تقارير

“دبابات مسيرة” بإمكانيات خارقة.. أمريكا تبدل الدبابات الثقيلة بأخرى جديدة أسرع وأخف وزناً

في ظل التطورات التكنولوجية العسكرية، تدور تساؤلات عما إذا كانت المدرعات الثقيلة ستظل موجودة بحلول 2040، أم سيحل محلها بدائل أسرع وأخف وزنا.

وذكرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية أن جزءا من ذلك يظل غير معروف، لكنه يمثل تحديا تعمل فرق العلماء بمختبر أبحاث الجيش الأمريكي (ARL) في أبردين على معالجته من خلال إجراء الأبحاث الأساسية الضرورية للاستعداد للحروب في فترة 2040 و2050 وما بعدها.

وأضافت المجلة الأمريكية أن التطورات التكنولوجية من هذا النوع لها تداعيات كبيرة على الجيش الأمريكي الذي يبدو الآن أنه يعمل على مسارين مزدوجين لتطوير المركبات المدرعة المستقبلية.

ومن ناحية، يبدو أن الجيش يدرك أنه ربما لا يوجد بعد بديل للمركبات الثقيلة في القتال، كما أن المكونات خفيفة الوزن قد لا تكون جاهزة بعد للعمل بالدرجة التي توفر نفس حماية المركبات الثقيلة.

لكن لا تبدو الاختراقات التكنولوجية بعيدة ويبدو أن هناك تقدما كبيرا قد أحرز بالفعل. وفي إطار ذلك، من الواضح أن الجيش الأمريكي ملتزم بتصنيع مركبة مدرعة أخف وأسرع، بحيث يمكنها التحرك بسرعة إلى جانب الوحدات المقاتلة، وعبور الجسور.

ويرجح أن مكونات الآليات الجديدة التي اكتشفها علماء مختبر أبحاث الجيش مدمجة بالفعل في المركبات الجديدة والنماذج الأولية المستقبلية. وفي حين قد لا تتوفر تفاصيل مكونات المواد قريبة المدى للجمهور لأسباب أمنية، يتحدث مطورو أسلحة الجيش الأمريكي بانتظام عن كيف يتم دمج تلك المكونات الواعدة في تحسينات الدروع للمركبات الحالية والناشئة.

وضربت المجلة الأمريكية مثالا بالدبابة “أبرامز”، قائلة إن مصنعها متوافق توافقا وثيقا مع استراتيجية الجيش الأمريكي حيث استثمر بشكل كبير في تحديث وتحسين الدبابة بينما يشرع في الوقت نفسه في أبحاث داخلية لـ”ابتكار” و”تحديد مواد جديدة”.

وتعمل شركة “جينرال ديناميك” على إجراء ودعم مجموعة من الأبحاث المبتكرة التي تستهدف التصدي وحتى توقع احتياجات القوات. على سبيل المثال، تعمل الشركة على تحديد المواد ذات الفاعلية العالية القادرة على توفير الحماية بجزء صغير من وزن الدبابة أبرامز.

وطبقًا لـ”ناشيونال إنترست”، سيستمر وجود مدرعات ثقيلة مثل الدبابة “أبرامز” حتى إذا تم تصنيع بدائل خفيفة الوزن.

واعتبر موقع “إنسايدر” الأمريكي الدبابة أبرامز M1A2 واحدة من أفضل ثلاث دبابات في العالم، مقارنة بـ”ليوبارد” و”بلاك بانثر”.

وأفاد الموقع الأمريكي بأن الدبابة “أبرامز” أدت بشجاعة في حرب الخليج الأولى، وفي حرب الخليج الثانية قادت قوة المدرعات التي قضت على صدام حسين، لافتا إلى أنه على الرغم من الأضرار التي لحقت بها، كان أداؤها لا تشوبه شائبة.

لكن تعلم الأمريكيون من القتال وعملوا على تحسينها، حيث شهدت الدبابة حزمة تحسينات كبيرة كل سبعة أعوام، وتم استبدال كل نظام بها منذ تصنيعها في 1980. أما الإصدار M1A2 SEPv3 سيحسن قدرة الدبابة على الحركة مع تحسين الدروع، والاتصالات، وتوفير الوقود.

ويعكف الجيش الأمريكي حاليا على تطوير جيل جديد من الدبابات يتوقع أن يحقق تغييرا كبيرا في ساحات الحرب التقليدية.

ووفقا لتقرير سابق لمجلة “ناشيونال إنترست” المختصة بالشؤون الدفاعية فإن الدبابات الجديدة ستكون قادرة على إطلاق أشعة الليزر والتحكم في الطائرات المسيرة والتحرك بسرعات أعلى، وتدمير المروحيات.

كما سيتمكن هذا النوع من الدبابات، الذي سيحل بديلا لدبابات “أبرامز” الشهيرة، بالقدرة على اختراق تشكيلات العدو المدرعة والقيام بعمليات بالغة التعقيد “بدون قائد”، أي يمكن تسيير بالدبابة عن بعد من دون وجود طاقم بشري في داخلها، وفي حال كانت الظروف آمنة، يمكنها حمل طاقم بشري كالدبابات العادية.

اقرأ أيضاً: بـ10 يوروهات فقط.. دبابة بوتين في قلب ألمانيا عام 2022


يتخيل البعض أن المزاج العام بالكامل في ألمانيا يعادي روسيا وعمليتها العسكرية في أوكرانيا، لكن الوضع ليس كذلك، وجمعية كونيغسبروك مثال.

ففي مدينة كونيغسبروك جنوب شرقي ألمانيا، بإمكان المرء ركوب دبابة روسية ترفع علم الاتحاد السوفيتي السابق، والسير بها في الشوارع، وشرب المشروب الروسي المفضل “الفودكا”، مقابل 10 يوروهات.

والفضل في ذلك يعود إلى “جمعية كونيغسبروك للمرح العسكري”، هكذا تسمي نفسها، ومن الاسم تروج لهدفها، وهو الاستمتاع واللهو بمعدات سوفيتية قديمة تركها الجيش بعد انسحابه من معسكره في كونيغسبروك في عام 1992.

ومدينة كونيغسبروك إحدى مدن ولاية ساكسونيا التي كانت جزءا من ألمانيا الشرقية السابقة، وتبعد مسافة قصيرة عن مدينة درسدن التي كان الرئيس فلاديمير بوتين يخدم فيها كعميل استخبارات حتى سقوط جدار برلين في ١٩٨٩.

واليوم الخميس، رصدت صحيفة بيلد الألمانية أجواء مرح وحفاوة بامتطاء دبابة روسية وسط انبعاث العوادم وأصوات الموسيقى الصاخبة، في كونيغسبروك، والمفاجأة كانت الدبابة تحمل علم الاتحاد السوفيتي الأحمر الشهير.

وفوق الدبابة، جلس رجل ألمانيا مرتديا الزي العسكري الروسي، يصرخ بسعادة في المدنيين، وحتى الأطفال الجالسون بجواره، “تكلفة الرحلة بدبابة “BMP-1” الروسية ١٠ يوروهات.

ووراء هذه الأحداث التي وصفتها الصحيفة الألمانية بـ”المخيفة”، يقع ما يسمى بـ “المعسكر الجديد”، وهو معسكر عسكري شغله الجنود السوفييت في ألمانيا حتى 1992.

ولاستغلال المعسكر السوفيتي وما تركه السوفيت من معدات وسيارات، تأسست “جمعية المرح العسكري” في عام 2005، من قبل بعض الألمان المؤيدين للروس بشكل عام.

وعندما تحدثت بيلد، مع رئيس الجمعية، إيوه ماير، هز كتفيه قائلاً: “ليس لدي ضمير سيئ.. نفعل ذلك كل يوم، ولدينا أيضًا بعض الأعلام الأوكرانية.. نريد فقط الاستمتاع والمرح”.

ولكن بعد ذلك كشف ماير الذي كان متزوجًا من أوكرانية في السابق، عن نفسه كمشجع لبوتين، وقال: “أعتقد أن ما يفعله بوتين أمر جيد، فهو يقوم بتنظيف أوكرانيا!”، على حد قوله.

وبالإضافة إلى المعدات العسكرية الروسية والزي السوفيتي، كان هناك أيضًا رجال يرتدون زي الفيرماخت، وهو اسم الجيش الألماني في عهد النازية، ويحملون شعار الصليب المعقوف.

المصدر: مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى