تلال صخرية ممتدة تقدر قيمتها بالمليارات.. دولة عربية تشتري كل صادرات الذهب السوداني لمدة 6 أشهر
ارتفعت عائدات صادرات الذهب السوداني، خلال النصف الأول من العام الجاري (2022)، إلى مستويات قياسية بلغت نحو مليار و314 مليونًا و962 ألف دولار أميركي، وذلك بفضل شراء دولة عربية صادرات الدولة بالكامل.
واشترت دولة الإمارات العربية المتحدة كل كميات الذهب التي صُدّرت من السودان، خلال الـ6 أشهر الأولى من العام الجاري (من يناير/كانون الثاني وحتى نهاية يونيو/حزيران الماضي 2022)، وفق ما أعلن البنك المركزي السوداني، ونقلت عنه وكالة الأنباء الحكومية “سونا”.
وبلغت كميات صادرات الذهب السوداني إلى الإمارات نحو 21 ألفًا و832 كيلوغرامًا من الذهب الخالص، وهو ما يزيد على الكميات التي صُدّرت خلال المدة نفسها من عام 2021 بنحو 5 كيلوغرامات، وفق الموجز الإحصائي لتجارة السودان الخارجية للنصف الثاني من العام المالي 2022.
احتياطيات الذهب السوداني
يبلغ احتياطي السودان من الذهب -وفق ما أعلنت وزارة المعادن في بيانات سابقة- نحو 1550 طنًا، إذ تنتج الدولة الواقعة في الجزء الجنوبي من شمال قارة أفريقيا، الذهب من خلال القطاع الأهلي بأساليب ووسائل تقليدية.
وبينما لا تملك الدولة في السودان سوى حصة قليلة من قطاع تعدين الذهب، يظل بنك السودان المركزي هو الجهة الوحيدة التي تضع ضوابط شراء المعدن الأصفر، كما أنه المشتري الوحيد له، إلا أن الاضطرابات الاقتصادية الأخيرة جعلته غير قادر على شراء إنتاج القطاع الأهلي.
وأعلنت بعض الشركات المسؤولة عن صادرات الذهب السوداني أن السياسات التي تنتهجها الدولة تجاه المعدن الأصفر تسببت في عرقلة عمليات التصدير، وفي الوقت نفسه لا يستطيع البنك المركزي توفير احتياطيات كافية منه، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تعدين الذهب في السودان
يُسهم الذهب بدور كبير في تحقيق التنمية الاقتصادية في السودان، وتوفير موارد مالية تعوّل عليها الخرطوم لمساعدتها على تجاوز عثرتها المالية الحالية، التي ما زالت مستمرة منذ انفصال الجنوب منذ عدة سنوات.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي 2021، أعلن السودان مشروعًا لتوطين صناعة الجواهر والمشغولات الذهبية وتطويرها، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتولّت شركة الخرطوم للذهب والمعادن “سبائك” مسؤولية تطوير القطاع السوداني المهم، من خلال إطلاق 13 مشروعًا في التعدين بشراكات مع عدة جهات، من بينها مركز الخرطوم للأحجار الكريمة والألماس، وسبائك لاستزراع اللؤلؤ، ومركز الخرطوم لصناعة الرخام والجرانيت.
اقرأ : التنقيب عن الذهب.. بيرسيوس تستحوذ على 15% من حصة شركة كندية في السودان
تسعى شركة التعدين والتنقيب عن الذهب بيرسيوس إلى توسيع نطاق استحواذها في أفريقيا، التي تتركز معظم أعمالها فيها، إذ أبرمت الشركة صفقة للاستحواذ على حصة تصل إلى 15% في شركة “أوركا غولد” الكندية، المملوكة لشركة ريسوليوت مايننغ الأسترالية العملاقة.
وتمنح الصفقة الجديدة للشركة الأسترالية فرصة لتعزيز قوتها المالية، بعد بيع السهم الواحد بقيمة 0.44 دولارًا كنديًا (0.35 دولارًا أميركيًا)، كما تمنحها حصصًا في شركتين واعدتين، في شمال وغرب القارّة السمراء.
وبهذه الصفقة، تؤمن شركة بيرسيوس حصة في منجم “بلوك 14″، في السودان، وحصة 31.5% شركة مونتاج غولد، صاحبة مشروع “كون” للتنقيب عن الذهب في شمال كوت ديفوار.
ومن المقرر أن تزوّد بيرسيوس شركة أوركا بقرض قيمته 5 ملايين دولار، بتسهيلات قصيرة الأجل، بهدف التنقيب عن الذهب واستكشاف وتطوير مشروع بلوك 14، إذ ستسدّد الشركة القرض في نهاية يونيو/حزيران، مع احتساب فائدة بمعدل 7.5% سنويًا.
مفاوضات الاستحواذ
قالت شركة بيرسيوس، إنها تُجري حاليًا محادثات مع أوركا الكندية، من أجل الاستحواذ المحتمل على جميع الأوراق المالية المعلقة الخاصة بالمشروع، مؤكدة أن المفاوضات ما زالت مستمرة حول مشروع بلوك 14، وهو منجم مفتوح للتنقيب عن الذهب، من المتوقع أن ينتج بين 200 و300 ألف أوقية سنويًا، خلال 13 عامًا من عمر المنجم.
ونظرًا لاهتمام بيرسيوس وتاريخها في التعدين والتنقيب عن الذهب في كوت ديفوار، فقد يكون الهدف الرئيس للشركة هو مشروع كون، الذي يقع على بعد 350 كيلومترًا شمال غرب ياموسوكرو، العاصمة السياسية للبلاد.
وأظهر نطاق العمل في الأصل إمكاناته، بعملية مدتها 15 عامًا، بقدرة 200 ألف أوقية من الذهب سنويًا، والتي من المتوقع أن تنتج أكثر من 300 ألف أوقية ذهب سنويًا خلال العام الثاني أو الثالث من الإنتاج.
توسيع نطاق العمل
حققت عملاقة التعدين بيرسيوس -التي تتركز معظم أعمالها في أفريقيا معدل إنتاج سنويًا للذهب يبلغ 500 ألف أوقية من الذهب سنويًا من مناجمها الـ3 العاملة الحالية في غانا وكوت ديفوار.
وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة التعدين جيف كوارترمين، فإن بيرسيوس تتوقع أن تحافظ على هذا المستوى من الإنتاج بناءً على نجاح الاستكشاف حول مناجم الذهب الحالية، إذ إنها تسعى دائمًا لتحديد فرص النمو غير العضوي المتراكمة القيمة.
وأضاف: “نعتقد أن شركة أوركا يمكن أن تمثّل مثل هذه الفرصة بالنسبة لنا”.
من جانبها، قالت شركة ريسوليوت مايننغ، إن بيع السهم بقيمة 0.44 دولارًا كنديًا، كان جزءًا من تركيزها الإستراتيجي على أصول التشغيل الأساسية، مضيفة أن هذه الصفقة ستساعد في تعزيز ميزانيتها العمومية.
اقرأ : الذهب في السودان.. إطلاق مشروع لتوطين الصناعة
يعوّل السودان على قطاع التعدين في الذهب لتأدية دور رئيس في التنمية الاقتصادية، وتوفير موارد مالية للبلاد، مع تراجع الإيرادات النفطية، خاصة بعد انفصال الجنوب.
وفي هذا الإطار، تعمل الخرطوم على مشروع لتوطين صناعة الجواهر والمشغولات الذهبية وتطويرها، الذي تقوم به شركة الخرطوم للذهب والمعادن “سبائك”.
ضمن إطار الحديث عن الذهب في السودان، أشاد وكيل وزارة المعادن المكلف محمد سعيد زين العابدين -خلال اجتماعه، اليوم الثلاثاء، مع وفد من شركة سبائك برئاسة مدير قطاع التعدين مجاهد بلال طه- بالطريقة العلمية التي تنتهجها سبائك في مشروعاتها.
مشروعات الذهب في السودان
أعلن المدير العام لقطاع التعدين في “سبائك” إطلاق 13 مشروعًا واستثمارًا كبيرًا في التعدين بشراكات عالمية، منها مركز الخرطوم للأحجار الكريمة والألماس، وسبائك لاستزراع اللؤلؤ، ومركز الخرطوم لصناعة الرخام والجرانيت، وغيرها من المشروعات في استكشاف المعادن وإنتاجها.
ويأتي في مقدمة المشروعات، مشروع التوطين عبر مصنع الخرطوم لصناعة الذهب والجواهر (أحد استثمارات سبائك)، إذ من المقرر تدشين المشروع وتوقيع العقود ووضع حجر الأساس في يناير/كانون الثاني 2022، بحضور عالمي.
توطين صناعة الذهب
من المقرر أن يستغرق تنفيذ المشروع عامين بتكلفة 108 ملايين دولار، إذ تشارك في التصنيع والتدريب والتأهيل 6 دول في مقدمتها إيطاليا والإمارات وتركيا والبحرين.
وأوضح مدير قطاع التعدين مجاهد بلال طه، أن الفوائد الكبيرة للمشروع تتمثّل في خلق قيمة مضافة للذهب الخام واستهداف 13 دولة أفريقية يخدمها المصنع، بالإضافة إلى تشغيل الأيدي العاملة السودانية وتدريبها عبر الشراكات المحلية مع مراكز التدريب المهني والجامعات.
ويُعدّ التعدين في الخرطوم واحدًا من أهم قطاعات ومصادر الدخل، إلّا أن جزءًا كبيرًا منه يُعدّ تقليديًا، إذ يوجد نحو مليون شخص يعملون في التنقيب عن الذهب في أكثر من 800 موقع بأنحاء البلاد، وعدد منها متهالك.
اقرأ : السودان يستأنف إنتاج الذهب من جبل عامر
أعلن السودان، اليوم الإثنين، استئناف عمليات إنتاج الذهب من جبل عامر (ولاية شمال دارفور)، والعمل بوتيرة متسارعة خلال الفترة المقبلة، لتحقيق طموحات السودانيين.
جاء ذلك بعد انسحاب شركة الجنيد للأنشطة المتعددة من مربع التنقيب عن الذهب بجبل عامر لصالح حكومة السودان، ممثّلةً في وزارة الطاقة والتعدين، عقب اتّهامات لنائب رئيس قوات الدعم السريع الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو، بامتلاكه للشركة واستغلال منصبه في تسهيل عملها.
وفي 16 من يناير/كانون الثاني الماضي، قالت وزارة الطاقة في بيان صحفي: إن “الشركة تنازلت عن حقها في المدة المتبقية من التصديق لصالح حكومة السودان، التي ستعمل للاستفادة من المربع والنظر في أيّ إجراءات أخرى ذات صلة بذات الشأن”.
مشروع الذهب في جبل عامر
حسب وكالة الأنباء السودانية “سونا”، أوفدت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، اليوم الإثنين، فريقًا من إدارات الهيئة المختلفة لاستئناف العمل في مشروع إنتاج الذهب بجبل عامر.
ولدى مقابلته فريقًا يتكون من 41 فردًا، قبل مغادرتهم إلى جبل عامر، أوصى المدير العامّ للهيئة محمد سعيد زين العابدين، “الفريق المغادر إلى الجبل بالعمل بروح الفريق الواحد لتنفيذ المشروع المحدد من قبل الهيئة لإنتاج الذهب، داعيًا إيذاهم إلى العمل الجيد”.
من جهته، قال رئيس المأمورية محمد الحافظ: إن “إنتاج الذهب من جبل عامر سيبدأ في غضون هذا الأسبوع، بعد انتهاء عملية التسليم والتسلم بين شركة الجنيد والحكومة”.
وأضاف: “نأمل في إنتاج كميات مقدّرة من الذهب خلال فترة بقاء الفريق في المنطقة، والتي ستصل إلى نحو 3 أشهر”.
المصادر : مواقع الكترونية