أغنى منطقة على وجه الأرض وتسمى “عاصمة الذهب الأسود”.. ماذا تعرف عن حاسي مسعود “الكنز” الذي يجني منه الجزائريون المليارات؟
مدينة جزائرية تتبع لولاية ورقلة، وهي مــن أهـم المناطق في الجزائر من حيث الثروات الطبيعية كالبترول والغاز.
الموقع
تقع حاسي مسعود وسط ولاية ورقلة الواقعة في الجنوب الشرقي من الجزائر وتبعد حوالي 80 كيلومترا عن مدينة ورقلة عاصمة الولاية، وعن الجزائر العاصمة بنحو 900 كيلومتر
السكان
يتجاوز عدد سكان حاسي مسعود 45 ألف نسمة حسب إحصائيات عام 2008
الاقتصاد
تعتبر منطقة حاسي مسعود أغنى منطقة جزائرية بالنفط والغاز ويطلق عليها عاصمة البترول وهي منطقة لها إمكانيات كبيرة وتتدفق عليها مئات الشركات الأجنبية والوطنية العاملة في أحواض البترول
ومن أهم مناطقها حوض حاسي مسعود الذي يبعد عن الساحل مسافة 600 كيلومتر والذي دلت الدراسات على أن احتياطاته تقدر بنحو 700 مليون طن ومن أهم حقوله حاسي مسعود وحاسي الطويل وغورد الباقل
كما دلت دراسات أخرى على أن حوض غدامس الذي اكتشف حديثا و يقع الى الجنوب الشرقي من حاسي مسعود يحتوي على احتياطي كبير يقدر بـ12مليار طن من النفط.
وتتولى شركة سوناطراك الجزائرية جميع عمليات البترول والغاز من تنقيب واستخراج وتصدير عبر خطوط تمتد من عمق الصحراء إلى عدة مدن جزائرية ساحلية، ومنها إلى الخارج وكذا إلى عدة دول أوروبية
تضم مدينة حاسي مسعود أهم حقل نفطي في الجزائر، إذ يقول مسؤولون في مؤسسة “سوناطراك” النفطية أنه سيستمر في الإنتاج لنحو 50 عاماً أخرى على الأقل. بينما أول بئر بترولية تم اكتشافها في المنطقة من طرف مسعود روابح، أحد المواطنين الذين ينتمون إلى قبيلة الشعانبة، حيث لا تبعد البئر عن عاصمة المحافظة سوى بضع كيلومترات
وأطلق اسم المدينة على هذ الشخص لتصبح حاسي، ومعناها “بئر” في اللهجة المحلية، مضافة إلى اسم مسعود، أي بئر مسعود، ويقول روابح لعلي إن جده “عندما همّ بحفر البئر بحثا عن الماء وجد التربة طرية وليّنة .. بعد مواصلته الحفر لبضع أمتار صعد سائل زيتي لم يعلم ما هو في البداية، لاسيما وأنّه حفر آباراً أخرى بالمنطقة ذاتها ولم يجد لا الماء ولا البترول، لذلك بقي مشدوها إلى ما رآى”
وأضاف لعلي، حفيد مسعود روابح، أنّ جده تحدث إلى أولاده وقال لهم “يبدو أنّ الأمر جلل، خصوصاً بعد الرائحة المنبعثة من الزيت الصادرة عن البئر”. وواصل المتحدث سرد القصة: “حدث ذلك عام 1917، وبعد مضي فترة من الوقت، وجدّي الذي كان يملك قطيعاً من الإبل والغنم، لم يغادر المكان، إلى أن تقدم إلى إدارة الاحتلال الفرنسي وروى لهم ما عثر عليه، أدركت فرنسا أنّ ما عثر عليه روابح مسعود بترول”
وتتواصل مغامرة روابح مسعود على لسان حفيده روابح لعلي الذي كشف أن “فرنسا منحت جده قطعة أرض صغيرة لإسكاته، وصادرت من مسعود وأولاده منطقة البئر، وهددتهم بالموت إذا ما اقتربوا منها”
وفي السياق، أوضح المكلف بالإعلام في جمعية تسامح الثقافية لحاسي مسعود، عريف بن عريف، أنّ “حاسي مسعود كانت منطقة رعوية، تحتوي أشجاراً كثيفة، وكان القدر أسبق بأن اختار الله هذا الحاسي مكانا للنفط”، بتعبير المتحدث الذي زاد: “روابح مسعود حفر البئر بوسائل تقليدية وبدائية، منها قرون الغزال وقرون حيوانات أخرى، لاسيما وأنّ التربة سهلة ولن تجد صعوبة في حفرها”
وفي السياق ذاته اعتبر بن عريف أنّه “بحكم الظروف لكون الجزائر مستعمرة، والافتقار آنذاك إلى وسائل التكنولوجيا، استغرب روابح مسعود المادة الزيتية الموجودة في الماء، ليعرض ما اكتشفه على السلطات الفرنسية الاستعمارية، التي أجرت التحاليل في مخابرها على المادة المستخرجة، وتكشف في الأخير أنّها مادة نفطية صالحة للاستغلال الاقتصادي”
وأكد المتحدث أنّه في تلك السنة، أي 1917 وفق التقويم الميلادي، حفرت فرنسا أولّ بئر رسمية تسمى “أم دي وان” غير بعيدة عن حاسي مسعود، “لكن حجم مخزون البترول فيها لم يكن كبيراً”.
ولم يغفل بن عريف أنّه “بعد اكتشاف النفط الذي بدأ استغلاله الفعلي في 1956، سعت فرنسا إلى فصل الشمال الجزائري عن جنوبه، عن طريق استفتاء مزعوم في المنطقة عام 1957، بهدف السيطرة على النفط،، لكنه لم ينجح”.
وتحولت حاسي مسعود، بعد اكتشاف النفط منذ قرن وبدء استغلاله في 1956، إلى قطب صناعي يسهم في أهم موارد الاقتصاد الجزائري بنسبة كبيرة جدا.
وبعد قرار تأميم المحروقات من طرف الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، في 24 فبراير 1971، الذي ينص على حصول الجزائر على حصة 51% من حصص الشركات الفرنسية التي كانت تنشط بجنوب الوطن، أصبح النفط يشكل عاملا مهما في الاقتصاد الجزائري
واحتفلت الجزائر في 24 فبراير الماضي بالذكرى الـ 46 لتأميم قطاع النفط في 1971، عن الشركات الفرنسية. بينما تمثل صادرات الجزائر من البترول، بالإضافة إلى الغاز الطبيعي، نسبة تتجاوز 94% من مداخيل البلاد من العملة الصعبة، ونحو 60% من الإنفاق الحكومي.
وأدى تراجع أسعار النفط في العالم، منذ منصف العام 2014، إلى إدخال البلاد في أزمة حادة أجبرت الحكومة الجزائرية على الإعلان عن حالة التقشف وزيادة الضرائب لمواجهة الأزمة وذلك بعد تراجع المداخيل إلى النصف، حسب أرقام رسمية
التاريخ
سميت المدينة نسبة إلى رجل بدوي هو مسعود روابح أحد العرب الرحل من قبيلة الشعانبة، تتحدث الروايات أنه حفر بها بئر ماء أو “حاس” في بدايات القرن العشرين (حوالي سنة 1917) وكانت بطون بني هلال تقيم بها، وكان بها تجمع بدوي لم يلبث أن تحول إلى قطب صناعي بعد أن اكتشف البترول عام 1956.
المعالم
تحوي مدينة حاسي مسعود عدة مواقع سياحية أهمها الحصن الفرنسي المسمى “فور لالمان” وكذا البئر التاريخي الذي سميت المدينة باسمه، بالإضافة إلى الفلكلور المحلي الذي يشتهر به سكانها المحليون من الشعانبة وغيرهم
وفي العام 2005 أعلنت شركة النفط الوطنية الجزائرية سوناطراك عن كشف نفطي هام في منطقة حاسي مسعود الغنية بالنفط والغاز.
وقالت سوناطراك في بيان إن الكشف يؤكد الإمكانيات الهيدروكربونية الكبيرة في منطقة حاسي مسعود.
وحسب البيان فقد عثر على النفط في منطقة أمجيد مسعود في أعقاب حفر بئر في قطاع حاسي جيتار غرب-1 في منطقة امتياز 427-439
وكانت تهدف خطة سوناطراك إلى زيادة طاقة الجزائر الإنتاجية من النفط إلى مليوني برميل يوميا بحلول العام 2010
وتستثمر سوناطراك حوالي 3.5 مليارات دولار فيما ستأتي بقية الاستثمارات من شركائها الأجانب. وقال مسؤول آخر في الشركة إن سوناطراك تعتزم استثمار 15 مليار دولار
وسبق أن خصصت الجزائر ستة مليارات دولار لمشروع بناء مدينة نفطية جديدة في حاسي مسعود (شمال شرق الصحراء الجزائرية) هي الأكبر في البلاد
وأعلن وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل أن الدولة -لأسباب أمنية- ستتكفل وحدها بتكاليف نقل المدينة من موقعها الحالي إلى موقع يبعد عنه نحو 100 كلم.
وقال إن الشركات النفطية التي تعمل في المنطقة -بما فيها شركة سوناطراك الجزائرية- ستشارك في تمويل مقراتها الجديدة.
واختارت “إدارة حاسي مسعود الجديدة” شركتين مرشحتين لتنفيذ الأعمال الهندسية والدراسية وهما كونسرتيوم كوري جنوبي باسم “حاسي مسعود كوريا كونسرتيوم” والمجموعة الفرنسية التونسية إيوزيم الدولية/ستادي إنترناشيونال.
وعرضت الشركة الأولى تنفيذ المشروع بنحو 490 مليون يورو والثانية بنحو 320 مليونا، وسيتم إعلان الشركة التي ستكلف بالأشغال خلال الأيام القليلة القادمة.
وحددت “إدارة حاسي مسعود الجديدة” مهلة إنجاز المشروع بنحو 76 شهرا منها 16 شهرا للأشغال الهندسية
المصادر : مواقع الكترونية عربية – الجزيرة – وكالة الأناضول