علوم وتكنولوجيا

بهدف الحد من انبعاثات الكربون.. الخطوط الجوية التركية تبدأ بتسيير رحلاتها باستخدام وقود مستدام

أوضح رئيس شركة النقل الجوي الوطنية إلكار أيجي أن شركة الخطوط الجوية التركية في محاولة للحد من انبعاثات الكربون، قررت التحول لاستخدام وقود خاص يقلل الانبعاثات بنسبة 87%.

وقال أيجي لوكالة أنباء الأناضول، إنه مع شعار “طريقنا هو المستقبل”، ستطلق الخطوط الجوية التركية رحلاتها الأولى باستخدام وقود الطيران المستدام، مرة واحدة في الأسبوع على خط سيرها بين إسطنبول وستوكهولم. معرباً عن فخر الشركة بالبدء بهذا المشروع.

وشدد أيجي على أن الخطوط الجوية التركية هي خامس أكبر ناقل للركاب الدوليين في العالم. وأكد أنه بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام، خدمت الشركة 40.5 مليون مسافر، مضيفاً أنها شهدت أسرع انتعاش في منطقة أمريكا الشمالية خلال نفس الفترة.

ووفقاً لبيانات رسمية، حافظت الخطوط الجوية التركية على ريادتها في أوروبا بمتوسط 932 رحلة يومية في عام 2021.

ومن المقرر أن تبدأ الخطوط الجوية التركية رحلات مجدولة إلى سيبو في الفلبين، ومدن دنفر وسياتل وديترويت الأمريكية، وسيالكوت في باكستان، وهرجيسا في الصومال، اعتماداً على الاحتمالات وظروف السوق، حيث أوضح أيجي أنهم يخططون في عام 2022، لاستقبال إجمالي 18 طائرة من الجيل التالي، بما في ذلك 10 طائرات عريضة البدن، و8 طائرات ضيقة البدن.

وقال إن الخطوط الجوية التركية تسيّر حالياً رحلات إلى 333 وجهة على مستوى العالم، في 328 مدينة واقعة في 128 دولة، مضيفًا أن الشركة لديها أسطول من 373 طائرة، منها 104 عريضة البدن و 246 ضيقة البدن و 23 طائرة شحن في عام 2021، بزيادة 21 عن العام السابق.

رحلات دولية منخفضة التكلفة من أناضولو جت:
وقال أيجي إن الشركات التابعة للخطوط الجوية التركية مثل AnadoluJet وTurkish Cargo “ستطير باستخدام أجنحتها الخاصة” بعد أن سرّعت الشركة من استثماراتها في أناضولو جت، واصفاً إياها بأنها واحدة من النقاط المحورية في استثمارات الفترة المقبلة، ومؤكداً على أن الشركة تعمل على إنشاء هيكل جديد يتضمن نموذج أعمال فريد في محاولة لاكتساب القوة في سوق “طيران منخفض التكلفة”.

وأضاف: “نخطط لإعادة هيكلة سوق شركات النقل منخفضة التكلفة من خلال دراسات الجدوى الخاصة بنا”.

ومن المقرر أن تكون شركة الشحن التركية من بين أكبر 3 شركات شحن جوي بحلول عام 2023، حيث واصلت عملياتها حتى مع الأضرار التي أحدثها الوباء بقطاع الطيران، باستخدام أكثر من 30 طائرة ركاب، بالإضافة إلى طائرات الشحن الخاصة بها مع اكتساب حصة سوقية للشركة في إجمالي عائدات الشحن العالمية ارتفعت من 0.6% في 2019 إلى 5.3% هذا العام.

المصدر: الأناضول – وكالات


اقرأ أيضاً: يقلل من الانبعاثات.. وقود جديد للطائرات فعال ومستدام ومستخرج من النباتات الزيتية

وفقا لدراسة جديدة نشرت في دورية “جي سي بي بيوإنيرجي” (GCB Bioenergy)، فإنه يمكن تقليل الانبعاثات الناتجة عن قطاع الطيران بنسبة تبلغ 68%، وذلك عن طريق التحوّل إلى وقود طيران مستدام “إس إيه إف” (SAF) مشتق من النباتات لاسيما محاصيل البذور الزيتية غير الصالحة للأكل.

وتمثل تلك المحاصيل مجموعة متنوعة من نبات الخردل تسمى السلجم الزورقي أو “براسيكا كاريناتا” (Brassica carinata)، وقد أوضحت الدراسة أنه يمكن أن يكون ذلك الوقود أكثر فعالية من حيث التكلفة من الوقود البترولي.

البصمة الكربونية

ووفق بيان صحفي نشر على الموقع الرسمي لجامعة جورجيا (University of Georgia) يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يرى المختص بأبحاث الاستدامة الدكتور بونيت دويفيدي أنه “إذا تمكنا من تأمين إمدادات المواد الأولية وتوفير حوافز اقتصادية مناسبة لعمليات التوريد، فمن المحتمل أن ننتج وقود طيران مستداما ناتجا عن نبات الخردل الذي يزرع في جنوب الولايات المتحدة”.

وأضاف أن هذا الوقود المستدام “يمكن أن يساهم في تقليل البصمة الكربونية لقطاع الطيران مع خلق فرص اقتصادية وتحسين خدمات النظام البيئي عبر المنطقة الجنوبية”.

ووفقا لتقرير صدر عام 2019 عن معهد دراسة البيئة والطاقة في واشنطن العاصمة (the Environmental and Energy Study Institute)، فقد أنتجت صناعة الطيران ما يقرب من 2.4% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.

وقد زادت هذه الانبعاثات لتبلغ 3.5% من مجموع الانبعاثات العالمية، حسب دراسة نشرت في شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري في دورية “أتموسفريك إنفايرومنت” (Atmospheric Environment).

سعر تنافسي مدعوم بتوجهات سياسية

لا يعتبر وقود الطيران المستدام المصنع من السلجم الزورقي فكرة جديدة، حيث تم تطويره واختباره قبل بضع سنوات وتم إطلاق أول رحلة نفاثة قائمة على وقود حيوي خالص مشتق من براسيكا كاريناتا بنجاح في عام 2012، إلا أن التكلفة كانت أعلى بكثير من وقود الطائرات التقليدي.

وهنا لا بد من التوضيح بأن الباحثين لم يستهدفوا في دراستهم الجديدة فكرة إثبات أن الوقود المستدام قابل للتطبيق، إذ إنها فكرة سبق طرحها، ولكنهم استهدفوا تقدير مدى فعالية الوقود المستدام من حيث التكلفة وخفض الانبعاثات.

ويبلغ سعر اللتر الواحد من وقود الطائرات التقليدي حاليا حوالي 0.50 دولار أميركي، في حين يتراوح سعر اللتر من الوقود المستدام المنتج من نبات الخردل ما بين 0.85 دولار و1.28 دولار.

بيد أن الحكومات تقدم حوافز لتقليل الانبعاثات التي لم تكن موجودة في عام 2012، مثل مبادرة الوقود المستدام للطيران التي طرحتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وفيها يتم تقديم ائتمانات ضريبية للحد الأدنى من الانبعاثات بنسبة 50% مقارنة بوقود الطائرات التقليدي.

وأظهرت الدراسة أنه إذا تم أخذ جميع الاعتمادات الأميركية المتاحة بعين الاعتبار، فإن تكلفة وقود الطيران المستدام المصنع من نبات الخردل ستتراوح بين 0.12 دولار و0.66 دولار للتر الواحد، وهو ما يعتبر سعرا تنافسيا بالمقارنة مع الوقود التقليدي.

وقد أكد الباحثون في البيان الصحفي على أهمية الدعم المقدم من الحكومات لصالح الوقود المستدام، حيث صرح دويفيدي بأنه “لا بد من استمرار توجهات السياسة الحالية في دعم تصنيع وتوزيع وقود الطيران المستدام. كما يمكن أن تساهم المبادرة التي أعلن عنها الرئيس بايدن في تغيير قواعد اللعبة لصالح دعم إنتاج الوقود المستدام من نبات الخردل”.

تحديات وحلول

مثل غيره من الأطروحات الجديدة، يقابل وقود الطيران المستدام تحديات كثيرة منها القدرة على استبدال المحاصيل الغذائية المهمة، وتساؤلات حول ما إذا كان من الممكن زراعة محاصيل كافية لتصنيع كم كاف من الوقود، إضافة إلى مكان الزراعة وآلياتها ونوع المحصول ومدى فعاليته في تخفيض الانبعاثات.

بدورهم يرى الباحثون أنه يمكن زراعة السلجم الزورقي في الولايات الجنوبية الشرقية، حيث تميل درجات الحرارة إلى أن تكون أكثر دفئا في أشهر الشتاء وهو خارج موسم إنتاج الغذاء، مما يعني أنها لن تنافس المحاصيل الأخرى بشكل مباشر. كما أنه يمكن استخدام المخلفات الثانوية التي تنتج عن صناعة الوقود المستدام لإنتاج الأعلاف الحيوانية.

وقد سلطت الدراسة الضوء على مشكلة هامة تتمثل في افتقار الولايات المتحدة إلى البنية التحتية اللازمة لتحويل المحصول إلى وقود مستدام. لذا يعكف الباحثون حاليا على دراسة جدوى بناء هذه المرافق، على أمل توجيه المزارعين والمستثمرين وصانعي السياسات لإصدار قرارات داعمة فيما يخص هذا الشأن.

ووفق تقرير موقع “ساينس ألرت” (Science Alret) فقد أوضح دويفيدي أن نتائج دراستهم ستوجه إلى ولاية جورجيا بشكل خاص “كونها تعد سادس أكبر مستهلك لوقود الطائرات التقليدي في البلاد، كما أنها تضم أكثر المطارات ازدحاما في العالم، وهي مقر لشركة الطيران العالمية الرائدة “دلتا” (Delta)”.

المصدر : ساينس ألرت + مواقع إلكترونية + الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى