كرم أم أساليبُ مقننة.. لماذا يتبرع المليارديرات بثرواتهم؟
انضم مؤسس شركة أمازون الملياردير جيف بيزوس إلى قائمة الأثرياء الذي قرروا التبرع بمعظم ثرواتهم خلال حياتهم لصالح الأعمال الخيرية.
ورغم أن المعلومات التي شاركها بيزوس حول خطته للتبرع، لا تزال قليلة، إفإن ما قاله كان كافياً لتصدُّره عناوين الأخبار حول العالم، فالتخلي عن ثروة يقارب حجمها الـ 127 مليار دولار أميركي ليس بالأمر السهل.
ولا يعد بيزوس أول ملياردير أميركي يبادر للتبرع بثروته، حيث توجد قائمة طويلة من المليارديرات، الذين تعهدوا بالتخلي عن كامل أو جزء من ثرواتهم خلال حياتهم، أبرزهم وارن بافيت وبيل غيتس.
ورغم أن الكثيرين امتدحوا قرار بيزوس، فإن خطوته أثارت التساؤلات مجدداً بشأن موضوع “الكرم الفائق”، الذي يبديه عدد من المليارديرات، وحول ما إذا كان الموضوع مجرد غطاء قانوني، لعملية تهرّب من دفع الضرائب.
ثلاثة أوجه للتبرع
ويقول المستشار المالي غسان شماس في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إنه عندما يقوم ملياردير مثل جيف بيزوس، بالتبرع بثروته خلال حياته، فإن هذا الأمر ستكون له حكماً ثلاثة أوجه، حيث يتعلق الوجه الأول بالمسؤولية الاجتماعية، وإثبات بيزوس نفسه كفاعل خير يستخدم الإيرادات التي يحققها من أمازون للاهتمام بالشأن الاجتماعي وليس فقط لتكديس الثروات، وهذا الأمر له أهمية كبرى في المجتمع الأميركي.
وبحسب شماس فإن الوجه الثاني لما فعله بيزوس أو غيره من المليارديرات، يرتبط فعلاً بالتحفيزات والإعفاءات الضريبية التي يوفرها القانون الأميركي للأثرياء الذين يتبرعون بثرواتهم، مشيراً إلى أن القانون الأميركي يُسهل هذه العملية حيث يعتبر أن التبرع هو بمثابة توزيع للثروة على الناس ويجب تشجيعه.
ويرى شماس أن الوجه الثالث يرتبط بالانعكاس الإيجابي للعمل الخيري على الأسهم، حيث تبيّن أن تبرع المليارديرات له أثر إيجابي على أسهم شركاتهم، فما أعلنه بيزوس سيدفع الكثير من الناس على تشجيع أمازون ومنتجاتها، ما قد ينعكس ارتفاعاً في الإيرادات والأرباح وسعر سهم الشركة، وهذا يعني أن قيمة أسهم أمازون التي يحملها بيزوس سترتفع وأيضاً حجم ثروته.
معلومات مقتضبة عن التبرعات
من جهته، يقول المحامي زكريا الغول في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن الملياردير جيف بيزوس أعطى معلومات مقتضبة بشأن خطوة تبرعه بثروته، لصالح مشاريع مواجهة تغير المناخ والمشاريع التي تؤدي إلى خلق “وحدة” للبشرية، ولذلك فإن الأمر يحتاج إلى مزيد من التوضيح، حول هوية المؤسسات التي ستستفيد من أمواله أو ما إذا كان هو من سيقوم بإنشاء مؤسسة خيرية يتم تمويلها من ثروته.
التبرعات أساليب مقننة
ويشرح الغول أن البعض يعتبر أن ما يقوم به المليارديرات من تبرعات “أساليب مقننة”، تتيح لهم الاحتفاظ بالسيطرة على أموالهم والحصول على إعفاءات ضريبية، فمثلاً أعلن الملياردير بيل غيتس في فترة سابقة، أنه ينوي منح كل ثروته تقريباً لمؤسسة “بيل وميليندا غيتس” التي شارك في تأسيسها مع زوجته السابقة، ما يعني أنه سيتبرع بثروته لمؤسسة تابعة له.
ما زالوا أغنياء
ويضيف الغول أن المفارقة تكمن في أن جميع المليارديرات الذين تبرعوا بكامل ثرواتهم ما زالوا أغنياء، وهو ما يؤكد أن تبرعات هؤلاء تحركها دوافع تختلف عن الدوافع المعلنة.
المصدر: سكاي نيوز عربية