تقارير

مشروع مبتكر الأول من نوعه في تونس وإفريقيا.. ما حكاية محطة الطاقة الشمسية العائمة في منطقة حلق الوادي؟

دخلت المحطة العائمة لإنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية بحلق الوادي (المنطقة الصناعية بخير الدين / البحيرة 3)، حيز الإستغلال الفعلي التجريبي منذ مطلع سنة 2022.

ويعدّ هذا المشروع الاول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أنجز تحت الإشراف المباشر لوزارة الصناعة والشركة التونسية للكهرباء والغاز، وبتمويل مباشر من صندوق دراسة ومعونة القطاع الخاص التابع للإدارة العامة لوزارة الاقتصاد الفرنسية.

وقد تم بناء المحطة من قبل شركة الطاقة الفرنسية طوطال ، من خلال أعمال تطوير الطاقة المتجددة لشركةQair ، بالشراكة والتعاون مع العديد من المؤسسات والشركات الوطنية المختصة في هذا المجال حيث دخلت هذه المحطة حيز الإستغلال الفعلي التجريبي منذ مطلع العم الجاري.

وقد احتلت بلدية حلق الوادي مرتبة الشريك المميز في إنجاز هذا المشروع الإقليمي النموذجي إلى جانب شركة البحيرة للتطوير والإستثمار والعديد من المؤسسات الوطنية الأخرى.

اقرأ أيضاً: الطاقة الشمسية في تونس


تتطلّع الدولة التونسية إلى إنتاج ما نسبته 30% من احتياجاتها الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030م، حيث تعتمد تونس على محطات توليد الطاقة التقليدية من أجل توليد ما نسبته 97% من احتياجاتها، ويُذكر أنّ أول محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في تونس موجودة على أطراف الصحراء الكبرى في مدينة توزر، فالصحراء برغم شح المياه وارتفاع درجات الحرارة فيها إلّا أنّها من الممكن أن تُنتج طاقةً صديقةً للبيئة.

تُغطّي صفوف ألواح الطاقة الشمسية في محطة توزر مساحةً تُساوي 0.4 كم2 تقريباً من الأراضي الحكومية، كما تُساهم هذه المحطة بشكل كبير في التحوّل المرجو في مجال الطاقة بالبلاد؛ حيث كانت تُنتج 10 ميغاواط في عام 2019م وأصبحت تنتج 20 ميغاواط منذ النصف الثاني من عام 2020م، بالإضافة إلى أنّ الدولة تُخطّط لتوسعة المحطة بإضافة بطاريات لتخزين الطاقة، وعليه فإنّ هذه التدابير الحكومية ستؤدّي إلى تغطية ثلث حاجة المدينة من الكهرباء.

تتميّز تونس بمعدل إشعاع شمسي مرتفع يتراوح بين 1800 كيلو واط في الساعة لكلّ متر مربع في السنة في شمال البلاد، بالإضافة إلى 2600 كيلو واط في الساعة لكلّ متر مربع في السنة في جنوب البلاد، ومن الجدير بالذكر أنّ مجمل الطاقة الإنتاجية لمحطات توليد الطاقة المتصلة بالشبكة من المصادر المتجددة كانت تُساوي 342 ميغاواط في سنة 2016م؛ منها 245 ميغاواط مولّدة باستخدام طاقة الرياح، و68 ميغاواط مولّدة باستخدام طاقة الماء، و15 ميغاواط مولّدة باستخدام الطاقة الشمسية، أيّ ما نسبته 6% فقط من إجمالي إنتاج الطاقة.

مشاريع الطاقة الشمسية في تونس
برنامج بروسول

يُعرَّف البرنامج التونسي للطاقة الشمسية المعروف ببروسول (بالإنجليزية: PROSOL) على أنّه مبادرة مشتركة بين برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والوكالة الوطنية التونسية للتحكّم في الطاقة، والشركة التونسية للكهرباء والغاز، حيث يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز وتطوير سوق السخانات الشمسية من خلال تقديم دعم مادي وتوفير قروض مسهلة للمواطنين لدعم تكلفة شراء السخانات الشمسية؛ حيث تُساهم الحكومة فيما يُقارب من 20% من تكلفة الشراء الأساسية للنظام.

مشروع تونور

يهدف مشروع تونور (بالإنجليزية: TuNur) إلى تنمية وتطوير مجال الطاقة الشمسية في تونس؛ حيث يُساهم المشروع في تنمية صناعات الطاقة من خلال تعزيز الخبرة بتكنولوجيا الطاقة الشمسية في المنطقة، كذلك يعود المشروع بمنافع متعددة؛ فمشروع تونور يُمكّن تونس، بالإضافة إلى الدول التي تساهم في المشروع من رفع نسب الإنتاج الكهربائي من مصادر الطاقة المتجددة فيها، بالإضافة إلى خفض إنتاج ملوثات ثاني أكسيد الكربون.

تتميز تونس بمعدل إشعاع شمسي يزيد عن 20% مقارنةً ببعض المواقع الأخرى التي تقع في قارة أوروبا، وتُعتبر الصحراء الكبرى مساحة مهمّة ومشجّعة لبناء مشاريع من أجل توليد الطاقة الشمسية، وعليه فإّن مشروع تونور يُنتج الطاقة من خلال المحطة الموجودة في الصحراء الكبرى والتي بُنيت خلال 3 سنوات في منطقة يصل فيها مستوى الإشعاع الشمسي إلى 2500 كيلو واط ساعة/ م2.

خطط تطوير الطاقة الشمسية في تونس

قامت الحكومة التونسية بعدّة مبادرات تعكس التوجّه المتعلّق بسياسات الطاقة في الدولة، وفيما يأتي توضيح لبعض منها:

طرح عطاءات من أجل بناء محطة توليد طاقة شمسية لها طاقة إنتاجية تُساوي 60 ميغاواط، وتُعتبر هذه المبادرة الرابعة من نوعها، وعليه سيُنفّذ المشروع عدد من المستثمرين الناجحين في المجال بحسب نموذج البناء، والتملك، والتشغيل، والنقل.

التطلّع لتركيب حقل من الخلايا الشمسية بقدرة إنتاجية تصل إلى 10 ميغاواط في مدينة قابس جنوب شرق تونس بعد إقامة شراكة بين مجموعة من الشركات.

المصدر : افريكان مانجر – ليالينا كوم مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى