اقتصادمنوعات

من صحراء قاحلة إلى واحة زراعية.. ابتكار حديث يقلب الموازين في الاقتصاد الزراعي

من صحراء قاحلة إلى واحة زراعية.. ابتكار حديث يقلب الموازين في الاقتصاد الزراعي

في أعجوبة زراعية وأمرٌ لم يحدث من قبل، حدث في بداية شهر مارس/ آذار الأسبق عندما سافر فريق من الباحثين إلى إمارة دبي في الإمارات العربي المتحدة.

وقاموا بزراعة بعض المنتجات الزراعية التي تضمنت الكوسا، والبطيخ، والدخن اللؤلؤي، ولم يكن ذلك كما هو معتاد في أرض قابلة للزراعة، بل أرض قاحلة صحراوية.

وهنا كانت المفاجأة عندما عادوا للمنطقة بعد 5 أشهر تالية، ليجدوا الأرض الصحراوية قد امتلأت بصفوف من الأوراق الخضراء التي تتخللها الخضروات والفواكه الطازجة.

وقد كان ذلك بفضل مادة سائلة طورها الباحثون في شركة Desert Control تدعى “نانوكلاي”، فما هي هذه المادة التي ستغير وجه العالم؟ وما هي مكوناتها وآلية عملها؟

سائل نانوكلاي “Liquid Nanoclay”

وفقاً لشركة Desert Control النرويجية فإنّ نانوكلاي يتكون بشكل أساسي من بضع مكونات بسيطة وهي الماء والطين فقط.

وقد صممته الشركة ليتم رشّه على التربة الرملية أو الرمال، مما يردي لالتصاق السائل بجزيئات الرمل بشكل يعزز من احتباس الماء، بالإضافة لتدعيم التربة بالمغذيات الأساسية للنباتات.

وبحسب Desert Control فإنّ هذا الخليط المبتكر يزيد من خصوبة التربة الرملية الفقيرة بالمغذيات، كما أنّ هذا السائل يقلل من كميات المياه المستخدمة في الري للنصف.

لكن الأمر المميز في هذا الخليط كونه يحول الأراضي القاحلة إلى أراضي زراعية خلال 7 ساعات فقط وفقاً لما ذكرته الشركة، فكيف ذلك؟

من أراضي قاحلة إلى أراضي زراعية

في واقع الأمر إنّ هذه الفكرة لم تكن البداية، فقد ابتكر العالم النرويجي “كريستيان أوليسن” هذا السائل في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

إلّا أنّ هناك فارق ما بين المنتجين فقد عملت شركة Desert Control على تقنية تحول الطين السميك إلى سائل رقيق جداً كالماء، بحسب ما أشار إليه المدير التنفيذي سيفيرتسين.

وعندما يتم رش ذلك السائل في الرمل، يمكنه التسرب للأسفل والترشح بفضل تركيبته المعدلة، بعد أن تم تقليل كثافة الطين مُستخدمين تقنيات متقدمة في ذلك.

وفي هذا الشأن تُشكل زراعة المحاصيل الزراعية في الأراضي القاحلة في دولة الإمارات العربية المتحدة أولوية مهمة.

إذ أنّ الإمارات ترغب في زيادة الأمن الغذائي للمواطنين، مما زاد من تشجيعها لمثل هكذا ابتكارات متقدمة.

الدراسات والاختبارات التجريبية للسائل

منذ العام 2018 عقد شركة Desert Control شراكة هامة مع المركز الدولي للزراعة المحلية في دبي (ICBA) من أجل البدء بإجراء الاختبارات الميدانية والإنتاجية.

إلّا أنّ ذلك قد تأخر نتيجة انتشار الوباء في نهاية عام 2019 والذي أدى لإغلاق المعامل، لكن التجارب لا تزال مستمرة بأفضل حال وفقاً للمديرة العامة للمركز “أمهان الوافي”.

ومع الارتفاع الحاصل في نسب التصحر العالمي، فإنّ مثل هكذا ابتكارات مميزة تسمح بالازدهار في القطاع الزراعي العالمي في العديد من البلدان، فضلاً عن دعم الموارد الغذائية لهذه البلدان.

وقد أكد العديد من الباحثين العالميين وعلماء التربة إلى أنّ هذا الابتكار فريد حقاً ومميز، وسيكون له دور كبير في تقليل متطلبات الري.

وبهدف التأكد من عدم الإضرار بالبيئة فإنّ شركة Desert Control ودولة الإمارات عقدتا شراكة مع طرف ثالث متمثل بالمركز الدولي للزراعة المحلية لضمان الحماية البيئية وعدم الإضرار بها.

تكاليف الإنتاج والنفقات لهذا السائل

أشارت Desert Control إلى أنّ النفقات التشغيلية الخاصة بعمليات علاج التربة الرملية ستتراوح ما بين 2 إلى 5 دولار للمتر المربع الواحد.

وتعتبر هذه القيمة مرتفعة نوعاً ما إذا ما قورنت مع المساحات التي بحاجة للعلاج والاستصلاح الزراعي.

وقد جمعت Desert Control ما يقارب 5 ملايين دولار في الفترة الممتدة من سبتمبر/ أيلول 2019 إلى مارس/ آذار 2020 وفقاً لسيفيرتسين.

ومن خلال هذا المبلغ تعمل الشركة على تجهيز وحدتين بحيث تكونا قادرتين على إنتاج 40 ألف لتر من سائل نانوكلاي خلال مدة زمنية لا تتخطى ساعة واحدة.

وهذه الكمية تكفي لتغطية مساحة تتراوح ما بين 1000 إلى 2000 متر مربع.

هذا وتخطط الشركة أيضاً لتطوير وحدة إنتاجية متنقلة تتمتع بقدرة إنتاج 10 أضعاف الكمية السابقة، مما يساهم في خفض التكاليف.

وفي حال خفض التكاليف أكثر وجعلها في متناول البلدان النامية الأقل دخلاً سيكون لذلك أثر كبير على الأمن الغذائي العالمي.

اقرأ أيضاً: بعد القمح.. أزمة جديدة تلوح في الأفق مع توجه أكبر منتج في العالم لتقييد الصادرات


قال مصدر حكومي لوكالة “رويترز”، إن الهند تخطط لتقييد صادرات السكر للمرة الأولى منذ ست سنوات، لمنع ارتفاع الأسعار المحلية، مما قد يحد من صادرات هذا الموسم عند عشرة ملايين طن.

وذكرت “رويترز” في مارس الماضي، أن الهند كانت تخطط للحد من صادرات السكر لحماية الأسعار المحلية، وضمان إمدادات ثابتة في السوق.

وتتجه الهند لتقييد صادراتها من السكر كإجراء احترازي لحماية إمداداتها الغذائية، في خطوة أخرى من تدابير الحماية بعد حظر مبيعات القمح قبل أكثر من أسبوع.

الهدف من تقييد الصادرات، هو ضمان وجود مخزونات كافية قبل بدء موسم السكر المقبل في أكتوبر، حسبما نقلت بلومبيرغ عن مصدر طلب عدم الكشف عن هويته لأن المعلومات خاصة.

وقال المصدر إن هذه الخطوة قد يتم الإعلان عنها في الأيام المقبلة.

وكانت الهند أكبر مصدر للسكر في العالم بعد البرازيل العام الماضي، وتُعد بنجلاديش وإندونيسيا وماليزيا ودبي من بين كبار عملائها.

ولم يرد متحدث باسم وزارتي الغذاء والتجارة فوراً على طلب للتعليق.

ارتفعت العقود الآجلة للسكر في لندن بنسبة 1.1%. انخفضت أسهم الشركات المنتجة في الهند، مع انخفاض سهم “شري رينوكا شوجرز” (Shree Renuka Sugars Ltd) بنسبة 14%، وتراجع سهم ” بالرامبور تشيني ميلز” (Balrampur Chini Mills Ltd) بنسبة 10% ، قبل تقليص الخسائر.

أزمة أسعار الغذاء

فاجأت الهند العالم في وقت سابق من مايو عندما حدت من صادرات القمح بعد أن دمرت موجة الحر بعض المحاصيل، مما تسبب في قفزة للأسعار القياسية.

تصاعدت الخطوات التي اتخذتها الحكومات لحظر المبيعات في الخارج، لا سيما في آسيا، خلال الأسابيع الأخيرة منذ أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى زيادة أخرى في أسعار المواد الغذائية عالمياً المرتفعة بالفعل.

من الإجراءات الأخرى التي اتخذتها الحكومات في آسيا مؤخراً، قيام إندونيسيا بحظر صادرات زيت النخيل كما أوقفت ماليزيا بيع الدجاج للخارج.

يبدو أن الخطوة الأخيرة بشأن السكر بمثابة إجراء وقائي شديد في ضوء وفرة الإمدادات المحلية.

من المتوقع أن تنتج الهند 35 مليون طن هذا الموسم وتستهلك 27 مليون طن، وفقاً لجمعية مصانع السكر الهندية، بما في ذلك مخزونات الموسم الماضي البالغة حوالي 8.2 مليون طن، وبالتالي لديها فائض قدره 16 مليوناً، بما في ذلك ما يصل إلى 10 ملايين طن للصادرات.

نادراً ما شحنت الهند أكثر من 7 ملايين طن حتى العام الماضي، عندما سجلت الصادرات رقماً قياسياً قدره 7.2 مليون.

تميل مصانع السكر إلى الاعتماد على الإعانات الحكومية لزيادة الصادرات.

مع ذلك، قفزت الأسعار العالمية بنسبة 20% تقريباً في العام الماضي، مما سمح للهند بزيادة الشحنات دون دعم. هناك توقعات بأن تتراوح الصادرات بين 9 ملايين و11 مليون طن الموسم الجاري.

قال مايكل ماكدوغال، العضو المنتدب في “باراجون غلوبال ماركتس” (Paragon Global Markets LLC): “كان البعض في السوق يتوقعون ما يصل إلى 11 مليون طن، لذا فإن الأخبار على الأقل تضع سقفا للتوقعات… يظل هناك بعض الاختلاف في الآراء حول الكمية التي تم بيعها بالفعل”.

من المرجح أن يدعم وقف التصدير سوق السكر عالمياً كون الهند منتج ومصدر رئيسي. قال المصدر إن بمجرد وصول الشحنات إلى 9 ملايين طن، سيتعين على المصدرين التقدم للحصول على تصاريح لإرسال المليون طن المتبقية.

وقّعت الشركات صفقات لتصدير 8.5 مليون طن منذ مطلع أكتوبر 2021.

وقالت جمعية مصانع السكر الهندية الأسبوع الماضي إنه تم شحن ما يُقدر بنحو 7.1 مليون بنهاية أبريل، ومن المرجح أن يكون هناك ما بين 800 ألف إلى مليون طن في مايو.

قال سوميت بانيرجي، رئيس التداول بشركة الخليج للسكر، ومقرها دبي إن وقف صادرات السكر سيكون أقل تعقيداً لعمليات السوق، “على عكس حظر تصدير القمح، إذ جاء القرار على حين غرة”.

المصدر: مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى