هواوي تبيع تراخيص تقنيات الجيل الخامس من خدمات المحمول إلى منافسيها
أعلنت شركة هواوي عقدها شراكة جديدة مع شركة أوبو، والتي تتضمن تبادل تراخيص تقنيات مختلفة في مجالات الاتصالات وخاصة على مستوى شبكات الجيل الخامس من خدمات المحمول 5G، وذلك بعد تقارير عن بيع هواوي لترخيص استخدام تقنيات 5G إلى العملاق الكوري “سامسونج إليكترونيكس”.
أوضحت هواوي، بحسب بيان رسمي، أن شراكتها الجديدة مع أوبو ستفتح المجال أمام الشركتين لتطوير المزيد من المنتجات والخدمات التنافسية المميزة للمستخدمين، بحسب تصريح آلان فان رئيس قطاع حقوق الملكية الفكرية بهواوي.
إلى جانب ذلك، أشار آدلير فينج، مدير قطاع حقوق الملكية بأوبو، إلى أن الشراكة الجديدة هي “خطوة رابحة للطرفين تمهد الطريق أمام إنشاء بيئة صحية لتبادل حقوق الملكية واستغلالها بشكل يفيد السوق التقني، ويحترم القيمة التي تقدمها جميع الأطراف”.
وبحسب موقع GSMarena، فإن الشراكة الجديدة ستفيد هواوي في تسويق خبراتها الطويلة في مجال صناعة وتطوير تقنيات الاتصالات وخاصة في سوق شبكات 5G، وتقديم تلك الخبرة إلى أوبو، في المقابل ستستفيد من خبرات أوبو في مجال تقنيات الفيديو والصوتيات المتطورة.
وأشار موقع “نيكاي آسيا” إلى أن هواوي أعلنت بيع ترخيص استخدام تقنياتها في مجال 5G إلى العملاق الكوري “سامسونج إليكترونيكس”، وتعد تلك المرة الأولى التي يخرج تصريح رسمي من العملاق الصيني بشأن ترخيص تقنياتها في مجال الاتصالات إلى منافستها الكورية الجنوبية، خاصة أن سامسونج حاولت على مدى الفترة الماضية، تعزيز دورها في سوق تقنيات الاتصالات اللاسلكية، مع الغياب الواضح لغريمتها الصينية.
محاولات تخفيف الضغط
وتعد خطوة بيع ترخيص استخدام تقنيات هواوي للاتصالات إلى شركات منافسة هي حلقة جديدة من سلسلة إجراءات تعمل الشركة الصينية مؤخراً على اتخاذها لتخفيف الضغط المتزايد من جانب الحكومة الأميركية عليها في مجال صناعة تقنيات الاتصالات والشبكات اللاسلكية، على خلفية الاتهامات الموجهة إليها بالتجسس على الأميركيين وعلاقتها المشبوهة بالحزب الصيني الحاكم.
يذكر أن تقريراً نشرته مجلة “بوليتيكو” الأميركية في نوفبمر الماضي، قد أكد أن شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي تعمل على التخلص من جماعات الضغط الغربية الخاصة بها، فضلاً عن تقليص عملياتها الأوروبية، لتعلق طموحاتها في الريادة العالمية.
وقالت المجلة نقلاً عن مقابلات أجريت مع أكثر من 20 موظفاً حالياً وسابقاً ومستشارين استراتيجيين للشركة قولهم، إن “أسباب القيام بذلك لا علاقة له بالإمكانات التجارية للشركة، إذ لا تزال هواوي قادرة على تقديم التكنولوجيا المتطورة بتكاليف أقل من منافسيها، بل الأمر كله يتعلق بالأمور السياسية”.
وقال أحد مسؤولي الشركة، الذي تحدث بشرط عدم كشف هويته، إن “الشركة لم تعد قادرة على مجابهة رياح العولمة، وتحاول إنقاذ نفسها في السوق المحلية”.
من جانبه، لخص مؤسس هواوي رين تشنجفي، مأزق الشركة في كلمة ألقاها أمام المديرين التنفيذيين في مقرها في شنتشن في يوليو الماضي، وعرض التحديات الثلاثية التي واجهتها هواوي على مدى السنوات الثلاث الماضية، مشيراً إلى أن “العداء من واشنطن والاضطرابات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا”، الذي قلب سلاسل التوريد العالمية وزاد من المخاوف الأوروبية بشأن الاعتماد المفرط على دول مثل الصين.
وقال رين في الكلمة غير المعلنة والتي اطلعت “بوليتيكو” على نصها إن “البيئة التي واجهناها في عام 2019 كانت مختلفة عن تلك التي نواجهها اليوم (…) لا تفترضوا أنه سيكون لدينا مستقبل أكثر إشراقاً”.
وأضاف: “كان لدينا في السابق مثل أعلى للعولمة بالسعي جاهدين لخدمة البشرية جمعاء، لكن ما هو مثلنا الأعلى اليوم؟ إنه النجاة!”.
وتحت ضغط الولايات المتحدة بشكل متزايد في قارة كانت تعتبرها هواوي ذات يوم سوقها الخارجية الأكثر استراتيجية، بدأت الشركة ترتد نحو السوق الصينية، وتركز اهتمامها الأوروبي المتبقي على دول قليلة مثل ألمانيا وإسبانيا والمجر، التي لا تزال على استعداد لاستضافة شركة ينظر إليها على نطاق واسع في الغرب على أنها “خطر أمني”.
المصدر: الشرق