قيل في حق قبيلة عربية قبل 1400 عام ويتداوله الناس حتى اليوم.. ماذا تعرف عن قصة المثل لا في العير ولا في النفير؟
قولهم، لا في العـِير ولا في النفير، كناية عَمَّن لا منزلة له بين الناس ولا قَدْر فهو مثل يضرب لـمَن يُحَطّ من شأنه ويصغر قدره
وحقيقة معناه كما يبدو من ظاهر لفظه أنَّ (العير) القافلة من الإبل أو البغال أو الحمير وعليها الأحمال والنفير، القوم ينفرون للقتال
ثم خرج عن هذا المعنى من حقيقته كما يظهر من ألفاظه إلى معنى آخر بلاغي وصار تعبيرا اصطلاحيّا، شاع استعماله بهذا المعنى المجازي الآنف الذكر
يعد هذا المثل من أكثر الأمثال العربية شيوعًا ، وقد أطلق في زمان النبي صلّ الله عليه وسلم على بني زهرة من قبل قبيلة قريش ؛ حينما رفضوا الاشتراك في الحرب ضد سيدنا محمد لأنهم أنفوا محاربته وهو ابن بنتهم أمينة بنت وهب الزهرية
كما يضرب هذا المثل في الرجل قليل النفع، الذي ليس له دور في الأحداث، وهو مثل يقلل من شأن صاحبه، ويجعل أمره مستهان به بين الناس، ومن أطلق المثل هو أبي سفيان بن حرب، وذلك تقليلًا من شأن بني زهرة
قصة المثل
ترجع قصة المثل إلى السنة الثانية من الهجرة حينما كان أبو سفيان بن حرب عائدًا إلى مكة بقافلة قريش التجارية
وكان الرسول صلّ الله عليه وسلم حينها متوجها للمدينة ، فلما علم بقدوم قافلة قريش أراد تأديبها، وحينما سمع بذلك أبو سفيان ارتعدت فرائضه من محمد صلّ الله عليه وسلم وصحبه، وغير مسار القافلة؛ ليبتعد عن الطريق الذي كان من المفترض أن يسير به
ومن شدة خوف أبي سفيان كان قد أرسل لقريش يستنفرهم للدفاع عن القافلة ومحاربة جند محمد فهبت قريش لذلك وذهبت لتقاتل محمد عليه الصلاة السلام
ولما نجت قافلة قريش أرسل إليهم أبو سفيان يخبرهم ، ويطلب منهم العودة لأن القافلة عادت سالمة دون أي خسائر في المال أو الأرواح
ولكن قريش أبت إلا ومحاربة محمد صلّ الله عليه وسلم وتأديب المسلمين، فلم تعد بينما عادت بني زهرة حينما علمت بوصول القافلة
ولما قابلهم أبو سفيان قال لهم: لا في العير ولا في النفير، أي ليس لكم ببعير القافلة أي في التجارة التي تحملها البعير، ولا في النفير أي الحرب والاستنفار للدفاع عن مال قريش
وكان يقصد بهذا اهانتهم، أي أنهم لم يساعدوه، لأنهم ليس لهم في هذا ولا ذاك، وهم قليلون الشأن ولا يصلحون لشيء
إقرأ أيضاَ: لم هجرت الأعرابية قصر الخليفة إلى البادية؟
قصة طريفة من طرائف القدماء، تروي أن أعرابية وقع في هواها أحد خلفاء بني العباس فتزوجها وبنى لها قصرا بشاطئ دجلة، لكنها آثرت العودة إلى البادية.
حكاية الأعرابية الشاعرة التي لم تغترّ ببذخ حياة القصور، وظل حنينها معلقا بحياة طبيعية وبسيطة بين أهلها وأسرتها في البادية
يحكى أن بعض خلفاء بني العبّاس هوى أعرابية فتزوّج بها، فلم يوافقها هوى المدن، فكانت تعتلّ وتتأوّه، مع ما هي عليه من النعيم والراحة، والأمر والنهي، حتى سألها عن شأنها، فأخبرته بما تجد من الشوق إلى البراري وأحاليب الرعاء
وحاول الخليفة أن يوفر أجواء البادية ليرضي زوجته، فبنى لها قصرا على رأس البريّة بشاطئ دجلة، وأمر بالرعاء والأغنام أن تسرح بين يديها وأن تتراءى لها؛ فلم يزدها ذلك إلا شوقًا إلى وطنها
وفي أحد الأيام مرّ الخليفة بالأعرابية في قصرها من حيث لا تشعر بمكانه، فسمعها تبكي وتنتحب، ثمّ قالت، وما ذنبُ أعرابيّة قذفَت بها صروفُ النوى من حيث لم تكُ ظنَّتِ، وتمنّت أحاليبَ الرعاء وخَيمة بنجدٍ فلم يقدر لها ما تمنّتِ، وإذا ذَكرَت ماءَ العُذَيب وطيبَه وبردَ حَصاهُ آخرَ الليل أنّتِ
وعندما سمع الخليفة تلك الأبيات الشعرية خرج على زوجته الأعرابية وطلب منها العودة إلى ديارها، وقال لها “قد قُضي ما تمنّيت، فالحقي بأهلك من غير فراق”، فالتحقت بأهلها بجميع ما كان عندها في قصرها، وظلّ الخليفة يزورها في أهلها بين حين وآخر