بكميات ضخمة.. الغاز القطري سيتدفق إلى ألمانيا في 2024
تسعى قطر إلى تعزيز هيمنتها على سوق الغاز الطبيعي في العالم، عبر التوسع في أسواق جديدة خاصة في دول أوروبا التي هيمنت عليها روسيا لعقود طويلة، قبل أن يهجرها المشترون بسبب هجومها على أوكرانيا.
وتعتزم قطر تصدير الغاز الطبيعي إلى ألمانيا خلال العام المقبل، بحسب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، في تصريحات له إلى صحيفة “هاندلسبلات” الألمانية نقلتها وكالة الأنباء الكويتية.
وتسعى ألمانيا إلى تأمين مصادر بديلة لإمدادات الغاز الروسي، التي تلبي أكثر من 50% من احتياجات أكبر اقتصاد في أوروبا.
تصدير الغاز القطري إلى ألمانيا
قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن -في حواره مع صحيفة “هاندلسبلات” الألمانية- إن بلاده ستبدأ تصدير الغاز الطبيعي المسال من حقل “غولدن باس” في ولاية تكساس الأميركية، الذي تمتلك قطر للطاقة 70% منه، إلى ألمانيا في عام 2024.
واستوردت ألمانيا نحو 56 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من روسيا في عام 2020، يمثّل 55% من وارداتها.
وتعتزم شركة قطر للطاقة -أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم- رفع إنتاجها من الغاز المسال بنحو 40% إلى 110 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2026.
وأكد وزير الخارجية القطري أن بلاده تبذل قصارى جهدها، لمساعدة الدول الأوروبية على تجاوز أزمة الطاقة.
وتسعى الدول الأوروبية لإيجاد بدائل آمنة للغاز الروسي، مع طلب موسكو الدفع بالروبل، وهو الأمر الذي ترفضه معظم اقتصادات القارة، التي تعتمد على غازبروم في تلبية 40% من استهلاكها.
ويبلغ إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز من روسيا نحو 168 مليار متر مكعب.
وتتوسع قطر في مشروعات الغاز الطبيعي المسال؛ ما يعني ضخ مزيد من الإمدادات التي يمكن أن تخفف من حدة أزمة نقص الغاز في القارة العجوز.
ومن المتوقع أن تضاعف قطر إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2025، بحسب صحيفة الغارديان.
الطاقة المتجددة
تفوقت قطر على الولايات المتحدة لتصبح أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، إذ تجاوزت صادرات قطر في أبريل/نيسان 7.5 مليون طن متري، وفقًا لبيانات تتبّع السفن التي جمعتها بلومبرغ.
وكشف الشيخ محمد بن عبدالرحمن عن الاهتمام القطري بمشروعات الطاقة المتجددة في ألمانيا، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومشروعات إنتاج الهيدروجين.
وحول مجالات الاستثمار الأخرى، أكد وزير الخارجية القطري أن بلاده تتطلع للتعاون الألماني في مشروعات التكنولوجيا والأدوية والمال والعقارات والشركات متوسطة الحجم.
وبخصوص التعاون في صناعة السيارات، كشف الشيخ محمد بن عبدالرحمن عن المباحثات التي تجريها حكومة قطر حاليًا مع عملاق صناعة السيارات الألمانية “فولكس فاغن”، لتعزيز التعاون في مجال تطوير السيارات ذاتية القيادة.
اقرأ أيضًا: قطر تعزز هيمنتها على سوق الغاز الطبيعي المسال عالميًا
أصبحت قطر في وضع جيد يمكّنها من تعزيز دورها في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية، بعد أن انتزعت صدارة أكبر المصدّرين من الولايات المتحدة.
وتدرس قطر خططًا لزيادة الطاقة الإنتاجية لحقل الشمال العملاق، بما يتجاوز 126 مليون طن سنويًا، وفقًا لما نقلته منصة “أبستريم أونلاين”، على الرغم من أن شركة قطر للطاقة لم تصدر أيّ إعلان رسمي حتى الآن.
وأضافت الشركة خطَّي إنتاج آخرين للغاز المسال إلى المرحلة الثانية من التوسعة، وهي مشروع حقل الشمال الجنوبي، مدعومة بأسعار الغاز المرتفعة المستمرة والاهتمام المتزايد من المستهلكين الأوروبيين والآسيويين.
أسعار الغاز الطبيعي المسال
يعتقد مراقبو الصناعة أنه لا يوجد وقت أفضل لقطر لتحقيق سعة غاز طبيعي مسال أعلى، على الرغم من أن تحقيق هذا الهدف قد يستغرق سنوات.
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية إلى مستويات قياسية في آسيا خلال الأشهر الأخيرة، إذ جرى تداوله بأكثر من 30 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية في بعض الأوقات، وهو ما أجبر الدول الرئيسة المستهلكة للغاز على النظر في ترتيبات التوريد طويلة الأجل مع منتجين مثل قطر وأستراليا والولايات المتحدة.
وفي حين إن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال يمكن أن يُضعف الطلب العالمي على المدى الطويل، فإن موقع قطر بين آسيا وأوروبا يضعها أيضًا شريكًا مفضلًا لصادرات الغاز الطبيعي المسال.
وبالنظر إلى آفاق السوق المواتية والجغرافيا السياسية المتغيرة التي فتحت سوق الغاز الأوروبية، فلن يكون مفاجئًا إذا قررت قطر التقدم في التوسع الإضافي لحقل الشمال من جانب واحد، حتى بما يتجاوز السعة المعلنة.
الغاز المسال في الشرق الأوسط
قبل بضعة أشهر، كان الغاز القطري خارج نطاق الدول الأوروبية، بسبب ارتفاع تكاليفه ونفقاته الرأسمالية المرتبطة بمرافق إعادة تغويز الغاز.
ورغم ذلك، مع تحرك أوروبا لتجنّب واردات الغاز الروسي والبحث عن بدائل لتعزيز أمن الطاقة لديها، يعمل منتجو الشرق الأوسط -مثل قطر والإمارات- على تعزيز قدرات الغاز الطبيعي المسال لديهم.
وبينما تتطلع قطر إلى التوسع في حقل الشمال، أكدت الإمارات مؤخرًا عزمها المضي قدمًا في مرحلة التصميم الهندسي للواجهة الأمامية لمحطة الفجيرة للغاز الطبيعي المسال.
إذ تخطط شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) لتطوير محطة تسييل ذات خطَّي إنتاج بقدرة 10 ملايين طن سنويًا في الفجيرة، وهو ما يُمكّن الإمارات من تلبية احتياجات العديد من أسواق الغاز، لتصبح مصدّرًا إقليميًا رئيسًا للغاز المسال، ومن ثم تنافس جارتها قطر، وتقلل اعتمادها على الواردات.
سباق كبار مصدّري الغاز المسال
تفوقت قطر على الولايات المتحدة لتصبح أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، إذ تجاوزت صادرات قطر في أبريل/نيسان 7.5 مليون طن متري، وفقًا لبيانات تتبّع السفن التي جمعتها بلومبرغ.
خلال أشهر الشتاء، أدت درجات الحرارة المنخفضة -جنبًا إلى جنب مع رغبة أوروبا في خفض الاعتماد على الطاقة الروسية- إلى زيادة الطلب على الغاز الطبيعي وأسعار الوقود.
وبمجرد انتهاء فصل الشتاء، استغلت بعض محطات التصدير الأميركية مدة انخفاض الطلب وانخفاض الأسعار للخضوع للصيانة، ما أدى إلى خفض الإنتاج في الولايات المتحدة.
بالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تشارك الولايات المتحدة وقطر في سباق للهيمنة على سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية.
وبمجرد اكتمال محطة تصدير كالكسيو باس في لويزيانا في وقت لاحق من هذا العام، من المتوقع أن تصل الولايات المتحدة إلى ذروة قدرة إنتاج الغاز المسال عند 13.9 مليار قدم مكعّبة من الغاز الطبيعي يوميًا.
وفي الوقت نفسه، تخطط قطر لمشروع تصدير ضخم في أواخر القرن الـ21، والذي يمكن أن يعزز الدولة الشرق أوسطية بوصفها أكبر مورّد لوقود الغاز المسال.
اقرأ أيضًا: قطر للطاقة توقع 4 عقود تأجير طويلة الأجل لناقلات الغاز المسال
أعلنت شركة قطر للطاقة، اليوم الثلاثاء، توقيع 4 عقود تأجير طويلة الأجل لناقلات الغاز الطبيعي المسال، مع شركة تابعة لشركة ميتسوي للخطوط البحرية “Mitsui O.S.K Lines”.
وحسب بيان صحفي أصدرته الشركة القطرية، فإن تلك العقود تشكّل الدفعة الأولى من عقود التأجير طويلة الأجل ضمن برنامجها الضخم لبناء سفن الغاز الطبيعي المسال.
ووُقعت العقود بالتزامن مع 4 عقود أخرى بين مجموعة هودونغ-جونغوا لبناء السفن المحدودة -المملوكة بالكامل لمؤسسة الصين الحكومية لبناء السفن المحدودة- مع الشركة التابعة لشركة ميتسوي للخطوط البحرية، لبناء 4 ناقلات جديدة للغاز الطبيعي المسال، لخدمة مشروعات الغاز الطبيعي المسال التوسعية لقطر للطاقة واحتياجات أسطولها المستقبلية.
أسطول قطر للطاقة
وفي معرض تعليقه بهذه المناسبة، قال وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، المهندس سعد بن شريدة الكعبي: “تمثّل هذه العقود بداية المرحلة التالية من البرنامج التاريخي لتلبية المتطلبات المستقبلية لأسطول قطر للطاقة المرتبطة بمشروعات توسعة حقل الشمال”.
وتابع: “يسعدنا أن يكون تعاوننا مع شركاء أعمال موثوقين من الصين واليابان، وتحديدًا مع ميتسوي وهودونغ-جونغوا ومؤسسة الصين الحكومية لبناء السفن، وأن نأخذ هذه الخطوة المهمة معًا”.
وأضاف الوزير الكعبي: “نحن نتطلع إلى إعلان المزيد من هذه العقود في المستقبل القريب، وذلك بمثابة جزء من سعينا الدؤوب لضمان إمدادات موثوق بها من الطاقة النظيفة الإضافية إلى العالم”.
ويمثّل توقيع أول عقود مالكي سفن الغاز الطبيعي المسال، نهاية ناجحة لدعوة تقديم عطاءات استئجار ناقلات الغاز الطبيعي المسال التي أصدرتها قطر للطاقة في مارس/آذار 2021 إلى مجموعة كبيرة من الشركات المالكة لسفن الغاز الطبيعي المسال لتلبية احتياجاتها المستقبلية.
الإعلان قريبًا
سيُعلن مالكو السفن الآخرون الذين ستختارهم قطر للطاقة بصفتهم جزءًا من هذه العملية في الوقت المناسب قريبًا.
وكانت قطر للطاقة قد وقعت عقدًا مع مجموعة هودونغ-جونغوا في أبريل/نيسان 2020، لحجز سعةٍ لبناء عدد من ناقلات الغاز الطبيعي المسال في الصين، لتكون جزءًا من متطلبات أسطول ناقلات قطر للطاقة المستقبلي لدعم مشروعات إنتاج الغاز الطبيعي المسال، ومن ضمنها مشروعات توسعة حقل الشمال.
وتشكّل العقود التي جرى التوقيع عليها اليوم نقطة البداية في عملية تصميم أول 4 ناقلات للغاز الطبيعي المسال وبنائها من مجموعة هودونغ التي أُعلنت في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية