الأضخم والأكثر تطوراً في تاريخ أذربيجان.. الإمارات تبدأ تطوير مشروعات الطاقة الشمسية والرياح البحرية وإنتاج الهيدروجين الأخضر

وقّعت الإمارات، من خلال شركة مصدر، اتفاقيات ضمن مساعي تنفيذ أكبر مشروعات الطاقة النظيفة في أذربيجان، لدعم قدرات تلك الدولة من الكهرباء النظيفة.

ووقّعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، اتفاقيات مع وزارة الطاقة في جمهورية أذربيجان، لتطوير مشروعات طاقة نظيفة ومتجددة، بقدرات إنتاجية إجمالية مؤكدة تبلغ 4 آلاف ميغاواط، بحق امتيار حصري، وفق بيان الشركة.

 

وتشمل الاتفاقيات الجديدة حصول شركة مصدر على حق تطوير 6 آلاف ميغاواط إضافية ضمن المرحلة الثانية، لتصل القدرة الإنتاجية الإجمالية من هذه المشروعات إلى 10 آلاف ميغاواط، وهي الأكبر في تاريخ أذربيجان، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

أكبر مشروعات الطاقة النظيفة في أذربيجان

نصّت الاتفاقيات الجديدة بين شركة مصدر ووزارة الطاقة في أذربيجان، على تنفيذ مشروعات طاقة الرياح البرية بقدرة 1000 ميغاواط، ومشروعات أخرى في مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 1000 ميغاواط، بجانب اتفاقية لتطوير مشروعات متكاملة لطاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر بقدرة 2000 ميغاواط.

وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة شركة مصدر، سلطان بن أحمد الجابر، إن مشروعات الطاقة المتجددة المعلنة اليوم الأحد 5 يونيو/حزيران، بقدرة 4 آلاف ميغاواط، تسهم في ترسيخ العلاقة الوثيقة بين الإمارات وأذربيجان، وتعكس التزام الدولتين تجاه العمل المناخي.

وأضاف: “يسهم تنفيذ هذه المشروعات في توفير فرص اقتصادية قيّمة، إلى جانب تعزيز أمن الطاقة وتنويع مصادرها في أذربيجان”.

وأوضح أن الاتفاقيات -خاصة ما يتعلق بأكبر مشروعات الطاقة النظيفة- تؤكد مكانة الإمارات الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، والدور المهم لمصدر بصفتها شركة عالمية رائدة في هذا المجال، والتي تطبّق إستراتيجيتها بثقة، لإنشاء محفظة من المشروعات العالمية بقدرة إجمالية لا تقلّ عن 100 غيغاواط.

أذربيجان والطاقة المتجددة

قال وزير الطاقة في أذربيجان، برويز شهبازوف، إن بلاده توقّع الاتفاقيات مع شركة مصدر، تماشيًا مع توجهها نحو الطاقة الخضراء وتحديد مصادر الطاقة المتجددة بصفتها أولوية إستراتيجية لتنمية البلاد.

وأوضح أن مشروعات الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر تعدّ الأكبر على مستوى المنطقة، وفي تاريخ مشروعات الطاقة في أذربيجان، إذ ستوفر فرصًا كبيرة للتنمية الخضراء في الدولة، لتصبح منتجة ومصدّرة لها، بجانب تدفّق استثمارات خضراء بمليارات الدولارات.

ولفت إلى أن اتفاقية تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية، تتضمن دراسة إجراءات تعزيز الشبكة وعمليات تصدير الكهرباء، في حين تتضمن الاتفاقية الثانية إجراءات توليد طاقة الرياح للإنتاج والتصدير وإزالة الكربون، بالإضافة إلى إنتاج الهيدروجين وتصديره.

مذكرة تفاهم جديدة

من جهة أخرى، وقّعت شركة مصدر مذكرة تفاهم مع شركة النفط الوطنية في أذربيجان (سوكار)، لتطوير مشروع مشترك للطاقة المتجددة، إذ سبق أن حضر الرئيس التنفيذي للشركة الإماراتية محمد جميل الرمحي، في مارس/آذار الماضي، مراسم وضع حجر الأساس لمحطة “كاراداغ” للطاقة الشمسية الكهروضوئية، التي تطوّرها الشركة في أذربيجان، وتبلغ قدرتها الإنتاجية 230 ميغاواط.

ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري للمحطة في عام 2023، إذ ستسهم المحطة في توليد نصف مليار كيلوواط /ساعة من الكهرباء سنويًا، لتلبية احتياجات أكثر من 110 آلاف منزل، والحدّ من 200 ألف طن من انبعاثات الكربون سنويًا، وتوفير فرص عمل جديدة للمجتمع المحلي.

وتعدّ شركة مصدر الإماراتية واحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نموًا في العالم، إذ من المتوقع أن تصل القدرة الإجمالية لمشروعاتها إلى أكثر من 50 غيغاواط بحلول عام 2030.

وخلال 2021، تمكّنت الشركة الإماراتية من رفع قدرة محفظة مشروعاتها الإنتاجية في قطاع الطاقة النظيفة بنسبة 40%، ووقّعت خلال 2022 اتفاقيات لاستكشاف وتطوير مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر بقدرة إنتاجية تتجاوز 10 غيغاواط.

اقرأ أيضًا: تنفذها مصدر الإماراتية.. أذربيجان تضع حجر أساس محطة طاقة شمسية

وضعت أذربيجان، اليوم الثلاثاء، حجر الأساس لمحطة الطاقة الشمسية “قراداغ” بقوة 230 ميغاواط، التي ستنفذها شركة “مصدر” الإماراتية.

وشارك في حفل بدء التنفيذ الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، وعدد من مسؤولي البلدين.

وأكد الرئيس إلهام علييف -في كلمة له خلال الحفل- التعاون المميز بين بلاده والإمارات، وتطلع باكو إلى التوسع في مشروعات الطاقة النظيفة.

وتخطط أذربيجان لإنتاج 30% من احتياجاتها المحلية من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، إذ تتطلع إلى تنويع اقتصادها وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

تفاصيل المشروع

وقّعت شركة مصدر الإماراتية، في أبريل/نيسان الماضي، اتفاقية تطوير المشروع، الذي يُعدّ أول مشروع مستقل للطاقة الشمسية باستثمار أجنبي في أذربيجان، وبصيغة شراكة بين القطاعين العامّ والخاص.

ويُعد المشروع الذي ستبدأ مصدر الإماراتية في تنفيذه أول مشروع طاقة شمسية على نطاق المرافق في أذربيجان، باستثمارات تصل إلى 200 مليون دولار أميركي.

وسينتج عن المشروع نحو 500 مليون كيلوواط/ساعة من الكهرباء سنويًا، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات أكثر من 110 آلاف منزل، وتوفير 110 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي، وتفادي إطلاق 200 ألف طن من الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل جديدة.

التعاون في مشروعات الطاقة

من جهة أخرى، عقد وزير الطاقة الأذربيجاني برويز شاهبازوف، جلسة مباحثات مع وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي والوفد المرافق له، على هامش مراسم وضع حجر أساس محطة قراداغ للطاقة الشمسية.

وأكد الطرفان، خلال الاجتماع، أن وضع حجر أساس محطة الطاقة الشمسية التي تنفذها شركة مصدر الإماراتية مؤشر على العلاقات رفيعة المستوى بين البلدين.

كما جرى خلال اللقاء تبادل الآراء حول عدد من اتجاهات الطاقة المتجددة، وكذلك إمكانات التعاون في مجالات الغاز الطبيعي وإنتاج الهيدروجين.

اقرأ أيضًا: مصدر الإماراتية تتعاون مع توتال وسيمنس في مشروع ضخم

وقّعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر الإماراتية” اتفاقية تعاون ثلاثية مع شركتي توتال إنرجي الفرنسية، وسيمنس الألمانية، لإنتاج وقود مستدام للطائرات باستخدام تقنية الهيدروجين الأخضر.

وجرى توقيع الاتفاقية على هامش فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022، بحضور عدد من كبار المسؤولين والرؤساء التنفيذيين من “مصدر”، وسيمنس للطاقة، وتوتال إنرجي، اليوم الأربعاء.

تأتي الاتفاقية الجديدة بهدف تعزيز سبل التعاون بين الأطراف الـ3 لتطوير محطة تجريبية في مدينة مصدر بأبوظبي، إحدى أكثر مدن العالم استدامة، من أجل إنتاج وقود مستدام للطائرات.

ووقّع الاتفاقية كل من نائب الرئيس الأول لشؤون التكرير والبتروكيماويات في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا لدى توتال إنرجي فرانسوا جود، والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط والإمارات في شركة سيمنس للطاقة ديتمار سيرسدورفر، والرئيس التنفيذي لشركة مصدر الإماراتية محمد جميل الرمحي.

إزالة الكربون من قطاع الطيران

قال فرانسوا جود: “نحن سعداء بالشراكة مع شركتي مصدر الإماراتية وسيمنس للطاقة، لمواجهة التحدي المتمثل في إزالة الكربون عن النقل الجوي من خلال وقود الطيران المستدام من الهيدروجين الأخضر”.

وأضاف: “في هذا المشروع تقدم توتال إنرجي خبرتها في مجال الطاقة المتجددة، وكذلك تصنيع وتسويق وقود الطيران لإنتاج الوقود المستدام المتقدم، بهدف العمل مباشرة على كثافة الكربون لمنتجات الطاقة التي يستخدمها عملاؤنا، وهو ما يتماشى مع إستراتيجيتنا لبناء شركة متعددة الطاقات مع طموح للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050”.

دور الهيدروجين الأخضر

من جانبه، قال ديتمار سيرسدورفر: “يؤدي الهيدروجين الأخضر دورًا حيويًا في إزالة الكربون من العديد من الصناعات، إذ يوفر قطاع الطيران فرصة ممتازة لتحقيق الأهداف الماخية”.

وأضاف: “نفهم أن التعاون أمر حيوي للنجاح.. ونحن متحمسون لوجود شريك طويل الأمد وقوي مثل شركة توتال إنرجي التي تقدم خبرتها للمساعدة في تسريع هذا المشروع التاريخي”.

جدوى تجارة الهيدروجين

قال الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر” الإماراتية: “إن توقيع اليوم ومشاركة توتال إنرجي بصفتها مطورًا مشاركًا يمثل خطوة مهمة إلى الأمام لهذا المشروع المميز”.

وأضاف: “سيساعد المصنع التجريبي في ترسيخ الجدوى التجارية للهيدروجين الأخضر بوصفه وقودًا أساسيًا منزوع الكربون في المستقبل، وسيدعم تطوير أبوظبي بصفتها مركز هيدروجين صديقًا للبيئة”.

وأشار إلى أنه في حين أن سوق الهيدروجين لا تزال في مرحلة مبكرة نسبيًا، فإننا نعتقد اعتقادًا راسخًا أنه من خلال العمل مع شركاء دوليين في مشروعات مثل هذه يمكننا مساعدة سوق الهيدروجين على تطوير إمكاناتها الكاملة، وسوف تنطلق حقًا في السنوات المقبلة.

ويعتقد المطورون المشاركون أن المشروع يمكن أن يمهد الطريق للإنتاج التجاري لوقود الطيران المستدام، ما يساعد على تقليل تكاليف الإنتاج وجعله قابلاً للتطبيق تجاريًا.

المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية