اقتصاد

أبرز المحطات.. في حياة الملياردير السعودي سليمان الراجحي عملاق المعاملات المصرفية

أبرز المحطات.. في حياة الملياردير السعودي سليمان الراجحي عملاق المعاملات المصرفية

يُعتبر الملياردر سليمان الراجحي أحد أنجح رجال الأعمال فى الممكلة العربية السعودية، بل وفى الشرق الأوسط حيث يحتل المرتبة 169 فى قائمة الفوربس لأغنياء العالم، حيث قام سليمان الراجحي بإفتتاح محل صرافة في جدة بالشراكة مع شقيقه صالح الراجحي، الذي عرف لاحقاً باسم “مصرف الراجحي”،

وبالسعي والاجتهاد وصل إلى قمة هرم الثروة والنجاح, ونقل أسهمه المصرفية في بنك الراجحي (تعادل مؤخرًا 3.7 مليار دولار) ومشاريع زراعية (دواجن وأصولاً أخرى) إلى وقف خيري يحمل اسمه.

سنتطرق فى هذا المقال لنذكر قصة الراجحى الملهمة فهو رجل عصامى بدأ من الصفر ووصل إلى أحد أثرياء العالم.

مولده
ولد سليمان بن عبد العزيز بن صالح الراجحي في تاريخ 30 نوفمبر 1928 في منطقة تسمى “البكيرية”، والبكيرية هي إحدى محافظات منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية، ونشأ الشيخ في أسرة سعودية فقيرة،

وقد كان ترتيبه الثالث بين أشقائه الأربعة، وهم على الترتيب: صالح، عبد الله، سليمان، محمد الراجحي، وقد إنتقل والده إلى الرياض بهدف البحث عن الرزق مع أخويه صالح وعبد الله للعمل، ثم عاد ليأخذ بقية العائلة في عام 1356هـ / 1937م.

وفي الرياض إلتحق سليمان واخوته بالمدرسة، إلا أن سليمان لم يكمل تعليمه مثل اخوته رغبة منه في ذلك، وبهدف أن يعمل في التجارة في سن مبكرة، حيث أنه منذ طفولته كان يميل إلى العمل والتجارة،

حيث عمل كحمال حقائب وكحارس لبضاعة التجار في السوق، وفي وقت الفراغ كان يتتبع الأبل لجمع ما يسقط منها من حطب وعمل في البناء، وغيرها من المهن التي أكسبته خبرة بأحوال السوق ودراية بطرق التعامل ومعاملة مختلف الفئات والعقليات وطرق التجارة.

بدايات الراجحي المتواضعة
بدأ الراجحي رحلته في التجارة وهو إبن عشر سنوات، كانت البداية هو أنه كان يذهب لشراء بعض الكيروسين ويبيعه؛ ثم بدأ الصبي يكتسب بعض الخبرات في التجارة ويفهم المعاملات الحسابية وهامش الربح ومتطلبات السوق.

ثم عمل في وظيفة أخرى، حيث عمل كحمّال أمتعة وحقائب للفنادق والجلسات والاشخاص، وقرر أن يتجه إلى العمل في جمع البلح لأصحاب مزارع النخيل مقابل أجر زهيد، ثم ذهب للعمل كنّاساً وحارساً للأمن، وحمال للحقائب والبضائع، ثم عمل كعامل بناء.

يقول الراجحي عن تلك الفترة : “لم أكن اتناول الافطار ، كنت طوال الوقت متاحاً للعمل كحمّال لحقائب الناس واغراضهم ، ولم اكن ارتدي سوى ثوب واحد ، أغسله يومياً وانتظر حتى يجفّ واعيد ارتداءه”.

ثم قرر سليمان أن يعمل في وظيفة جديدة وهو في سن المراهقة، حيث عمل طباخاً في احدى المؤسسات التابعة للحكومة. استمر فترة قصيرة في مطبخ هذه المؤسسة، حيث كان كل ما جمعه الشاب المكافح في تلك الفترة هو مبلغ زهيد ، ولكنه كافٍ لبدء شيء ما.

افتتح دكان صغير ببعض الإمكانيات البسيطة في عام 1363هـ / 1943م في الطريق الرئيسي في حي المربع، حيث جمع سليمان بعض المال وبدأ تجارته بشكل حر, وكان يبيع فيه العديد من المنتجات مثل السكر والشاي والكبريت والحلوى وغيرها، وكان يأتي ببعض المنتجات التي لا تباع إلا في البحرين، خاصة الحلويات.

وتنامت أرباح الدكان مع زيادة البضائع التي يبيعها للجمهور، وإستمر في العمل في هذا الدكان حتى عام 1365هـ / 1945م حيث قام ببيعه ليسدد تكاليف الزواج، ثم إنتقل بغد ذلك هو وعائلته إلى جدة وبدأ في العمل مع أخيه صالح في محله في جدة.

الإنتقال إلى جدة
لفت نظر الراجحي تنامى قدوم الحجاج الى مكة وزيادة أعدادهم مع المشاريع التنموية الكبيرة التي تجريها المملكة لخدمة طرق الحجاج التي بدأت في تلك الفترة.

هنا، قرر سليمان، وبعد سنوات من العمل في محل بقالته الخاص ، أن يعمل في مجال الصيرفة، فكان يبيع ويشتري العملات من الحجاج والمعتمرين.

ففي عام 1365هـ / 1945م انتقل سليمان للعمل في مدينة جدة للعمل ضمن أعمال شقيقه الأكبر صالح ليكون مسؤولاً عن النشاط التجاري الخاص بالصرافة في جدة ومكة، وقد اجتهد وقد كان يحمل الطرود والأمانات ويوصلها وهي على ظهره إلى المطار قاطعاً ما يزيد على العشرة كيلومترات ليوفر أجرة الحمال والنقل، كما تاجر في الأقفال والأقمشة ومواد البناء وغيرها.

وفي نهاية الخمسينيات، لفت نظره حجم الأرباح التي يحققها، والإقبال الواسع من الحجاج على استبدال العملات عن طريق الصرافات، فقرر التفرغ لهذا المجال والتوسع في أعماله، والعمل على تأسيس أول مصرف لإستبدال العملات بشكل رسمي ومنتظم.

وعندما بدأت الأعمال في النمو ولوحظ تحقق أرباح مشجعة قام الشيخ سليمان باستئجار دكان صغير تحت مسجد عكاشة في جدة. وبعد أحد عشر عاماً من العمل مع شقيقه صالح، إتفق الاثنان على تحويل ذلك الدكان ليكون شراكة بينهما حتى كان افتتاح اول مركز صغير له لاستبدال الصرافة وذلك في عام 1377هـ / 1957م , وأصبح ذلك المصرف أول عمل رسمي له.

إستمر العمل بهذه الشراكة وقام الشيخ خلال هذه الفترة بدخول عالم العقار وبدأ في التوسع فيه أيضاً، وفي عام 1391هـ / 1971م قرر هو وصالح أن يقوما بإنهاء الشراكة ليقوم كل واحد منهما بالتركيز على أعماله الخاصة.

في عام 1392هـ / 1972م أو قبله بقليل بدأ بالعمل بمفردة تحت اسم “مؤسسة سليمان العبد العزيز الراجحى”، وبدأ في التوسع وقام بفتح عدد من الفروع في جدة وغيرها، مع حرصه على عدم فتح أية فروع في منطقة الرياض إحتراماً لنشاط شقيقه الأكبر الشيخ صالح. هذا التوسع المصرفي صَاحبه أيضاً التوسع في مجال العقار، وإستطاع إكتساب سمعة طيبة لدى العملاء والتجار من داخل المملكة وخارجها.

صراف الراجحي
بعد فترة تقارب الست سنوات من العمل بشكل منفرد إتفقا على العودة للعمل من جديد بشكل مشترك، وفي هذه المرة إجتمع الأشقاء الأربعة للعمل جميعاً وتم تفويض الشيخ سليمان الراجحى ليدير العمل بشكل رئيسي، وكان هذا في عام 1398هـ / 1978م؛ حيث تم تأسيس شركة الراجحى للصرافة والتجارة، والتي تركز عملها الرئيسي في مجال الصرافة مع بعض النشاطات المتعلقة بالعقار ومواد البناء.

مصرف “الراجحي”، لصاحبه سليمان الراجحى .. نعرف جميعاً هذا الاسم الآن كواحد من أهم المصارف السعودية وأضخمها على الاطلاق, وكان عدد المؤسسين الأوائل في حدود 132 مؤسس، يدفع كل واحد منهم ثلاثمائة ألف ريال.

التوسع فى الأعمال
نَمى صراف الراجحي سريعاً ليلعب دوراً اقليمياً واسعاً في وضع أُسس مصرفية حديثة متفقة مع الشريعة الاسلامية، ليتحول إلى واحد من أهم وأضخم المصارف السعودية بنهاية القرن العشرين، والتي تمتد على مستويات عالمية واسعة.

بعد اكتمال الخطوات التأسيسية للمصرف قاموا بفصل جميع المصانع وكل ما يتعلق بالقسم التجاري عن المصرف ونشاطاته لتوفير أجواء من الثقة والامانة والشورى، بعد هذه الخطوة تفرغ الراجحي للمصرف وبدأ بإنشاء عدد من من الفروع في مختلف المناطق في المملكة.

وصل عدد الفروع الخاصة بالمصرف إلى ما يقارب خمسمائة فرع داخل المملكة، كما يمتلك المصرف أكبر شبكة صراف آلي في المملكة بعدد يزيد عن 2750 صراف في مختلف المناطق؛ ناهيك عن الفروع الدولية في العديد من البلدان.

اليوم يملك مصرف الراجحى اصولاً تتجاوز الـ 250 مليار ريال، ويعمل في فروعه المنتشرة حول العالم اكثر من 15 ألف موظف، وشبكة ضخمة تضم مئات الفروع وقاعدة عملاء ضخمة، وتعمل في كافة المجالات والمعاملات العالمية، ويعتبر من أكثر العلامات التجارية نشاطاً في عالم المعاملات المالية والبنكية حول العالم.

العمل في الصناعة
أنشأ سليمان الراجحي العديد من المصانع التي تدار تحت شركة الوطنية الصناعية ومنها مصنع الأوعية، ومصنع الرياض للكرتون ومصنع البلك الأحمر، ومصنع البلاستيك، ومصنع المنتجات الورقية، ومصنع الأغطية المعدنية وغيرها.

بالإضافة إلى شركة الوطنية للنقل والتي تدعم كل الشركات السابقة وتساهم في تطوير ودعم حركة النقل والشحن في المملكة وغيرها.

العمل في قطاع الأمن الغذائي
عمل الراجحي في مختلف القطاعات الغذائية مثل الدواجن والروبيان، وهذا لم ينحصر فقط على المملكة العربية السعودية بل تخطاها إلى دول عربية لكي يوسع نفوذه ويتضاعف أجره، يعتبر من التجارب الرائدة في مجال الأمن الغذائي تجربته في شركة دواجن الوطنية، حيث كان مشروع الدواجن في بدايته يتحمل الكثير من الخسائر غير المحتملة في هذا المجال؛

وعلى الرغم من هذه الخسائر أصر على إنجاح التجربة على الرغم من أن الخسائر وصلت إلى ما يقرب مليار ريال. حيث باشر بتنظيم الموارد البشرية والأجهزة المستخدمة ودمج هذا مع استخدام حظائر محلية الصنع قليلة التكلفة إلى أن أصبح إنتاجه يفوق النصف مليون دجاجة وأكثر من مليون بيضة في اليوم الواحد،

بالإضافة إلى إنشاء شركات دواجن في مصر شبيهة لهذا وأصبحت دواجن الوطنية توزع في العديد من البلدان.

كانت له العديد من التجارب في مختلف المجالات الهامة، ومن الشركات التي ساهمت في هذا المجال هي الوطنية الزراعية في القصيم، والوطنية الزراعية في منطقة البسيطاء.

والتي تعتبر من التجارب الرائدة كونها تعتمد بشكل كلي على المنتجات والطرق والأسمدة الطبيعية بدون أية مواد كيميائية، كما أنها تدار بطريقة التكامل البيئي، بحيث يتم الإستفادة من كل المخرجات وإعادة استخدامها في إدارة العمل بشكل يخدم البيئة ويزيد من جودة الإنتاج.

أعمال الراجحي الخيرية
بدأ الملياردير “سليمان الراجحي” بوقف بعض العقارات والأراضي للعمل الخيرى، ثم بعد هذا قام بوقف حصص من الشركات التي يملكها بنسب محددة، فاتخذ قراراً بوقف ثلثي ثروته .

ويحتل الراجحي المركز السادس بقائمة المحسنين العشرة الكبار على مستوى العالم حسب قائمة “ويلث إكس”، وبذلك يُعد أكثر رجال الأعمال العرب سخاءًأ وعطاءًا، فقد نقل أسهمه المصرفية في بنك الراجحى (تعادل مؤخرًا 3.7 مليار دولار) ومشاريع زراعية (دواجن وأصولاً أخرى) إلى وقف خيري يحمل اسمه، وهو يمول مساعي التعليم ومبادرات تساهم في الأمن الغذائي.

رجل الاعمال السعودي سليمان الراجحي، الذي بدأ حياته كبائع للكيروسين وحمّال للأمتعة، والذي يبلغ الآن الخامسة والتسعين من عمره، وتقدر ثروته بحوالي 6 مليارات دولار، أعلن عن التبرع بجزء كبير من ثروته كوقف خيري، وتفرغ لبناء الاوقاف والمؤسسات الخيرية، وعلى رأسها مؤسسة “الراجحى الخيرية”.

كانت بداية الراجحي أبعد ما يكون عن الثراء، حتى أنه لم يستطيع أن يكمل تعليمه، ولم يعش في ظروف أسرية أو إقتصادية مميزة مثل التي يعيشها الملايين الآن؛ ومع ذلك، إستطاع أن يصل إلى هرم الثروة والنجاح التي أفادت الاعمال الخيرية حول العالم.

اقرأ : “كولونيل ساندرز” مؤسس دجاج كنتاكي.. من أعظم قصص النجاح في التاريخ

يتطلع الكثير من رواد الأعمال المبتدئين ومحبي تناول طبق دجاج كنتاكي اللذيذ “KFC”، إلي معرفة رحلة كفاح مؤسسها “كولونيل ساندرز” التي مر بها حتى توصّل الى خلطته السحرية بعد قصة نجاح مُلهمة ونال المال والمجد وهو في سن الـ 60، وبالتأكيد سيستفيد منها رواد الأعمال من خلال النصائح والدروس المستفادة من مسيرة كفاح كولونيل ساندرز التي تساعدهم على تنمية أعمالهم.

واجه كولونيل ستاندرز حظه السيئ بالعمل الجاد والتصميم الدؤوب، هو ما حقق له النجاح في نهاية المطاف، ولكن هذا النجاح لم يتحقق بسرعة.

معلومات عن سلسلة مطاعم كنتاكي “KFC”
كنتاكي KFC
سلسلة مطاعم كنتاكي “KFC”
تُعد سلسلة مطاعم كنتاكي فرايد تشيكن Kentucky Fried Chicken” KFC” هي ثاني أكبر سلسلة مطاعم للوجبات السريعة عالمياً علي أساس المبيعات، بعد سلسلة مطاعم ماكدونالدز الشهيرة.

تتخصص مطاعم كنتاكي في تقديم طبق الدجاج المقلي المُضاف إليه خلطة التوابل اللذيذة المعروفة بـ”خلطة دجاج كنتاكي“، وهي واحدة من أوائل سلاسل مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية التي حظيت بانتشارًا واسعاً في جميع أنحاء العالم.

أسس سلسلة مطاعم كنتاكي “KFC”، الكولونيل هارلاند ساندرز “Harland Sanders” منذ عام 1930، ويقع مقرها الرئيسي في مدينة لويفيل “لويس فيل” بولاية كنتاكي الأمريكية.

يتواجد أكثر من 20 ألف فرع لسلسلة مطاعم كنتاكي في 123 دولة، وتستقبل فروع الولايات المتحدة الأمريكية ما يقرب من 8 مليون زائر يومياً.

وتقوم مجموعة “Yum” بتشغيل وإدارة سلسلة مطاعم كنتاكي وهي شركة مطاعم أمريكية للوجبات السريعة تدير أيضًا سلسلة “تاكو بل” للأكل المكسيكي، و”بيتزا هت“ ووينغ ستريت.

نشأة الكولونيل هارلاند ساندرز
لم ينشأ هارلاند ساندرز في بيئة مُرفهة، بل واجه معاناه في بداية حياته الشاقه، حيث نشأ في مستوى معيشي تحت خط الفقر.

ولد هارلند ديفيد ساندرز في سبتمبر عام 1890 ونشأ في مزرعة إنديانا (بالقرب من لويز فيل ولاية كنتاكي).

وتُوفي والده عندما كان ساندرز في الخامسة من عمره، وإضطرت والدته للعمل في مصنع تعليب.

وتركته والدته، لرعاية شقيقيه الأصغر سناً بعد أن أتم السابعة من عمره، وعلمته كيفية الطهي برغم سنه الصغير، وربما ذلك ما ساعده على إجادة مهارته الساحرة في الطبخ.

تزوجت والدته وهو عم 12 عام، وحينها غادر منزله وتوجه للعمل في مزرعة على بعد حوالي 80 ميلًا، لأن زوج والدته لم يكن محباً للأطفال.

أنهي كولونيل ساندرز دراسته الثانوية، ودرس المحاماة بالمراسلة، وخلال فترة دراسته التحق بعدة وظائف مختلفة، ولكن لم يستمر فيها، فانتقل الى مدينة اخرى ليعمل كموزّع لبوليصات التأمين ، ثم أسس شركة انتهت بالفشل.

وانتقل مرة اخرى الى مدينة كنتـاكي ليلتحق بإحدى الشركات كمندوب مبيعـات.

إقرأ أيضا: رجل الأعمال هاري وين .. من جامع قمامة لميلياردير

بداية فكرة إنشاء مطعم كنتاكي
فكر كولونيل ساندرز في إنشاء مطعمه عام 1929، وذلك حين أعرب له أحد أصدقائه عن استيائه من سوء الطهي في المطاعم الموجودة بولاية كنتاكي، وفي ذلك الوقت كان ساندرز عمره 39 عاماً.

كولونيل ساندرز دجاج كنتاكي

وفي عام 1930، أنشأ كولونيل ساندرز مطعم صغير يتكون من غرفة واحدة بمحطة تعبئة الوقود شل التي كان يملكها على الطريق 25 خارج مدينة كوربن الواقعة بولاية كنتاكي في جنوب شرق الولايات المتحدة.

ونجح حينها في تقديم وصفة الدجاج اللذيذة الشهيرة مع البطاطس والخضراوات التي تعلمها عندما كان صغيراً، وكان معظم زوار مطعمه من المسافرين.

ولم يكن يتوقع “كولونيل ساندرز” حين أنشأ مطعمه الصغير خارج مدينة كوربن، أنه سوف يصبح أحد أكبر سلاسل مطاعم الوجبات السريعة في العالم.

بعد أربع سنوات من الخدمة من طاولة غرفة الطعام الخاصة به، اشترى ساندرز محطة التعبئة الأكبر على الجانب الآخر من الطريق وتوسع إلى ستة طاولات، وبدأ في بيع دجاجه محلي الصنع لسائقي الشاحنات مقابل القليل من النقود الإضافية.

وقد أثبت ساندرز نجاحه في عام 1936، وحصل علي لقب “كولونيل كنتاكي” تقديرًا لمهاراته الرائعة في الطهي من قبل الحاكم روبي لافون (الحاكم الثالث والأربعين لولاية كنتاكي).

في عام 1937 قام بتوسيع مطعمه إلى 142 مقعدًا، وسماه (Sanders Court & Café)‏ مجلس ومقهى ساندرز.

إستغرق ساندرز في البداية 35 دقيقة لإعداد دجاجته في مقلاة حديدية ولم يكن راضي عن ذلك، ورفض أن يقلي الدجاجة في أعماق المقلاة، التي يعتقد أنها خفضت جودة المنتج.

حيث كان يطبخ الدجاج مسبقاً قبل الطلبيات، وكان هناك أحياناً هدر في نهاية يومه.

تم إطلاق أول مواقد الضغط التجاري في السوق عام 1939، ومعظمها مصمم للخضروات البخارية.

اشترى ساندرز واحدة منها، وقام بإجراء تعديل عليها ليحولها إلى مقلاة ضغط، ثم استخدمها لقلي الدجاج، وخفضت الطريقة الجديدة وقت الإنتاج مع الحفاظ على نوعية الدجاج المقلي مقارنةً مع القلي العميق في المقلاة الأخري.

وضع كولونيل ساندرز في يوليو 1940، لمساته الأخيرة لخلطته ”الوصفة الأصلية“ التي تتكون من 11 نوعاً من الأعشاب والتوابل، وعلى الرغم من أنه لم يكشف علناً عن الوصفة، إلا أنه اعترف باستخدام الملح والفلفل، قائلاً، “بالنسبة لي لا تُقدر وصفتي بثمن”.

وادعى أن مكونات الوصفة تتواجد في مطابخ الجميع، كما اكتشف ساندرز طريقة جديدة لقلي الدجاج بدون استخدام زيت الطهي، وإعتبرها سرية ولم يفصح عنها.

وأطلق الناس على الدجاج الذي يقدمه “كولونيل ساندرز” في المطعم “دجاج كنتاكي“، وقامة بتسمية الخلطة التي يضيفها ساندرز لأطباق الدجاج بـ “خلطة كنتاكي“.

وفي عام 1953، عرض عليه حاكم ولاية كنتاكي شراء المطعم مقابل 150 ألف دولار، ولكن رفض كولونيل ساندرز العرض.

ضربة مؤلمة لـ كولونيل ساندرز
بعد فترة قصيرة اضطر لبيع المطعم بنصف المبلغ الذي عرض عليه من قبل حاكم ولاية كنتاكي وذلك بسبب إعادة تخطيط المدينة وتغيير الطريق العام حيث ابتعد مطعمه عن الطرق السريعة ولم يعد الزبائن يمرّون على محطة الوقود، مما جعل ساندرز يغلق المطعم ويتقاعد.

ومع الوقت لم يستطع كولونيل ساندرز الموهوب أن يبقى في منزله دون عمل وبدأ يبحث عن حل للخروج من تلك الأزمة، فعرض على بعض المستثمرين في كنتاكي التي كان مشهوراً بها أن يستثمروا أموالهم معه لتأسيس مطعم وجبات سريعة قائم بالتحديد على الدجاج المقلي، وهو ما حدث بالفعل وتم افتتاح المطعم في عام 1952، وكان عمر ساندرز وقتها 62 عام.

كنتاكي KFC

ولعب ساندرز دوراً بطولياً منذ ذلك الوقت حيث قام بنفسه بتسويق خلطته السرية في طهي الدجاج المقلي، لدرجة أنه كان يذهب بنفسه إلى المطاعم في أمريكا ليبيع لهم الدجاج الذي يصنعه في مقابل حصة من الارباح.

وواجه كولونيل ساندرز خيبة أمل حيث رفض كثير من أصحاب المطاعم شراء خلطته السرية، ولم ينجح سوى في إقناع خمسة مطاعم فقط خلال عامين.

وينصح الكولونيل ساندرز رواد الأعمال المبتدئين في ضوء تجربته قائلاً، “تذكر أن كل فشل يمكن أن يكون نقطة انطلاق لشيء أفضل”.

كولونيل ساندرز

محاولة لشراكة جديدة
رغم خيبة الأمل التي واجهها الكولونيل ساندرز من أصحاب المطاعم، الذين لم يقبلوا شراء وصفته، لم يستسلم، بل حاول مراراً وتكراراً حتى نجح في عام 1952 في إقامة شراكة مع بيت هارمان، وهو صاحب مطعم ورائد أعمال في سولت ليك بولاية يوتا الأمريكية.

وأسس “ساندرز” و”هارمان” العلامة التجارية الشهيرة “Kentucky Fried Chicken” المعروفة بـ”دجاج كنتاكي المحمر“، وبيع الدجاج الذي يجهزه “كولونيل ساندرز” بوصفته السحرية اللذيذة والحصول على 4 سنتات مقابل كل قطعة دجاج مباعه.

كولونيل ساندرز

ويقول الكولونيل ساندرز “لن تثنيني الساعات ولا العمل ولا المال عن تقديم أفضل آداء لدي”.

وأصبحت الشراكة التي عقدها ساندرز مع بيت هارمان بمثابة انطلاقة جديدة للعلامة التجارية “كنتاكي فرايد تشيكن”، وأول خطوة نحو إنشاء سلسلة مطاعم كنتاكي الشهيرة، حيث أصبح دجاج كنتاكي صنف الدجاج الأكثر مبيعًا، فضلاً عن نجاح الكولونيل ساندرز في عقد نفس الاتفاق مع المطاعم الأخري.

بداية تحقيق الأرباح
تمكن الكولونيل ساندرز من تحقيق أرباح كبيرة، بعد توسع وانتشار العلامة التجارية “كنتاكي فرايد تشيكن” في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، وبحلول عام 1963، وهو في سن الـ 66 أصبح يوجد أكثر من 600 منفذ مرخص في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة والمكسيك وجامايكا يبيعون دجاج كنتاكي.

وبعد 12 عامًا باع الكولونيل ساندرز إمتياز “كنتاكي فرايد تشيكن” إلي جون براون ورجل الأعمال جاك ماسي في عام 1964، مقابل 2 مليون دولار أمريكي وراتب شهري قيمته 40 ألف دولار، ثم وصل الراتب إلى 75 ألف دولار مدى الحياة، واستمر في العمل كونه مراقب للجودة ومتحدث رسمي لسلسلة المطاعم العالمية وظلت صورته على شعارها.

وإحتفظ ساندرز بحقه فيها في كندا، ثم إنتقل بعد ذلك للإقامة في ميسيسوجا في مدينة أونتاريو الكندية.

وكان كولونيل ساندرز يتنقل في جميع أنحاء الولايات المتحدة ويسافر لمسافات طويلة؛ لزيارة منافذ بيع دجاج كنتاكي، والتأكد من جودتها، في ضوء عمله كمراقب للجودة ومتحدث رسمي لمطاعم كنتاكي، وفي الوقت ذاته كان يُرويج للعلامة التجارية “كنتاكي فرايد تشيكن” في وسائل الإعلام المختلفة، حتى تُوفي في ديسمبر عام 1980.

مصير دجاج كنتاكي بعد وفاة كولونيل ساندرز
كولونيل ساندرز
مصير دجاج كنتاكي بعد وفاة كولونيل ساندرز
بعد وفاة كولونيل ساندرز كان هناك ما يقرب من 6000 منفذ لبيع دجاج كنتاكي في حوالي 48 دولة، وكانت تحقق العلامة التجارية الشهيرة مبيعات عالية تصل إلى 2 مليار دولار سنويًا.

ومنذ ذلك الحين تم بيع سلسلة المطاعم أكثر من مرة، وتم بيع الشركة لشركة بيبسيكو العالمية عام 1986 بقيمة 840 مليون دولار.

وبالرغم من بيعها إلا أن أصحابها الجدد كانوا يحرصون على اتباع نفس أسلوب واستراتيجيات الكولونيل ساندرز، وهو ما يجعلها تستكمل مسيرة نجاحها فضلاً عن تحقيق نسب مبيعات كبيرة.

وفي أواخر التسعينيات تغير اسم مطاعم كنتاكي من Kentucky Fried Chicken أو “دجاج كنتاكي المقلي” إلى KFC، وكان هدف شركة YUM براندز من تغيير الاسم هو تركيزها على تنامي الوعي الصحي لدى العملاء وعدم رغبتهم في تناول أطعمة مقلية في الزيت عالي الكوليسترول، أو على الأقل عدم رغبتهم في رؤية الكلمة “مقلي” في إسم سلسلة الوجبات السريعة التي يتناولونها بإستمرار.

وحتي يومنا هذا مازالت سلسلة مطاعم كنتاكي أحد أكبر وأنجح وأشهر سلاسل مطاعم الوجبات السريعة حول العالم، حيث تعمل الآن في أكثر من 123 دولة ويعمل لديها مئات الآلاف من الموظفين.

ومع ذلك فإن قصته تعتبر بمثابة دليلاً أن الرحلة إلى النجاح تكون طريقًا إلى جني الأموال الضخمة.

الدروس المستفادة
تحمل سلسلة مطاعم كنتاكي قصة نجاح مُلهمة، لمؤسسها الكولونيل ساندرز، يمكن أن يستخلص منها رواد الأعمال المبتدئين نصائح ودروس مستفادة تساعدهم في تنمية وتعظيم أعمالهم.

إن قصة نجاح سلسلة دجاج كنتاكي تدل علي أن من يرغب في النجاح، لابد أن يتحلي بالاصرار والعزيمة مهما كانت العقبات والصعاب التي يمكن أن تواجهه خلال حياته.

يقول الكولونيل ساندرز، “العمل الجاد يتفوق على جميع الفيتامينات والمقويات”.

ويوجه الكولونيل ساندرز نصيحة لرواد الأعمال من خلال قصتة، وهي عدم الاستسلام واليأس، فالاستسلام يؤدي إلى الفشل، وهذا يعني أنك لا يمكنك أن تنجح أبدًا.

لم يضعف الكولونيل ساندرز أمام المحاولات الفاشلة التي مر بها، بل ظل يحاول حتى وصل للنجاح، فإذا استسلم للفشل، لم تكن لتسمع اليوم عن إسم دجاج كنتاكي الشهير.

تستفيد أيضاً أن إتباع شغفك هو سر النجاح والسعادة، ولا يمكنك تحقيقهما بدون أن تسعى وراء هدفك وحلمك وتجازف وتخاطر لتفعل ما تحب.

ومن الدروس المستفادة لرجال الأعمال المبتدئين، هو عدم الخوف من أن تبدأ صغيرًا، مادمت تعمل بإجتهاد، ولا تؤجل مشروعك لتنتظر أن تبدأ كبيراً، فقط إبدأ، وتذكر أنه إذا عملت بجد، ستتقدم وتنجح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى