محطة أكويو النووية في تركيا.. أكبر موقع نووي في العالم يتلقى دعمًا بمليارات الدولارات.. إليك أسرار المحطة العملاقة
بعد انتشار المخاوف من تعرض محطة أكويو النووية في تركيا لأزمة مالية بعد الحرب في أوكرانيا، بدأت روسيا ضخ الأموال لتطوير المشروع الذي تبلغ تكلفته 20 مليار دولار.
وفي هذا الإطار، حوّلت شركة روساتوم الروسية أموالًا إلى شركة تابعة لها -تتخذ من تركيا مقرًا لها، ومعروفة بـ”أكويو نيوكلير جيه إس سي”- لبناء محطة الطاقة النووية على ساحل البحر المتوسط التركي؛ ما يخفف من المخاوف المتعلقة بتأجيل المشروع بسبب العقوبات، حسبما نشرت بلومبرغ.
وأرسلت روساتوم نحو 5 مليارات دولار، الأسبوع الماضي، ومن المتوقع إجراء عمليتي تحويل مماثلتين بالدولار، 5 مليارات خلال هذا الأسبوع، و5 مليارات أخرى الأسبوع المقبل، وفقًا لكبار المسؤولين الأتراك.
ويُعَد المشروع من أهم المشروعات في تركيا، وفور اكتماله سيلبي احتياجات 10% من الطلب المحلي على الكهرباء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تمويل المشروع
قالت شركة روساتوم، في بيان، إنه على الرغم من أن موقع البناء هو الأكبر من نوعه في جميع أنحاء العالم؛ فإن المعاملات الجارية أقل بكثير من الرقم الذي قدمه المسؤولون الأتراك.
وأشارت روساتوم إلى أن ترتيبات تمويل المشروع خاصة، لكنها رفضت تقديم المزيد من التفاصيل.
وأوضح المسؤولون الأتراك أن التمويل سيغطي متطلبات الشراء للمشروع على مدى العامين المقبلين.
ووصف أحد المسؤولين عملية تحويل الأموال بأنها “بادرة طيبة” من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لدور نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في صفقة تاريخية من المتوقع أن تفرج عن صادرات الحبوب من أوكرانيا، وتهدئ المخاوف من أزمة غذاء عالمية.
ومن المقرر أن يجري الزعيمان محادثات في مدينة سوتشي الروسية يوم 5 أغسطس/آب (2022).
وفي مارس/آذار (2022)، قالت روساتوم إن لديها الحق في بيع قرابة 49% في محطة أكويو النووية إلى أحد المستثمرين، بيد أنها تمتلك الموارد والأدوات اللازمة كافة لإنجاز المشروع بنجاح حتى في حال تمويل عمليات البناء بمفردها.
وأضافت أن الشركة التزمت بعمليات الإنتاج وتسليم المعدات للمحطة في الموعد المحدد، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
أهمية محطة أكويو النووية
بدأ العمل في المفاعل الأول، المعروف بـ”أكويو 1″، في عام 2018، وبعد عامين، شرع المهندسون في بناء “أكويو 2″، ومن المقرر الانتهاء من العمل بحلول عام 2026.
وتعد محطة توليد الكهرباء ذات أهمية لتركيا لتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة باستمرار، ومن المقرر أن تلبي 10% من الطلب المحلي على الكهرباء فور تشغيل جميع المفاعلات الـ4.
وتلقى المشروع تمويلًا من أكبر مقرض في روسيا سبيربنك، وبنك سوفكومبانك، ويخضعان -حاليًا- للعقوبات المفروضة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
في حين لم تُفرَض عقوبات على شركة روساتوم، المالك الوحيد لمحطة أكويو النووية، والشركة التابعة لها، وهي المسؤولة عن بناء المشروع وتشغيله.
وسبق أن ذكرت بلومبرغ أن العقوبات الغربية ضد روسيا تعرقل عمليات بناء وتمويل محطة أكويو النووية، وأن القيود قد تتسبب في تأخير المشروع.
وناقشت تركيا وروسيا المشكلات المحتملة، بما في ذلك تأمين المعدات من دول أخرى.
وأشارت الوكالة إلى أن روسيا توقعت تعرضها لمشكلات تتعلق بالتمويل، وبناءً على ذلك طلبت من تركيا تمويل المشروع بنفسها، وتلقيها تعويضات من موسكو لاحقًا ضمن صفقة مقايضة.
وفي منتصف مارس/آذار (2022)، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، إنه لا يتوقع أي تأجيل في مشروع أكويو، مؤكدًا إطلاق أول وحدة في عام 2023، وجميع الوحدات الأخرى لاحقًا.
روابط قوية
كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حريصًا على عدم التخلي عن الكرملين منذ غزو روسيا لأوكرانيا، ولدى موسكو وأنقرة روابط عميقة تمتد إلى عهد الاتحاد السوفيتي.
فبالإضافة إلى مصفاة نفط بناها الاتحاد السوفيتي السابق بالقرب من بلدة ألياجا في سبعينيات القرن الماضي، أسهم مهندسون روس في تطوير ركائز صناعية أخرى في تركيا، من بينها مصنع للألومنيوم ومراكز لصناعة النسيج والزجاج.
كما اشترت تركيا دفاعات صاروخية من موسكو بعد فشلها في تأمين صفقة مع حلفاء الناتو، واستشهدت أنقرة بالمزايا الروسية من حيث السعر ونقل التكنولوجيا.
وما زالت روسيا مصدرًا مهمًا لتأمين إمدادات الطاقة لتركيا، وزودت أنقرة بربع احتياجاتها من النفط الخام، وقرابة 45% من الغاز الطبيعي العام الماضي (2021).
وقال البنك المركزي التركي، يوم الخميس 28 يوليو/تموز (2022)، إن البلدين يعملان -حاليًا- على آلية تسمح لتركيا بدفع جزء أو كل مشترياتها من الطاقة المستوردة من روسيا بالروبل.
على الجانب الآخر، لم يضغط الحلفاء الأوروبيون والولايات المتحدة على أردوغان لتنفيذ عقوباتهم على الشركات والمسؤولين الروس، إذ يدركون مواطن الضعف الاقتصادي لأنقرة.
ورغم رفض تركيا الانضمام إلى أغلب العقوبات الغربية، كانت تركيا -العضو في منظمة حلف شمال الأطلسي- واضحة بشأن دعمها لأوكرانيا.
وقدمت شركة يرأسها صهر أردوغان عشرات الطائرات المسلحة دون طيار لدعم الجيش الأوكراني.
المصدر: مواقع إلكترونية