عين القارة العجوز على المغرب.. لماذا قامت أوربا بضخ مئات الملايين من الدولارات لدعم “عملاق الطاقة” المتجددة؟

حظيت مشروعات الطاقة المتجددة في المغرب بتمويل أوربي ضخم، إذ تتصدر هذه المشروعات خطة الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بالتزامن مع مساعي الرباط لزيادة مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الكهرباء الوطني مع وضع خطط للتصدير إلى القارّة العجوز.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال زيارتها الأولى إلى المغرب تعزيز الدعم المالي المخصص للمشروعات التنموية، وفي مقدّمتها الطاقة المتجددة في المغرب.

وأشارت إلى أنه سيُخصَّص 1.6 مليار يورو (1.83 مليار دولار أميركي) يغطي المدة ما بين 2021-2027، وفق تأكيدات مصادر أوروبية.

مباحثات المغرب والاتحاد الأوروبي

استقبل رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، صباح اليوم الأربعاء رئيسة المفوضية الأوروبية، التي توجد في زيارة عمل للمغرب.

وشكّل اللقاء فرصة لتسليط الضوء على أهمية الشراكة الإستراتيجية بين الطرفين، وبحثا أهم مشروعات التعاون وفرص تعزيز العمل المشترك في مشروعات الطاقة المتجددة في المغرب.

وأكدت أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي والمملكة المغربية سيعززان تعاونهما في مجال الطاقة الخضراء بإجراء إضافي لتعميق علاقاتهما الثنائية.

وتستهدف الحكومة رفع حصة الطاقة المتجددة في المغرب إلى 52% من إجمالي السعة المركبة بحلول عام 2030، مع خطط لزيادة الحصة إلى 70% بحلول عام 2040 و80% بحلول عام 2050 في مزيج الكهرباء.

التعاون في الطاقة المتجددة

شددت فون دير خلال لقائها مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أن المفوضية الأوروبية والمغرب يعملان على تطوير التعاون المشترك في مجال الطاقة المتجددة، موضحة أن مشروعات التعاون المشترك ستسمح بمعالجة تطوير الطاقات الخضراء.

ويبرز المغرب لأداء دور رئيس في إنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي تعول عليه أوروبا وقودًا مستقبليًا، إذ وضع تقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” المغرب في المرتبة الرابعة عالميًا في خريطة سباق الهيدروجين.

وتوقع التقرير أن تشهد خريطة تجارة الطاقة الدولية تغيرات جذرية خلال السنوات المقبلة، بالتزامن مع ظهور عدّة دول؛ من بينها المغرب، لأداء دور رئيس في سباق الهيدروجين، الذي سيستحوذ على حصة كبيرة من سوق النفط والغاز.

رؤية المغرب

عدّت المسؤولة الأوروبية أن الرؤية الطموحة المحددة للمغرب في النموذج التنموي الجديد تعكس العديد من طموحاته وأهدافه المشتركة.

وشددت فون دير لاين على دور الشباب والجهود التي ستبذل في إطار تعزيز قيم التربية والثقافة، وذكرت أنها ستعوّل على إسهام المغرب في إعداد الخطة الجديدة.

من جهته، أشار رئيس الحكومة عزيز أخنوش إلى أن المغرب شريك إستراتيجي للاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن الطرفين سيعملان على تعزيز العلاقة الإستراتيجية.

وأضاف أخنوش: “ناقشنا موضوع الطاقة المتجددة والانتقال الرقمي والنشاط الثقافي والمشاورات في الاستثمار والانتعاش الاقتصادي، موضحًا أن المغرب شريك إستراتيجي للاتحاد الأوروبي، ويربطه معه قضايا كبرى ومستقبل مشترك.