روبوتاات للعمل في “العتالة”.. وداعاً للشيخوخة والتقاعد بالمصانع
روبوتاات للعمل في “العتالة”.. وداعاً للشيخوخة والتقاعد بالمصانع
تعاني أغلب المصانع من ارتفاع معدلات الشيخوخة، ولكن بفضل “الروبوتات” الإنسان الآلي المنتشر بالمصانع حول العالم انتهت الأزمة.
وخلصت دراسة جديدة بحثت في بيانات سكانية وصناعية في 60 بلدا إلى وجود صلة قوية بين استخدام أجهزة الروبوت وشيخوخة القوى العاملة، التي تشير إلى نسبة العمال في سن 56 أو أكثر بالمقارنة مع من هم في الفئة العمرية بين 21 و55 عاما، وركزت الدراسة على المناطق الصناعية بالذات.
كما كشفت أن عنصر العمر وحده يمثل 35% من الاختلاف بين البلدان في استخدام أجهزة الإنسان الآلي “الروبوتات”، إذ تَبين أن البلدان التي لديها عمال أكبر سنا تستخدم هذه الأجهزة على الأرجح وبفارق كبير عن غيرها من البلدان.
ويتفق هذا البحث مع اتجاه طويل الأمد في بلدان مثل كوريا الجنوبية وألمانيا حيث تزيد شيخوخة القوى العاملة على نحو سريع. والدولتان من ضمن الدول التي تستخدم أجهزة الروبوت بأسرع وتيرة.
واكتشفت الدراسة نمطا مماثلا في الاقتصاد الأمريكي حيث تشهد المناطق الحضرية التي بها قوة عاملة أكبر سنا استخداما واسعا للإنسان الآلي بعد 1990.
اقرأ : الطباخ الآلي قادم.. “كتف قانوني” من الروبوتات لطهاة المطاعم
نجحت الروبوتات ببراعة في احتلال موقع وظيفي جديد للبشر رغم صعوبة المهمة هذه المرة، وهي الطبخ في المطاعم.
من فرنسا إلى أمريكا والسويد، تعددت نماذج توظيف الروبوتات في مطابخ المطاعم لإعداد وجبات بعينها.
وقد نالت تلك الآلات كل النجاح بعد تجاوزها اختبار الدقة والتفاني من حيث الجودة وعدد الأطباق التي تنجزها في الساعة.
تجارب عالمية
ففي السويد، جمعت شركة “بونبوت” الناشئة مليوني دولار لإطلاق أول روبوت لصنع المثلجات (آيس كريم) بحلول نهاية العام.
وفي فرنسا، قدمت شركة”كوك-إي” الناشئة في معرض “فيفاتيك” للابتكارات التقنية أخيرا روبوتا يصنع أطباقا داخل المقلاة الصينية (ووك)، ويقوم على سكب المكونات المطابقة للطلب تلقائيا في مقلاة “ووك” دوارة تتحكم فيها الآلة.
كما تصب الآلة الطعام المحضر داخل الطبق قبل غسل المقلاة.
ويوضح المدير العام لشركة “كوك-إي” رافاييل تيرون “لقد صممنا روبوتا صغيرا وبسيطا ليكون أقل تكلفة”.
ويقول “نريد مساعدة المطاعم في معادلتها الاقتصادية، إذ أن 60% من المطاعم تفلس في السنوات الثلاث الأولى” من حياتها.
وسيُشغل النموذج الأولي من الروبوت في نهاية العام في إحدى المؤسسات المتخصصة في تحضير الأطعمة المعدة حصرا للتوصيل والتي تضعها “كوك-إي” ضمن أهدافها.
ويلفت رافاييل تيرون إلى أن أحدث صيحات التكنولوجيا تسهّل محاولات استخدام الروبوتات في مجال المطبخ.
ويوضح “لم يكن بإمكاننا أبدا تطوير+كوك-إي+ من دون الطباعة الثلاثية الأبعاد” التي تجعل صنع القطع واختبارها أمرا سهلا وقليل التكلفة.
نجاح في المطعم الباريسي
ويقدم مطعم في وسط باريس تجربة مميزة لزبائنه إذ يتيح لهم تناول شطائر بيتزا محضرة على يد روبوت من دون أي تدخل بشري.
ويُعد مطعم “باتزي” الصغير الواقع في حي بوبور في العاصمة الفرنسية، ثاني مطعم من هذا النوع يفتح أبوابه، بعد مطعم مشابه افتُتح في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 في مركز “فال دوروب” للتسوق شرق باريس.
وفي استطاعة الروبوت في مطعم “باتزي”، الذي يعمل خلف واجهة زجاجية، صنع بيتزا في غضون خمس دقائق، على مرأى من الزبون الذي يرسل طلبه عبر جهاز آلي موضوع في المكان.
ويمد الروبوت بذراعه الآلية العجين، ثم يضع صلصة الطماطم، ويضيف الحشوة (وهي الخطوة الوحيدة التي تحصل بعيدا عن نظر الزبون)، قبل أن يضع البيتزا في الفرن ويخرجها ثم يوضبها في صندوق التوصيل الخاص بها.
ويمكن للروبوت صنع ما يصل إلى 80 شطيرة بيتزا في الساعة، بسعر يراوح بين 7 و13,6 يورو، مع ضمانات خاصة بجودة المنتجات (عجين طازج وخضروات عضوية وأجبان من أنواع محمية قانونا).
وتقتصر مهمة الموظفين في المكان على تبسيط العلاقات مع الزبائن وإدارة الطاولات القليلة في الموقع، لكنهم لا يتدخلون البتة في عملية التصنيع.
أزمة توظيف
ويطمح “باتزي” لكي يصبح سلسلة حقيقية لمطاعم الوجبات السريعة، عملا بنموذج مشابه لشبكات رئيسية في هذا القطاع، وفق فيليب غولدمان المدير العام لهذه الشركة التي تضم 35 شخصا اليوم.
ويقول غولدمان “نحن بصدد الانتهاء من التوقيع على افتتاح مطاعم في مواقع مختلفة” في باريس، و”اعتبارا من مارس آذار أو أبريل نيسان ، سندخل السوق السويسرية”.
وقد جمعت “باتزي” رأس مال استثماريا بقيمة 10 ملايين يورو عام 2019.
ويوضح “لقد بدأنا الآن في تدويل أنشطتنا” حيث إن “50 % من الطلب يأتي من الخارج”، مشيرا إلى أن شبكات “الوجبات السريعة تعاني أزمة في كل مكان على صعيد التوظيف والقدرة على إيجاد موظفين”.
الصيحة تنتشر
وليست “باتزي” أول شركة تحاول إطلاق مطاعم للبيتزا المحضرة آلياً.
ففي الولايات المتحدة، تواصل شركات ناشئة محاولاتها في هذا المجال، رغم فشل ذريع مُنيت به شركة “زومي” التي حوّلت نشاطها في أوائل عام 2020 إلى صنع الأغلفة القابلة لإعادة التدوير بعدما أنفقت ما يقرب من 375 مليون دولار
في محاولة لإنشاء شبكة مطاعم للبيتزا المحضرة على يد روبوتات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
كما جمعت شركة “بيكنيك” الناشئة التي تتخذ من سياتل مقرا، أخيرا 16,3 مليون دولار لمواصلة تطوير آلتها لصنع البيتزا في المطاعم والتي لا تزال بحاجة إلى مشغّل للعمل، خلافا لـ”باتزي”.
ولا يقتصر عمل الروبوتات في مجال المطاعم على صنع البيتزا.
فقد صمد “كرييتر”، وهو روبوت قادر على صنع البرجر وشي لحم الستيك، عامين في سان فرانسيسكو قبل أن يغلق المطعم الذي كان يؤويه أبوابه في يونيو حزيران 2020 بسبب تدابير الإغلاق لمكافحة جائحة كوفيد-19.
مواقع عربية