، لكني أدرك، من ناحية أخرى، أنه بالنسبة لنا سيكون مصيرنا الجنة، أما الآخرون فإنهم فقط سيهلكون”، على حد تعبيرها.

وفندت ليبراسيون الادعاء بأن صاروخ سارمات يمكن أن يضرب باريس في 200 ثانية، إذ هو أولا لا يزال قيد التطوير، وكان أول اختبار لإطلاقه في 20 أبريل/نيسان الماضي، وبالتالي فهو غير جاهز حتى الآن للإطلاق، كما أن الاختبار الأخير لا يرتبط ارتباطا مباشرا بالصراع الأوكراني، حيث إن تطوير هذا النظام الجديد يجري منذ عدة سنوات.

ولفتت الصحيفة هنا إلى أن تصريحات لمسؤولين روس في نهاية عام 2021، نشرتها وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس Interfax، كشفت بالفعل عن نية موسكو إجراء اختبارات مستقبلية على صاروخ سارمات، وأشارت تلك الوكالة إلى أن الهدف المحدد لإنتاج أول فوج تشغيلي من هذا الصاروخ الباليستي هو بحلول نهاية عام 2022.

كما استنكر الخبير بالجيش الروسي وترسانته بنجامين غرافيس ما بثته قناة روسيا اليوم و”الأوهام” التي روجت لها بشأن سارمات، وذلك في سلسلة من التغريدات أكد فيها أن هذا الصاروخ حتى لو أصبح جاهزا للإطلاق فليس ثمة البنى التحتية الضرورية لإطلاقه من جيب كالينينغراد بالذات، بل إن هذا الخبير سخر من الطريقة التي تم بها تحديد المدة التي يستغرقها مثل هذا الصاروخ لضرب باريس مثلا، قائلا إنها لا تمت للواقع بصلة، فحتى تركيب الرؤوس النووية لا يمكن أن يتم في أقل من 6 دقائق، حسب قوله.

والواقع، حسب ليبراسيون، أن لدى روسيا ترسانة نووية متنوعة وفعالة للغاية يمكنها أن تستخدمها لضرب باريس دون أية مشكلة، سواء عبر صاروخ عابر للقارات تطلقه من أراضيها، أو من غواصة أو حتى من طائرة.

لكن كم سيستغرق ذلك؟ هذا ما تقول الصحيفة إن من الصعب التكهن به، إذ يختلف حسب نوعية المقذوف المستخدم والمنطقة التي أطلق منها، ناهيك عن تجاهل المروجين لهذه الأسلحة الروسية “الخارقة” أن الدول المستهدفة لديها هي الأخرى أسلحة نووية أيضا، بالذات فرنسا وبريطانيا، وأن توجيه ضربة إلى أي عضو في الناتو سيؤدي بالضرورة إلى رد فعل من الولايات المتحدة.

المصدر : ليبراسيون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى