تقدر قيمتها بالمليارات.. حقائق لا تعرفها عن كوكب كانكري اللامع المغطى بكميات ضخمة من الألماس
يبدو أن الثروة التي سيمتلكها البشر في المستقبل ستأتي من مكان أبعد مما يتصوره الجميع.
حيث بات الفضاء الخارجي المحيط بكوكب الأرض، هدفًا لكثير من الدول لعسكرته واستثماره واستغلال ثرواته.
ومع التقدم العلمي والتكنولوجي، واندثار الموارد والمعادن الطبيعية على سطح الأرض، اتجهت الأنظار إلى درب جديد من أجل البحث عن الثروات.
فالدراسات الحديثة أكدت أن استخراج الموارد المعدنية من الأجرام الفضائية، يمكن أن يضخ في اقتصاد العالم عشرات المليارات من الدولارات في المستقبل القريب.
نشر موقع «سلاش جير» المتخصص في التكنولوجيا والعلوم تقريرًا للكاتب راي فيرنانديز، تحدث فيه عن موارد الفضاء الهائلة التي يكتشفها العلماء يومًا بعد يوم.
ودور الظروف القاسية التي يشهدها الفضاء في تكوين هذه الثروات المذهلة ومن أهمها الألماس.
الفضاء وكوكبنا
يقول الكاتب في مستهل تقريره: الكون مكان غريب تحدث فيه أمور غريبة وغير متوقعة، ولكن عندما نسبر أغواره للوصول إلى أساسياته نجد أن قوانينه الأساسية كما هي قوانين كوكب الأرض.
فأكثر العناصر الكونية وفرة هي الهيدروجين، والهيلوم، والأكسجين، والكربون.
وعندما تتوافر الشروط المناسبة تتحول هذه المكونات الأساسية إلى عناصر ثمينة ومذهلة.
فالألماس على سبيل المثال يتكون في كوكب الأرض عندما يتعرض الكربون في أعماق الأرض إلى ضغط عالٍ لمدة طويلة من الزمان، وفقًا لما أوضحته وكالة ناسا.
والألماس شحيح على كوكب الأرض؛ لأن الظروف المواتية لتكوينه نادرة. ولكن في بيئة الفضاء القاسية تُعد درجات الحرارة الشديدة والضغط العالي أمرًا شائعًا.
ويكشف العلم بسرعة أن نظامنا الشمسي، والكون بأكمله، ثري جدًّا. ويمكن أن تصل قيمة الكويكب الواحد إلى مليارات الدولارات أو أكثر.
ويمتلك الهيليوم طاقة محتملة هائلة، وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية. كما أن انتشار الماء في أنحاء الكون يمكن أن يؤدي إلى توسع الحضارة البشرية إلى خارج حدود كوكبنا.
يشير الكاتب إلى أن اكتشافات الموارد الفضائية العلمية كانت هي الدافع وراء عمليات التعدين في الفضاء.
فقد أسفرت سياسية الفضاء التي أُدخلت في عهد الرئيس باراك أوباما عن القانون العام 114-90 الصادر في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) والذي يسمى قانون القدرة التنافسية لإطلاق الفضاء التجاري الأمريكي، أو قانون الفضاء.
الجدير بالذكر أن هذا القانون فتح الباب رسميًّا أمام القطاع الخاص للشروع في عمليات استخراج الموارد الفضائية بدعم كامل من الحكومة الفيدرالية.
وفي هذا البحث عن موارد الفضاء، لا شيء أفضل من الكواكب المصنوعة من الألماس.
كوكب الألماس.. كانكري 55 إي (55-Cancri e)
يواصل الكاتب: نشر علماء من جامعة يال دراسة عام 2012 أعلنوا فيها عن اكتشافهم كوكبًا غني بالألماس. وأوضح العلماء حينها أن هذا الكوكب المسمى «كانكري 55 إي»، «يمكن أن يكون مغطى بالألماس بدلًا عن الماء والجرانيت».
ويبلغ حجم هذا الكوكب الخارجي ضعف حجم الأرض، ولكن كتلته أكبر بثمانية أضعاف.
ويحجب هذه الأرض الكبرى، التي تبعد عن أرضنا 40 سنة ضوئية، ويدور الكوكب حول نفسه مرة كل 18 ساعة، ويحتاج لأقل من يوم أرضي واحد ليكمل دورة حول نجمه.
وتقارب كتلة الكوكب كتلة نبتون (0.03 من كتلة المشتري، أو 8.3 من كتلة الأرض), و يدور حول نجمه مرة كل 17 ساعة و 41 دقيقة. و هو أقرب إلى نجمه من الأرض إلى الشمس ب60 مرة
والمسافة بين هذا الكوكب وشمسه أقرب بـ25 مرة من المسافة بين كوكب عطارد وشمسنا. وتصل درجات الحرارة فيه إلى 9200 درجة فهرنهايت، وفقًا لمركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا.
وتبلغ القيمة التقديرية لكوكب كانكري 55 إي نحو 26.9 نونيليون دولار، أي 26.9 يتبعها 30 صفرًا.
وبعد عدة دراسات، أيقن العلماء أن الكوكب 55 كانكري-إي مكون غالبا من الحديد و الكربون (على شكل غرافيت وألماس) و بعض السيليكون, كما هناك من يرجح بأن الكوكب يتكون من 20% من الماء بشكل مائع فوق حرج.
ويعتقد أغلب العلماء أن سطح الكوكب مكون من الألماس والغرانيت، لا الماء والغرانيت.
و تقول بعض الدراسات أن باطن الكوكب كله مكون من الألماس و تقدر قيمته بحوالي 26.9 نونيليون
وبحس تقرير علمي صدر عام 2020 ونشرته الجمعية الفلكية الأمريكية جرى اكتشاف القصة وراء كواكب الألماس.
وأوضح باحثون يقودهم علماء من جامعة ولاية أريزونا الأمريكية أن الكواكب الألماسية ترتبط بأنواع محددة من النجوم التي تتميز بنسبة كربون إلى الأوكسجين عالية، حيث تهيمن الكربيدات على السيليكات.
وقام العلماء بمحاكاة لظروف الضغط والحرارة الشديدين في تلك الكواكب، ودرسوا سلوك كربيد السيليكون في هذه البيئات.
واكتشفوا أنه عندما يرتفع الضغط إلى أكثر من 50 جيجا باسكال وتصل الحرارة إلى أكثر من 2500 درجة كالفن، يتحول كربيد السيليكون إلى السيليكا والألماس.
ويختم الكاتب بالقول: تشمل الكواكب والأقمار الأخرى التي حُددت على أنها بؤر محتملة للألماس أكبر أقمار بلوتو المسمى شارون، وكوكب خارجي على غرار كوكب المشتري غني بالكربون وجد على بعد 1200 سنة ضوئية من الأرض يسمى «WASP-12b».
وعندما نقترب أكثر من كوكبنا، يعتقد العلماء أن الألماس يهطل على كوكب زحل والمشتري بانتظام.
المصدر: ويكيبيديا + “سلاش جير”