كيف أصبحت مصر على الخريطة العالمية في تجارة ونقل وتوزيع الغاز.. إليك التفاصيل الكاملة
قال المهندس طارق الملا وزير البترول خلال تصريحات خاصة لـ برنامج ” على مسئوليتي ” المذاع على قناة ” صدى البلد ” تقديم الإعلامي أحمد موسى ، أنه تم عقد مذكرة تفاهم دولية مع الاتحاد الأوروبي و إسرائيل لتنظيم علاقات الدول في مجال الغاز و الطاقة.
و أضاف أن هذه المذكرة تخص إمداد دول الاتحاد الأوروبي بالغاز الموجود في مصر و الموجود في إسرائيل من خلال المرور من البنية التحتية المصرية ، مضيفاً إلى أن مصر أصبحت ممراً أساسياً لغاز شرق المتوسط ، وأن الغاز المسال سيصل إلى أوروبا في صورة شحنات ، مُشيراً إلى أن مصر لديها اكتفاء ذاتي من الغاز .
و أكَّد ” المُلا ” أن أعضاء منتدى غاز شرق المتوسط حدث بينهم تكاملاً فى العلاقات و التعاون و أن مصر أصبحت مركز إقليمياً لـ تجارة و تداول الغاز ، مؤكداً على أن مصر تقوم بتوزيع الغاز من وإلى الشرق و الغرب ، و يتم نقل السفن محملة بالغاز المسال من محتطي الإسالة بإدكو و دمياط إلى اليونان و بلجيكا و باقى أوروبا .
و كشف أنه سيتم استخدام الغاز المسيل فى صناعة تحويلية و هو ما يمثل قيمة مضافة ، مشيراً إلى أن الغاز المسال سيصل لكل السوق الأوروبي.
و أوضح وزير البترول أن مصر لديها كل مقومات صناعة الغاز من النقل و التوزيع و الإسالة ، و أن مصر أصبحت على الخريطة الدولية فى تجارة و نقل و توزيع الغاز.
و تابع ” المُلا ” قائلاً : كل أوجه و مراحل الصناعة للغاز أصبحت موجودة فى مصر مما جعلها قيمة مضافة كبيرة ، وأن ارتفاع صادرات مصر من الغاز مقارنةً بالعام الماضي في ظل ارتفاع الطلب على الغاز المصري بسبب الأزمة العالمية” .
كما أكَّد المهندس طارق الملا أن مصر تمتلك بنية تحتية تكفي لاستقبال و إسالة أي كميات حالية وفى حالة الاكتشافات الجديدة سيتم زيادة البنية التحتية.
اقرأ أيضاً: ” الغاز الطبيعي ” رحلة مصر من العجز و الاستيراد إلى الاكتفاء الذاتي و التصدير
وضعت الدولة المصرية نصب أعينها خطة طموحة للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة و تداول الغاز ، و المساهمة في تأمين احتياجات الأسواق العالمية ، لاسيما مع تنامي الطلب في الأسواق الأوروبية على الغاز المسال ، وذلك بعد نجاحها في تحقيق الاكتفاء الذاتي منه ، بما تمتلكه من بنية تحتية قوية تتمثل في شبكات و مصانع إسالة و موانئ تؤهلها للقيام بهذا الدور الهام ، فضلاً عن إطلاقها استراتيجية قومية تقوم على جذب الاستثمارات الأجنبية في مجال البحث و الاستكشاف عن البترول و الغاز ، و تكثيف طرح المزايدات العالمية و توقيع الاتفاقيات ، بالإضافة إلى تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط والذي مثل نقطة محورية و فاصلة في جهود مصر لتعزيز قدراتها الإنتاجية و التصديرية ، لتصبح بذلك لاعباً أساسياً في سوق الغاز العالمي.
و في هذا الصدد نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تقريراً تضمن إنفوجرافات تسلط الضوء على جهود مصر لدخول قائمة أكبر موردي الغاز المسال للأسواق الكبرى المستهلكة للغاز ، وذلك بعد تحقيقها الاكتفاء الذاتي منه.
و كشف التقرير عن أن مصر احتلت المركز الـ 14 عالمياً و الخامس إقليمياً و الثاني إفريقياً في إنتاج الغاز عام 2020 ، بحجم إنتاج سنوي بلغ 58.5 مليار م3 ، وذلك وفقاً لبريتش بيتروليم.
و أضاف التقرير أن مصر حافظت على مستويات إنتاجها و تصديرها للغاز الطبيعي بالرغم من أزمة كورونا و تداعيتها ، ففي عام 2020/2021 وصل حجم الإنتاج لـ 66.2 مليار م3 ، و الاستهلاك 62.9 مليار م3، و الفائض 3.3 مليار م3 ، بينما سجل الإنتاج 63.2 مليار م3 في عام 2019/2020 ، و الاستهلاك 59.6 مليار م3 ، و الفائض 3.5 مليار م3.
و أوضح التقرير أن مصر نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي في سبتمبر 2018 ، ومن ثم عادت إلى الخريطة العالمية لتصدير الغاز الطبيعي و المسال ، حيث سجلت عام 2018/2019 إنتاج بحجم 66.1 مليار م3 ، و الاستهلاك 61.8 مليار م3 ، و الفائض 4.3 مليار م3.
و لفت التقرير إلى أن مصر كانت قد تحولت إلى مستورد للغاز الطبيعي منذ عام 2014/2015 ، حيث وصل العجز لـ 0.2 مليار م3 ، بعدما سجل حجم الإنتاج 46.8 مليار م3 ، و الاستهلاك 47 مليار م3.
كما بلغ العجز وفقاً للتقرير7.1 مليار م3 في عام 2015/2016 ، حيث سجل حجم الإنتاج 41.6 مليار م3 ، و الاستهلاك 48.8 مليار م3 ، بينما بلغ العجز 8.9 مليار م3 في عام 2016/2017 ، حيث سجل حجم الإنتاج 46.3 مليار م3 ، والاستهلاك 55.2 مليار م3.
و أشار التقرير إلى أن العجز تراجع مع بدء تشغيل حقل ظهر حيث سجل 4.9 مليار م3 في عام 2017/2018 ، وبلغ حجم الإنتاج 54.6 مليار م3 ، والاستهلاك 59.5 مليار م3.
وعلى صعيد متصل ، ذكر التقرير أن حجم إنتاج الغاز الطبيعي عام 2013/2014 سجل 52.2 مليار م3 ، و الاستهلاك 50 مليار م3 ، و الفائض 2.2 مليار م3 ، في حين سجل الإنتاج 58.8 مليار م3 في عام 2012/2013 ، و الاستهلاك 52.1 مليار م3 ، و الفائض 6.7 مليار م3 ، بينما سجل حجم الإنتاج 61.3 مليار م3 في عام 2011/2012 ، و الاستهلاك 51.8 مليار م3 ، و الفائض 9.5 مليار م3.
هذا و قد استعرض التقرير جهود مصر الدولية لتضع نفسها على الخريطة العالمية لتداول الغاز الطبيعي ، حيث تم توقيع 99 اتفاقية بحرية بترولية جديدة مع الشركات العالمية للبحث عن البترول و الغاز باستثمارات بلغ حدها الأدنى نحو 17 مليار دولار ، و منح توقيع تقدر بنحو 1,1 مليار دولار لحفر 384 بئراً خلال الفترة من يوليو 2014 حتى يونيو 2021 ، وذلك بعد التوقف عن توقيع الاتفاقيات منذ عام 2010 وحتى أكتوبر 2013.
و تناول التقرير ملامح ترسيم الحدود البحرية للتوسع في عملية الاستكشاف عن حقول الغاز الطبيعي ، موضحاً أنه تم توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع قبرص في سبتمبر 2014 ، فيما تم توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية في أبريل 2016 ، لتسمح ببدء مزاولة نشاط البحث عن البترول و الغاز لأول مرة في هذه المنطقة البكر الواعدة ، بينما تم توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع اليونان في أغسطس 2020.
و بشأن تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط ، أوضح التقرير أن مصر بادرت بفكرة إنشاءه خلال قمة جزيرة كريت بين زعماء مصر و قبرص و اليونان في أكتوبر 2018 ، كما تم توقيع ميثاق المنتدى في سبتمبر 2020 ، و دخل حيز النفاذ في مارس 2021 ، والذي بمقتضاه أصبح منظمة دولية حكومية.
و أوضح التقرير أن مؤسسي المنظمة 7 دول أعضاء هم مصر ، و اليونان ، و قبرص ، و فلسطين ، و إسرائيل ، و الأردن ، و إيطاليا ، و انضمت لهم فرنسا فيما بعد ، بينما انضم للمنظمة كمراقبين كل من الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي و البنك الدولي ، مشيراً إلى أن المنظمة تعد مظلة للتعاون و التكامل الإقليمي لاستغلال موارد الغاز التي تزخر بها منطقة شرق المتوسط لتحقيق أقصى فائدة للمنطقة.
و أظهر التقرير الآليات التي ساعدت مصر في التحول من دولة مستوردة إلى مصدرة للغاز المسال لمختلف الأسواق العالمية ، وذلك بفضل تكثيف عمليات البحث و تنمية حقول الغاز الطبيعي ، حيث تم تنفيذ 30 مشروعاً لتنمية حقول الغاز منذ يوليو 2014 حتى سبتمبر 2021 ، بإجمالي تكلفة استثمارية بلغت نحو 514 مليار جنيه.
يأتي هذا فيما بلغت القدرة الإنتاجية الحالية لمصر من الغاز الطبيعي سنوياً بفضل مشروعات تنمية حقول الغاز 73.4 مليار م3 ، و تتمثل أبرز تلك المشروعات في مشروع تنمية حقل ظهر بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ 28 مليار م3 ، ومشروع تنمية حقل ريفين بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ 8.7 مليار م3 ، وأيضاً مشروع تنمية حقل نورس بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ 4.6 مليار م3.
و من بين العوامل التي ساهمت كذلك في تحول مصر إلى دولة مصدرة للغاز المسال ، بلوغ إجمالي القدرة الإنتاجية لمصنعي الإسالة بإدكو و دمياط 12مليون طن سنوياً ، فضلاً عن عودة مصنع دمياط للتصدير بعد توقف دام لمدة 8 سنوات ، حيث قامت مصر بتصدير أول شحنة من الغاز المسال من المصنع في مارس 2021 ، مما أدى إلى زيادة صادرات الغاز المسال بنسبة 123.3% ، لتبلغ 6.7 مليون طن عام 2021 ، مقارنة بـ 3 مليون طن عام 2013.
و شملت العوامل أيضاً فتح أسواق جديدة أمام الغاز المصري المسال حيث أن هناك 20 دولة استوردت الغاز المصري المسال منذ بدء عودة التصدير ، منها 4 أسواق جديدة تم افتتاحها أمامه في كل من تركيا و كرواتيا و باكستان و بنجلاديش.
و ورد في التقرير خريطة تصدير مصر للغاز الطبيعي و المسال لأبرز الأسواق العالمية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة ، لافتاً إلى أنه يتم تصدير غاز طبيعي للأردن ، بينما يتم تصدير غاز مسال لكل من اليابان و سنغافورة ، و فرنسا ، و الهند ، و باكستان ، و الصين ، و تركيا ، و اليونان ، و إيطاليا ، و الكويت ، و بنجلاديش ، و المملكة المتحدة ، و إسبانيا ، و تايوان ، و كوريا الجنوبية ، و بلجيكا ، و بنما ، و الإمارات ، و تايلاند ، و كرواتيا.
و على صعيد متصل ، أشار التقرير إلى أنه جار تنفيذ مشروع مشترك لإعادة التصدير من قبرص إلى مصر ، حيث يبلغ طول الخط المزمع إنشاؤه من قبرص حتى مصنع الإسالة بإدكو 380 كم ، لافتاً إلى أن 8 دول يمكنها الاستفادة من عملية تصدير الغاز المصري لأوروبا ، كما يجري حالياً إجراءات استئناف تصدير الغاز الطبيعي للبنان.
هذا و قد رصد التقرير النظرة الدولية حول دور مصر كلاعب إقليمي لتداول الغاز ، لافتاً إلى توقع منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أن تعزز مصر من صادرات الغاز المسال ، في ضوء إعادة تشغيل محطة الإسالة في دمياط بعد توقف دام لـ 8 سنوات.
و لفتت المنظمة كذلك إلى أن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال عالمياً، ساهم في معاودة تصدير مصر من محطة “إدكو”، حيث نجحت في تصدير عدة شحنات للسوق الأوروبي والآسيوي مستفيدة من ظروف السوق المواتية.
و بدورها أشارت فيتش إلى أن مصر عادت إلى وضع المصدر في عام 2019، بعد أن كانت مستورداً للغاز المسال، متوقعة أن يكون عام 2022 عام الذروة لإنتاج الغاز الطبيعي في مصر.
و وفقاً للتقرير، أكدت بلومبرج أن الصادرات المصرية من الغاز المسال ستنتعش بفضل إعادة تشغيل محطة دمياط لإسالة الغاز، والتي ستساعد مصر في أن تصبح مركزاً للتصدير إلى أوروبا، بينما أكدت الإيكونوميست أن مصر تعد واحدة من المصدرين العالميين القلائل للغاز المسال الذين زاد حجم مبيعاتهم خلال عام 2021.
هذا وأشارت ستاندرد آند بورز إلى أن عودة تشغيل مصنع دمياط منحت منفذاً إضافياً لتصدير الغاز المصري، حيث تتطلع مصر إلى تحقيق أقصى استفادة من فائض الغاز الذي تحقق خلال الفترة الماضية بفضل اكتشافات الغاز الأخيرة.
و أوضح التقرير أنه وفقاً للوكالة الدولية للطاقة، فإن مصر تعد ثاني أكبر مساهم في نمو صادرات الغاز المسال على مستوى العالم، بالفترة من يناير إلى أغسطس 2021، كما حققت مصر زيادة في صادرات الغاز المسال وذلك مع عودة مصنع دمياط للعمل.
كما اعتبرت مؤسسة المونيتور أن استئناف تشغيل محطة إسالة الغاز بدمياط لأول مرة منذ 8 سنوات بالإضافة إلى صادرات محطة إسالة الغاز بإدكو خطوة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز حيث يتم استهداف قارتي آسيا وأوروبا.
و بدورها، ذكرت وكالة رويترز أن النمو السريع في إمدادات الغاز الطبيعي مدعوماً باكتشاف أكبر حقل في البحر المتوسط أدى إلى تحويل مصر من مستورد إلى مصدر للغاز الطبيعي، لافتةً إلى أنها تأمل بأن تصبح مصر حلقة وصل لتجارة الطاقة بين الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا.
هذا وأبرز التقرير تأكيد معهد الشرق الأوسط، بأن مصر حالياً تعد المصدر العربي الأسرع نمواً للغاز المسال، بل وستصبح لاعباً رئيسياً ومنافساً بارزاً في السوق العالمي للغاز المسال.
و بجانب ما سبق، كشف التقرير أن أوروبا تأتي على رأس الأسواق المستهلكة للغاز، حيث يبلغ نصيبها من استهلاك الغاز الطبيعي 14.2% من إجمالي العالم، وبواقع 541.1 مليارم3 عام 2020.
و وفقاً لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول فإن التراجع الحاد في الإنتاج الأوروبي من الغاز الطبيعي خلال الفترة (2019 – 2050) سيزيد من درجة اعتماد السوق الأوروبي على واردات الغاز الطبيعي من الخارج لتلبية الطلب المستقبلي.
و استعرض التقرير حجم الإنتاج السنوي من الغاز الطبيعي (بالمليار م3) لعدد من دول العالم وفقاً لبريتش بيتروليم، والذي سجل 914.6 بالولايات المتحدة الأمريكية، و 638.5بروسيا، و 250.8 بإيران، و 194بالصين، و 171.3 بقطر، و 165.2 بكندا، و 142.5 بأستراليا، و 112.1 بالسعودية، و 111.5 بالنرويج، و 81.5 بالجزائر، 73.2 بماليزيا، و 63.2 بإندونيسيا، و 59 بتركمانستان.
كما سجل حجم الإنتاج السنوي من الغاز الطبيعي (بالمليار م3) 55.4 بالإمارات، و49.4 بنيجيريا، و47.1 بأوزبكستان، و39.5 بالمملكة المتحدة، و38.3 بالأرجنتين، و36.9 بعمان، و32.7 بتايلاند، و31.7 بكازاخستان، و30.6 بباكستان، و30.1 بالمكسيك، و29.5 بترينداد وتوباجو، و25.8 بأذربيجان، و24.7 ببنجلاديش، و23.9 بالبرازيل، و23.8 بالهند، و20 بهولندا.
و في سياق متصل، سجل حجم الإنتاج السنوي من الغاز الطبيعي (بالمليار م3) 19 بأوكرانيا، و18.8 بفنزويلا، و17.7 بميانمار، و16.4 بالبحرين، و15 بالكويت، و14.4 ببوليفيا، و13.3 بكل من كولومبيا وليبيا، و12.6 ببروناى، و12.1 ببيرو، و10.5 بالعراق، و8.7 بكل من رومانيا وفيتنام، و4.5 بألمانيا، و3.9 بكل من إيطاليا وبولندا، و3 بسوريا، و1.4 بالدنمارك، و0.1 باليمن.
المصدر: مواقع إلكترونية