تحتاج عمليات ترميمها وتجديدها 3 مليارات دولار.. ما لا تعرفه عن “أقدم” مصفاة نفط في الشرق الأوسط
تعمل إيران على تطوير مصفاة “عبادان”، أقدم مصفاة نفط في الشرق الأوسط، باستثمارات تصل إلى 3 مليارات دولار، ضمن خططها لزيادة قدارات تكرير النفط وفق أحدث المواصفات العالمية.
أعلن مشغّل مشروع تطوير مصفاة عبادان، أن عقد مشروع تطوير المصفاة وتثبيتها بهدف تحسينها وجعلها مربحة، يجري العمل من خلاله على توحيد معايير المنتجات وقدرات المصفاة.
وأشار إلى أن المشروع يتضمن إنشاء وحدات جديدة وتجديد الوحدات القديمة، حسبما ذكرت وكالة شانا الإيرانية المتخصصة في النفط.
وقال المسؤول في الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط، أحمد فرزانة: “مع تنفيذ المشروع، لن تزداد الطاقة الإنتاجية في مصفاة عبادان، لكن الهدف من المشروع هو تثبيت القدرة وتحسين جودة منتجات أقدم مصفاة نفط في البلاد”.
زيادة قدرات التكرير
تعمل إيران على رفع طاقة تكرير النفط إلى 3.5 مليون برميل يوميًا خلال السنوات الـ5 المقبلة، من خلال العمل على تطوير المصافي القائمة وإنشاء مصافٍ جديدة، ضمن خطة لتأمين الاحتياجات المحلية وزيادة مبيعات المشتقات النفطية، بما يعود بقيمة مضافة على الاقتصاد الوطني.
وأعلن وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، في تصريح سابق، أن البرنامج المعتمد يشمل التطوير الكمّي والنوعي للمصافي التكريرية الفعلية، إضافة إلى إنشاء مصافٍ جديدة.
تبلغ طاقة التكرير الحالية مع احتساب النفط الخام ومكثفات الغاز 2.2 مليون برميل يوميًا، وبحسب الخطة ستصل إلى 3.5 مليون برميل يوميًا
أكد أحمد فرزانة أن خط التطوير تتضمن إنشاء وتشغيل وحدة التقطير الحالية بقدرة 150 ألف برميل، وتثبيت السعة الإجمالية للمصفاة عند 360 ألف برميل يوميًا (150 ألف برميل قدرة وحدة التفطير الجديدة، و 210 براميل مشتقات نفطية مختلفة).
وشدد على أنه بعد إنشاء وحدة التقطير الجديدة، لتحقيق الاستقرار في قدرة المصفاة عند 360 ألف برميل يوميًا، سيجري تكرير الكمية من المنتجات المكررة في المرحلة الثانية في وحدات الهيدروجين، وسيُرفع مستوى البنود إلى 5 يورو.
وأضاف مشغّل مشروع تطوير وتوحيد سعة مصفاة عبادان: “في الجزء الأول من المرحلة الثانية من مصفاة عبادان،سيجري العمل على تشغيل وحدات إنتاج الهيدروجين، ووحدات التكسير الهيدروليكي، ووحدة تقطير غاز النفط المسال، ووحدات المرافق والمرافق الملحقة، باستثمارات تصل إلى 1.26 مليار دولار.
وقال فرزانة: “في الجزء الثاني من المرحلة الثانية لتطوير أقدم مصفاة نفط، سيجري بناء وحدات معالجة الهيدروجين وإنتاج البنزين ووحدات المرافق والمرافق الإضافية ذات الصلة، باستثمارات تبلغ نحو 1.7 مليار دولار”.
وأضاف أن الجزء الأول من المرحلة الثانية في تطوير مصفاة عبادان، أقدم مصفاة نفط في الشرق الأوسط، سيبدأ العمل به خلال السنة الفارسية الحالية، والتي بدأت في 21 مارس/آذار الماضي.
مصفاة عبادان هي مصفاة نفط إيرانية تقع في مدينة عبادان جنوب محافظة خوزستان ، أكتمل بناء المصفاة عام 1912 وكانت المصفاة عام 1980 تكرر 630,000 برميل من نفط يومياً أي مايعادل 65% من طاقة إيران التكريرية لتكون أكبر مصفاة نفط بالعالم آنذاك.
وبعد نشوب الح..رب الإيرانية العراقية تضررت المصفاة بشكل كبيرة وتوقفت عن العمل بعد فترة قصيرة من نشوب الحرب، و منذ العام 1988 خضعت المصفاة لسلسلة من الإصلاحات لرفع قدرتها التكريرية.
عبادان
تعتبر مدينة عبادان إحدى المدن الواقعة ضمن محافظة خوزستان جنوب غرب إيران على شاطئ الخليج العربي، وقد كانت عبادان مدينةً عربيةً عراقية، لكن تم فصلها عن البصرة على خلفية اتفاق سياسي أيام الحكم العثماني للبلاد العربية، حيثُ كانت عبادان ضمن منطقة الأهواز التي عاشت فيها قبيلة كعب العربية، وحكمها الشيخ خزعل وأسس فيها العديد من المنشآت النفطية قبل سيطرة الإيرانيين عليها، خلال الفترة الممتدة بين عامي1897م إلى 1925م.
تعتبر عبادان اليوم من المراكز العالمية لتكرير النفط، وترتبط بحقول النفط الإيرانية بواسطة شبكة من الأنابيب، ويبلغ عدد سكانها حالياً حوالي 291.690 نسمة، فيما تبلغ مساحتها 2.796 كم².
مناخ مدينة عبادان
إنّ مناخ المدينة الحار والرطب جداً ساعد على الزراعة، خاصة في المناطق الساحلية لبعض الأصناف الزراعية التي تُناسبها الحرارة العالية، مع ارتفاع في مستوى الرطوبة بالجو، مثل الأرز، والقطن، والشاي، وقصب السكر، والبرتقال، والعنب، والتمور.
تاريخ مدينة عبادان الحديث
تذكر بعض المصادر التاريخية أنّ تطور مدينة عبّادان بدأ أوائل القرن العشرين، بالتحديد عام 1909م، وبعد مرور عشرة أعوام صارت عبادان أبرز مدن الخليج العربي وأهمها، وتطورت فيها مظاهر الحياة كثيراً، حيثُ شُيدت المباني والمنازل على نمط المنازل في أوروبا، وتحسنت المرافق في المدينة، ونشطت المجالات الخدمية الأساسية مثل الكهرباء، وعلى ضوء ذلك تحركت الأنظار باتجاه المدينة المتطورة، وقصدها العديد من سكان مناطق إيران الجنوبية المحاذية لها، كما أرسلت بريطانيا عمالها من مستعمرة الهند حينها، مما زاد في عدد سكانها عام 1921م لُيصبح ما يقارب الثلاثين ألف نسمة، وارتبطت عبادان بعدها بمدينة الأهواز في عهد الشيخ خزعل.